فرحة عارمة عمت بنغازي منتصف ليلة
أول أمس، واستمرت حتى ساعات الفجر، عقب إعلان مجلس الأمن القرار رقم 1973،
الذي يقضي بفرض الحظر الجوي على ليبيا. وقد اجتمع أهالي عاصمة الثورة في
الساعات الأولى من فجر اليوم الجمعة بساحة الحكمة لسماع خبر مجلس الأمن
لتنطلق بعدها الزغاريد وطلقات النار والصواريخ الضوئية
والألعاب النارية.
* قال محمد خميس، وهوأحد شباب ثورة 17 فبراير، للشروق: تنفسنا الصعداء
بعد إعلان تصويت الدول على فرض الحظر الجوي، خاصة أن القرار جاء متأخرا بعد
إراقة دماء الشعب الليبي في مختلف المدن، لكنه يبقى خطوة صحيحة نحو
النصر".
* ووجدنا امرأة عجوز تهرول وتزغرد رغم كبر سنها، كما قامت بنفسها بتوزيع
الحلوى على من في الساحة، وقالت أم عبد الرحمن لـ"الشروق": "ربنا يبارك
فيكم يا ولدي وتحققوا لنا النصر على الطاغية الجالس في قلعته بطرابلس،
وهؤلاء الشباب قادرون على ذبح القذافي الذي ذبحهم بقهره وظلمه أكثر
من أربعين عاما".
* قرار الحظر وحرب أكتوبر
* وخلال الجولة بين أبناء بنغازي وجدنا شبابا مصريين يرفعون علما كبيرا
يحمل راية الاستقلال الليبي، وراية العلم المصري، والتقينا بالطبيب محمد
إسلام فقال لـ الشروق: "نحن من أطباء المستشفى الميداني في ميدان التحرير،
وحضرنا إلى ليبيا منذ عشرة أيام لإقامة مستشفى في ميدان الحكمة
ببنغازي ونعالج العديد من الجرحى، وكان هناك استقبال
رائع من الليبيين لنا بعد تحقيق ثورتنا في مصر وإسقاط
مبارك".
* وأضاف إسلام: "نحن نعيش أجواء مشابهة لأجواء فرحتنا في مصر بسقوط
مبارك، ونحن باقون مع أشقائنا في ليبيا حتى نحتفل معهم بسقوط القذافي
الطاغية"، مشيرا إلى أن القرار الذي صدر ويحمل رقم 1973، هو تاريخ انتصار
مصر في حرب أكتوبر ضد الإسرائيليين وهو ما يبعث على التفاؤل.
* استنفار في مدن الشرق
* وعلى صعيد آخر، أفادت مصادر عسكرية تابعة للثوار الليبيين أن حالة
الاستنفار القصوى بدأت من ساعات الصباح الأولى، وشرعت القيادات العسكرية في
بنغازي وطبرق والبيضاء وأجدابيا والبريقة في الاستعدادات والتدريبات لحشود
من المتطوعين والعسكريين للبدء في عمليات الزحف نحوالمدن الغربية.
* وقالت المصادر لـ"الشروق": "إنه رغم الفارق الكبير
في القوة والعتاد بين كتائب القذافي ومجموعات الثوار،
إلا أن الثوار يتمتعون بروح عسكرية عالية".
* وأشارت المصادر إلى وجود عوامل رئيسية بدأت تطفو إلى السطح، تؤكد حسم
المعركة لصالح الثوار في النهاية، وهي ضعف الروح المعنوية لدى قوات
القذافي، والانشقاقات في صفوفها، والتي تضاعفت بعد إعلان قرار مجلس الأمن،
وكان آخرها الانقسامات في كتيبة حمزة، والمواجهة بينها وبين كتيبة خميس،
وكذلك استسلام أعداد من قوات أخرى للثوار في مدينة أجدابيا، وكذلك الأنباء
المتواترة عن تدمير 16 دبابة تابعة إلى كتيبة خميس لدى محاولتها اقتحام
مدينة مصراتة، والحدث الأبرز هو هبوط طائرتين مقاتلتين في بنغازي دفعهما
نظام القذافي إلى قصف تلك المدينة، إلا أن قائديهما انضما إلى
الثوار، ناهيك عن خطاب القذافي الأخير الذي كان مزيجا
من القهر واليأس والثأر.
