اقتدي بنبيك في التعامل مع زوجاته
اعتاد القراء على طائفة غريبة من الأنباء هذه الأيام ، فكثيرا ما تطالعنا الصحف بخبر تطليق زوج لزوجته لأنها تأخرت في تحضير الغذاء ، وآخر يضرب "أم عياله" لأنها لم تعد له كوب الشاي ، وثالث يقتل شريكة عمره لأنها زادت الملح بالطعام ..!!!ويؤكد المتابعون أن هذه الحوادث تحمل دلالات خطيرة عن اختلال العلاقة ما بين الزوج وحرمه ، فما أكثر الأزواج الذين يحمّلون زوجاتهم أعباء تفوق قدراتهم بحجة أنها الزوجة وأنها عليها حسن الطاعة لمطالبه ، فيرى بعض الأزواج حقوقهم دون الإلتفات لواجباتهم .
وهذا ما يفسر الأرقام المخيفة لقضايا الأحوال الشخصية والخلع والطلاق والنفقة التي تصل إلى جنبات المحاكم ، في حين أن التخلص من هذه المشاكل ليس معضلة في حد ذاته ولا يحتاج جهدا خارقا ، فنجاح الحياة الأسرية ـ في نظر المراقبين ـ لا يحتاج سوى الإقتداء بسنة الرسول المصطفى محمد صلي الله عليه وسلم في معاملاته الأسرية .
فإذا استعرضنا المواقف الخلافية بين النبي وأزواجه فسنجد تصرفاته نموذجاً ينبغي على كل مسلم أن يهتدي به حتى ينال السعادة في الدنيا والآخرة .
حنون معطاء
ولنرى معاً كيف كان حال الرسول الكريم مع زوجاته ، في مختلف الأحوال ، فالرسول الكريم كان يرفع من شأن زوجاته ويقدرهن ، ويدللهن ، ، فها هو صلوات ربي وسلامه عليه بعد رجوعه من إحدى الغزوات ، يطلب من القافلة أن تسبقه، ويقوم بمسابقة السيدة عائشة وليست لمرة واحدة بل مرتين ، فبعد أن كان القائد الباسل في المعركة منذ ساعات ، أصبح الزوج الحاني المعطاء مع زوجته .
وفي موقف آخر تحكي السيدة عائشة رضي الله عنها {دخل مجموعة من أهل االحبشة المسجد يلعبون، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم (يا حميراء(1) أتحبين أن تنظري إليهم؟) فقلت: نعم، فقام بالباب ، وجئته فوضعت ذقني على عاتقه، فأسندت وجهي إلى خده، قالت: ومن قولهم يومئذ : أبا القاسم طيبا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (حسبك) فقلت: يا رسول الله لا تعجل ، فقام لي ، ثم قال : حسبك (فقلت : لا تعجل يا رسول الله، قالت : ومالي حب النظر إليهم ولكني أحببت أن يبلغ النساء مقامه لي، ومكاني منه) رواه النسائي وصححه الحافظ وتابعه الألباني في آداب الزفاف وأصله في الصحيحين.
هل تصورت كيف كانت تقف خلف النبي صلى الله عليه وسلم ليسترها وقد وضعت ذقنها على عاتقه صلى الله عليه وسلم وأسندت وجهها إلى خده صلى الله عليه وسلم؟
وكانت تطلب من النبي صلى الله عليه وسلم أن تبقى فترة أطول، تقول وما بي حب النظر إليهم ولكن كان هدفها أن تسمع النساء مكانتها عنده... ومع ذلك صبر النبي صلى الله عليه وسلم على إطالتها محبة لها ومراعاة لمشاعرها .
فعلى الرغم من كل المسئوليات التي يتحملها الرسول الكريم ،إلا انه لا ينس حقوق زوجاته عليه ،فيعاملهم بمنتهي الرقة والحب ولم يقلل أبدا منهم ،فهو القائل في حديثه الشريف "النساء شقائق الرجال " ويستدل من حديثه الشريف أنه أبدا لم يقلل من قيمتها كما هو مفهوم عند الكثير فهو يضعها في منزلة مساوية له وفي مكانة كبيرة ،ولما لا فهي الأم والزوجة والأخت والعمة والابنة والخالة .
