يامن تريد نصرته.. زيارة خاطفة
¨°o.O (ملكة باخلاقي) O.- مشرفة
- تاريخ الميلاد : 08/07/1992
الدولة : الجزائر
الولاية : تبسة
المزاج : متفائلة للحياة
عدد الرسائل : 637
عدد النقاط : 6544
نقاط تقيم الاعضاء : 81
العمر : 32
الوظيفة : طالبة
تعاليق : عَفَوّتُ ولم أَحْقـد عَلى أَحَـدٍ
أَرَحْتُ نَفسِي من هَمْ العَـدَاواتْ
إِنْي أُحَيّيِ عَـدُوِّي عِنْدَ رُؤيَتِـه
لأَدْفَـعَ الشَّـر عَنِّي بالتَحِيَّـاتْ
وَأَظْهَـر البَشَر للإِنْسان أَبْغَضَـهُ
كَمَا إن قَدْ حَشَى قَلْبِي مَحَبَّـاتْ
تاريخ التسجيل : 01/02/2011
بطاقة الشخصية
حقل رمي النرد:
(1/1)
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على اشرف المرسلين
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى .
تخيــــل أخي الكريم أنه بعد قليل… سيدخــــــــل عليك النبي صلى الله عليه وسلم في زيارة لم تكن قد رتبت لها…
وماذا ستفعـــل .. وهذا خير من مشى على الأرض .. خير من كل رؤساء العالم وزعماؤه.. خير من مفكريه وعباقرته..
هو خليل الرحمن صلى الله عليه وسلم.. داخل عليك.. يزورك في بيتك..
فكر الآن.. ماذا ستفعـــــــــل أيها المسكين؟
هــــــــــل ستجري مباشرة نحو الباب.. والدمعة الحارة تقابل الابتسامة في مشهد لا يمكن نسيانه .. قائلاً رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيتي إنه لأسعد يوم في حياتي..
أم أن فرائصك سترتعد.. وتجري بسرعة نحو غرفتك..لتخفي أشرطة الأغاني العربية والإنجليزية.. لتضـــع بــــدلا منها أشرطة القرآن والأذكار والـــدروس الدينية..
هـــــــل ستخفي أشرطة الفيديو الساقطة أيضاً... وهل سترمي صور الفنانات والراقصات أو صور الاعبين كرة القدم المعروفين أو صور مشاهير ديانات أخرى المتناثرة على الجدران والتي تملأ أدراج مكتبك.. التي لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم ليرضى عنها؟
وهــــــل سيكون الوقت مسعفاً لك لتعفي لحيتك؟… وتظهر السواك جنباً إلى جنب مع فرشاة الأسنان.. تعظيماً لسنة النبي ومبالغة في إظهار اهتمامك به؟
يا ترى بمــــاذا ستقابلين رسول الله صلى الله عليه وسلم أيتها المسلمة.. هل سترتدين حجابك الشرعي.. الذي مرت السنين وأنت تترددين في مجرد اتخاذ قرار ارتدائه.. وكأنه عار عليك..
أم ستقابلينه بشعرك المشكوف وملابسك الضيقة.. ووجهك الذي امتلأ بمساحيق التجميل..
وهـــل سيعرف من هيئتك ومظهرك أن صاحبة البيت مسلمة.. أم سيشك أنه قد طرق الباب على بيت ممثلة غربية لا يظهر أدنى التزام لها بتعاليم الإسلام؟
هــــل ستبادر باحترام والديك أمامه وتبجيلهما وتعظيمها.. وتناديهم بأحسن ما يحبون.. وكلما أمر والدك بأمر أطعته فيه..
أم أنك ستفعل معهما مثلما كنت تفعل قبل زيارته فتصيح فيهما وتعارض كل قول لهما ولا تعبأ بأمر الله سبحانه وتعالى وأمر نبيه صلى الله عليه وسلم..
وماذا سترد إن قال لك لن أسألك عن أداء صلاة الفجـــر.. ولا عن الصلاة بالمسجــد.. ولا عن قيام الليل.. فهي بالتأكيد من أولوياتك الأساسية في الحياة.. أليـــــــــــس كذلك؟
بماذا ستشعر وقتها؟.. بالخجل. بالعار؟ بالحزن؟ .. أم ستواري كل هذا بابتسامة المنافق الموافق؟
هـــــل إذا عرف أنك لم تصلي فجراً منذ شهور.. وأنك كنت تفتخر بين أصدقائك وأقرانك أنك قرأت القرآن مرة في حياتك..
