روي أن رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم :
أوصني قال (لا تغضب) فردد مرارا قال (لا تغضب) رواه البخاري.
ثبت علميا أن الغضب كصورة من صور الانفعال النفسى يؤثر على قلب الشخص
الذي يغضب تأثيرا العدو أو الجري على القلب وانفعال الغضب يزيد من عدد
مرات انقباضاته في الدقيقة الواحدة فيضاعف بذلك كمية الدماء التي يدفعها
القلب أو التي تخرج منه إلى الأوعية الدموية مع كل واحدة من هذه الانقباضات
أو النبضات وهذا بالتالي يجهد القلب لأنه يقسره على زيادة عمله عن معدلات
العمل الذي يفترض أن يؤديه بصفة عادية أو ظروف معينةإلا أن العدو أو الجري
في إجهاده للقلب لا يستمر طويلا لأن المرء يمكن أن يتوقف عن الجري إن هو
أراد ذلك إما في الغضب فلا يستطيع الإنسان أن يسيطر على غضبه لا سيما
وإن كان قد اعتاد على عدم التحكم في مشاعره وقد لوحظ أن الإنسان الذي
اعتاد على الغضب يصاب بارتفاع ضغط الدم ويزيد عن معدله الطبيعى حيث إن
قلبه يضطر إلى أن يدفع كمية من الدماء الزائدة عن المعتاد المطلوب كما أن
شرايينه الدقيقة تتصلب جدرانها وتفقد مرونتها وقدرتها على الاتساع لكي
تستطيع أن تمرر أو تسمح بمرور أو سريان تلك الكمية من الدماء الزائدة التي
يضخها هذا القلب المنفعل ولهذا يرتفع الضغط عند الغضب هذا بخلاف الآثار
النفسية والاجتماعية التي تنجم عن الغضب في العلاقات بين الناس والتي
تقوّض من الترابط بين الناس ومما هو جدير بالذكر أن العلماء كانوا يعتقدون
في الماضيأن الغضب الصريح ليس له أضرار وأن الغضب المكبوت فقط هو
المسؤول عن كثير من الأمراض ولكن دراسة امريكية حديثة قدمت تفسيرا
جديدا لتأثير هذين النوعين من الغضب مؤداه أن الكبت أو التعبير الصريح
للغضب يؤديان إلى الأضرار الصحية نفسها وإن اختلفت حدتها ففي حالة الكبت
قد يصل الأمر عند التكرار إلى الإصابة بارتفاع ضغط الدم وأحيانا إلى الإصابة
بالسرطان أما في حالة الغضب الصريح وتكراره فإنه يمكن أن يؤدى إلى
الإضرار بشرايين القلب واحتمال الإصابة بأزمات قلبية قاتلة لأن انفجار موجات
الغضب قد يزيده اشتعالا ويصبح من الصعب التحكم في الانفعال مهما كان
ضئيلا فالحالة الجسمانية للفرد لا تنفصل عن حالته النفسية مما يجعله يسري
بسرعة إلى الأعضاء الحيوية في إفراز عصاراتها ووصول معدل إفراز إحدى
هذه الغدد إلى حد سدّ الطريق أمام جهاز المناعة في الجسم وإعاقة حركة
الأجسام المضادة المنطلقة من هذا الجهاز عن الوصول إلى أهدافها الأخطر
من ذلك كله أن بعض الأسلحة الفعالة التي يستخدمها الجسم للدفاع عن نفسه
والمنطلقة من غدة حيوية تتعرض للضعف الشديد نتيجة لإصابة هذه الغدة
بالتقلص عند حدوث أزمات نفسية خطيرة وذلك يفسر احتمالات تحول الخلايا
السليمة إلى سرطانية في غيبة النشاط الطبيعى لجهاز المناعة
وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي أوصانا بعدم الغضب ومن هنا
تظهر الحكمة العلمية والعملية في تكرار الرسول صلى الله عليه وسلم
توصيته بعدم الغضب.