وإعلاء لمكانة الزوجة ،ومن أجل الرفعة من مكانتها ، والحث على إدخال الفرحة إلى قلبها ، بين الرسول لأمته أن اللهو واللعب مع الزوجة مما يثاب عليه الرجل ، بل لا يعد من اللهو أصلا: ففي حديث عطاء بن أبي رباح قال: رأيت جابر بن عبد الله وجابر بن عمير الأنصاريين يرميان فمل أحدهما فجلس فقال الآخر سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( كل شيء ليس من ذكر الله فهو لغو ولهو إلا أربعة خصال مشي بين الغرضين وتأديبه فرسه وملاعبته أهله وتعليم السباحة)
وقد بلغت رقة النبي الشديدة مع زوجاته أنه كان صلوات ربي وسلامه عليه يخشى عليهن حتى من إسراع الحادي في قيادة الإبل اللائي يركبنها، فعن أنس رضي الله عنه أن النبي (صلى الله عليه وسلم ) كان في سفر وكان هناك غلام اسمه أنجشة يحدو بهن (أي ببعض أمهات المؤمنين وأم سليم) يقال له أنجشة، فاشتد بهن في السياق، فقال النبي (صلى الله عليه وسلم ) "رويدك يا أنجشة سوقك بالقوارير".. (رواه البخاري) .
اعتراف على الملأ
وفي الوقت الذي يرى فيه بعض الرجال أن مجرد ذكر اسم زوجته أمام الآخرين ينقص من قيمته ، نجد رسولنا الكريم يجاهر بحبه لزوجاته أمام الجميع. فعن عمرو بن العاص أنه سأل النبي (صلى الله عليه وسلم ) :"أي الناس أحب إليك. قال: عائشة، فقلت من الرجال؟ قال: أبوها". (رواه البخاري) .
ولم يكن الحال مع عائشة فقط ، ففي موقف آخر تحكي لنا السيدة صفية بنت حيي إحدى زوجات الرسول : "أنها جاءت رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) تزوره في اعتكافه في المسجد في العشر الأواخر من رمضان، فتحدثت عنده ساعة، ثم قامت لتنصرف، فقام النبي (صلى الله عليه وسلم ) معها يوصلها، حتى إذا بلغت المسجد عند باب أم سلمة مر رجلان من الأنصار فسلما على رسول الله (صلى الله عليه وسلم )، فقال لهما: "على رسلكما، إنما هي صفية بنت حيي". (رواه البخاري) .
وبرومانسية المحب وحنان الزوج " يحكي لنا أنس أن جاراً فارسياً لرسول الله كان يجيد طبخ المرق، فصنع لرسول الله (صلى الله عليه وسلم ) طبقاً ثم جاء يدعوه، فرفض سيدنا محمد الدعوة مرتين؛ لأن جاره لم يدع معه عائشة للطعام، وهو ما فعله الجار في النهاية!
سند في الشدائد
وحبيبنا المصطفي كان مراعيا للحالة التي عليها المرأة ،في الأوقات التي تكون حالتها النفسية والبدنية مختلفة عن باقية الأوقات ، فعن ميمونة رضي الله عنها قالت: " كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) يدخل على إحدانا وهي حائض فيضع رأسه في حجرها فيقرأ القرآن، ثم تقوم إحدانا بخمرته فتضعها في المسجد وهي حائض". (رواه أحمد).
وفي موقف آخر يحاول الرسول الكريم إن يهدأ من الحالة السيئة لإحدى زوجاته ، فقد دخل الرسول ذات يوم على زوجته السيدة (صفية بنت حيي) ـ رضي الله عنها ـ فوجدها تبكي، فقال لها ما يبكيك؟
قالت: حفصة تقول: إني ابنة يهودي؛ فقال : قولي لها زوجي محمد وأبي هارون وعمي موسى.. (الإصابة 8/127) وهكذا نرى كيف يحل الخلاف بكلمات بسيطة وأسلوب طيب.
رفيق بنسائه
وفي وقت يخجل كثير من الرجال من مساعدة زوجاتهم معتقدين أن ذلك قد يقلل من مكانتهم ،نجد رسولنا الكريم لا يتأخر أبدا عن مساعدة زوجاته ،فقد روي عن السيدة عائشة في أكثر من رواية أنه كان في خدمة أهل بيته. فقد سئلت عائشة ما كان النبي (صلى الله عليه وسلم ) يصنع في بيته؟ قالت: كان يكون في مهنة أهله (أي خدمة أهله) (رواه البخاري). وفي حادثة أخرى أن عائشة سئلت عما كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) يعمل في بيته؟ قالت: "كان يخيط ثوبه ويخصف نعله ويعمل ما يعمل الرجال في بيوتهم" .