مــــاذا سيقول؟
هــــل سيقول لك.. أنت فخر للإسلام والمسلمين.. أم سيحمرّ وجهه مغضبا ويغادر المكان..
عــــن ماذا ستتحدث معه؟
عــن جــــراح المسلمين وما يعانوه في العالم كله من ظلم واضطهاد.. عـــن علوم الدين.. عن تاريخ المسلمين.. عـــن أهمية النهوض بالأمة وتطويرها دينيـــا ودنيويــــا.. علميــا وعمليــا؟
أم أنك ستخبره عن فريق الغناء الشهير ببريطانيا.. ونجمة السينما بمصر... وقصة شعر اللاعب البرتغالي ولا الاسباني ولا الأرجنتيني الشهير.. ومباريات كرة القدم وآخر نتائجها.. ومعاكساتك الهاتفية ...وعن أنواع الخمور والمسكرات.. وكيف أنكم استطعتم تكوين مجموعة كاملة بجوار مسكنكم للإفساد وترويع الامنين عملا بعكس سنته صلى الله عليه وسلم؟هــــل تتخيل موقفك أخي الحبيب؟ أم أنك تقرأ الكلمات مجـــــــرد قراءة عابرة..
هــــل تشعر بالندم على ما فات؟ هل تشعر أنك فعلا أنك على غير استعداد لزيارة قصيرة عابرة من نبي الله صلى الله عليه وسلم؟
فمـــــا بالك أخي الحبيب نسيـــــــــــــــت أن الله سبحانه وتعالى مطلــــــــــع عليــــــــــك ليل نهار.. عينـــــــــه لا تغفــل ولا تنـــام..
يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار.. ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل..
ويقول في الثلث الأخير من الليل.. هل من تائب فأتوب عليه.. هل من مستغفر فأغفر له.. هل من سائل فأعطيه..
فما أقسى قلبك.. وما أجفى فؤادك.. تجري وراء الدنيا التي تهرب منك..
وتعرض عن الله الذي يفتح لك ألف باب وباب للتوبة والمناجاة..
أخي الكريم أختي الفاضلة .. إنك ولا شك ستتذكــر هـــــذه الرسالة يوم القيامة.. فوقتها لن تكون إلا أحد رجلين.. رجل حمد الله أن وصلته فقد كانت سببا فـي تغيير حياته..
أو رجل ندم أشد الندم أنها وصلته ولم يعمـــل بها فكانت حجة عليـــه أمــام الله يوم القيامة..
فبـــادر وأســـــــرع أخي بالتوبة... قبـــل فوات الأوان.
..قال تعالى: "اقترب للناس حسابهم وهم في غفلة معرضون، ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث إلا استمعوه وهم يلعبون".
رد: يامن تريد نصرته.. زيارة خاطفة
شكرا الك علي الموضوع
دعيني أنحي قلمي قليلا
أقف أحتراما لكِ
ولقلمك
وأشد على يديك لهذا الابداع
الذي هز أركان المكان
أقف أحتراما لكِ
ولقلمك
وأشد على يديك لهذا الابداع
الذي هز أركان المكان
المحب والأجير
المحب يعرف وجهته، ويعرف ماذا يريد، إذاً عنده شرف الغاية، ومعه دليل السير(الدقيقة2:14) حتى لا يضل، لما؟ لأن الرسول عليه الصلاة والسلام قال كما في الحديث الثابت:" وتفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة، كلها في النار إلا واحدة" قالوا من هي يا رسول الله؟، قال:" ما عليه اليوم أنا وأصحابي".
فالذي يسير في طريق ليس فيه علامات، لكن هذا الطريق فيه منازل كثيرة (أنا أسير على طريق سريع، أجد مَنَزلا، لكن لا أعرف أين يؤدي؟ ثم أجد مَنَزلا آخر، لكن ليس مكتوبا ما هو، كلما أمرّ عدّة كيلو مترات، أجد مَنَزلا، وأنا أريد أن أذهب إلى جهةٍ معينة!)، بالله عليك هل هذا المسافر أو هذا الراكب، يستطيع أن يصل إلى الجهة التي يريدها، مع عدم وجود علامات في الطريق؟ هذا مستحيل أن يصل!، إلا أنه ينزل كل مَنَزل، ثم يكتشف أنه ليس هو، فيبحث ويخرج مرة أخرى، فيضيع عمره في البحث عن المَنَزل الذي يريده، وقد يموت... ولا يصل!
