[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]العفو
2 مشترك
حكايات شعبية 2
رشة ورد- العضوة المميزة
- تاريخ الميلاد : 11/07/1993
الدولة : اسكــــــــــــــــ الجزائــــــر ــــــــــــــــــــن وفلسطـــــــ تسكنني ـــــــــين
المزاج : AM FINE BECAUSE THERE IS NO ONE CAN CHANG MY FINE DAYS
عدد الرسائل : 3693
عدد النقاط : 14577
نقاط تقيم الاعضاء : 413
العمر : 31
الوظيفة : وراء القراية
تعاليق : One Two Three Viva L'algerie
18 - نوفمبر - 2009
تاريخ لن ينساه الشعب الجزائري
*********************
صوني عفافَك بالحجابِ حقيقة *** واستغفري عما مضى وتوسّلِ
ولباسُ تقوى الله أغلى ثمناً *** من كلّ أنواع الجواهر والحُلي
***************
أنا لستُ وحدي في قرار تحـجّبــي *** خلـفـي كثــيـرٌ يـقتـفـيـنَ مَـتــابــي
فمعي النساءُ السائراتُ على الهدى *** ومعي الحيـاءُ وفطرتـي وكتـابــي
سأظلُّ أرقــى للسمـــاوات الـعُـــلا *** وأظلُّ أحيا في هــدى المـحــرابِ
تاريخ التسجيل : 13/05/2010
بطاقة الشخصية
حقل رمي النرد:
(1/1)
- مساهمة رقم 1
رد: حكايات شعبية 2
منتديات تبسة- عضو متميز
- تاريخ الميلاد : 21/02/1990
الدولة : الجزائر
الولاية : تبسة
المزاج : اياحزن ابتعدعنــــــــــي ودع جرحي يزل همـــــــــي واني بك يا حزنـــــــــي غيــر العذاب لااجنــــــــــــي .................
عدد الرسائل : 5081
عدد النقاط : 13152
نقاط تقيم الاعضاء : 249
العمر : 34
الوظيفة : طالب
تاريخ التسجيل : 09/09/2007
بطاقة الشخصية
حقل رمي النرد:
(1/1)
- مساهمة رقم 2
رد: حكايات شعبية 2
شكرا
رشة ورد- العضوة المميزة
- تاريخ الميلاد : 11/07/1993
الدولة : اسكــــــــــــــــ الجزائــــــر ــــــــــــــــــــن وفلسطـــــــ تسكنني ـــــــــين
المزاج : AM FINE BECAUSE THERE IS NO ONE CAN CHANG MY FINE DAYS
عدد الرسائل : 3693
عدد النقاط : 14577
نقاط تقيم الاعضاء : 413
العمر : 31
الوظيفة : وراء القراية
تعاليق : One Two Three Viva L'algerie
18 - نوفمبر - 2009
تاريخ لن ينساه الشعب الجزائري
*********************
صوني عفافَك بالحجابِ حقيقة *** واستغفري عما مضى وتوسّلِ
ولباسُ تقوى الله أغلى ثمناً *** من كلّ أنواع الجواهر والحُلي
***************
أنا لستُ وحدي في قرار تحـجّبــي *** خلـفـي كثــيـرٌ يـقتـفـيـنَ مَـتــابــي
فمعي النساءُ السائراتُ على الهدى *** ومعي الحيـاءُ وفطرتـي وكتـابــي
سأظلُّ أرقــى للسمـــاوات الـعُـــلا *** وأظلُّ أحيا في هــدى المـحــرابِ
تاريخ التسجيل : 13/05/2010
بطاقة الشخصية
حقل رمي النرد:
(1/1)
- مساهمة رقم 3
حكايات شعبية 2
الوالد والولد
تحت شمس تموز اللاهبة، وفي وقت الظهيرة، وقف أحد الرجال أمام البئر المحفورة في فناء الدار، ينزح الماء منها، ورآه والده العجوز في وقفته تلك، فعاتبه ولامه، ثم طلب منه اللجوء إلى الظل، خوفاً عليه من حر الشمس، ولكن الابن لم يستجب لطلب والده، وأنكر عليه عطفه وحنانه، وأكد أنه أصبح رجلاً.
أحس الوالد العجوز بالامتعاض لجواب ابنه، فمضى إلى أحد أحفاده، وهو طفل صغير، فأمسك به من يده، وجاء به إلى فناء الدار، ولما رأى الرجل والده وهو يجيء بابنه إلى الحر، ترك البئر، وأسرع إلى والده غاضباً، يرجوه أن يعيد ابنه إلى الظل.
وعندئذ قال الجد لابنه، والد الوالد: "مثلما خفت على ابنك، خفت عليك، ومثلما هو ابنك، فأنت ابني أيضاً، فأحس الرجل بخطئه، واعتذر إلى والده.
تعليق:
تحمل هذه الحكاية دلالات كثيرة، مباشرة وغير مباشرة.
فهي تدل على نزوع الولد إلى عصيان أبيه تأكيداً لاستقلاله وتحقيقاً لشخصيته، على نحو ما يظهر من عصيان الرجل لأبيه العجوز.