يشاورهن في قرارته
وفي وقت الذي ينظر فيه الرجال إلى النساء على أنهن ناقصات عقل ودين ،وانه لا يجب أن يأخذ برأيهن ، ،لم يخجل الرسول الكريم وقائد الأمة العظيم في الأخذ برأي زوجته، ويتجلى ذلك في استشارته صلى الله عليه وسلم لأم سلمة في صلح الحديبية عندما أمر أصحابه بنحر الهدي و حلق الرأس فلم يفعلوا ، لأنه شق عليهم أن يرجعوا ، ولم يدخلوا مكة ، فدخل مهموما حزينا على أم سلمة في خيمتها فما كان منها إلا أن جاءت بالرأي الصائب فقالت : اخرج يا رسول الله فاحلق و انحر ، فحلق و نحر ، فإذا بأصحابه كلهم يقومون بقومة رجل واحد فيحلقوا و ينحروا .
حليم في غضبه
وفي عصر تمتد فيه أيدي الأزواج إلى نسائهم إذا ما أخطاوا ، ننظر إلى حكمة الرسول ورقته ولطفه في التعامل مع نسائه إذا ما حدث أي خلاف بينه وبين زوجاته ، فقد حدث خلاف بين النبي وعائشة ـ رضي الله عنهما فقال لها من ترضين بيني وبينك .. أترضين بعمر؟ قالت: لا أرضي عمر قط "عمر غليظ". قال أترضين بأبيك بيني وبينك؟ قالت: نعم، فبعث رسول الله رسولاً إلى أبي بكر فلما جاء قال الرسول : تتكلمين أم أتكلم؟ قالت: تكلم ولا تقل إلا حقاً، فرفع أبو بكر يده فلطم أنفها، فولت عائشة هاربة منه واحتمت بظهر النبي ، حتى قال له رسول الله: أقسمت عليك لما خرجت بأن لم ندعك لهذا.
فلما خرج قامت عائشة فقال لها الرسول : ادني مني؛ فأبت؛ فتبسم وقال: لقد كنت من قبل شديدة اللزوق( اللصوق ) بظهري - إيماءة إلى احتمائها بظهره خوفًا من ضرب أبيها لها -، ولما عاد أبو بكر ووجدهما يضحكان قال: أشركاني في سلامكما، كما أشركتماني في دربكما". (رواه الحافظ الدمشقي) .
وعندما يشتد الغضب يكون الهجر في أدب النبوة أسلوباً للعلاج ، فلما يمد الرسول الكريم أبدا يده على أي من زوجاته ، فقد هجر الرسول زوجاته يوم أن ضيقن عليه في طلب النفقة.. حتى عندما أراد الرسول الكريم أن يطلق إحدى زوجاته نجده ودوداً رحيماً، فتحكي (بنت الشاطئ) في كتابها (نساء النبي) ذلك الموقف الخالد قائلة عن سودة بنت زمعة ـ رضي الله عنها ـ أرملة مسنة غير ذات جمال ، ثقيلة الجسم، كانت تحس أن حظها من قلب الرسول هو الرحمة وليس الحب، وبدا للرسول آخر الأمر أن يسرحها سراحًا جميلاً كي يعفيها من وضع أحس أنه يؤذيها ويجرح قلبها، وانتظر ليلتها وترفق في إخبارها بعزمه على طلاقها.
وحتى في اشد المواقف التي يتعرض لها بيت النبوة ،والتي هزته بقوة الا وهو حادث الإفك ، كان موقف النبي صلى الله عليه وسلم نبراساً لكل مسلم، فتروى السيد عائشة في الصحيحين قائلة: فاشتكيت حين قدمناها شهراً، والناس يفيضون في قول أهل الإفك، ولا أشعر بشيء من ذلك، وهو يريبني في وجعي أني لا أرى من رسول الله صلى الله عليه وسلم اللطف الذي أرى منه حين أشتكي، إنما يدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقول "كيف تيكم؟"
وعندما يخطب النبي صلى الله عليه وسلم على المنبر يقول: يا معشر المسلمين، من يعذرني من رجل قد بلغني أذاه في أهلي، فوالله ما علمت على أهلي إلا خيراً.. وحين يتحدث إلى عائشة يقول لها برقته المعهودة (صلى الله عليه وسلم): أما بعد يا عائشة، فإنه قد بلغني عنك كذا وكذا، فإن كنت بريئة فسيبرئك الله، وإن كنت ألممت بذنب، فاستغفري الله وتوبي إليه"، "حديث الإفك مروي في الصحيحين" حتى أنزل الله من فوق سبع سموات براءة فرح بها قلب النبي صلى الله عليه وسلم وعائشة والمسلمون جميعهم.
فرغم المكانة العظيمة والمنزلة الرفيعة التي يتمتع بها الرسول الكريم ،وتحمله لهموم الأمة الإسلامية بأكملها .. فإن رقته في التعامل مع زوجاته تفوق الوصف..فلا تتعلل بمسئولياتك عزيزي الزوج وكن كما كان محمد لتكون زوجتك كخديجة وعائشة وصفية .
