قبل التاريخ
لقد دلت الحفريات التي وجدت بأولاد جلال والمنتشرة عبر بلديات بسكرة من
حجارة مصقولة ومناجم ومحطات أن تاريخ المدينة يعود إلى العصور الحجرية
الأولى ( الفبصية ) أي حوالي 35000 إلى 10000 سنة خاصة ما وجد منحوتا في
الحجارة التي عثر عليها شمال الوادي وقد أكدت هذا المؤرخة " هيرودوك " ، "
Herodoc " وأن التواجد الإنساني حول نهر" تريتون " " Triton " يعود إلى
484 و 420 سنة قبل التاريخ.
المرحلة القديمة
كانت مدينة بسكرة كغيرها من المدن الجزائرية مأهولة بالبربر لفترة طويلة
وعندما حط الفينيقيون على الساحل المغربي قادمين من الشام موطنهم الأصلي
سنة 880 قبل الميلاد وأسسوا دولتهم "البونيقية" و كان لهم عظيم الأثر.
وكانت عاصمتهم "قرطا جنة" في عزها إلى أن أحرقت في معركة " جامة" و اضطر
الناس للهروب إلى أعالي الجبال عندها تكونت ممالك جديدة ذات سيادة أبرزها
"نوميديا" وعاصمتها " سيرتا" (قسنطينة) و أخذت على عاتقها المقاومة و من
أعظم ملوكها " يوغرطا" الذي اغتيل غدرا و بدأ زوال "نوميديا" بزوالها رغم
ظهور ملوك شجعان آخرين يعدون على الأصابع و انتهت نوميديا سنة 42م تقريبا
، لم يعثر على كثير من الشواهد و الأدلة الخاصة ببسكرة في هذه الفترة.
المرحلة الرومانية
ابتدأت حقبة جديدة بعد المرحلة البربرية كرس خلالها الرومان أنفسهم في
التغلغل داخل البلاد و أنشؤوا بها العديد من المدن هي: -مدن رومانية:
تعتبر كوطن روماني أهلها يتمتعون بكل الحقوق الرومانية ومن بينها مدينة
جميلي الصغرى المتواجدة ببلدية أورلال والتي تبعد عن مقر الولاية بسكرة بـ
38 كلم. مدن لاتينية: لها حرية التجارة و التملك و ليس لها حق الانتخاب و
الإعفاء من الضرائب مدن بلدية ((municipales: لها كل الحقوق الرومانية ما
عدا الانتخاب و كانت المدن البلدية بثلاث أشكال:
مدن معتبرة حليفة للرومان.
مدن حرة.
مدن معفاة من الخراج.
و لم يتمكنوا من الوصول إلى الأوراس إلا بعد سنة 100 بقليل تقدمت خلالها
مراكز الحراسة و أحاطوا جبل الأوراس الممتنع و لم يتم فتحه إلا أواخر
القرن الثاني و بداية الثالث، كان الحد الرومان مارا جنوب الأوراس وشاطىء
واد الجدي ببسكرة الأيمن ثم يصعد و يمر وسط جبال الزاب و يقطع واد الشعير.
و كان للرومان نقط حربية خلف الحدود ذلك لأنهم ليسوا أمة صحراوية و لا قبل
ببيئتها و لأنهم تلقوا مقاومة كبيرة خاصة مقاومة " تكفريناس" التي انطلقت
من ضواحي بسكرة.
المرحلة الوندالية
الوندال هم قبائل وحشية قادمين من أوربا الوسطى و ليسوا أهل حضارة و هم
أقرب للتتار و عند غزوهم للجزائر و وصولهم إلى المنطقة سنة 429 ميلادي
نكلوا بأهلها و أحرقوا و دمروا و اغتصبوا الأراضي الخصبة و لم يبقى لهم
أثر لأنهم عصابة مدمرة لاقوا مقاومة عنيفة من أهالي المنطقة.
المرحلة البيزنطية
سنة 533 ميلادي احتل البيزنطيون المغرب العربي بعدما طردوا الوندال منه و
قد أستطاعوا التحكم في سياسية البلاد و فرض سيطرتهم على مساحة كبيرة من
الوطن و كانت لهم مدن بالمنطقة أهمها : القنطرة و تهودة و بادس و هم من
أوئل ما شيدوا بها و لذلك توجد نسبة كبيرة من الإرث البزنطي أغلبه كان تحت
الأنقاض و قد إنتهى هذا الاحتلال عام 647 ميلادي .
