من طرف محمد علي 12 السبت 3 سبتمبر 2011 - 10:03
إن الألعاب النارية لها أضرار خطيرة على الأفراد والأسر والمجتمعات، لا
سيما أن اسمها ارتبط بالنار، وهي ألعاب تنشط في المناسبات، وخاصة في مواسم
الأعياد؛ تلك المناسبات الجميلة التي تحمل معها تباشير الفرح والسعادة
والسرور، وقد تقلب هذه الألعاب النارية تلك الأفراح والمناسبات الجميلة
آلامًا وأحزانًا - لا قدر الله - على كثير من الأسر والآباء الذين يبحثون
عن سعادة أبنائهم في المخاطر، وضرر الآخرين في شراء تلك الألعاب النارية
التي تحدث أضرارًا بالغة في الأبناء والأسر، أو تسبب الحرائق في المساكن
وغيرها، فتحرق الفرحة، وتطفئ شموع العيد والبسمة لا قدر الله.
وينجم
عنها الأضرار الصحية على الأفراد والأسر والأضرار الاقتصادية إذ هي تبذير
للمال الذي نهى عنه الإسلام، وينجم عنها أضرار اجتماعية كإيذاء الناس مما
ينتج عنه العداوة والبغضاء بين المسلمين.
وإننا نخاطب الآباء الذين
يمثلون القدوة الحسنة، بعدم شراء هذه الألعاب، ويحذرون الأولاد من مخاطر
هذه الألعاب، وألا يساعدوهم في الحصول عليها. فهذه الألعاب النارية تعتبر
من إلقاء الأيدي إلى التهلكة الذي نهى الله عنه حيث يقول الله تعالى:
{وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوَاْ إِنَّ
اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} (195) سورة البقرة، وهي تبذير وإسراف
للمال. ولو علم الآباء أنه لو وضعت هذه الأموال في أعمال بر وخير كصدقة
وغيرها لكان خيرًا لهم، ونخاطب ضعاف النفوس الذين يبيعون هذه المفرقعات على
حساب صحة الآخرين، والإضرار بالناس، وننصحهم بالابتعاد عن هذه التجارة
التي خلفت وراءها المآسي والأحزان، والتي إن كان دخلها قليلاً لا يذكر إلا
أن مخاطرها وعواقبها كثيرة لا تعد ولا تحصر.
ومن الغريب أننا نسمع،
ونرى كل سنة أضرار الألعاب النارية، ونقرأ المقالات التي تتناول الألعاب
النارية وعواقبها وآثارها الناتجة عن لعب الأطفال والشباب بها، ومع ذلك لا
يرتدع من الناس إلا القليل، لذلك ينبغي علينا أن نكاتف الجهود ونتعاون على
البر والتقوى، ونحرص على التناصح، وتوعية المجتمع عامة صغاراً وكباراً،
وتحذيرهم من السلوكيات السيئة حتى ننشئ أجيالاً فاضلة.