* وفي الوقت ذاته، أعلنت قوات القذافي أنها ستتمركز خارج بنغازي، ولن
تدخلها وفقا لما قاله مراسل "سي. آن. آن" نقلا عن سيف الإسلام، من أن
القوات الليبية ستتمركز خارج بنغازي. وبأن الحكومة سترسل فقط الشرطة وقوات
خاصة لمكافحة الإرهاب بهدف نزع أسلحة من أسماهم بـ"المتمردين". وكان
معمر القذافي قد أعلن أن الهجوم على بنغازي، التي
أصبحت قواته على أبوابها، سيبدأ من ليلة الخميس، وأن
المسألة ستحسم خلال ساعات.
* سنخوض معاركنا بأيدينا
* من جانب آخر، قال أحد القيادات العسكرية في بنغازي، العميد أحمد علي
محمد، الذي كان يشغل منصب مدير أمن المدينة: "إن هناك حالة استنفار بين
القوات المنظمة للثوار، إضافة إلى عمليات تدريب مكثفة تجرى للعديد من
المتطوعين الذين زاد عددهم أضعافا بعد إعلان قرار مجلس الأمن.
* وأضاف العميد محمد لـ"الشروق":"رغم أن القرار الأخير صدر تحت ضغوط
دولية، إلا أننا سنخوض معركتنا ضد القذافي بأيدينا وصدورنا ونحن من سنزحف
عليه، لأننا نرفض التدخل الأجنبي ولدينا إمكانات كافية لخوض المعارك".
* وأشار محمد إلى "أن قرار مجلس الأمن جاء في اللحظات الأخيرة، خاصة أن
قوات القذافي كانت على مقربة من بنغازي، وفي حال عدم صدور القرار كانت
المعارك والمذابح ستسمر في بنغازي أمدا طويلا خاصة وأنها المعقل الرئيسي
للثوار".
* وقال "إنه رغم هذا الكم والنوع من الأسلحة لدى قوات القذافي، فإنه عند
استعراض دقيق لتلك الأسلحة وأنواعها وقدراتها الفنية والقتالية، نجد أن
معظمها من أجيال تسليحية متقادمة تكنولوجيا مقارنة بمقاييس التسليح
العالمي".
* وأوضح أن ما تمتلكه قوات القذافي من مدافع ميدانية سواء كانت مقطورة
أوذاتية الحركة، هي في معظمها روسية الصنع أو مهجنة ولا تحظى بكفاءة
ميدانية أو قتالية عالية، لذا لا يمكنها خوض معارك بكفاءة عالية.
* وحول قوة المدرعات والمشاة البرية قال: "إن غالبيتها عبارة عن دبابات
رئيسية من طرازات "تي 54/55"، و"تي 62" وقليل جداً من الدبابات المنتمية
إلى طرازات "تي 72"، وهناك كميات قليلة من طراز "تي 90"، الحديثة وكل هذه
الدبابات صناعة روسية، وثمة في المخازن مئات من الدبابات المتقادمة
جدا، منها ما سقط بحوزة الثوار ومنها ما تم تدميره
من قبل كتائب القذافي، والآخر يفتقد إلى عمليات الدعم
اللوجستي، وكذلك الأفراد القادرين على تشغيلها وإداراتها
في عمليات القتال.
* وأعرب عن اعتقاده في أن القذافي سيحتفظ بقوات النخبة المدرعة من دبابات
"تي 72" و"تي 90" في معركة الدفاع عن طرابلس وما حولها، لافتا إلى أن قوات
المشاة الميكانيكية تتألف من "مجنزرات" قديمة نسبيا من طراز "بي أم بي 1"
روسية الصنع، إلى غير ذلك من العربات الأخرى ذات المهام المتعددة،
كما أن هناك كميات من هذه العربات باتت في الاستخدام
الفعلي لدى قوات الثوار.
* تداعيات القرار 1973
* وعلى المستوى السياسي بدأت تداعيات قرار مجلس الأمن بفرض حظر جوي على
ليبيا تطفو على السطح، وهناك استجابات دولية سريعة لتطبيق القرار الدولي،
فبعد إعلان إيطاليا استعدادها لفتح قواعدها لتطبيق القرار، أعلن الاتحاد
الأوروبي استعداده للبدء بتنفيذ قرار فرض الحظر الجوي.
* كما قال مدعي المحكمة الجنائية الدولية لويس مورينو أوكامبو إنه إذا
هاجم معمر القذافي مدنيين فإن ذلك سيكون بمثابة جريمة حرب، ويحقق مورينو
أوكامبو بالفعل في احتمال ارتكاب القذافي ودائرته المقربة جرائم حرب، وقال
للصحفيين إن الحكومة الليبية يجب أن لا تهاجم مدنيين وإنه لن تكون
هناك حصانة إذا وقعت مثل هذه الهجمات.