المصدر "الإعجاز العلمى في الإسلام والسنة النبوية" محمد كامل عبد الصمد
(( الغضب وآثاره السلبية ))
يقول الدكتور أحمد شوقي ابراهيم عضوالجمعية الطبية الملكية بلندن
واستشاري الامراض الباطنية والقلب .. أن الميول الانسانية تنقسم الى
أربعة أقسام , ويختلف سلوك وتصرفات الاشخاص باختلاف هذه الميول ومدى
السيطرة عليها : الميول الشهوانية وتؤدي الى الثورة والغضب .. الميول
التسلطية وتؤدي الى الكبر والغطرسة وحب الرياسة .. الميول الشيطانية
وتسبب الكراهية والبغضاء للاخرين . ومهما كانت ميول الانسان فانه يتعرض
للغضب فيتحفز الجسم ويرتفع ضغط الدم فيصاب بالامراض النفسية والبدنية مثل
السكر والذبحة الصدرية .
وقد أكدت الابحاث العلمية أن الغضب وتكراره يقلل من عمر الانسان .
لهذا ينصح الرسول صلى الله عليه وسلم المسلمين في حديثه لا تغضب
وليس معنى هذا عدم الغضب تماما بل عدم التمادي فيه وينبغي أن يغضب
الانسان اذا انتهكت حرمات الله ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لمن
يغضب واذا غضب أحدكم فليسكت .. لان أي سلوك لهذا الغاضب لا يمكن أن
يوافق عليه هو نفسه اذا ذهب عنه الغضب ولهذا يقول الرسول صلى الله
عليه وسلملا يقضين حكم بين اثنين وهو غضبان .. والقرآن الكريم يصور
الغضب قوة شيطانية تقهر الانسان وتدفعه الى أفعال ما كان يأتيها لو لم يكن
غاضبا فسيدنا موسى .. ألقى الالواح وأخذ برأس أخية يجره إليه ..
فلما ذهب عنه الغضب .. ولما سكت عن موسى الغضب اخذ الالواح ..
وكأن الغضب وسواس قرع فكر موسى ليلقي الالواح .. وتجنب الغضب يحتاج
الى ضبط النفس مع ايمان قوي بالله ويمتدح الرسول صلى الله عليه سلم هذا
السلوك في حديثه .. ليس الشديد بالصرعة وانما الشديد الذي يملك نفسه
عند الغضب .. ولا يكون تجنب الغضب بتناول المهدئات لان تأثيرها يأتي بتكرار
تناولها ولا يستطيع متعاطي المهدئات ان يتخلص منها بسهولة ولان الغضب
يغير السلوك فإن العلاج يكون بتغيير سلوك الانسان في مواجهة المشكلات
اليومية فيتحول غضب الانسان الى هدوء واتزان .... ويضيف الدكتور أحمد
شوقي .. أن الطب النفسي توصل الى طريقتين لعلاج المريض الغاضب ..
الاولى : من خلال تقليل الحساسية الانفعالية وذلك بتدريب المريض تحت أشراف
طبيب على ممارسة الاسترخاء مع مواجهة نفس المواقف الصعبة فيتدرب على
مواجهتها بدون غضب أو انفعال ..
الثانية : من خلال الاسترخاء النفسي والعضلي وذلك لأن يطلب الطبيب من
المريض أن يتذكر المواقف الصعبة واذا كان واقفا فليجلس أو يضطجع ليعطيه
فرصة للتروي والهدوء .. هذا العلاج لم يتوصل اليه الطب الا في السنوات القليلة
الماضية بينما علمه الرسول صلى الله عليه وسلم لاصحابه في حديثه .. اذا غضب
أحدكم وهو قائم فليجلس فاذا ذهب عنه الغضب أو فليضطجع.
المصدر "مجلة الإصلاح العدد 296 سنة 1994" من ندوات جمعية الإعجاز العلمي للقرآن في القاهرة
(( الغـضــب و عـلا جـــــــــــــــــه ))
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
" ليس الشديد بالصُّرَعة ، إنما الشديد الذي يَملك نفسه عند الغضب " .
