من طرف HALIM الإثنين 30 يناير 2012 - 16:46
الحمل وعامل ريسوس Rh
يتكون دم الإنسان من كريات دم حمراء وكريات دم بيضاء وصفائح دموية والبلازما. وكل كُريّة دم حمراء إما أن تكون من نوع A أو نوع B أو نوع AB أو نوع O.
كل نوع من هذه الأنواع قد يحمل بروتينا يدعى "عامل ريسوس" Rhesus factor على سطح كرة الدم الحمراء، فإن وجد هذا البروتين على سطح كرة الدم الحمراء من نوع A مثلا كان دم الشخص من نوع A+، أي أن عامل Rh موجب. أما إذا لم يوجد سمي دم الشخص A- أي أن عامل Rh سالب.
ما هو عامل Rh
هو كما ذكرنا أعلاه عبارة عن بروتين قد يوجد أو لا يوجد على سطح كريات الدم الحمراء. وكلمة "ريسوس" هو: نوع من أنواع القرود التي كانت تجرى عليها الاختبارات، وكان قد اكتشف هذا العامل عام 1940م.
وهذا العامل مهم في حالتين: عند إعطاء أو استقبال دم، ومن كان عامله موجبا يعطي فقط من كان دمه عامل موجب، ولا يعطي من كان دمه غير موجب.
الحمل وعامل Rh
عندما يتزوج الرجل من امرأة يكون عامل ريسوس لديهم على أحد الاحتمالات التالية:
1ـ أن يكون عامل الزوج موجباً وعامل الزوجة موجباً (في هذه الحالة لا توجد مشاكل).
2 ـ أن يكون عامل الزوج سالباً وعامل الزوجة سالباً (في هذه الحالة لا توجد مشاكل).
3 ـ أن يكون عامل الزوج سالباً وعامل الزوجة موجباً (في هذه الحالة لا توجد مشاكل).
4 ـ أن يكون عامل الزوج موجباً وعامل الزوجة سالباً. عندها قد تحدث مشاكل خطيرة جداً مثل أن يموت الجنين أو يولد بالصفراء إذا كان الجنين موجباً، أي يوجد بروتين Rh على سطح كريات دمه، ولكن ليس المولود الأول.
لماذا لا يتأثر المولود الأول؟
لان دم الأم ودم الجنين لا يختلطان خلال الحمل. ولكن عند الولادة، وفي حالة تمزق المشيمة، قد يختلط - ولو نقطة دم واحدة - دم الجنين بدم الأم. بعد الاختلاط يقرأ جهاز مناعة الأم هذا الدم الغريب، فإن وجد عامل ريسوس على كريات دمه الحمراء موجودا، بدأ يحضر أجساما مناعية ضده. إلا أن هذه الأجسام المضادة ليس لها تأثير الآن؛ لأن الجنين الأول قد خرج ونجا بجلده!
فإن حملت الأم مرة ثانية بجنين يحمل عامل ريسوس على كريات دمه، دخلت الأجسام المناعية للأم من خلال المشيمة إلى الجنين ودمرت الكريات الحمراء له. مما قد يؤدي إلى وفاته وهو في بطن أمه، أو أن يخرج مصابا باليرقان (الصفراء) إلى جانب أعراض أخرى تستلزم معالجة سريعة في الحال.
الوقاية
عند التأكد من أن نوع دم الحامل هوRh- تعطى الحامل حقنة أجسام مناعية ضد عامل ريسوس في أسبوعها الثامن والعشرين. فإن وضعت واختلط دم المولود بدم أمه هاجمت الأجسام المناعية (الحقنة) دم الجنين الموجب المتسرب وأجهزت عليه قبل أن ينتبه جهاز مناعة الأم لذلك. ثم تعطى حقنة أخرى خلال الأيام الثلاثة الأولى بعد الوضع. وبهذا لن يتأثر – بإذن الله – الجنين القادم؛ وذلك لعدم تكوّن أجسام مناعية في جسم الأم ضده. أما الأجسام المناعية المعطاة (الحقنة) فعمرها قصير وتزول من جسم الأم بسرعة ولا تبقى للحمل القادم.
ومن الجدير بالذكر أن الحقنة المناعية تعطى أيضا بعد الإجهاض أو الإسقاط أو الحمل خارج الرحم.
هل يمكن أن يكون في الحمل الأول أجسام مضادة؟
نعم، قد يحدث أن تحمل الحامل أجساماً مناعية مضادة لعامل Rh موجبة في حملها الأول، وتسبب أذى لأول جنين تحمله في حياتها؛ وذلك لكون المرأة قد تعرضت سابقا للحمل والإسقاط دون علم منها بحدوث ذلك.