ويؤكد العلماء على أنه ليس حسن الخلق مع الزوجة كف الأذى عنها فقط ، بل احتمال الأذى منها، والحلم عند طيشها وغضبها إقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم فقد كانت أزواجه تراجعنه الكلام، وتهجره الواحدة منهن اليوم إلى الليل، وراجعت امرأة عمر رضي الله عنه فقال: أتراجعينني؟ فقالت: إن أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم يراجعنه وهو خير منك .
منقول
حتى تكون لك خديجة كن لها محمد
latifamer- مشرفة
- تاريخ الميلاد : 03/09/1986
الدولة : الجزائر
الولاية : تبسة
المزاج : هادئة
عدد الرسائل : 1433
عدد النقاط : 9219
نقاط تقيم الاعضاء : 127
العمر : 38
الوظيفة : موظفة
تعاليق : قـآلوَآ عنْ هُدوئيَ وَ سُكوتـيَ فتـآأهـٌ مغرورةُ متكبرهـٌ
قـآلوآ عنْ صمتيَ آننيَ ضعيفهٌ وعلى ردَ آلظُلمَ لستُ قـآدرهـٌ
قـآلوآ عنْ طيبتيَ آننيَ فريسهٌ سهلةٌ وٍَ لــِ غدرَ آلنآسُ متقبلهـٌ
وٍ تركتُهمْ يتنـآولونَ آلأقــآوٍيلْ عنيَ ولمْ آنطقُ بــ كلمهٌـ
لأننيَ حقـــآأ ..../ عُملةٌ نآدره
تاريخ التسجيل : 13/11/2010
بطاقة الشخصية
حقل رمي النرد:
(1/1)
رد: حتى تكون لك خديجة كن لها محمد
جزااااك الله خيرا.. على هذا المجهود الرائــع..
بــارك الله فيــك على الموضـــوع ..
الى الأمـــام..
لاتبـخل عليــنا بجـــديــدك..
و تقـبل مروريـ..
تحياتي..
بــارك الله فيــك على الموضـــوع ..
الى الأمـــام..
لاتبـخل عليــنا بجـــديــدك..
و تقـبل مروريـ..
تحياتي..
بارك الله فيكي وجازاكي خيرا
شكرا بارك الله فيكي
ربنا يهدي الشباب والشبابات امين
وشكرا علي الموضوع
ربنا يهدي الشباب والشبابات امين
وشكرا علي الموضوع
اميييييييييين يارب العالمين تحياتي لكم ،وشكرا على المرور العطر
عزيمة الصحابة
ولا زال ابن الجوزي رحمه الله يضرب الأمثال، يقول:
ولولا جِدُّ أنس ابن النضرِ في ترك هواه، وقد رأيت من آثار عزمته لئن أشهدني الله مشهدًا ليرينّ اللهُ ما أصنع_ حتى أنه لما قُتل ما عرفته أخته ,إلا ببنانه._لولا ذاك العزمُ ما كان انبساطُ وجهِهِ يوم قال والله لا تُكسر سِن الرُّبيَّع.
يشير ابن الجوزي _رحمه الله_ إلى واقعتين بهذا الكلام.
يقول :" لولا جِدُّ أنس ابن النضر في ترك هواه، وقد رأيتَ من آثار عزمتهِ لئن أشهدني الله مشهدًا ليرينّ الله ما أصنع،"
يشير إلى ما رواه الشيخان، من حديث أنس_ ت_ قال :" قال أنس ابن النضر وهو عمي الذي سُمِتُ به، أول مشهدٍ لرسول الله ﷺ فاتني _الذي هو بدر_ ثم قال:" لئن أشهدني الله مشهدًا مع رسول الله ﷺ ليرين الله ما أصنع." ثم خاف أن يقول غيرها خشي أن ينفسخ عزمُ قلبِهِ، الإنسان وهو بعيد عن الفتنة ممكن يتصور أنه سيثبُت، فإذا لابس الفتنة انفسخ عزمُ قلبه وتقهقر إلى الوراء بدلاً أن يتقدم، وخشي أن يدلّ بعمله فيعاقب،. لأن من تقاوي كُسِر.لا يجوز لأحد أن يتقاوى أمام الفتنة و أمام الاختبار .
ثم يعرض الشيخ_ حفظه الله_قصة سِنّون الواعظ أوسِنّون المحب،:قال كلمة مثل أنس ابن النضر:" ابتليني يارب وسترى ما أصنع، فحُبس فيه البول حتى أنه كان يمشي يحمل قارورة البول في جيبه "وغير متحمل، فرأى رؤية حَلُّك أن تذهب إلى صبيان الكتاتيب واجعلهم يدعون لك، فكان يذهب إلى الكتاتيب ويقول:" استغفروا الله لعمّكم الكذّاب"_الكذّاب_ أي الذي ادّعى أنه سيثبت لكنه عجز."من قارب الفتنة لم يأمن السلامة" ولذلك في القتال مثلا،الجهاد في سبيل الله الذي هو ذروة سنام الإسلام،.