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلاً قال للنبي صلى الله عليه و سلم :
أوصني ، قال : لا تغضب . فردد مراراً ، قال : لا تغضب . صحيح البخاري
في الأدب 6114 - 6116قوله " ليس الشديد بالصرعة " بضم الصاد و فتح الراء :
الذي يصرع الناس كثيراً بقوته و الهاء للمبالغة بالصفة . قوله " فردَّد مراراً "
أي ردَّد السؤال يلتمس أنفع من ذلك أو أبلغ أو أعم ،
فلم يزده على ذلك و زاد أحمد و ابن حبان في رواية
عن رجل لم يُسَمَّ قال : تفكرت فيما قال فإذا الغضب يجمع الشر كله .
قال الخطابي : معنى قوله " لا تغضب " اجتنب أسباب الغضب و لا تتعرض
لما يجلبه .وقال ابن بطَّال في الحديث أن مجاهدة النفس أشد من مجاهدة العدو
لأنه صلى الله عليهو سلم جعل الذي يملك نفسه عند الغضب أعظم الناس قوة ،
و لعل السائل كان غضوباً ،و كان النبي صلى الله عليه و سلم يأمر كل أحد بما هو
أولى به ، فلهذا اقتصر في وصيته له على ترك الغضب ، فللغضب مفاسد كبيرة ،
و من عرف هذه المفاسد عرف مقدار ما اشتملت عليه هذه الكلمة اللطيفة
من قوله صلى الله عليه و سلم " لا تغضب " من الحكمة
و استجلاب المصلحة في درء المفاسد [ انظر فتح الباري:10/520].
و كما وصف صلى الله عليه و سلم الداء وصف الدواء ففي حديث رواه
أحمد و أبو داود و ابن حِبَّان أنه عليه الصلاة و السلام قال :
" إذا غضب أحدكم و هوقائم فليَجلس ، فإن ذهب عنه الغضب و إلا فَليضطَجِع " .
*فما هي تأثيرات الغضب على جسم الإنسان ؟
*و لماذا وصف لنا النبي عليه السلام هذا العلاج ؟
*و كيف يؤثر الوقوف والاضطجاع على الغضب ؟
هذه ثلاثة أسئلة للإجابة عليها: لابّد أن نتوقف عند الغُدَّة الكظرية التي تقع
فوق الكليتين
و من وظائف هذه الغدة إفراز هرمون الأدرينالين و المودرينالين .
فإن كان لديك اضطراب في نظم القلب فلا تغضب ، فهرمون الأدرينالين يمارس
تأثيره علىالقلب فيسرع القلب في دقاته ، و قد يضطرب نظم القلب و يحيد عن
طريقه السوي ، و لهذا فإن الانفعال و الغضب يسببان اضطراباً في ضربات القلب
و كثيراً ما نشاهد من يشكو من الخفقان في القلب حينما يغضب أو ينفعل .
وإن كنت تشكو من ارتفاع في ضغط الدم فلا تغضب : فإن الغضب يرفع مستوى
هذين الهرمونين في الدم ممل يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم ، و الرسول صلى الله
عليه و سلم يكررها ثلاثاً : " لا تغضب " و الأطباء ينصحون المرضى المصابين
بارتفاع ضغط الدم أن يتجنبوا الانفعالات و الغضب . و إن كنت مصاباً بمرض في
شرايين القلب فلا تغضب : لأنه يزيد من تقلُّص القلب و حركته ،و قد يهيئ ذلك
لحدوث أزمة في القلب . و إن كنت مصاباً بالسكَّري فلا تغضب :
فإن الأدرينالين يزيد من سُكّر الدم . وقد ثبت علمياً أن هذه الهرمونات
تنخفض بالاستلقاء
كما قال صلى الله عليه و سلم :
" إذا غضب أحدكم و هو قائم فليجلس ، فإن ذهب عنه الغضب و إلا فليضطجع "
[ قبسات من الطب النبوي ، باختصار ] .
