وَهَــــــــج الْحَقِيْــــــــقَــةِ

بسم لله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على من لا نبي بعده أما بعد
فجدير بنا أن نعلم أن نجاح امرءٍ في شيء ما هو إنجاز ثمين لمسيرة حياته لاسيما إذا لحق ذلك النجاح نتيجه إيجابية متعدية ويسمى ذلك النجاح إنجاز مثمر وتسمى نتيجته بالثمرة , ولولا ذلك الإنجاز لما تحققت تلك الثمرة الطيبة ذات النطاق الواسع المتعدي النفع.
وعلى إثر ذلك يتبين من معرض إستهلالنا أن لذلك الإنجاز جهدٌ مبذول وهمة عالية تدل على رباطة جئش صاحبها,وسمو إرادته في تحقيق مطلوبه.
و لما تتأمل في ذلك الإنجاز وتلك الهمة والإرادة لرأيت أمرا عجباً لهو من الفضل بمكان.
فإنك لن تجدَ ناجحاً واحدا وصل إلى القمة بغير أن يستند إلى صديق أو زوجة محبة أو حب إنسان .
كل واحد منا مدين في حياته لأشخاص معروفين ومجهولين مدوا له أيديهم عندما وقع على الأرض.
أضاءوا له شمعة عندما احتواه الظلام ,.
قـالوا له كلمة حلوة ومطارق الحياة تنهال على رأسه , أعطوه ابتسامة عطف والدنيا تكـــــــــشر عن أنيابها في وجهه
فهؤلاء هم من أخلصوا في إخائك وحرصوا على صلاحك ونجاحك ,فلهم منك الشكر والعرفان ,ومن الله الأجر والامتنان.
وأقل أن تجازي صاحب الفضل أن تشكره وتعرف له فضله وقد أحسنَ القائل :
إذا أنا لم أعرف لذي الفضل فضلهُ ** ولم ألم الخِبّ اللئيم المُذمَّما
فكيفَ عرفتُ الخير والشر باسمه ** وقد شقَّ لي الله المسامع والفمَا

وخليق بكل عاقلٍ لبيبٍ أن يرد الفضل لأهل الفضل,لأنه فعل نبيلٌ وخلة طيبة لأهل الفضل,وأن أفضل ما يعمله العبد الصالح أن يعرف فضل الله عليه فيشكره على جزيل نعمه,وإحسانه.
فهو سبحانه الذي سواك فعدلك في أيَّ صورة ما شـــــاء ركّبك , والذي جعل لك عينين ولسانا وشفتين وهداك النجـدين , وأرشدك إلى الدرب المنير , فتبارك الله أحـسن الخـالقـين .

مـا للعباد عليه حـقٌ واجب ** كلا ولا سُــعي لديه ضـائــعُ
إن عُذِّبوا فبعدله أو نُعِّموا ** فبفضله وهو الكريم الواسعُ

* * *
ومن تأمل هذا حق التأمل أوجب له الظفر بالحق , ونيل المطلوب .
والله الهادي إلى سـواء السـبيل.