من طرف محمد علي 12 الأربعاء 26 يناير 2011 - 10:40
لماذا نخاف من الموت؟؟
نشبه الانسان في الحياة بالطالب في الصف , فهو عندما يقدم فحوصه في شهر ماي ينتظر شهرا حتى تصدر النتائج. وخلال هذا الشهر من الانتظار يكون شعور الطالب متفاوتا , فاذا كان كسولا و لم يدرس وكان امتحانه سيئا فانه طوال الشهر يظل خائفا ومضطربا , وهو يتمنى ان لا ياتي يوم اعلان النتائج حتى لا يسود وجهه من تقصيره.
واذا كان الطالب متوسطا في دراسته فانه اثناء الشهر تراوده الخواطر و الشكوك: قد ينجح و قد لا ينجح. فهو بين الامل و الرجاء ولكن يراوده بعض الخوف.
اما الطالب المجتهد الذي قدم فحصه على اتم وجه ويتوقع ان يحصل على العلامة التامة , فانه يتمنى لو يختصر ذلك الشهر الى يوم , وهو ينتظر بفارغ الصبر مجئ يوم الحساب ليأخذ نتيجته ومكافأته...
كذلك حال الانسان , فالفترة من يوم اداء الفحص الى صدور النتائج هي ((الحياة البرزخية)) فاذا كان الانسان كافرا لم يشأ ان يترك الحياة الى البرزخ , واذا صار في البرزخ يتمنى ان لا يأتي يوم الحساب
ويظل طوال حياته البرزخية متألما مما قدم لنفسه و ما قصر في حق ربه.
اما المؤمن الملتزم فهو يقبل على ربه لحظة الموت بكل نفس رضية , لعلمه بان الحياة القادمة افضل من السابقة , ويعيش الحياة البرزخية بكل نفس مطمئنة وسعيدة, ويتمنى مجئ يوم الحساب سريعا ليجد ما عملت يداه حاضرا و يحظى برفقة الانبياء و الصديقين في جنة الخلود و النعيم.
فاعملوا في هذه الدنيا للاخرة وحاسبوا انفسكم قبل ان تحاسبوا , فاليوم عمل و لا حساب , وغدا حساب و لاعمل
واجتهدوا في الطاعات قبل الممات ولاتسوفوا اداء مافاتكم من الواجبات واحذروا هادم اللذات واقتراف الاثام في الخلوات , فالعمر قصير والحساب عسير والاهمال خطير , قبل الضنك والمضيق والروع والزهوق , وقبل قدوم الغائب المنتظر , واخذة العزيز المقتدر...
وقد ضرب لنا الامام علي -عليه السلام- اروع مثل على لقاء الموت وحب الموت وذلك في قوله لابنه الحسن عليه السلام (يا بني ان اباك لا يبالي ان وقع على الموت او وقع الموت عليه)
وحين ضربه ابن ملجم بالسيف على قرنه الشريف وخضب بالدم شيبته الكريمة , صاح عليه السلام و هو مبتهج و مسرور ((فزت و رب الكعبة))
وكيف لايكون فوزا ان يخرج الانسان من ضيق هذا العالم الى فسحة عالم الخلود , حيث الراحة التي ما بعدها راحة والنعيم المقيم الذي لا ينقطع و لا يزول... وقد لقي ربه راضيا مرضيا باعماله الصالحة ومنجزاته الجليلة..