* وقال المتحدث باسم الحكومة الفرنسية فرانسوا باروين: "لقد طالب
الفرنسيون بهذا الهجوم، مما يعني أننا سنشارك فيه بالطبع". وأوضح المتحدث:
"لا يتعلق الأمر باحتلال مناطق ليبية ولكن بعملية عسكرية من أجل حماية
الشعب الليبي وتمكينه من تحقيق سعيه إلى الحرية حتى النهاية أي حتى
سقوط القذافي".
* وأعلنت وزيرة الخارجية الدانماركية ليني أسبرسن أن كوبنهاغ ستطلب "في
أسرع وقت ممكن" موافقة لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب على إرسال قوات
ضمنها مقاتلات من طراز أف-16 للمشاركة في العملية العسكرية التي أجازها
مجلس الأمن الدولي في ليبيا.
* كما أعلنت وزيرة الدفاع النرويجية غريتي فاريمو أن
النرويج ستشارك في العملية العسكرية في ليبيا بعد صدور
الضوء الأخضر من مجلس الأمن.
* وقال البيت الأبيض إن الرئيس الأمريكي باراك أوباما ورئيس الوزراء
البريطاني ديفيد كاميرون والرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي اتفقوا أيضا خلال
اتصال هاتفي على أنه يتعين وقف كافة أشكال العنف ضد السكان المدنيين في
ليبيا، كما اتفقوا على التنسيق بشكل وثيق بشأن الخطوات القادمة
ومواصلة العمل مع الشركاء العرب وغيرهم من الشركاء
الدوليين لضمان تنفيذ قرارات مجلس الأمن بشأن ليبيا.
* وكان التلفزيون التابع للقذافي قد أذاع أول أمس، تصريحا للناطق باسم
وزارة الدفاع جاء فيه: "أي عمل عسكري خارجي ضد ليبيا، سيعرض جميع الملاحة
الجوية والبحرية في البحر المتوسط للخطر، وستصبح كل البواخر المدنية
والعسكرية، أهدافا للهجوم المضاد الليبي، وإن حوض البحر المتوسط،
سيصبح في خطر شديد ليس على المدى القصير، بل على
المدى البعيد أيضا".
* ومن ناحيته، أعلن الأمين المساعد لوزارة الخارجية الليبية خالد الكعيم
أن ليبيا مستعدة لوقف إطلاق النار ضد المتمردين. وقال في مؤتمر صحافي "إننا
جاهزون لهذا القرار، لكننا نحتاج إلى أن نتكلم مع طرف محدد لنناقش في
كيفية تطبيقه"، وأضاف "سوف نتعامل مع هذا القرار بإيجابية، وسنؤكد
نيتنا هذه من خلال ضمان حماية المدنيين".
الثوار يبدأون "تدريبات الموت"للزحف نحو مخبأ القذافي
رشة ورد- العضوة المميزة
- تاريخ الميلاد : 11/07/1993
الدولة : اسكــــــــــــــــ الجزائــــــر ــــــــــــــــــــن وفلسطـــــــ تسكنني ـــــــــين
المزاج : AM FINE BECAUSE THERE IS NO ONE CAN CHANG MY FINE DAYS
عدد الرسائل : 3693
عدد النقاط : 14588
نقاط تقيم الاعضاء : 413
العمر : 31
الوظيفة : وراء القراية
تعاليق : One Two Three Viva L'algerie
18 - نوفمبر - 2009
تاريخ لن ينساه الشعب الجزائري
*********************
صوني عفافَك بالحجابِ حقيقة *** واستغفري عما مضى وتوسّلِ
ولباسُ تقوى الله أغلى ثمناً *** من كلّ أنواع الجواهر والحُلي
***************
أنا لستُ وحدي في قرار تحـجّبــي *** خلـفـي كثــيـرٌ يـقتـفـيـنَ مَـتــابــي
فمعي النساءُ السائراتُ على الهدى *** ومعي الحيـاءُ وفطرتـي وكتـابــي
سأظلُّ أرقــى للسمـــاوات الـعُـــلا *** وأظلُّ أحيا في هــدى المـحــرابِ
تاريخ التسجيل : 13/05/2010
بطاقة الشخصية
حقل رمي النرد:
(1/1)
رد: الثوار يبدأون "تدريبات الموت"للزحف نحو مخبأ القذافي