فضيحة جديدة لجنود أمريكيين يلهون بجثث مدنيين أفغان

فضيحة جديدة لجنود أمريكيين يلهون بجثث مدنيين أفغان

يسعى مسئولون أمريكيون كبار لاحتواء فضيحة نشر صور لجنود بالجيش الأمريكي
وهم يلهون بجثث مدنيين أفغان قتلوهم بلا مبرر، جاء الكشف عنها في الوقت
الذي تصاعدت فيه حدة الغضب من سقوط قتلى مدنيين في غارات لقوات حلف الأطلسي
"الناتو" خلال الأسابيع الأخيرة.
وذكرت أسبوعية "دير شبيجل" الألمانية، أن وزارة الدفاع الأمريكية نشرت
الاثنين الماضي اعتذارا مكتوبا عما قام به جنودها، ووصفت الصور بـ "المنفرة
والمنافية لقيم الجيش الأمريكي".
وقالت المجلة إن الكشف عن هذه الصور سبب حرجا بالغا لإدارة الرئيس الأمريكي
باراك أوباما، لأنه جاء في وقت تتفاوض فيه مع كابل على شروط إقامة قواعد
عسكرية أمريكية دائمة في أفغانستان بعد خروج قوات "التحالف الغربي" من
هناك، وفق ما أورد موقع "الجزيرة نت".
وذكرت، أن جوزيف بايدن نائب الرئيس الأمريكي ووزيرة الخارجية هيلاري
كلينتون ومستشار أوباما للأمن القومي قاموا بمهاتفة الرئيس الأفغاني حامد
كرزاي وكبار مسئوليه بهدف التخفيف من ردات الفعل الغاضبة المتوقع أن تثيرها
فضيحة الصور المنشورة لدى المواطنين الأفغان.
لكن المجلة شكت في نجاعة الاعتذارات الرسمية الأمريكية في تهدئة مشاعر
الغضب الأفغاني المنتظر، ونقلت عن جنرال أمريكي في قوات المساعدة الدولية
على إرساء الأمن بأفغانستان (إيساف) توقعه باندلاع موجات غضب شعبي أفغاني
قد تشمل أعمال عنف ضد قوات الحلف الغربي عند جبال الهندوكوش.
وذكرت أن اجتماع القائد الأعلى لقوات حلف شمال الأطلسي (ناتو) بأفغانستان
الجنرال الأمريكي ديفد بترايوس بالرئيس الأفغاني، عكس الخوف الذي يعتري
الأمريكيين من عواقب نشر صور جنودهم الذين كانوا يلهون بجثث من قتلوهم من
المدنيين الأفغان.
ونشرت المجلة صورًا ثلاثة قالت إنها منتقاة من بين آلاف من الصور المماثلة
التي يتداولها الجنود الأمريكيون في أفغانستان في ما بينهم، وتظهرهم وهم في
أوضاع مختلفة بجوار جثث لقتلى مدنيين أفغان.
وأشارت إلى حيلولة الجيش الأمريكي دون نشر المزيد من هذه الصور ومصادرته
أربعة آلاف صورة مماثلة للصور المنشورة مؤخرا، إضافة إلى سيناريوهات يروي
فيها جنود أمريكيون ما قاموا به من عمليات قتل في أفغانستان.
وذكرت المجلة الألمانية أن الصور الثلاثة المنشورة تتعلق بثلاثة مدنيين
أفغان قتلوا عام 2010، وأوضحت أن الجنود الأمريكيين الماثلين في الصور هم
أعضاء بمجموعة مكونة من 13 جنديا ومعروفة باسم "فرقة الإعدام" ومتهمة بقتل
مدنيين أفغان بلا أدنى مبرر.
وأشارت إلى أن هؤلاء الجنود سيمثلون الأسبوع القادم أمام محكمة عسكرية
أمريكية بتهم عديدة تشمل -إلى جانب قتل المدنيين الأفغان- انتهاك حرمة
الموتى وتعاطي المخدرات أثناء الخدمة.
وجاء الكشف عن الصور التي تظهر عبث الجنود بجثث المدنيين الأفغان بينما لم
يهدأ الجدل حول سقوط قتلى مدنيين في سلسلة غارات جوية لقوات حلف الأطلسي،
وهو الأمر الذي استدعى اعتذارًا من الرئيس الأمريكي ووزير دفاعه روبرت جيتس
الذي زار أفغانستان في وقت سابق من هذا الشهر.
وفي 20 فبراير الماضي، قال فضل الله وحيدي حاكم إقليم كونار، إن 64 مدنيا
بينهم 29 طفلا قتلوا في غارات لقوات "الناتو" على مدى الأيام الاربعة
السابقة. كما قتلت طائرة تابعة لحلف الأطلسي تسعة أطفال هذا الشهر الماضي
عندما كانوا يجمعون حطب الوقود في بلدة مانو جاي بولاية كونار شرقي
أفغانستان.