قال النبي_ ﷺ_ "لا تتمنوا لقاء العدو واسألوا الله العافية"، مع أن لقاء العدو هو الجهاد، وإذا أقبل المرء لإعلاء كلمة الله في الجهاد يكون من الشهداء والشهادة من أعظم الدرجات، ومع ذلك يقول النبي _عليه الصلاة والسلام_"لا تتمنوا لقاء العدو"، لأنك لا تدري أتفرُّ من الزحف فتكون مرتكب لأكبر الكبائر أو إذا مستك السيوف ممكن أن لا يصبر المرء، ممكن يكفر و تخرج روحه .
كما حدث في حديث سهل ابن سعد ألساعدي الذي سنذكره إن شاء الله بعد ذلك أن رجل أصابته جِراحة فقتل نفسه، وهذا الرجل كان قتل مجموعة من المشركين فسُئل النبي_ ﷺ_ عنه قال "هو في النار" لأنه قتل نفسه، ما الذي يدريك أنك إذا دخلت الحرب أنك تثبت ولا تفر، أو إن مسته السيوف ممكن ينتحر أو يقتل نفسه.
فأنس ابن النضر_ ت_ قال هذه الكلمة، أفلتت منه،" لئن أشهدني الله مشهدًا مع رسول الله ﷺ ليرين اللهُ ما أصنع وخاف أن يقول غيرها"
فلما كانت غزوة أُحد وحصل للمسلمين ما تعرفون جميعا، النبي _ عليه الصلاة والسلام_كان أمّر عبد الله ابن الجبير على خمسين من الرماة وأخبرهم أن يبقوا علي الجبل، لا تغادروا مكانكم حتى لو رأيتم الطير يتخطف العسكر، لا تنزلوا من علي الجبل، بعد ما بدأت الحرب، الدولة كانت للمسلمين وفرّ المشركون منهزمين أمام المسلمين، الجماعة الذين هم فوق الجبل قالوا الغنائم، الغنائم، انزل خذ الغنائم، عبد الله ابن الجبير ذكّرهم بعهد النبي _صلى الله غليه وسلم_أن لا تتركوا الجبل فلم يستجب له أحد. (مِنكُم مَّن يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنكُم مَّن يُرِيدُ الآخِرَةَ) من جروا على الغنائم (مِنكُم مَّن يُرِيدُ الدُّنْيَا ) خالد ابن الوليد كان إذ ذاك على خيل المشركين وجد الجبل فارغ، خلا الجبل من الرماه، فرجع من الخلف ودخل على المسلمين وكانت مقتلة للمسلمين، قتِل سبعون وكُسِرت رباعية النبي _ صلي الله عليه وسلم_ إلى آخر ما هو معروف في الغزوة. فالهرج والمرج الذي حصل في غزوة أحد و أن بعض الصحابة ألقوا سيوفهم وبعد ما صرخ الشيطان أن النبي_ عليه الصلاة والسلام_ قد مات،.
فأنس ابن النضر لقي سعد ابن معاذ، فقال أنس لسعد: "يا أبا عمر، واهاً لريح الجنة إني أراها دون أُحد. فقاتل حتى قُتل، فلما قُتل وجدوا به ثمانين ضربة، مابين ضربة بسيف وطعنة برمح و رمية بسيف حتى ما عرفته أخته الرُّبَيَّع إلا ببنانه" البنان طرف الأصابع، لم تعرفه من وجهه، لأن وجهه ملطخ بالدماء، مشوّه بكثرة الضربات التي تلقاها.
قال أنس ابن مالك راوي الحديث: فأحسب أنه نزل في أنس وأصحابه قول الله عز وجل: ﴿مِّنَ اَلْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُواْ ما عَهَدُواْ اْللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُواْ تَبْدِيلاً﴾ (الأحزاب:23)، ﴿صَدَقُواْ ما عَهَدُواْ اْللَّهَ عَلَيْهِ﴾ قال: لئن أشهدني الله مشهدًا ليرين الله ما أصنع، وصدق الله عز وجل في ذلك.
يقول ابن الجوزي رحمه الله: "لولا جِدُّ أنس ابن النضر في ترك هواه، وقد ظهر من آثار عزمته، _أي من عزيمته_ أنه قال لئن أشهدني الله مشهدا ليرينّ الله ما أصنع. لولا هذا ما كان انبساط وجهه يوم قال والله لا تُكسر سِن الرُّبيَّع.
