2 مشترك
الخوف شعار العارفين
منتديات تبسة- عضو متميز
- تاريخ الميلاد : 21/02/1990
الدولة : الجزائر
الولاية : تبسة
المزاج : اياحزن ابتعدعنــــــــــي ودع جرحي يزل همـــــــــي واني بك يا حزنـــــــــي غيــر العذاب لااجنــــــــــــي .................
عدد الرسائل : 5081
عدد النقاط : 13163
نقاط تقيم الاعضاء : 249
العمر : 34
الوظيفة : طالب
تاريخ التسجيل : 09/09/2007
بطاقة الشخصية
حقل رمي النرد:
(1/1)
- مساهمة رقم 1
رد: الخوف شعار العارفين
رشة ورد- العضوة المميزة
- تاريخ الميلاد : 11/07/1993
الدولة : اسكــــــــــــــــ الجزائــــــر ــــــــــــــــــــن وفلسطـــــــ تسكنني ـــــــــين
المزاج : AM FINE BECAUSE THERE IS NO ONE CAN CHANG MY FINE DAYS
عدد الرسائل : 3693
عدد النقاط : 14588
نقاط تقيم الاعضاء : 413
العمر : 31
الوظيفة : وراء القراية
تعاليق : One Two Three Viva L'algerie
18 - نوفمبر - 2009
تاريخ لن ينساه الشعب الجزائري
*********************
صوني عفافَك بالحجابِ حقيقة *** واستغفري عما مضى وتوسّلِ
ولباسُ تقوى الله أغلى ثمناً *** من كلّ أنواع الجواهر والحُلي
***************
أنا لستُ وحدي في قرار تحـجّبــي *** خلـفـي كثــيـرٌ يـقتـفـيـنَ مَـتــابــي
فمعي النساءُ السائراتُ على الهدى *** ومعي الحيـاءُ وفطرتـي وكتـابــي
سأظلُّ أرقــى للسمـــاوات الـعُـــلا *** وأظلُّ أحيا في هــدى المـحــرابِ
تاريخ التسجيل : 13/05/2010
بطاقة الشخصية
حقل رمي النرد:
(1/1)
- مساهمة رقم 2
الخوف شعار العارفين
بسم الله الرحمن الرحيم
إن من أعظم المهمات التي بعث لأجلها النبي صلى الله عليه
وسلم تزكية النفوس وتطهيرها، كما قال الله عز وجل:{هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأُمِّيِّينَ
رَسُولاً
مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ
الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ
مُبِينٍ } [الجمعة:2].
وقد جعل الله تعالى فلاح العبد منوطًا بتزكية نفسه، فقال سبحانه
وتعالى بعد أحد عشر قسمًا متواليًا: { قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا } [الشمس:9، 10].
ومما لا شك فيه أن من أهم الوسائل لتزكية النفوس هو تربيتها
على الخوف من الله عز وجل. قال الإمام ابن القيم رحمه الله:
"ومن منازل { إياك نعبد وإياك نستعين } منزلة الخوف، وهي من أجلِّ منازل الطريق، وأنفعها للقلب، وهي فرض على كل أحد".
وقال أيضًا رحمه الله :
" القلب في سيره إلى الله عز وجل بمنزلة الطائر، فالمحبة رأسه، والخوف والرجاء جناحاه، فمتى سلم الرأس والجناحان
فالطائر جيد الطيران، ومتى قطع الرأس مات الطائر، ومتى فُقد الجناحان فهو عرضة لكل صائد وكاسر"
.
وإذا سكن الخوف القلوب أحرق مواضع الشهوات منها، وطرد
الدنيا عنها؛ إذ الخوف سوط الله الذي يقوِّم به الشاردين عن
بابه ويصدهم به عن نار الجحيم والعذاب الأليم.
قال الفضيل رحمه الله: من خاف الله دله الخوف على كل خير.
واعلم أن الخوف إذا فارق القلب خَرِب، وتجرأ صاحبه على المعاصي.
وكيف لا يخاف العبد في هذه الدار وهو يعلم أنه مقبل على أهوال عظام
فهو لا يدري بماذا يختم له..
قال سهل: خوف الصديقين من سوء الخاتمة عند كل خطرة، وعند كل حركة، وهم الذين وصفهم الله تعالى إذ قال: { وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ...}
[المؤمنون:60].
ولما احتضر سفيان الثوري - رحمه الله - بكى بكاءً شديدًا. فقيل
له: عليك بالرجاء؛ فإن عفو الله أعظم من ذنوبك. فقال: أو على ذنوبي أبكي؟! لو علمت أني أموت على التوحيد لم أبال بأن
ألقى الله بأمثال الجبال من الخطايا.