المصدر : " الأربعون العلمية " عبد الحميد محمود طهماز - دار القلم
-----------------------------------------------------------------
الاعجاز العلمي في السنة النبوية الشريفة -الغضب-
HALIM- 5 نجوم
الدولة : الجزائر
الولاية : تبسة
المزاج : ناس ملاح
عدد الرسائل : 37
عدد النقاط : 4794
نقاط تقيم الاعضاء : 0
الوظيفة : اعمال حرة
تعاليق : كن ايجابيا
تاريخ التسجيل : 09/01/2012
رد: الاعجاز العلمي في السنة النبوية الشريفة -الغضب-
سلمتـ ع الطـــرح المميـــز
وربي يعطيك العافيه
متعودوين .. دومك تتحفنا بمواضيعك ..~
تحيتي
وربي يعطيك العافيه
متعودوين .. دومك تتحفنا بمواضيعك ..~
تحيتي
عداوة الشيطان
ابتداءً ينبغـي أن نعلم أن الله عز وجل لما وصف عداوة الشيطان فـي القرآن، وصفها بأنها بينة، ومعنـى بينة _أي أنها لا تخفـى علـى أحد حتـى تقوم حجة الله كاملة،_
وتكرر فـي كثير من آيات القرآن قول الله عز وجل: ( إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا)
وقال تعالـى: ( أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ ) فعداوة الشيطان بينة، فكان ينبغـي للمرء أن يحترز منها،. وأنزل الله عز وجل الكتب، وأرسل الرسل للتذكير بهذه العداوة،
ومما يدل علـى شدة عداوة هذا الشيطان لابن آدم:
حديث أبـي هريرة ت قال _صلي الله عليه وآله وسلم_: (ما من مولود يولد إلا وينخسَهُ الشيطان ساعة يولد) لذلك يستهل صارخاً.
المولود عند نزوله من بطن أمه ينزل صارخاً، لأن الشيطان نخسه وهو ينزل من بطن أمه، مع أن هذا المولود لا له سن تقطع، ولا يد تبطش، أي ما فعل شيئا قط، لكن هذا لشدة عداوته وفرط عداوته للإنسان يذكره، بأنه علـى الرَصَد.
أهم مصائد الشيطان :
ولكن أنظر كيف وُضِعت هذه المصيدة،قال الله _عز وجل_: ( إِنْ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا إِنَاثًا وَإِنْ يَدْعُونَ إِلَّا شَيْطَانًا مَرِيدًا ۚ لَعَنَهُ اللَّهُ ۘ وَقَالَ لَأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيبًا مَفْرُوضًا وَلَأُضِلَّنَّهُمْ )
لننتبه لهذه الكلمات الثلاث التالية: ( وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الْأَنْعَامِ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ )
عندي فقط ثلاث كلمات( وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآمُرَنَّهُمْ )هكذا علـى الترتيب: الأمانـي جاءت فـي الوسط، سبقها الإضلال، وتبعها الأمر.
وأنا أريد أن أكشف بعضا من معانـي هذا الترتيب، لأن المرء لا يوغل فـي الأمانـي إلا إذا ضل، والأمانـي (التمنـي) من عمل القلب، .
كما قال _صلي الله عليه وسلم_. فـي الحديث المتفق عليه من حديث ابن عباس_ م_ قال: ما رأيت أشبه باللمم من قول أبـي هريرة عن رسول الله_ صلي الله عليه وآله وسلم_ (كُتِبَ علـى ابن آدم حظُهُ من الزنا، فهو مدركُهُ لا محالة)
المراد بالحديث: أي إنسان منا لابد أن يقع فـي الزنا، هذا معنـى الكلام: (كُتِبَ علـى ابن آدم حظُهُ من الزنا، فهو مدركُهُ لا محالة العين تزنـي وزناها النظر ، واليد تزنـي وزناها البطش، والرجل تزنـي وزناها المشـي، والفم يزنـي وزناه القبل. والقلب يتمنـى، والفرج يصدق ذلك أو يكذبه)( القبَل) فمثلا هذه اللفظة ليست فـي الصحيحين، ولا حتـى موجودة فـي صحيح مسلم من حديث أبـي صالح، إنما هي عند أبـي داود وأحمد.