فلهذا الرسول عليه الصلاة والسلام لمّا سُئِلَ عن المَنَزل الذي ينزل منه هذا الرجل قال:" ما عليه اليوم أنا وأصحابي".إذاً لابد أن يكون معك دليل الشيء، كيف تسير.
المحبّون:لا يخطئون ولا يزلّون، حتى إذا زلّوا وأخطئوا، ولكنّ أقدامهم لا تفارق الطريق
الأجير: الذي يعمل بالأجرة، هذا وإن كان على الطريق، إلا أنه فاته خيرٌ كثير، أعظمه أن يستمتع بهذا الإسلام.
ثم عقب فضيلته علي من يكثرون من الختمات في رمضان:
يختم كل ثلاث أو أربع أيام ختمة، ويقول: أريد أن أختم عشر ختمات في شهر رمضان، هذا كلام جميل وأنا لا أخذل عنه، لأن كل حرف عشر
حسنات وهمه آخر السورة. كي يحصل الحسنات.
المقصد الأعظم من القرآن.
ولكن الإسلام والقرآن عندما نزل، كان المقصد الأعظم، هو أن تعي عن الله _عز وجل ربع تأمل ربما كان خيراً للعبد، وأجدى عليه، على قلبه، وعلى حياته، من أن يقرأ القرآن عشر مرات.أن يقف إلى قول ﴿يَا أيُّهَا الَّذِيْنَ آمَنُوْا﴾ ماذا يريد ربّي مني؟، وهل أنا صار لي شرف الالتحاق بزمرة " الَّذِيْنَ آمَنُوْا " حتى أدخل تحت هذا الخطاب؟
أكثر الصحابة لم يختموا القرآن حفظاً! إنما كانوا معدودين:
كما في حديث عبد الله بن عمرو بن العاص، وكان عبد الله بن عمرو بن العاص أحد الذين ختموا القرآن الذي نزل في زمان النبي ﷺ، أي لمّا مات رسول الله عليه الصلاة والسلام كان عبد الله بن عمرو بن العاص يحفظ كل القرآن المنَزّل، وكان ممِن يقومون الليل ويصومون النهار، .
لكن كثير من الصحابة ما كانوا يحفظون القرآن من أوله إلى آخره، لكنهم كانوا يتأدبون بآياته.
ولذلك كان من فقه الواحد منهم، أنه ربّما أمضى ليلةً كاملةً يقوم الليل، لا يتجاوز الآية الواحدة، لأنه لمّا قرأها تداعت، معاني الآية إليه، فلم يستطع أن يتجاوزها
كما كان رسول الله ﷺ يفعل أحياناً، قام ليلةًً كاملة، بقول الله عز وجل ﴿إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾(المائدة:118).
وقام تميم الداري ت ليلةً كاملةً بآية ﴿أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ﴾(الجاثية:21).
أي أن الذين اجترحوا السيئات، أهُم عند الله _تبارك وتعالى_ كالذين عملوا الصالحات سواء في المحيا والممات؟ ساء ما يحكمون.... لا يستويان.
كلمة (اجترحوا السيئات) أنت عندما تقرأ هذه الآية، ربّما وقفت على
سيئاتك أنت في حياتك الماضية، واستدعيت الذاكرة، وأمرت الذاكرة أن تستدعي حياتك كلها الماضية،( عملت ذنب كذا، وذنب كذا، وهذا الذنب فعلته مائة مرة، وهذا مائتين مرة...إلخ)، وربما كان في مظالم، ظلمت ناساً من الناس، وربما تأتي صورة المظلوم، وهو مكسورٌ أمامك، وأنت تفتري عليه، و أنت تعذبه مثلا وأنت تأخذ ماله! يأتي وهو مكسور، (هناك بعض الأطباء بعد ما استيقظ ضميرهم لكن بعد ما حقت عليهم كلمة الله عز وجل وانكشف أمرهم).
