هل تعلم السحر حرام ؟
انااميرفوق حصاني- عضو فضي
- عدد الرسائل : 124
عدد النقاط : 5395
نقاط تقيم الاعضاء : 5
تاريخ التسجيل : 06/06/2011
هل تعلم السحر حرام ؟
عالِمُ السحر أخو الشيطان وخليله
هناك من يعتقد أن "العلم بالسحر ليس بقبيح ولا محظور" مستنداً إلى قصة سيدنا سليمان عليه السلام وتسخير الجن له, ، وإلى حديثٍ مدسوسٍ على لسان المصطفى، وهو صلى الله عليه وسلم منه بُراء، بأنه قال: «تعلَّموا السحر ولا تعملوا به». حديث مدسوس.
والحقيقة لا يجرؤ على السحر إلاَّ كافر، ومن تعلَّم السحر غدا أخاً للشيطان ومن حزبه وأعوانه, وعدواً لبني الإنسان، يتلذذ بشقائهم وآلامهم: {وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطَانٍ مَّرِيدٍ} (3) سورة الحـج: حيث يظن أنَّ لهم فعلاً، من جمع وتفريق وإغاثة وإغناء وكشف كنوز، والحقيقة: {كُتِبَ عَلَيْهِ أَنَّهُ مَن تَوَلَّاهُ فَأَنَّهُ يُضِلُّهُ وَيَهْدِيهِ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ} (4) سورة الحـج، فهذا قانون مسطَّر، من اتبع الشيطان يضله ويشقيه، ومن يكن له الشيطان قريناً فساء قريناً.
براءة سيدنا سليمان عليه السلام من السحر:
هي حجة على من أرادوا إثبات جواز استخدام الجن والسحر في أعمال الخير زوراً.
لقد وردت هذه الحادثة في القرآن الكريم بمعناها الصحيح والصريح. حيث اتَّبع اليهود ما يتكلم الشياطين من الكذب على سيدنا سليمان عليه السلام، بأنه ملك ما ملك بالسحر.
قال تعالى: {وَاتَّبَعُواْ مَا تَتْلُواْ الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ ..} (102) سورة البقرة: قالوا سليمان مَلَكَ ذلك المُلْك بالسحر، فسيطر على الجن، وأنه سحرهم وأعانوه على الملْك، وبنوا له ما بنوا، فبدلاً من أن يتلوا التوراة ويطبقوها سلكوا بدعواهم الخبيثة طريق السحر، وجاؤوا بقصص مؤدَّاها أن سليمان مَلَك العالم بالسحر، فردَّ تعالى عليهم:{.. وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ..}: هذا لم يعمله سليمان عليه السلام، بل استمدَّ المعونة من الله وحده، سيدنا سليمان ما نسب الفعل لغير الله، وما أعرض، لأنه لم ينقطع عن الله، لم ينسب الفعل للشياطين، الشياطين لا فعل لها: {.. إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا} (76) سورة النساء: المريض أنَّى له أن يقاتل، فالشيطان لا حول له ولا قوة، الفعل كله بيد الله.
وإنَّ كافة هذه القصص التي نسبوها لسليمان عليه السلام من أنه مَلَكَ ما مَلَكَ بالسحر: كلها كذب ولا أصل لها،وإنما وردت عندهم بكتب التلمود، خلاف ما ورد بكتاب الله تعالى التوراة. {.. وَلَكِنَّ الشَّيْاطِينَ كَفَرُواْ يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ ..}: التخييل، فكيف قولهم دجلاً: « تعلَّموا السحر»؟!. فالسحر نتيجته الكفر، ولا يتعامل بالسحر إلا من مشى بالكفر.
إذن: الشياطين بحسب الآية الكريمة يعلِّمون الناس السحر، فأنّى لرسول الله صلى الله عليه وسلم أن يأمرنا أن نمشي بأوامر الشياطين لنتعلم السحر ولا نعمل به كما أوردوا بالحديث المدسوس؟!. حاشاه، فما هذا السخف والفحش في هذا القول؟!...
ثم إن سيدنا سليمان عليه السلام لما دعا ربَّه: {.. وَهَبْ لِي مُلْكًا لَّا يَنبَغِي لِأَحَدٍ مِّنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ} سورة ص (35): سيدنا سليمان طلب من الله أن يهبه الملك لا من الجن والشياطين بحسب الآية الكريمة، فاستجاب الله تعالى له، فسخَّر له ما سخَّر من الجن، فالله هو الذي سخَّر له الجن، وليس هو عليه السلام الذي سخَّر الجن بالسحر كما جدَّفوا بهتاناً.