هذا الحديث رواه كثيرون من أصحاب أبـي هريرة، علـى رأسهم ابن عباس _م،_ ويرويه أيضا الأعرج، ويرويه زكوان أبو صالح، الحسن البصري، ويرويه أبو رافع، ويرويه أبو سلمه ابن عبد الرحمن، وآخرون.أنا أنبه علـى هذا لأننـي من عادتـي إذا ذكرت حديثا وأعزوه مثلا للصحيحين، قد أذكر فيه بعض ألفاظ ليست فـي الصحيحين، فحتـى لا يتصور أحد أننـي أعزوا لغير الصحيحين، أنبه علـى أننـي إذا ذكرت ألفاظ حديث ما، أذكر ألفاظه من جميع طرقه، تقريبا ولكن أكتفـي بالعزو إلـى الصحيحين، ليس لخصوص هذه الألفاظ، أنا فقط أنبه علـى هذا لأنه أحيانا يقع منـي مثل هذا، فبعض الإخوة كان راجعنـي لفظة كنت عزوة الحديث للصحيحين قال ليس في الصحيحين.
المراد بالحديث : أن كل إنسان، لابد أن يقع فـي الزنا. اسماً، وليس حكماً، متـى يكون وقع فـي الزنا حكما إذا زنـى الفرج. وهذا كلام النبـي_ صلي الله عليه وسلم _(والفرج يصدق ذلك أو يكذبه) إن من نظر إلـى ما لا يحل له فقد زنـى بصره، ومن ضرب من لا يستحق أن يُضرَب فقد زنت يده، ومن مشـى إلـى محرمٍ فقد زنت رجله، وهكذا.
فالرسول_ عليه الصلاة والسلام_ عندما يقول (كُتِبَ علـى ابن آدم حظُهُ من الزنا، فهو مدركُهُ لا محالة ) عندما جاء ذكر القلب، قال( والقلب يهوى ويتمنـى) هذه الأمانـي تبدأ هكذا، فإذا استمكنت من القلب تحولت إلـى إرادة، فإذا تحولت إلـى إرادة، انفعلت الجوارح له، لذلك كان الاهتمام بالقلب، علـى رأس هذه الأولويات.
صلاح القلب يعفينا من هذا الباب كله، لأننـي قلت لكم فـي المرة الماضية إن الأمل منه ما هو مذموم، ومنه ما هو محمود، كأي شـيء يمكن أن يُذَم ويمكن أن يحمد، فبابنا الآن هو باب الأمل، وإنما الأمل ينعقد فـي القلب، وهو التمنـي ينعقد فـي القلب ولا يتمنـى المرء إلا إذا طاب أمله، والأمانـي ممكن أن تكون لما مضـى، مما هو مستحيل أن يعود، ولذلك يسترجعه المرء بلفظة لو التـي تفتح عمل الشيطان، وأنا سألقـي ضوءا عليها إن شاء الله تعالـى لكن إنا ارجع إلـى ملاك ذلك كله ألا وهو القلب.
خطورة القلب أن العقل فيه:
وهذا الكلام ربما ذكرته منثورا فـي عدة مواضع لكننـي أحتاج أن أذكره مجموعا، وأحتاج أن أذكر به مرة أخرى، والمعانـي لا تثبت إلا إذا كررت، يعنـي إذا بعض الناس سمع منـي كلاما سمعه قبل ذلك، فليعلم أن هناك من هو أحوج إليه منه أيضا ربما سمعه قبل ذلك مراراً لكنه ما فهمه.