يقول أحد الأطباء أنه كان من المرات التي لا ينساها، رجل فقير جداً و معوذ، وجاء يريد أن يعمل عملية، وكان الرجل في النزع الأخير، وجاءت امرأة هذا الرجل وكانت امرأة قروية، ليس عندها إلا بهيمة واحدة، فقالت له: أنا فقيرة وليس عندي مال، اعمل له العملية (لأن العملية مستعجلة!)، قال وتحجر قلبه: لابد أن يوضع المال أولا على الطاولة، قبل أن أعمل شيء, لن أضع المشرط في جسده قبل أن آخذ المال، ذهبت وباعت ما يخصها في البلد، وأتت له بالمال، وعندما دخل ووضع على طاولة العمليات، مات قبل أن يفتح له بطنه، وهو ميت فتح له بطنه, وعمل نفسه كأنه يعمل العملية.وخاطه وأخذ المال, يقول الطبيب هذا الرجل: المريض يأتي لي كل فترة في المنام... كابوس, فمثل هذا الطبيب عندما، تأتي له صورة المريض عندما يقرأ قوله تعالي﴿أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ﴾(الجاثية:21) الآية،يمكن أن يقف الإنسان لا يستطيع أن يتجاوز الآية، متأملاً, ربّما يكون من عائدة هذه الآية، ومن فائدتها عليه، أن يخرج من هذه المظالم، وهذه هي بركة القرآن، وبركة تدبّر آيات القرآن ( وليس أن أقرأ سريعاً، ولا أفهم ما أقرأ ما أنزل الله _عز وجل _القرآن لهذا أبداً! إنّما أنزل القرآن لنتدبّره وأمرنا بأن نتدبّر القرآن في آياتٍٍ كثيرة..
سفيان الثوري رحمه الله كان من الذين فعلوا ذلك:ووقف على قوله
تعالى﴿وَبَدَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ ﴾(الزمر:47) وقف ولم يستطع تجاوز الآية.
كثير من الناس يقول: إن لي الحسني، والله عز وجل سيغفر لي، وسأسبقكم كلكم إلى الجنّة، القصة ليست قصة صلاة ولا صوم إلخ، القصة قصة قلبٌ أبيض.
المراد بالقلب الأبيض:
البياض الذي يقصده، لا يمكن أن يتأتّى إلا بالأعمال الصالحات، إن الله عز وجل قرن ويقرن دائماً الإيمان بالعمل الصالح ﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ﴾..
فهذا الذي يتصوّر لأنّه عنده أموال، فرصف طريق، أو بني مستشفى، أو رمي الفتات إلى المساكين، أو عمل موائد رحمن إلخ، فيظن أنه بذلك وصل، وأنه عندما يذهب لله تعالى سيكون بخير وعلى جوادٍ مطهّر ويدخل الجنّة, والملائكة تقول: سلامٌ عليكم..
هذا واهم، أهل الورع الحق، إذا أدركهم الورع، تلبستهم منزلة الخوف، لولا أن الله_ عز وجل_ يمنّ عليهم بالرجاء، لكفروا.
لن يصل الإنسان إلي ربه بسلام علا إذا خلط الخوف بالرجاء.
ولذلك من يعبد الله بالخوف المحض، ييأس، ومن عبد الله عز وجل بالرجاء المحض، يغتر. ولا يصل رجلٌ بسلامٍ إلى ربّه، إلا إذا خلط الخوف بالرجاء.
كلما أدركه الخوف أدخل عليه الرجاء، فيأمل في رحمة الله، وكلما غلب عليه الرجاء وسيكسل عن العمل، يدخل الخوف يوقظه لأن الخوف سوطٌ مزعج.
فسفيان الثوري عندما يقف على الآية ﴿وَبَدَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ﴾(الزمر:47) فهمها.
لن يصل الإنسان إلي حقيقة معاني كتاب الله غلا إذا كان عنده فضل إطلاع.
ولذلك عندما يقرأ الإنسان ربع واحد، يقف عليه ويتأمل فيه، و لن يصل
إلى حقائق المعاني إلا إذا كان عنده فضل إطّلاع، لن يأتي شخصٌ جاهل ليس عنده ولو كتاب تفسير، ولا يعرف العربية، ويفتح القرآن ويفهم شيء.
