أنا من حيث المبدأ ضد الانتخابات في العالم الثالث ؛ قد أكون متخلفا أو قد أكون مجنونا، لا يهم! فلدي مبرري الذي أتكئ عليه، اذ أن الانتخابات في الدول المتخلفة عملية غير عادلة، وتخضع لسطوة الولاءات العرقية والمذهبية والقبلية وشراء الذمم ولا مكان فيها للكفاءة والمواطنة والإيمان بالهدف الأسمى! التعيين القائم على العدالة والكفاءة والسيرة الناصعة للشخص المعين هي الطريق الأمثل لتحقيق الأهداف المتوخاة من وراء العملية برمتها ؛ دعك عن معزوفة الديموقراطية التي شنفت أسماعنا صباح مساء، لان السؤال المنطقي يقول: ماذا أريد كمواطن من دولتي؟ أقول لك: أريد أن أعيش بكرامة في وطن يضمن لي حق المواطنة الشريفة ؛ أريد وطنا يوفر لي ولأبنائي الأمن، والتعليم المجاني، والعلاج المجاني، والعمل المناسب وفق كفاءتي وقدراتي، ومنزل صغير آوي إليه أنا وأطفالي ! هذه ببساطة مطالبي وأظنها مطالب كل مواطن سوي، بل هي المحصلة التي ينشدها كل ناخب يحمل ورقة إلى صندوق الانتخابات، خذوا كل أدبيات الانتخابات وأعطوني ما طلبته آنفا. وينسى كثيرون أن للانتخابات ثقافة نفتقرها في عالمنا الثالث، الدول المتقدمة لم تصل إلى صناديق الاقتراع إلا بعد أن تحررت من الجهل والأمية والتخلف، ولم يعد في قاموسها نزاعات عرقية أو اصطفاف مذهبي أو مناطقي بدليل وصول الرئيس (أوباما) إلى رئاسة أقوى دولة في العالم مع أنه ابن مهاجر أفريقي مسلم أسود! أما في عالمنا الطيب فالأمر مختلف، ولذا فشلت كل الانتخابات التي نقرأ عنها بدءا ب(ساحل العاج) التي رفض رئيسها الإقرار بالهزيمة في الانتخابات وانتهاء بديموقراطية المحاصصة الطائفية في العراق ولبنان، ناهيك عن دول يحصل فيها الرئيس على 99 % من أصوات الناخبين! حين ننتصر على الأمية والتخلف والولاءات العرقية والمذهبية والارتهان لسطوة المال والمنصب، حينها نطالب بالانتخابات، ويحق لنا أن نختار بين المرشحين على ضوء برنامج كل مرشح وما يقدمه من أفكار لخدمة الوطن والمواطن، وهو أمر صعب المنال في عالم لم يستطع بعد دحر شبح الأمية والتخلف عن كاهل مواطنيه..!
حكاية الانتخابات في عالمنا الثالث
محمد علي 12- كبار الشخصيات
- تاريخ الميلاد : 01/07/1963
الدولة : تبسة (الجمهورية الجزائرية )
الولاية : تبسة
عدد الرسائل : 1106
عدد النقاط : 8783
نقاط تقيم الاعضاء : 48
العمر : 61
الوظيفة : استاذ تعليم ابتدائي
تعاليق : إذا كان الأمس ضاع .. فبين يديك اليوم
وإذا كان اليوم سوف يجمع أوراقه ويرحل .. فلديك الغد.. لا تحزن على الأمس فهو لن يعود
ولا تأسف على اليوم .. فهو راحل
واحلم بشمس مضيئه في غد جميل
اللهم يامقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك
تاريخ التسجيل : 16/01/2010
رد: حكاية الانتخابات في عالمنا الثالث
ادا هو عموووووووو
عندك الحق ،شكرا على الموضوع المتميز
شكرا لك على الطرح المميز
دائما متميز في الانتقاء
لا عدمناك استاذ
دائما متميز في الانتقاء
لا عدمناك استاذ