القلب تلك المضغة النفيسة تحتوي علـى العقل، والعقل يبنـى عليه كل سعادة المرء فـي الدنيا والآخرة إذا سلم هذا العقل، ولذلك يقول الله تبارك وتعالـى: ( أفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا ۖ فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَٰكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُور)
انتبه لهذا الاقتران مابين القلب والسمع، لأنه تكرر أكثر من مرة فـي القرآن. ( فَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا ). وقال تعالـى: ( إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَذِكْرَىٰ لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ). وقال تعالـى: (وَنَطْبَعُ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ ).ارتباط السمع بالقلب لأن الوحـي سمع كله:
وهذا ما يسميه العلماء الدليل السمعـي، الوحـي سمع أي إذا سمعت نداءاً فـي القرآن: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ) فأرعه سمعك كما يقول ابن مسعود: (فإنما هو خير تُؤمر به، أو شر تُنهـى عنه)
لا يستفيد المرء إلا إذا كانت قناة السمع مفتوحةً إلـى القلب.
ولذلك قال الله عز وجل: ( وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ قَالُوا سَمِعْنَا وَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ )
المراد بالآية :جاء هنا العقل مع السمع لأن المرء إذا لم قناة السمع مفتوحة إلـى القلب فهو لا يفقه لأن القلب فيه العقل.
كما قال تعالـى: ( رَضُوا بِأَنْ يَكُونُوا مَعَ الْخَوَالِفِ وَطُبِعَ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَفْقَهُونَ)
وقال فـي شأن المنافقين: ( ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا فَطُبِعَ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَفْقَهُونَ )، والفقه لا يكون إلا بالقلب.
فسر نفاسة القلب أن العقل فيه، وإذا عمـي العقل ضل المرء،:
ولذلك فإن الشيطان قبل أن يلقـي إلـى الإنسان بشرك الأمانـي ومصايده لابد أن يعميه الأول لأجل هذا قال: (وَلَأُضِلَّنَّهُمْ)
الشيطان لا يستطيع أن يصل إلـى القلب بسهولة، فإن القلب بنيان محكم، لكنه يبدأ غاراته علـى فناء القلب، قال الله عز وجل: ( قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ مَلِكِ النَّاسِ إِلَٰهِ النَّاسِ مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ ) الشيطان يوسوس فـي الصدر، لأنه لا يستطيع أن يصل إلـى القلب بسهولة إلا إذا غفل صاحبه .
أسأل الله تبارك وتعالـى أن ينفعنـي وإياكم بما علمنا وأن يعلمنا ما جهلنا وأن يجعل ما قلته لكم زاداً إلـى حسن المصير إليه، وعتاداً إلـى يمن القدوم عليه، إنه بكل جميل كفيل، وهو حسبنا ونعم الوكيل، وصلي الله وسلم وبارك علـى نبينا محمد، والحمد لله رب العالمين .
* * *
ابتداءً ينبغـي أن نعلم أن الله عز وجل لما وصف عداوة الشيطان فـي القرآن، وصفها بأنها بينة، ومعنـى بينة _أي أنها لا تخفـى علـى أحد حتـى تقوم حجة الله كاملة،_
وتكرر فـي كثير من آيات القرآن قول الله عز وجل: ( إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا)
وقال تعالـى: ( أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ ) فعداوة الشيطان بينة، فكان ينبغـي للمرء أن يحترز منها،. وأنزل الله عز وجل الكتب، وأرسل الرسل للتذكير بهذه العداوة،
ومما يدل علـى شدة عداوة هذا الشيطان لابن آدم:
حديث أبـي هريرة ت قال _صلي الله عليه وآله وسلم_: (ما من مولود يولد إلا وينخسَهُ الشيطان ساعة يولد) لذلك يستهل صارخاً.
المولود عند نزوله من بطن أمه ينزل صارخاً، لأن الشيطان نخسه وهو ينزل من بطن أمه، مع أن هذا المولود لا له سن تقطع، ولا يد تبطش، أي ما فعل شيئا قط، لكن هذا لشدة عداوته وفرط عداوته للإنسان يذكره، بأنه علـى الرَصَد.