المرحلة العربية الإسلامية
لقد تم الفتح الإسلامي على يد الفاتح العظيم " عقبة بن نافع " بعد أن أسس
القيروان كقاعدة لينطلق منها و كان ذلك سنة 663 ميلادى و تمكن من أن يخضع
المنطقة كلها لولا أن ارتد عليه و خيانة الوعد من طرف " كسيلة " حيث دارت
رحي معركة أستشهد خلالها التابعي " عقبة بن نافع" بمنطقة تهودة و قد بني
له ضريح و مسجد في مدينة تحمل أسمه " سيدى عقبة" ثم جاءت رحلة لا يعلم
عنها شيئا و لم يكن التاريخ جد دقيق إلا ما دلت عليه بعض الآثار أو بعض
الأثار أو بعض المخطوطات و ما جاء عن الرحالات الذين زاروها و هذا نظرا
لأن المدينة شهدت غير ذي مرة زلزال و مرتين حط بها الطاعون الي غير هذا من
عادات الزمان و نذكر ماقاله " العياشي " في رحلته " : و بسكرة من أعظم
المدن و أجمعها من منافع كثيرة مع توفر اسباب العمران فيها قد جمعت بين
التل و الصحراء ذات نخيل كثيرة و زرع كثيف و زيتون ناعم و كتان جيد و ماء
جار في نواحها و رحى متعددة تطحن بالماء و مزارع حناء الي غير ذلك و بجملة
ما رايت في البلاد التي سلكتها شرقا و غربا لا أحسن منها ولا احصن منها و
لا اجمع لاسباب المعاش " و ذكر أن عام 1060 كان عام و باء و انه مات به في
بسكرة نحو 70000 ألف و هذا يرشد الي ما بلغ عمرانها بعد " بني مزني "
بأكثر من قرنين و نصف قاست فيها ألوانا من شر و ضروبا من الفتن فكيف يكون
عمرنها ايام سعادتها و هنائها, أيام بنى مزنى هي امارة شهدتها مدينة بسكرة
و قد عاشت نحو قرن و نصف. و أحسن ما نختم به هذه الحقبة التي يجعلها
الكثيرين ما قاله الوزير الانزلسي " لسان الدين بن الخطيب " في رسالته عند
بعثها لأبن خلدون و هو مقيم عند الامير " احمد بن يوسف ": من أنكر
غيثــــا منشؤه فـي الأرض و ليس بمخلفها فبنان بني مزني مـــزن تنـهل بلطف
مـــصرفها مزني مـدخل ببســـكرة يـوم نطقت بمـــصحفها شــــكرت حتى
بعبارتها و بمعناها و بــــأحرفها ضحكت بـــابي الـعباس مـن الأيام ثنايا
زخــرفها وتنكرت الــــدنيا حتى عــرفت مــنها بمعرفت
لقد دلت الحفريات التي وجدت بأولاد جلال والمنتشرة عبر بلديات بسكرة من
حجارة مصقولة ومناجم ومحطات أن تاريخ المدينة يعود إلى العصور الحجرية
الأولى ( الفبصية ) أي حوالي 35000 إلى 10000 سنة خاصة ما وجد منحوتا في
الحجارة التي عثر عليها شمال الوادي وقد أكدت هذا المؤرخة " هيرودوك " ، "
Herodoc " وأن التواجد الإنساني حول نهر" تريتون " " Triton " يعود إلى
484 و 420 سنة قبل التاريخ.
المرحلة القديمة
كانت مدينة بسكرة كغيرها من المدن الجزائرية مأهولة بالبربر لفترة طويلة
وعندما حط الفينيقيون على الساحل المغربي قادمين من الشام موطنهم الأصلي
سنة 880 قبل الميلاد وأسسوا دولتهم "البونيقية" و كان لهم عظيم الأثر.
وكانت عاصمتهم "قرطا جنة" في عزها إلى أن أحرقت في معركة " جامة" و اضطر
الناس للهروب إلى أعالي الجبال عندها تكونت ممالك جديدة ذات سيادة أبرزها
"نوميديا" وعاصمتها " سيرتا" (قسنطينة) و أخذت على عاتقها المقاومة و من
أعظم ملوكها " يوغرطا" الذي اغتيل غدرا و بدأ زوال "نوميديا" بزوالها رغم
ظهور ملوك شجعان آخرين يعدون على الأصابع و انتهت نوميديا سنة 42م تقريبا
، لم يعثر على كثير من الشواهد و الأدلة الخاصة ببسكرة في هذه الفترة.
المرحلة الرومانية
ابتدأت حقبة جديدة بعد المرحلة البربرية كرس خلالها الرومان أنفسهم في
التغلغل داخل البلاد و أنشؤوا بها العديد من المدن هي: -مدن رومانية:
تعتبر كوطن روماني أهلها يتمتعون بكل الحقوق الرومانية ومن بينها مدينة
جميلي الصغرى المتواجدة ببلدية أورلال والتي تبعد عن مقر الولاية بسكرة بـ
38 كلم. مدن لاتينية: لها حرية التجارة و التملك و ليس لها حق الانتخاب و
الإعفاء من الضرائب مدن بلدية ((municipales: لها كل الحقوق الرومانية ما
عدا الانتخاب و كانت المدن البلدية بثلاث أشكال:
مدن معتبرة حليفة للرومان.