لكن على الأقل لابد أن يحاول، لأنه قد يقول بعض الناس أنا أميّ لا أقرأ ولا أكتب ماذا أفعل؟ إذاً عليه أن ينصت إلى العلماء والى أهل العلم، لا سيما المتخصصين في هذا الباب، الذين يغوصون على معاني القرآن، ويعطي هذا المعنى اهتماما بالغاً.
الذي يستطيع أن يقرأ، لابد أن يأتي بتفسير واثنان وثلاثة، ثم يتأمل، قد تعرض له مشاكل في الآيات، أو تعرض له في معاني الآيات، فحين إذٍ يسأل أهل العلم عن المعاني هذا لا شك أنه يستفيد، لكن الذي همه أن يعمل ختمه وهكذا، هذا يعبد الله بعبادة الأجير.
إذاً عندنا عبادة المحب ( أو تصرف المحب)،و(تصرف الأجير،)و( العاصي)، الذي اتبع هواه، هذا لا يعمل بالأجرة، بل هذا الرجل يعمل لتلف نفسه، أي يتناول السم الزعاف بيده، فهذا إن لم يهده الله فيرجع على الأقل إلى مرتبة الأجير، فهذا كلامنا ليس معه. لأنه لن يُصادفَ مَحِلاً هذا آخر كلام ابن الجوزي رحمه الله تعالى.
الله سبحانه وتعالى أسأل أن يجعل ما قلته لكم زاداً إلى حسن المصير إليه، وعتاداً إلى يُمن القدوم إليه، إنه بكل جميل كفيل، وهو حسبنا ونعم الوكيل، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد، والحمد لله رب العالمين.
المحب يعرف وجهته، ويعرف ماذا يريد، إذاً عنده شرف الغاية، ومعه دليل السير(الدقيقة2:14) حتى لا يضل، لما؟ لأن الرسول عليه الصلاة والسلام قال كما في الحديث الثابت:" وتفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة، كلها في النار إلا واحدة" قالوا من هي يا رسول الله؟، قال:" ما عليه اليوم أنا وأصحابي".
فالذي يسير في طريق ليس فيه علامات، لكن هذا الطريق فيه منازل كثيرة (أنا أسير على طريق سريع، أجد مَنَزلا، لكن لا أعرف أين يؤدي؟ ثم أجد مَنَزلا آخر، لكن ليس مكتوبا ما هو، كلما أمرّ عدّة كيلو مترات، أجد مَنَزلا، وأنا أريد أن أذهب إلى جهةٍ معينة!)، بالله عليك هل هذا المسافر أو هذا الراكب، يستطيع أن يصل إلى الجهة التي يريدها، مع عدم وجود علامات في الطريق؟ هذا مستحيل أن يصل!، إلا أنه ينزل كل مَنَزل، ثم يكتشف أنه ليس هو، فيبحث ويخرج مرة أخرى، فيضيع عمره في البحث عن المَنَزل الذي يريده، وقد يموت... ولا يصل!
فلهذا الرسول عليه الصلاة والسلام لمّا سُئِلَ عن المَنَزل الذي ينزل منه هذا الرجل قال:" ما عليه اليوم أنا وأصحابي".إذاً لابد أن يكون معك دليل الشيء، كيف تسير.
المحبّون:لا يخطئون ولا يزلّون، حتى إذا زلّوا وأخطئوا، ولكنّ أقدامهم لا تفارق الطريق
الأجير: الذي يعمل بالأجرة، هذا وإن كان على الطريق، إلا أنه فاته خيرٌ كثير، أعظمه أن يستمتع بهذا الإسلام.
ثم عقب فضيلته علي من يكثرون من الختمات في رمضان:
يختم كل ثلاث أو أربع أيام ختمة، ويقول: أريد أن أختم عشر ختمات في شهر رمضان، هذا كلام جميل وأنا لا أخذل عنه، لأن كل حرف عشر
حسنات وهمه آخر السورة. كي يحصل الحسنات.
المقصد الأعظم من القرآن.