ثم هو مقبل على القبر وسؤال الملكين، ولا يدري أيثبت أم لا؟..
جلس النبي على شفير قبر فبكى ثم قال: "أي إخواني لمثل هذا فأعدوا".
ثم إذا أعمل فكرة في أهوال الحشر، والميزان، والصراط،
وانصراف الناس إما إلى جنة وإما إلى نار لاستولى الخوف على قلبه فحجزه عن الكثير من
المحرمات. فكل من خاف شيئًا فر منه، لكن من خاف الله فر إليه: { فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ } [الذاريات:50]
درجات الخوف :
ذكر بعضهم أن للخوف درجات :
الدرجة الأولى : خوف العقوبة
وهو الخوف الذي يصح به الإيمان، وهو خوف العامة، وهذا
الخوف يتولد من تصديق الوعيد، وذكر الجناية، ومراقبة العاقبة،
وترحل هذا الخوف من القلب علامة ترحل الإيمان منه.. قال الله
تعالى: { وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ } [آل عمران:175].
الدرجة الثانية : خوف المكر
فكم من مغبوط بحاله انعكس عليه الحال، ورجع من حسن
المعاملة إلى قبيح الأعمال، فأصبح يقلب كفيه ويضرب باليمين
على الشمال، فبُدِّل بالأُنس وحشة، وبالحضور غيبة، وبالإقبال
إعراضًا، وبالتقريب إبعادًا.
وأعلى الدرجات: خوف العبد الحجاب عن الرب: وهذا خوف العارفين
وكلما كان العبد أعلم بالله وأعرف بصفاته سبحانه كلما كان خوفه أشد.. قال تعالى: { إِنَّمَا يَخْشَى
اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ } [فاطر:28]. ولهذا وجدنا سيد الخلق محمدًا صلى الله عله وسلم أخوف
الناس، فقد قيل له: يا رسول الله شِبْتَ! قال: ( شيبتني هود وأخواتها ) . وهو صلى الله عليه وسلم
الذي قال عن نفسه: ( إني لأعلمكم بالله وأشدكم له خشية ) .
وقد ذكر بعض العلماء أن الخوف له قصور، وإفراط، واعتدال،
فالمحمود منه هو الاعتدال والوسط، وذلك الذي يحمل صاحبه
على فعل الواجبات وترك المحرمات، فإن زاد بحيث صار باعثًا
للنفوس على التشمير في نوافل الطاعات والكف عن دقائق
المكروهات، والتبسط في فضول المباحات؛ كان أفضل وأحسن.
وأما القاصر فذلك الذي يجري مجرى رقة النساء، يخطر بالبال
عن وجود سبب من الأسباب كسماع آية أو موعظة أو غير ذلك،
فتفيض الدموع ويوجل القلب، ثم إذا زال السبب عاد لما كان
عليه من الغفلة، فهذا خوف قاصر قليل الجدوى.
وأما الإفراط في الخوف بحيث يخرج صاحبه إلى اليأس والقنوط
أو يورث مرضًا أو همًا بحيث يقطع عن السعي في اكتساب الفضائل المحبوبة لله، فإن ذلك مذموم
غير محمود.
رزقنا الله خشيته ومخافته في السر والعلن، وصلى الله على نبينا
محمدٍ وآله وصحبه وسلم.
منقول
إن من أعظم المهمات التي بعث لأجلها النبي صلى الله عليه
وسلم تزكية النفوس وتطهيرها، كما قال الله عز وجل:{هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأُمِّيِّينَ
رَسُولاً
مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ
الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ
مُبِينٍ } [الجمعة:2].
وقد جعل الله تعالى فلاح العبد منوطًا بتزكية نفسه، فقال سبحانه
وتعالى بعد أحد عشر قسمًا متواليًا: { قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا } [الشمس:9، 10].
ومما لا شك فيه أن من أهم الوسائل لتزكية النفوس هو تربيتها
على الخوف من الله عز وجل. قال الإمام ابن القيم رحمه الله:
"ومن منازل { إياك نعبد وإياك نستعين } منزلة الخوف، وهي من أجلِّ منازل الطريق، وأنفعها للقلب، وهي فرض على كل أحد".
وقال أيضًا رحمه الله :
" القلب في سيره إلى الله عز وجل بمنزلة الطائر، فالمحبة رأسه، والخوف والرجاء جناحاه، فمتى سلم الرأس والجناحان
فالطائر جيد الطيران، ومتى قطع الرأس مات الطائر، ومتى فُقد الجناحان فهو عرضة لكل صائد وكاسر"
.