مدن حرة.
مدن معفاة من الخراج.
و لم يتمكنوا من الوصول إلى الأوراس إلا بعد سنة 100 بقليل تقدمت خلالها
مراكز الحراسة و أحاطوا جبل الأوراس الممتنع و لم يتم فتحه إلا أواخر
القرن الثاني و بداية الثالث، كان الحد الرومان مارا جنوب الأوراس وشاطىء
واد الجدي ببسكرة الأيمن ثم يصعد و يمر وسط جبال الزاب و يقطع واد الشعير.
و كان للرومان نقط حربية خلف الحدود ذلك لأنهم ليسوا أمة صحراوية و لا قبل
ببيئتها و لأنهم تلقوا مقاومة كبيرة خاصة مقاومة " تكفريناس" التي انطلقت
من ضواحي بسكرة.
المرحلة الوندالية
الوندال هم قبائل وحشية قادمين من أوربا الوسطى و ليسوا أهل حضارة و هم
أقرب للتتار و عند غزوهم للجزائر و وصولهم إلى المنطقة سنة 429 ميلادي
نكلوا بأهلها و أحرقوا و دمروا و اغتصبوا الأراضي الخصبة و لم يبقى لهم
أثر لأنهم عصابة مدمرة لاقوا مقاومة عنيفة من أهالي المنطقة.
المرحلة البيزنطية
سنة 533 ميلادي احتل البيزنطيون المغرب العربي بعدما طردوا الوندال منه و
قد أستطاعوا التحكم في سياسية البلاد و فرض سيطرتهم على مساحة كبيرة من
الوطن و كانت لهم مدن بالمنطقة أهمها : القنطرة و تهودة و بادس و هم من
أوئل ما شيدوا بها و لذلك توجد نسبة كبيرة من الإرث البزنطي أغلبه كان تحت
الأنقاض و قد إنتهى هذا الاحتلال عام 647 ميلادي .
المرحلة العربية الإسلامية
لقد تم الفتح الإسلامي على يد الفاتح العظيم " عقبة بن نافع " بعد أن أسس
القيروان كقاعدة لينطلق منها و كان ذلك سنة 663 ميلادى و تمكن من أن يخضع
المنطقة كلها لولا أن ارتد عليه و خيانة الوعد من طرف " كسيلة " حيث دارت
رحي معركة أستشهد خلالها التابعي " عقبة بن نافع" بمنطقة تهودة و قد بني
له ضريح و مسجد في مدينة تحمل أسمه " سيدى عقبة" ثم جاءت رحلة لا يعلم
عنها شيئا و لم يكن التاريخ جد دقيق إلا ما دلت عليه بعض الآثار أو بعض
الأثار أو بعض المخطوطات و ما جاء عن الرحالات الذين زاروها و هذا نظرا
لأن المدينة شهدت غير ذي مرة زلزال و مرتين حط بها الطاعون الي غير هذا من
عادات الزمان و نذكر ماقاله " العياشي " في رحلته " : و بسكرة من أعظم
المدن و أجمعها من منافع كثيرة مع توفر اسباب العمران فيها قد جمعت بين
التل و الصحراء ذات نخيل كثيرة و زرع كثيف و زيتون ناعم و كتان جيد و ماء
جار في نواحها و رحى متعددة تطحن بالماء و مزارع حناء الي غير ذلك و بجملة
ما رايت في البلاد التي سلكتها شرقا و غربا لا أحسن منها ولا احصن منها و
لا اجمع لاسباب المعاش " و ذكر أن عام 1060 كان عام و باء و انه مات به في
بسكرة نحو 70000 ألف و هذا يرشد الي ما بلغ عمرانها بعد " بني مزني "
بأكثر من قرنين و نصف قاست فيها ألوانا من شر و ضروبا من الفتن فكيف يكون
عمرنها ايام سعادتها و هنائها, أيام بنى مزنى هي امارة شهدتها مدينة بسكرة
و قد عاشت نحو قرن و نصف. و أحسن ما نختم به هذه الحقبة التي يجعلها
الكثيرين ما قاله الوزير الانزلسي " لسان الدين بن الخطيب " في رسالته عند
بعثها لأبن خلدون و هو مقيم عند الامير " احمد بن يوسف ": من أنكر
غيثــــا منشؤه فـي الأرض و ليس بمخلفها فبنان بني مزني مـــزن تنـهل بلطف
مـــصرفها مزني مـدخل ببســـكرة يـوم نطقت بمـــصحفها شــــكرت حتى
بعبارتها و بمعناها و بــــأحرفها ضحكت بـــابي الـعباس مـن الأيام ثنايا
زخــرفها وتنكرت الــــدنيا حتى عــرفت مــنها بمعرفت