ولكن الإسلام والقرآن عندما نزل، كان المقصد الأعظم، هو أن تعي عن الله _عز وجل ربع تأمل ربما كان خيراً للعبد، وأجدى عليه، على قلبه، وعلى حياته، من أن يقرأ القرآن عشر مرات.أن يقف إلى قول ﴿يَا أيُّهَا الَّذِيْنَ آمَنُوْا﴾ ماذا يريد ربّي مني؟، وهل أنا صار لي شرف الالتحاق بزمرة " الَّذِيْنَ آمَنُوْا " حتى أدخل تحت هذا الخطاب؟
أكثر الصحابة لم يختموا القرآن حفظاً! إنما كانوا معدودين:
كما في حديث عبد الله بن عمرو بن العاص، وكان عبد الله بن عمرو بن العاص أحد الذين ختموا القرآن الذي نزل في زمان النبي ﷺ، أي لمّا مات رسول الله عليه الصلاة والسلام كان عبد الله بن عمرو بن العاص يحفظ كل القرآن المنَزّل، وكان ممِن يقومون الليل ويصومون النهار، .
لكن كثير من الصحابة ما كانوا يحفظون القرآن من أوله إلى آخره، لكنهم كانوا يتأدبون بآياته.
ولذلك كان من فقه الواحد منهم، أنه ربّما أمضى ليلةً كاملةً يقوم الليل، لا يتجاوز الآية الواحدة، لأنه لمّا قرأها تداعت، معاني الآية إليه، فلم يستطع أن يتجاوزها
كما كان رسول الله ﷺ يفعل أحياناً، قام ليلةًً كاملة، بقول الله عز وجل ﴿إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾(المائدة:118).
وقام تميم الداري ت ليلةً كاملةً بآية ﴿أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ﴾(الجاثية:21).
أي أن الذين اجترحوا السيئات، أهُم عند الله _تبارك وتعالى_ كالذين عملوا الصالحات سواء في المحيا والممات؟ ساء ما يحكمون.... لا يستويان.
كلمة (اجترحوا السيئات) أنت عندما تقرأ هذه الآية، ربّما وقفت على
سيئاتك أنت في حياتك الماضية، واستدعيت الذاكرة، وأمرت الذاكرة أن تستدعي حياتك كلها الماضية،( عملت ذنب كذا، وذنب كذا، وهذا الذنب فعلته مائة مرة، وهذا مائتين مرة...إلخ)، وربما كان في مظالم، ظلمت ناساً من الناس، وربما تأتي صورة المظلوم، وهو مكسورٌ أمامك، وأنت تفتري عليه، و أنت تعذبه مثلا وأنت تأخذ ماله! يأتي وهو مكسور، (هناك بعض الأطباء بعد ما استيقظ ضميرهم لكن بعد ما حقت عليهم كلمة الله عز وجل وانكشف أمرهم).
يقول أحد الأطباء أنه كان من المرات التي لا ينساها، رجل فقير جداً و معوذ، وجاء يريد أن يعمل عملية، وكان الرجل في النزع الأخير، وجاءت امرأة هذا الرجل وكانت امرأة قروية، ليس عندها إلا بهيمة واحدة، فقالت له: أنا فقيرة وليس عندي مال، اعمل له العملية (لأن العملية مستعجلة!)، قال وتحجر قلبه: لابد أن يوضع المال أولا على الطاولة، قبل أن أعمل شيء, لن أضع المشرط في جسده قبل أن آخذ المال، ذهبت وباعت ما يخصها في البلد، وأتت له بالمال، وعندما دخل ووضع على طاولة العمليات، مات قبل أن يفتح له بطنه، وهو ميت فتح له بطنه, وعمل نفسه كأنه يعمل العملية.وخاطه وأخذ المال, يقول الطبيب هذا الرجل: المريض يأتي لي كل فترة في المنام... كابوس, فمثل هذا الطبيب عندما، تأتي له صورة المريض عندما يقرأ قوله تعالي﴿أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ﴾(الجاثية:21) الآية،يمكن أن يقف الإنسان لا يستطيع أن يتجاوز الآية، متأملاً, ربّما يكون من عائدة هذه الآية، ومن فائدتها عليه، أن يخرج من هذه المظالم، وهذه هي بركة القرآن، وبركة تدبّر آيات القرآن ( وليس أن أقرأ سريعاً، ولا أفهم ما أقرأ ما أنزل الله _عز وجل _القرآن لهذا أبداً! إنّما أنزل القرآن لنتدبّره وأمرنا بأن نتدبّر القرآن في آياتٍٍ كثيرة..