وجه الدلالة" يشير بهذا إلى الحديث الذي رواه البخاري في صحيحة من حديث حميد ابن أبي حميد الطويل عن أنس ابن مالكت: أن الربيع بنت النضر_ أخت أنس ابن النضر _كسرت ثنيّة جارية، _الثنيّة مقدم الأسنان، _فالجماعة الذين يمتلكون الجارية أو الجارية إذا كانت بنت من البنات الأحرار جاءوا للنبي ﷺ وقالوا أن الربيع بنت النضر كسرت ثنيّة هذه الجارية، ونحن نريد القصاص، فالنبي_ ﷺ_أرسل إلى أنس ابن النضر وقال له يا أنس هؤلاء الجماعة يرفضون الدية ويريدون كسر ثنية الربيع أختك، فقال أنس يا رسول الله تُكسر ثنية الربيع لا والذي بعثك بالحق، فقال "يا أنس كتاب الله القصاص "، قال :"لا يا رسول الله والذي بعثك بالحق لا تُكسر ثنية الربيع" يقول: "يا أنس كتاب الله القصاص"، يقول :"لا والذي بعثك بالحق لا تُكسر ثنية الربيع"
فرضي الناس بالدية، هكذا بلا مقدمات، كانوا رافضين وقالوا لابد القصاص تكسر ثنية الربيع وفجأة قالوا خلاص نأخذ الدية، .
فقال: _عليه الصلاة والسلام_ معقباً"إن من عباد الله من لو أقسم على الله لأبرّه".فهذا هو أنس ابن النضر أحد أولياء الله يقول: "لا والذي بعثك بالحق لا تُكسر ثنية الربيع" فيستجيب الله له، ولا يحنث في يمينه، "إن من عباد الله من لو أقسم على الله لأبرّه".
الإمام مسلم روى هذا الحديث عن ثابت ابن أسلم البُناني عن أنس فخالف في سياقه، رواية ثابت ابن أسلم البُناني "أن أم حارثة أخت الربيع بنت أنس جرحت إنسانا، فجاء الناس وقالوا نجرحها كما جرحت هذا الإنسان، فقالت: أم الربيع "يا رسول الله أتجرح فلانة، لا والذي بعثك بالحق" قال:لها" يا فلانة كتاب الله القصاص" قالت:" يا رسول الله لا والذي بعثك بالحق"فرضي الناس بالدية، فقال ﷺ "إن من عباد الله من لو أقسم على الله لأبرّه".
فواضح أن السياق فيه اختلاف.
رواية البخاري:حميد الطويل عن أنس فيها أن التي جرحت( هي الربيع وكسرت الثنية،) والذي قال لا( هو أنس ابن النضر) .
في رواية ثابت ابن أسلم البُناني: التي جرحت(أم حارثة) والتي قالت لا والذي بعثك بالحق( هي أم الربيع) نلاحظ اختلاف في سياق القصة.
ذهب جمع من أهل العلم:منهم البيهقي إلى أن هاتين واقعتان، فهذه واقعة وتلك واقعة. المسألة فيها بحث حديثي متني لا أرى داعيا للخوض فيها.
للحديث تتمة إن شاء الله تعالى إن جمعني الله تبارك و تعالى بكم مرة أخرى
والله سبحانه وتعالى أسأل أن يجعل ما قلته زادًا إلى حسن المصير إليه و عتادًا إلى يمن القدوم عليه إنه بكل جميل كفيل وهو حسبنا ونعم الوكيل وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين.
* * *
ولا زال ابن الجوزي رحمه الله يضرب الأمثال، يقول:
ولولا جِدُّ أنس ابن النضرِ في ترك هواه، وقد رأيت من آثار عزمته لئن أشهدني الله مشهدًا ليرينّ اللهُ ما أصنع_ حتى أنه لما قُتل ما عرفته أخته ,إلا ببنانه._لولا ذاك العزمُ ما كان انبساطُ وجهِهِ يوم قال والله لا تُكسر سِن الرُّبيَّع.
يشير ابن الجوزي _رحمه الله_ إلى واقعتين بهذا الكلام.