كما سخَّر تعالى له الطير والريح .. ليقوم بالدعوة إلى الله بعد أن أتعب عليه السلام الخيل عند تدريبها حبّاً بعمل الخير ... فكيف انبغى هذا المُلك لأحد من بعده عليه السلام من السحرة على زعمهم؟!. وهو عليه السلام الذي طلب من الله تعالى ملكاً لا ينبغي لأحد من بعده!..
ولما سخَّر الله تعالى لسيدنا سليمان عليه السلام ما سخَّر، كان تسخيره حقيقةً لا سحراً، أي: كانوا يظهرون بنفوسهم مع أجسامهم ويعملون بأمر من الله.
قال تعالى: {فَسَخَّرْنَا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخَاء حَيْثُ أَصَابَ}: تحمله وجيشه.
{وَالشَّيَاطِينَ كُلَّ بَنَّاء وَغَوَّاصٍ}: يبنون له القواعد والمنصَّات البحرية، ويغوصون في البحر والأرض، ويعملون له ما يشاء من محاريب وتماثيل وجفان كالجواب، وقدور راسيات.. {وَآخَرِينَ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفَادِ}: كان عليه السلام يحبسهم في المكان الذي يريده.
أ- فإن كان حقاً ما تدَّعيه السحرة أيّاً كانوا وبأي صفةٍ يلبسونها، فليكْفوا أنفسهم مدَّ أيديهم للناس ليعطوهم أجر ما صنعوا، وليذبحوا الذبائح لهم, لقد ذكر تعالى بأنه من يزغ عن أمر سيدنا سليمان من الجن فالله تعالى يذقه عذاب السعير ..
{.. وَمَن يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنَا نُذِقْهُ مِنْ عَذَابِ السَّعِيرِ} (12) سورة سبأ.
ب- فلِمَ ترهق الشياطين أصحابها من الخبثاء؟!. فلا ينامون الليل بالتخيُّلات؟!. وتعاود الإرهاق كل ليلة، وهذا أمر واقع وقد ذكره تعالى: {وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِّنَ الْإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِّنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا} (6) سورة الجن.
براءة الملائكة من السحر
2ـ و زعموا أن السحر أنزله الله على الملكين،فردَّ عليهم {.. وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ..}: قالوا بتلمودهم لا بالتوراة أن هاروت وماروت ملكيْن نزلا ليعلِّما الناس السحر، وبالطبع هذا لا أصل له وليس بصحيح، فما أنزل على الملكين كما زعموا، وإنما دسُّوه دسّاً ليقبل الناس السحر.
وزعموا أن الملكين كانا يأخذان العهد على من يعلِّمانه، فردَّ تعالى عليهم مستنكراً ذلك: {.. وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولاَ إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلاَ تَكْفُرْ..}!. فهل هذا منطق؟!. هذا ليس بصحيح.
{.. فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا..}: من شياطين الإنس والجن. {.. مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُم بِضَآرِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللّهِ..}: الفعال الحقيقي هو الله، وهذا الإضرار لا يتم إلاّ بإذن الله، فلا يصيب السحر إلا المستحق، إذا كان العبد مستقيماً فلا سلطان لأحد عليه، ومن كان مع الله تعالى فلا يؤذيه شيطان ولا يخيِّل له. {.. وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ..}: يتعلمون ذلك لكسب الدنيا.
{.. وَلَقَدْ عَلِمُواْ..}: في كتابهم: {.. لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاَقٍ..}: ليس له شيء في الآخرة من الخير المحضر له والمخلوق من أجله.
والسحرة عرفوا أن السحر نهايته هلاك على صاحبه، لكنها شهواتهم البهيمية المهلكة، فهم مقهورون. {.. وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْاْ بِهِ أَنفُسَهُمْ لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ }: ما سيحل بهم غداً.
لو آمنوا لما فعلوا ما فعلوا، فهم مغلوبون لأنهم لم يؤمنوا بلا إۤله إلاَّ الله، لو آمنوا لما غلبتهم شهواتهم الدنيئة ولما غُلبوا على أمرهم.
