زائر- زائر
من طرف زائر السبت 31 يوليو 2010 - 16:43
أَضْحَى التَّنَائِي بَدِيْلاً مِنْ تَدانِيْنا |
| وَنَابَ عَنْ طِيْبِ لُقْيَانَا تَجَافِيْنَا |
|
ألا وقد حانَ صُبح البَيْنِ صَبَّحنا |
| حِينٌ فقام بنا للحِين ناعِينا |
مَن مُبلغ المُبْلِسينا بانتزاحِهم |
| حُزنًا مع الدهر لا يَبلى ويُبلينا |
أن الزمان الذي ما زال يُضحكنا |
| أنسًا بقربهم قد عاد يُبكينا |
غِيظَ العِدى من تساقينا الهوى فدعوا |
| بأن نَغُصَّ فقال الدهر آمينا |
فانحلَّ ما كان معقودًا بأنفسنا |
| وانبتَّ ما كان موصولاً بأيدينا |
لم نعتقد بعدكم إلا الوفاءَ لكم |
| رأيًا ولم نتقلد غيرَه دينا |
ما حقنا أن تُقروا عينَ ذي حسد |
| بنا، ولا أن تسروا كاشحًا فينا |
كنا نرى اليأس تُسلينا عوارضُه |
| وقد يئسنا فما لليأس يُغرينا |
بِنتم وبنا فما ابتلت جوانحُنا |
| شوقًا إليكم ولا جفت مآقينا |
نكاد حين تُناجيكم ضمائرُنا |
| يَقضي علينا الأسى لولا تأسِّينا |
حالت لفقدكم أيامنا فَغَدَتْ |
| سُودًا وكانت بكم بيضًا ليالينا |
إذ جانب العيش طَلْقٌ من تألُّفنا |
| وموردُ اللهو صافٍ من تصافينا |
وإذ هَصَرْنا غُصون الوصل دانية |
| قطوفُها فجنينا منه ما شِينا |
ليسقِ عهدكم عهد السرور فما |
| كنتم لأرواحنا إلا رياحينا |
لا تحسبوا نَأْيكم عنا يُغيِّرنا |
| أن طالما غيَّر النأي المحبينا |
والله ما طلبت أهواؤنا بدلاً |
| منكم ولا انصرفت عنكم أمانينا |
يا ساريَ البرقِ غادِ القصرَ فاسق به |
| من كان صِرفَ الهوى والود يَسقينا |
واسأل هناك هل عنَّي تذكرنا |
| إلفًا، تذكره أمسى يُعنِّينا |
ويا نسيمَ الصِّبا بلغ تحيتنا |
| من لو على البعد حيًّا كان يُحيينا |
فهل أرى الدهر يَقصينا مُساعَفةً |
| منه ولم يكن غِبًّا تقاضينا |
ربيب ملك كأن الله أنشأه |
| مسكًا وقدَّر إنشاء الورى طينا |
أو صاغه ورِقًا محضًا وتَوَّجَه |
| مِن ناصع التبر إبداعًا وتحسينا |
إذا تَأَوَّد آدته رفاهيَة |
| تُومُ العُقُود وأَدْمَته البُرى لِينا |
كانت له الشمسُ ظِئْرًا في أَكِلَّتِه |
| بل ما تَجَلَّى لها إلا أحايينا |
كأنما أثبتت في صحن وجنته |
| زُهْرُ الكواكب تعويذًا وتزيينا |
ما ضَرَّ أن لم نكن أكفاءَه شرفًا |
| وفي المودة كافٍ من تاستغفر اللهافينا |
يا روضةً طالما أجْنَتْ لَوَاحِظَنا |
| وردًا أجلاه الصبا غَضًّا ونَسْرينا |
ويا حياةً تَمَلَّيْنا بزهرتها |
| مُنًى ضُرُوبًا ولذَّاتٍ أفانِينا |
ويا نعيمًا خَطَرْنا من غَضَارته |
| في وَشْي نُعمى سَحَبْنا ذَيْلَه حِينا |
لسنا نُسَمِّيك إجلالاً وتَكْرِمَة |
| وقدرك المعتلى عن ذاك يُغنينا |
إذا انفردتِ وما شُورِكْتِ في صفةٍ |
| فحسبنا الوصف إيضاحًا وتَبيينا |
يا جنةَ الخلد أُبدلنا بسَلْسِلها |
| والكوثر العذب زَقُّومًا وغِسلينا |
كأننا لم نَبِت والوصل ثالثنا |
| والسعد قد غَضَّ من أجفان واشينا |
سِرَّانِ في خاطرِ الظَّلْماء يَكتُمُنا |
| حتى يكاد لسان الصبح يُفشينا |
لا غَرْو فِي أن ذكرنا الحزن حِينَ نَهَتْ |
| عنه النُّهَى وتَركْنا الصبر ناسِينا |
إذا قرأنا الأسى يومَ النَّوى سُوَرًا |
| مكتوبة وأخذنا الصبر تَلْقِينا |
أمَّا هواكِ فلم نعدل بمنهله |
| شِرْبًا وإن كان يروينا فيُظمينا |
لم نَجْفُ أفق جمال أنت كوكبه |
| سالين عنه ولم نهجره قالينا |
ولا اختيارًا تجنبناه عن كَثَبٍ |
| لكن عدتنا على كره عوادينا |
نأسى عليك إذا حُثَّت مُشَعْشَعةً |
| فينا الشَّمُول وغنَّانا مُغَنِّينا |
لا أَكْؤُسُ الراحِ تُبدى من شمائلنا |
| سِيمَا ارتياحٍ ولا الأوتارُ تُلهينا |
دُومِي على العهد، ما دُمْنا، مُحَافِظةً |
| فالحُرُّ مَنْ دان إنصافًا كما دِينَا |
فما اسْتَعَضْنا خليلاً مِنك يَحْبسنا |
| ولا استفدنا حبيبًا عنك يُثْنينا |
ولو صَبَا نَحْوَنا من عُلْوِ مَطْلَعِه |
| بدرُ الدُّجَى لم يكن حاشاكِ يُصْبِينا |
أَوْلِي وفاءً وإن لم تَبْذُلِي صِلَةً |
| فالطيفُ يُقْنِعُنا والذِّكْرُ يَكْفِينا |
وفي الجوابِ متاعٌ لو شفعتِ به |
| بِيْضَ الأيادي التي ما زلْتِ تُولِينا |
عليكِ مِني سلامُ اللهِ ما بَقِيَتْ |
| صَبَابةٌ منكِ نُخْفِيها فَتُخفينا |