يقول :" لولا جِدُّ أنس ابن النضر في ترك هواه، وقد رأيتَ من آثار عزمتهِ لئن أشهدني الله مشهدًا ليرينّ الله ما أصنع،"
يشير إلى ما رواه الشيخان، من حديث أنس_ ت_ قال :" قال أنس ابن النضر وهو عمي الذي سُمِتُ به، أول مشهدٍ لرسول الله ﷺ فاتني _الذي هو بدر_ ثم قال:" لئن أشهدني الله مشهدًا مع رسول الله ﷺ ليرين الله ما أصنع." ثم خاف أن يقول غيرها خشي أن ينفسخ عزمُ قلبِهِ، الإنسان وهو بعيد عن الفتنة ممكن يتصور أنه سيثبُت، فإذا لابس الفتنة انفسخ عزمُ قلبه وتقهقر إلى الوراء بدلاً أن يتقدم، وخشي أن يدلّ بعمله فيعاقب،. لأن من تقاوي كُسِر.لا يجوز لأحد أن يتقاوى أمام الفتنة و أمام الاختبار .
ثم يعرض الشيخ_ حفظه الله_قصة سِنّون الواعظ أوسِنّون المحب،:قال كلمة مثل أنس ابن النضر:" ابتليني يارب وسترى ما أصنع، فحُبس فيه البول حتى أنه كان يمشي يحمل قارورة البول في جيبه "وغير متحمل، فرأى رؤية حَلُّك أن تذهب إلى صبيان الكتاتيب واجعلهم يدعون لك، فكان يذهب إلى الكتاتيب ويقول:" استغفروا الله لعمّكم الكذّاب"_الكذّاب_ أي الذي ادّعى أنه سيثبت لكنه عجز."من قارب الفتنة لم يأمن السلامة" ولذلك في القتال مثلا،الجهاد في سبيل الله الذي هو ذروة سنام الإسلام،.
قال النبي_ ﷺ_ "لا تتمنوا لقاء العدو واسألوا الله العافية"، مع أن لقاء العدو هو الجهاد، وإذا أقبل المرء لإعلاء كلمة الله في الجهاد يكون من الشهداء والشهادة من أعظم الدرجات، ومع ذلك يقول النبي _عليه الصلاة والسلام_"لا تتمنوا لقاء العدو"، لأنك لا تدري أتفرُّ من الزحف فتكون مرتكب لأكبر الكبائر أو إذا مستك السيوف ممكن أن لا يصبر المرء، ممكن يكفر و تخرج روحه .
كما حدث في حديث سهل ابن سعد ألساعدي الذي سنذكره إن شاء الله بعد ذلك أن رجل أصابته جِراحة فقتل نفسه، وهذا الرجل كان قتل مجموعة من المشركين فسُئل النبي_ ﷺ_ عنه قال "هو في النار" لأنه قتل نفسه، ما الذي يدريك أنك إذا دخلت الحرب أنك تثبت ولا تفر، أو إن مسته السيوف ممكن ينتحر أو يقتل نفسه.
فأنس ابن النضر_ ت_ قال هذه الكلمة، أفلتت منه،" لئن أشهدني الله مشهدًا مع رسول الله ﷺ ليرين اللهُ ما أصنع وخاف أن يقول غيرها"
فلما كانت غزوة أُحد وحصل للمسلمين ما تعرفون جميعا، النبي _ عليه الصلاة والسلام_كان أمّر عبد الله ابن الجبير على خمسين من الرماة وأخبرهم أن يبقوا علي الجبل، لا تغادروا مكانكم حتى لو رأيتم الطير يتخطف العسكر، لا تنزلوا من علي الجبل، بعد ما بدأت الحرب، الدولة كانت للمسلمين وفرّ المشركون منهزمين أمام المسلمين، الجماعة الذين هم فوق الجبل قالوا الغنائم، الغنائم، انزل خذ الغنائم، عبد الله ابن الجبير ذكّرهم بعهد النبي _صلى الله غليه وسلم_أن لا تتركوا الجبل فلم يستجب له أحد. (مِنكُم مَّن يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنكُم مَّن يُرِيدُ الآخِرَةَ) من جروا على الغنائم (مِنكُم مَّن يُرِيدُ الدُّنْيَا ) خالد ابن الوليد كان إذ ذاك على خيل المشركين وجد الجبل فارغ، خلا الجبل من الرماه، فرجع من الخلف ودخل على المسلمين وكانت مقتلة للمسلمين، قتِل سبعون وكُسِرت رباعية النبي _ صلي الله عليه وسلم_ إلى آخر ما هو معروف في الغزوة. فالهرج والمرج الذي حصل في غزوة أحد و أن بعض الصحابة ألقوا سيوفهم وبعد ما صرخ الشيطان أن النبي_ عليه الصلاة والسلام_ قد مات،.
فأنس ابن النضر لقي سعد ابن معاذ، فقال أنس لسعد: "يا أبا عمر، واهاً لريح الجنة إني أراها دون أُحد. فقاتل حتى قُتل، فلما قُتل وجدوا به ثمانين ضربة، مابين ضربة بسيف وطعنة برمح و رمية بسيف حتى ما عرفته أخته الرُّبَيَّع إلا ببنانه" البنان طرف الأصابع، لم تعرفه من وجهه، لأن وجهه ملطخ بالدماء، مشوّه بكثرة الضربات التي تلقاها.