أهم مصائد الشيطان :
ولكن أنظر كيف وُضِعت هذه المصيدة،قال الله _عز وجل_: ( إِنْ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا إِنَاثًا وَإِنْ يَدْعُونَ إِلَّا شَيْطَانًا مَرِيدًا ۚ لَعَنَهُ اللَّهُ ۘ وَقَالَ لَأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيبًا مَفْرُوضًا وَلَأُضِلَّنَّهُمْ )
لننتبه لهذه الكلمات الثلاث التالية: ( وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الْأَنْعَامِ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ )
عندي فقط ثلاث كلمات( وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآمُرَنَّهُمْ )هكذا علـى الترتيب: الأمانـي جاءت فـي الوسط، سبقها الإضلال، وتبعها الأمر.
وأنا أريد أن أكشف بعضا من معانـي هذا الترتيب، لأن المرء لا يوغل فـي الأمانـي إلا إذا ضل، والأمانـي (التمنـي) من عمل القلب، .
كما قال _صلي الله عليه وسلم_. فـي الحديث المتفق عليه من حديث ابن عباس_ م_ قال: ما رأيت أشبه باللمم من قول أبـي هريرة عن رسول الله_ صلي الله عليه وآله وسلم_ (كُتِبَ علـى ابن آدم حظُهُ من الزنا، فهو مدركُهُ لا محالة)
المراد بالحديث: أي إنسان منا لابد أن يقع فـي الزنا، هذا معنـى الكلام: (كُتِبَ علـى ابن آدم حظُهُ من الزنا، فهو مدركُهُ لا محالة العين تزنـي وزناها النظر ، واليد تزنـي وزناها البطش، والرجل تزنـي وزناها المشـي، والفم يزنـي وزناه القبل. والقلب يتمنـى، والفرج يصدق ذلك أو يكذبه)( القبَل) فمثلا هذه اللفظة ليست فـي الصحيحين، ولا حتـى موجودة فـي صحيح مسلم من حديث أبـي صالح، إنما هي عند أبـي داود وأحمد.
هذا الحديث رواه كثيرون من أصحاب أبـي هريرة، علـى رأسهم ابن عباس _م،_ ويرويه أيضا الأعرج، ويرويه زكوان أبو صالح، الحسن البصري، ويرويه أبو رافع، ويرويه أبو سلمه ابن عبد الرحمن، وآخرون.أنا أنبه علـى هذا لأننـي من عادتـي إذا ذكرت حديثا وأعزوه مثلا للصحيحين، قد أذكر فيه بعض ألفاظ ليست فـي الصحيحين، فحتـى لا يتصور أحد أننـي أعزوا لغير الصحيحين، أنبه علـى أننـي إذا ذكرت ألفاظ حديث ما، أذكر ألفاظه من جميع طرقه، تقريبا ولكن أكتفـي بالعزو إلـى الصحيحين، ليس لخصوص هذه الألفاظ، أنا فقط أنبه علـى هذا لأنه أحيانا يقع منـي مثل هذا، فبعض الإخوة كان راجعنـي لفظة كنت عزوة الحديث للصحيحين قال ليس في الصحيحين.
المراد بالحديث : أن كل إنسان، لابد أن يقع فـي الزنا. اسماً، وليس حكماً، متـى يكون وقع فـي الزنا حكما إذا زنـى الفرج. وهذا كلام النبـي_ صلي الله عليه وسلم _(والفرج يصدق ذلك أو يكذبه) إن من نظر إلـى ما لا يحل له فقد زنـى بصره، ومن ضرب من لا يستحق أن يُضرَب فقد زنت يده، ومن مشـى إلـى محرمٍ فقد زنت رجله، وهكذا.
فالرسول_ عليه الصلاة والسلام_ عندما يقول (كُتِبَ علـى ابن آدم حظُهُ من الزنا، فهو مدركُهُ لا محالة ) عندما جاء ذكر القلب، قال( والقلب يهوى ويتمنـى) هذه الأمانـي تبدأ هكذا، فإذا استمكنت من القلب تحولت إلـى إرادة، فإذا تحولت إلـى إرادة، انفعلت الجوارح له، لذلك كان الاهتمام بالقلب، علـى رأس هذه الأولويات.