وإذا سكن الخوف القلوب أحرق مواضع الشهوات منها، وطرد
الدنيا عنها؛ إذ الخوف سوط الله الذي يقوِّم به الشاردين عن
بابه ويصدهم به عن نار الجحيم والعذاب الأليم.
قال الفضيل رحمه الله: من خاف الله دله الخوف على كل خير.
واعلم أن الخوف إذا فارق القلب خَرِب، وتجرأ صاحبه على المعاصي.
وكيف لا يخاف العبد في هذه الدار وهو يعلم أنه مقبل على أهوال عظام
فهو لا يدري بماذا يختم له..
قال سهل: خوف الصديقين من سوء الخاتمة عند كل خطرة، وعند كل حركة، وهم الذين وصفهم الله تعالى إذ قال: { وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ...}
[المؤمنون:60].
ولما احتضر سفيان الثوري - رحمه الله - بكى بكاءً شديدًا. فقيل
له: عليك بالرجاء؛ فإن عفو الله أعظم من ذنوبك. فقال: أو على ذنوبي أبكي؟! لو علمت أني أموت على التوحيد لم أبال بأن
ألقى الله بأمثال الجبال من الخطايا.
ثم هو مقبل على القبر وسؤال الملكين، ولا يدري أيثبت أم لا؟..
جلس النبي على شفير قبر فبكى ثم قال: "أي إخواني لمثل هذا فأعدوا".
ثم إذا أعمل فكرة في أهوال الحشر، والميزان، والصراط،
وانصراف الناس إما إلى جنة وإما إلى نار لاستولى الخوف على قلبه فحجزه عن الكثير من
المحرمات. فكل من خاف شيئًا فر منه، لكن من خاف الله فر إليه: { فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ } [الذاريات:50]
درجات الخوف :
ذكر بعضهم أن للخوف درجات :
الدرجة الأولى : خوف العقوبة
وهو الخوف الذي يصح به الإيمان، وهو خوف العامة، وهذا
الخوف يتولد من تصديق الوعيد، وذكر الجناية، ومراقبة العاقبة،
وترحل هذا الخوف من القلب علامة ترحل الإيمان منه.. قال الله
تعالى: { وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ } [آل عمران:175].
الدرجة الثانية : خوف المكر
فكم من مغبوط بحاله انعكس عليه الحال، ورجع من حسن
المعاملة إلى قبيح الأعمال، فأصبح يقلب كفيه ويضرب باليمين
على الشمال، فبُدِّل بالأُنس وحشة، وبالحضور غيبة، وبالإقبال
إعراضًا، وبالتقريب إبعادًا.
وأعلى الدرجات: خوف العبد الحجاب عن الرب: وهذا خوف العارفين
وكلما كان العبد أعلم بالله وأعرف بصفاته سبحانه كلما كان خوفه أشد.. قال تعالى: { إِنَّمَا يَخْشَى
اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ } [فاطر:28]. ولهذا وجدنا سيد الخلق محمدًا صلى الله عله وسلم أخوف
الناس، فقد قيل له: يا رسول الله شِبْتَ! قال: ( شيبتني هود وأخواتها ) . وهو صلى الله عليه وسلم
الذي قال عن نفسه: ( إني لأعلمكم بالله وأشدكم له خشية ) .
وقد ذكر بعض العلماء أن الخوف له قصور، وإفراط، واعتدال،
فالمحمود منه هو الاعتدال والوسط، وذلك الذي يحمل صاحبه
على فعل الواجبات وترك المحرمات، فإن زاد بحيث صار باعثًا
للنفوس على التشمير في نوافل الطاعات والكف عن دقائق
المكروهات، والتبسط في فضول المباحات؛ كان أفضل وأحسن.
وأما القاصر فذلك الذي يجري مجرى رقة النساء، يخطر بالبال
عن وجود سبب من الأسباب كسماع آية أو موعظة أو غير ذلك،
فتفيض الدموع ويوجل القلب، ثم إذا زال السبب عاد لما كان
عليه من الغفلة، فهذا خوف قاصر قليل الجدوى.
وأما الإفراط في الخوف بحيث يخرج صاحبه إلى اليأس والقنوط
أو يورث مرضًا أو همًا بحيث يقطع عن السعي في اكتساب الفضائل المحبوبة لله، فإن ذلك مذموم
غير محمود.
رزقنا الله خشيته ومخافته في السر والعلن، وصلى الله على نبينا
محمدٍ وآله وصحبه وسلم.
منقول