قال تعالى: {فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ} (73) سورة ص: وخضعوا للأمر الإۤلهي، فلم يستثنِ تعالى واحداً منهم ولا ملكيْن كما زعموا كذباً، بل بيَّن لنا تعالى بقوله:{ كُلُّهُمْ} و:{ أَجْمَعُونَ}: طائعون، خاضعون له تعالى. فكلُّهم ملَّكوا نفوسهم لله فسمُّوا ملائكة، وهم: {.. لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} (6) سورة التحريم، فهم يفعلون ما يؤمرون من قِبَلِ الله تعالى، فهل يأمر تعالى بالسحر، وهو الذي لا يرضى لعباده الكفر؟!. إنه يدعو إلى دار السلام: {وَاللّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلاَمِ ..} (25) سورة يونس .لا للتفرقة بين الزوجين والخصام كما تأمر السحرة: {.. أَيَأْمُرُكُم بِالْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنتُم مُّسْلِمُونَ} (80) سورة آل عمران؟!...
أينسبون لله الأمر بالفحشاء والله لا يأمر بالفحشاء؟!.
3ـ وأما ما ذُكر على لسان المصطفى صلى الله عليه وسلم دسّاً أنه قال: « تعلَّموا السحر ولا تعملوا به». فهو كذب لا أصل له.
فقد قرَّر القرآن الكريم أن تعلُّم السحر من الشياطين، وهو كفر، بقوله تعالى: {.. وَلَكِنَّ الشَّيْاطِينَ كَفَرُواْ يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ ..}. فهل يخالف صلى الله عليه وسلم كلام الله؟!.
أَوَ يدعو أصحابه ليكون مُعلِّمهم الشيطان؟!. حاشا لله.
والشيطان لا يأمر إلاَّ بالسوء والفحشاء: {.. وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ،إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاء وَأَن تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ} (168-169) سورة البقرة.
ويكفينا لكي ننفي هذا القول الذي نُسب زوراً لنبيِّنا صلى الله عليه وسلم، أن تعلّم السحر يحتاج من الإنسان أن يرتكب الموبقات والمعاصي، وأن يحتقر النعمة، وأن يسفح الماء سفحاً بدل استعماله (حيث تصل به درجة الاحتقار للنعمة والعداوة لله أن يضرب الماء بالأرض سفحاً بدون استفادة وبقوة طاعة للشيطان)، ويسري بنفسه في الظلمة ليلتقي بالشياطين من الجن بالتخيُّلات، ليتعامل معهم. فهل يأمر الرسول صلى الله عليه وسلم أحداً بالسوء والفحشاء؟!. وحاشاه.
والقول بأن الرسول أمرنا بتعلم السحر فذلك يعني أن الله هو الآمر بهذا الأمر،لأن الرسول مبلِّغ كلام الله: {وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى،إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى} (3-4) سورة النجم.
وإذا أمر الله رسوله أمراً فيجب أن يطاع ذلك الأمر، فمن يطع الرسول فقد أطاع الله: {.. أَيَأْمُرُكُم بِالْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنتُم مُّسْلِمُونَ} (80) سورة آل عمران، فهل يجب علينا نحن اقتراف الفواحش والرذائل لكي نتعلم السحر ؟!.
القرآن يدحض هذا التجرؤ على حضرة الله ورسوله بقوله الكريم: {إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ .. } (90) سورة النحل، {.. وَلَا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ ..} (7) سورة الزمر.
وما هو هذا العلم ؟!. ألم يقل تعالى: {.. وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُواْ لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاَقٍ ..} (102) سورة البقرة: أفليس هذا العلم الذي يهلك صاحبه ويورده النار في الآخرة؟. فهل يدعوهم صلى الله عليه وسلم لهذا؟!.
وحاشاه أن يبيح ويأمر بتعلم السحر، حتى ولو أردف المغرض الدّاس كلمة: « ولا تعملوا به » لتنطلي على عقول الساذجين. فالآيات الكريمة تبيِّن بطلان هذا الزعم، وهو صلى الله عليه وسلم براء مما قالوا.
وهذا العلم يؤخذ من شيطانيْ الإنس والجن، وحاشا أن يحثنا عليه صلى الله عليه وسلم.