قال أنس ابن مالك راوي الحديث: فأحسب أنه نزل في أنس وأصحابه قول الله عز وجل: ﴿مِّنَ اَلْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُواْ ما عَهَدُواْ اْللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُواْ تَبْدِيلاً﴾ (الأحزاب:23)، ﴿صَدَقُواْ ما عَهَدُواْ اْللَّهَ عَلَيْهِ﴾ قال: لئن أشهدني الله مشهدًا ليرين الله ما أصنع، وصدق الله عز وجل في ذلك.
يقول ابن الجوزي رحمه الله: "لولا جِدُّ أنس ابن النضر في ترك هواه، وقد ظهر من آثار عزمته، _أي من عزيمته_ أنه قال لئن أشهدني الله مشهدا ليرينّ الله ما أصنع. لولا هذا ما كان انبساط وجهه يوم قال والله لا تُكسر سِن الرُّبيَّع.
وجه الدلالة" يشير بهذا إلى الحديث الذي رواه البخاري في صحيحة من حديث حميد ابن أبي حميد الطويل عن أنس ابن مالكت: أن الربيع بنت النضر_ أخت أنس ابن النضر _كسرت ثنيّة جارية، _الثنيّة مقدم الأسنان، _فالجماعة الذين يمتلكون الجارية أو الجارية إذا كانت بنت من البنات الأحرار جاءوا للنبي ﷺ وقالوا أن الربيع بنت النضر كسرت ثنيّة هذه الجارية، ونحن نريد القصاص، فالنبي_ ﷺ_أرسل إلى أنس ابن النضر وقال له يا أنس هؤلاء الجماعة يرفضون الدية ويريدون كسر ثنية الربيع أختك، فقال أنس يا رسول الله تُكسر ثنية الربيع لا والذي بعثك بالحق، فقال "يا أنس كتاب الله القصاص "، قال :"لا يا رسول الله والذي بعثك بالحق لا تُكسر ثنية الربيع" يقول: "يا أنس كتاب الله القصاص"، يقول :"لا والذي بعثك بالحق لا تُكسر ثنية الربيع"
فرضي الناس بالدية، هكذا بلا مقدمات، كانوا رافضين وقالوا لابد القصاص تكسر ثنية الربيع وفجأة قالوا خلاص نأخذ الدية، .
فقال: _عليه الصلاة والسلام_ معقباً"إن من عباد الله من لو أقسم على الله لأبرّه".فهذا هو أنس ابن النضر أحد أولياء الله يقول: "لا والذي بعثك بالحق لا تُكسر ثنية الربيع" فيستجيب الله له، ولا يحنث في يمينه، "إن من عباد الله من لو أقسم على الله لأبرّه".
الإمام مسلم روى هذا الحديث عن ثابت ابن أسلم البُناني عن أنس فخالف في سياقه، رواية ثابت ابن أسلم البُناني "أن أم حارثة أخت الربيع بنت أنس جرحت إنسانا، فجاء الناس وقالوا نجرحها كما جرحت هذا الإنسان، فقالت: أم الربيع "يا رسول الله أتجرح فلانة، لا والذي بعثك بالحق" قال:لها" يا فلانة كتاب الله القصاص" قالت:" يا رسول الله لا والذي بعثك بالحق"فرضي الناس بالدية، فقال ﷺ "إن من عباد الله من لو أقسم على الله لأبرّه".
فواضح أن السياق فيه اختلاف.
رواية البخاري:حميد الطويل عن أنس فيها أن التي جرحت( هي الربيع وكسرت الثنية،) والذي قال لا( هو أنس ابن النضر) .
في رواية ثابت ابن أسلم البُناني: التي جرحت(أم حارثة) والتي قالت لا والذي بعثك بالحق( هي أم الربيع) نلاحظ اختلاف في سياق القصة.
ذهب جمع من أهل العلم:منهم البيهقي إلى أن هاتين واقعتان، فهذه واقعة وتلك واقعة. المسألة فيها بحث حديثي متني لا أرى داعيا للخوض فيها.
للحديث تتمة إن شاء الله تعالى إن جمعني الله تبارك و تعالى بكم مرة أخرى
والله سبحانه وتعالى أسأل أن يجعل ما قلته زادًا إلى حسن المصير إليه و عتادًا إلى يمن القدوم عليه إنه بكل جميل كفيل وهو حسبنا ونعم الوكيل وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين.
* * *