سفيان الثوري رحمه الله كان من الذين فعلوا ذلك:ووقف على قوله
تعالى﴿وَبَدَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ ﴾(الزمر:47) وقف ولم يستطع تجاوز الآية.
كثير من الناس يقول: إن لي الحسني، والله عز وجل سيغفر لي، وسأسبقكم كلكم إلى الجنّة، القصة ليست قصة صلاة ولا صوم إلخ، القصة قصة قلبٌ أبيض.
المراد بالقلب الأبيض:
البياض الذي يقصده، لا يمكن أن يتأتّى إلا بالأعمال الصالحات، إن الله عز وجل قرن ويقرن دائماً الإيمان بالعمل الصالح ﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ﴾..
فهذا الذي يتصوّر لأنّه عنده أموال، فرصف طريق، أو بني مستشفى، أو رمي الفتات إلى المساكين، أو عمل موائد رحمن إلخ، فيظن أنه بذلك وصل، وأنه عندما يذهب لله تعالى سيكون بخير وعلى جوادٍ مطهّر ويدخل الجنّة, والملائكة تقول: سلامٌ عليكم..
هذا واهم، أهل الورع الحق، إذا أدركهم الورع، تلبستهم منزلة الخوف، لولا أن الله_ عز وجل_ يمنّ عليهم بالرجاء، لكفروا.
لن يصل الإنسان إلي ربه بسلام علا إذا خلط الخوف بالرجاء.
ولذلك من يعبد الله بالخوف المحض، ييأس، ومن عبد الله عز وجل بالرجاء المحض، يغتر. ولا يصل رجلٌ بسلامٍ إلى ربّه، إلا إذا خلط الخوف بالرجاء.
كلما أدركه الخوف أدخل عليه الرجاء، فيأمل في رحمة الله، وكلما غلب عليه الرجاء وسيكسل عن العمل، يدخل الخوف يوقظه لأن الخوف سوطٌ مزعج.
فسفيان الثوري عندما يقف على الآية ﴿وَبَدَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ﴾(الزمر:47) فهمها.
لن يصل الإنسان إلي حقيقة معاني كتاب الله غلا إذا كان عنده فضل إطلاع.
ولذلك عندما يقرأ الإنسان ربع واحد، يقف عليه ويتأمل فيه، و لن يصل
إلى حقائق المعاني إلا إذا كان عنده فضل إطّلاع، لن يأتي شخصٌ جاهل ليس عنده ولو كتاب تفسير، ولا يعرف العربية، ويفتح القرآن ويفهم شيء.
لكن على الأقل لابد أن يحاول، لأنه قد يقول بعض الناس أنا أميّ لا أقرأ ولا أكتب ماذا أفعل؟ إذاً عليه أن ينصت إلى العلماء والى أهل العلم، لا سيما المتخصصين في هذا الباب، الذين يغوصون على معاني القرآن، ويعطي هذا المعنى اهتماما بالغاً.
الذي يستطيع أن يقرأ، لابد أن يأتي بتفسير واثنان وثلاثة، ثم يتأمل، قد تعرض له مشاكل في الآيات، أو تعرض له في معاني الآيات، فحين إذٍ يسأل أهل العلم عن المعاني هذا لا شك أنه يستفيد، لكن الذي همه أن يعمل ختمه وهكذا، هذا يعبد الله بعبادة الأجير.
إذاً عندنا عبادة المحب ( أو تصرف المحب)،و(تصرف الأجير،)و( العاصي)، الذي اتبع هواه، هذا لا يعمل بالأجرة، بل هذا الرجل يعمل لتلف نفسه، أي يتناول السم الزعاف بيده، فهذا إن لم يهده الله فيرجع على الأقل إلى مرتبة الأجير، فهذا كلامنا ليس معه. لأنه لن يُصادفَ مَحِلاً هذا آخر كلام ابن الجوزي رحمه الله تعالى.
الله سبحانه وتعالى أسأل أن يجعل ما قلته لكم زاداً إلى حسن المصير إليه، وعتاداً إلى يُمن القدوم إليه، إنه بكل جميل كفيل، وهو حسبنا ونعم الوكيل، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد، والحمد لله رب العالمين.