صلاح القلب يعفينا من هذا الباب كله، لأننـي قلت لكم فـي المرة الماضية إن الأمل منه ما هو مذموم، ومنه ما هو محمود، كأي شـيء يمكن أن يُذَم ويمكن أن يحمد، فبابنا الآن هو باب الأمل، وإنما الأمل ينعقد فـي القلب، وهو التمنـي ينعقد فـي القلب ولا يتمنـى المرء إلا إذا طاب أمله، والأمانـي ممكن أن تكون لما مضـى، مما هو مستحيل أن يعود، ولذلك يسترجعه المرء بلفظة لو التـي تفتح عمل الشيطان، وأنا سألقـي ضوءا عليها إن شاء الله تعالـى لكن إنا ارجع إلـى ملاك ذلك كله ألا وهو القلب.
خطورة القلب أن العقل فيه:
وهذا الكلام ربما ذكرته منثورا فـي عدة مواضع لكننـي أحتاج أن أذكره مجموعا، وأحتاج أن أذكر به مرة أخرى، والمعانـي لا تثبت إلا إذا كررت، يعنـي إذا بعض الناس سمع منـي كلاما سمعه قبل ذلك، فليعلم أن هناك من هو أحوج إليه منه أيضا ربما سمعه قبل ذلك مراراً لكنه ما فهمه.
القلب تلك المضغة النفيسة تحتوي علـى العقل، والعقل يبنـى عليه كل سعادة المرء فـي الدنيا والآخرة إذا سلم هذا العقل، ولذلك يقول الله تبارك وتعالـى: ( أفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا ۖ فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَٰكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُور)
انتبه لهذا الاقتران مابين القلب والسمع، لأنه تكرر أكثر من مرة فـي القرآن. ( فَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا ). وقال تعالـى: ( إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَذِكْرَىٰ لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ). وقال تعالـى: (وَنَطْبَعُ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ ).ارتباط السمع بالقلب لأن الوحـي سمع كله:
وهذا ما يسميه العلماء الدليل السمعـي، الوحـي سمع أي إذا سمعت نداءاً فـي القرآن: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ) فأرعه سمعك كما يقول ابن مسعود: (فإنما هو خير تُؤمر به، أو شر تُنهـى عنه)
لا يستفيد المرء إلا إذا كانت قناة السمع مفتوحةً إلـى القلب.
ولذلك قال الله عز وجل: ( وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ قَالُوا سَمِعْنَا وَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ )
المراد بالآية :جاء هنا العقل مع السمع لأن المرء إذا لم قناة السمع مفتوحة إلـى القلب فهو لا يفقه لأن القلب فيه العقل.
كما قال تعالـى: ( رَضُوا بِأَنْ يَكُونُوا مَعَ الْخَوَالِفِ وَطُبِعَ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَفْقَهُونَ)
وقال فـي شأن المنافقين: ( ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا فَطُبِعَ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَفْقَهُونَ )، والفقه لا يكون إلا بالقلب.
فسر نفاسة القلب أن العقل فيه، وإذا عمـي العقل ضل المرء،:
ولذلك فإن الشيطان قبل أن يلقـي إلـى الإنسان بشرك الأمانـي ومصايده لابد أن يعميه الأول لأجل هذا قال: (وَلَأُضِلَّنَّهُمْ)
الشيطان لا يستطيع أن يصل إلـى القلب بسهولة، فإن القلب بنيان محكم، لكنه يبدأ غاراته علـى فناء القلب، قال الله عز وجل: ( قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ مَلِكِ النَّاسِ إِلَٰهِ النَّاسِ مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ ) الشيطان يوسوس فـي الصدر، لأنه لا يستطيع أن يصل إلـى القلب بسهولة إلا إذا غفل صاحبه .
أسأل الله تبارك وتعالـى أن ينفعنـي وإياكم بما علمنا وأن يعلمنا ما جهلنا وأن يجعل ما قلته لكم زاداً إلـى حسن المصير إليه، وعتاداً إلـى يمن القدوم عليه، إنه بكل جميل كفيل، وهو حسبنا ونعم الوكيل، وصلي الله وسلم وبارك علـى نبينا محمد، والحمد لله رب العالمين .
* * *