{..وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ ..}: شياطين الإنس والجن. {.. حَتَّى..}: إلاَّ أن: {.. يَقُولاَ إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلاَ تَكْفُرْ..}: الشياطين يقولون باتباعك لنا فائدة عظيمة فلا تتركنا. فكانوا يحاولون أن يوقعوا البسطاء من الناس ومن يغررون به ممن يظنهم من أهل الله أو من المجذوبين بحب الله، فيحاولون إيقاعهم بالارتكابات والمحرمات، فإن لم يستجيبوا لهم، قالوا لهم: {.. إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ..}: أي: إننا نفتنك لنجرِّبك، هل أنت ثابت على الحق، أم تغيِّر؟!. ونحن لا نريدك أن تكفر {.. فَلاَ تَكْفُرْ..}: هذا إذا لم يقع الفريسة بارتكاب الفاحشة، فيعدِّدون عليه أساليبهم المكّارة الخبيثة حتى يقع بإحداها.
عندها: {.. فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا ..}: أي من شياطين الإنس والجن {.. مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ..} وذلك بإيقاعهم بالفاحشة، والتنفير بين الزوجين، وتحطيم الأسرة، وشقاء الأطفال، بنات وبنين {.. وَمَا هُم بِضَآرِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللّهِ ..}: فالفعال الحقيقي هو الله، إذا كان العبد مستقيماً فلا سلطان للسحر عليه أبداً، إذ لا يصيب السحر إلا الجاني المستحق. أما من كان مع الله فلا يؤذيه شيطان ولا يخيِّل له أبداً كما بينَّا: {.. إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا} (76) سورة النساء.
وقد حارب صلى الله عليه وسلم السحر والسحرة بأحاديث كثيرة , وحذّر الناس منهم بكافة أشكالهم،
نذكر النذر اليسير من الأحاديث الشريفة قوله صلى الله عليه وسلم:
ـ « من أتى كاهناً أو عرّافاً فصدَّقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمَّد » مسند الإمام أحمد الجزء الثاني. (والعرَّاف: الذي يدّعي العلم بالغيب. كضارب المندل، وقارئ الفنجان، والمنجم ذو الأبراج.. وهلم جرّاً..).
- « مَنِ اقْتَبَسَ عِلْماً مِنَ النّجُومِ، اقْتَبَسَ شُعْبَةً مِنَ السّحْرِ» سنن ابن ماجه رقم/3726/.
- « يا علي لا تجالس أصحاب النجوم » كنز العمال رقم/29441/.
- «العيافة والطيرة والطرق من الجبت » سنن أبي داود رقم/1473/.
والمقصود بالعيافة: زجر الطير والتفاؤل بأصواتها وأسمائها. والطيرة: التشاؤم الذي يصدُّ صاحبه عن العمل.
والطرق: الضرب بالحصا أو الخط بالرمل، وهي من الكهنة .. وكلها من الجبت، ويقول ابن عباس رضي الله عنه: «والجبت هو ما أُتي به عن طريق الشيطان».
وهذه الأحاديث الشريفة شاملة لكل أنواع الشعوذة والسحر: من قراءة الفنجان، والتبصير، وتحضيرالأرواح، والرقى، والتعاويذ، والتنجيم، والكهنة.
والنهي عنها وعن إتيان من يقوم بها إلى درجة الاجتناب، وهو أشد أنواع النهي، أي: الابتعاد بالكلية عن كل ما يؤدي إلى ذلك العمل المجتنَب، إن كان بشكل مباشر أو غير مباشر.
إذن: شيوع مثل تلك الأقوال يدعم انتشار السحر، ويقوِّض أركان الأمة، ويجعل من الدين " زوراً وبهتاناً " أفيوناً للشعوب. والغاية هي الكسب المادي الذي يسعى وراءه الساحر، فيبتز الناس البسطاء، إذ يظهر لهم على أنه المتنبئ بالغيب ليكشف لهم خفايا الأمور وغيبياتها (بالمندل، والفنجان، والتنجيم ...)، ويحل لهم المشاكل كالتفريق والتأليف بين الأزواج.
.. أوردنا ذلك لتصحيح المعلومات، سدد الله خطاكم وخطانا للصواب، وأبعد عنكم وعنَّا شرَّ الدسوس، وربك على كل شيء حفيظ.
والحمد لله رب العالمين
هذا البحث من ثنايا علوم فضيلة العلامة الكبير محمد أمين شيخو
في كتاب كشف خفايا علوم السحرة
لا يوجد حالياً أي تعليق