وهي تدل على استمرار نظرة الأب لولده على أنه ولده مهما بلغ من العمر، على نحو ما يظهر من نظرة الأب العجوز إلى ولده الرجل، ولقد جاء في المثل: "من رآك صغيراً فلن يراك كبيراً".
كما تدل على اختلاف نظرة المرء إلى الأمر باختلاف موقعه منه، ويتضح ذلك من خلال عصيان الرجل لنصيحة أبيه العجوز، لأنه كان ينظر إليه من موقعه بوصفه رجلاً كبيراً لا تؤثر فيه أشعة الشمس، ولكن حين وضع هذا الرجل نفسه في موضع أبيه، ونظر إلى ولده، أدرك مصداق نصيحة أبيه له.
والحكاية تؤكد ضرورة استمرار الاحترام للأب والطاعة لرأيه، كما تؤكد أن الأكبر هو على الأغلب الأكثر معرفة والأكثر رجاحة في الرأي بفضل التجربة.
والحكاية تقوم على تسلسل تاريخي، وترتيب منطقي، وتبدو قوية الحجة والبرهان، وهي قوية الإقناع والتأثير، كما تدل أخيراً على مجتمع متماسك تتواصل فيه الأجيال، ويرتبط فيه بعضها ببعض.
rvr
التجارة
سُدَّت أبواب الرزق على أحد الرجال، ما عمل في شيء إلا خسر، وما تاجر في بضاعة إلا كسد سوقها، حتى ضاقت عليه نفسه، ويئس من كل شيء.
وذات يوم سمع أن الموت كثير في إحدى المدن، فاشترى بضعة أكفان، وشد الرحال إلى تلك المدينة، يقصدها، لعله يبيع فيها الأكفان، أو يموت، حيث الموت كثير.
ولما اقترب من أبواب المدينة، رأى الرايات والأعلام وآثار الزينة، وسمع أصوات الأفراح، فدهش، وسأل أحد الخارجين من المدينة عن سبب ذلك كله، فأجابه: "لقد بطل الموت، ومنذ مدة لم يمت أحد، وكثير من الذين ماتوا رجعوا إلى الحياة".
تعليق:
تؤكد الحكاية فقر الفقير، وبؤسه ويأسه، وهي تقوم على قدر كبير من السخرية، المرّة، والإدهاش العجائبي، الذي يبلغ حدّ اللامعقول، حيث يبطل الموت، وينهض الموتى من القبور.
والحكاية تكتفي بالسخرية المرة، والتفسير القدري للفقير، دالة على غياب الوعي لدى الفقير، إذ يردّ فقره، إلى حظه العاثر وإلى قدره، ولا يدرك أن المسبب الحقيقي لفقره إنما هو استغلال الأغنياء وظلمهم.
فالحكاية إذن تقف عند التفريج عن النفس بالسخرية، ولا تولّد شيئاً من النقمة أو الحقد لدى الفقير، ولا تبصّره بواقع فقره وسببه الحقيقي، بل لعلها تؤكد له أن هذا هو حظه، ولابد من التسليم، حيث لا سبيل إلى التغيير.
rvr
الأمير كلمني
أسرع الولد إلى أبيه فرحاً يخبره أن الأمير كلمه، فسأله أبوه: "أين رآك الأمير؟! وماذا قال لك؟" فأجاب الولد: "كنت في ساحة القرية، ألعب مع الأولاد، ودخل الأمير إلى الساحة على جواده، فركضنا نحوه، واقتربت أنا منه، وحاولت لمس عنق جواده، فقال لي: "اذهب، يلعن أبوك."
تعليق:
تؤكد الحكاية تسلط الإقطاع على الريف وقهر الفلاحين وظلمهم وتركهم يعيشون وأولادهم في جهل وفقر.
والحكاية تكشف غياب الوعي لدى ذلك الطفل البريء الذي لا يفقه معنى الشتيمة، لأنه محدود الأفق، محاصر بالقهر، مأخوذ بمظهر القوة والأبهة والسلطة لدى الأمير.
والحكاية تدل على شقاء الأطفال وبؤسهم، كما تدل على استمرار الشقاء أجيالاً، فالآباء خاضعون لسلطة الإقطاع، وأكثر منهم خضوعاً أطفالهم، لأنهم ولدوا في كنف الظلم ونشؤوا في ظله.
ومما لاشك فيه أن الحكاية تنطوي على إحساس مرّ بالظلم، وهي تفجر ذلك الإحساس، وتولّد الشعور بالرفض، من خلال الإشفاق على ذلك الطفل.
rvr
الحلاوة()
يحكى أن فلاحاً نزل مرة إلى المدينة، ولما رجع إلى قريته، أخذ يحدث الناس عما رآه في المدينة، مما بهر نظره، ثم قال لهم متعجباً:
"كم الحلاوة طيبة في المدينة؟!!"
"كم الحلاوة طيبة في المدينة؟!!"
فسألوه:
"وهل أكلت منها؟!"
"وهل أكلت منها؟!"
فأجابهم:
"لا، ولكن عباءتي مسّت عباءة الذي أكلها."
"لا، ولكن عباءتي مسّت عباءة الذي أكلها."
تعليق:
تؤكد الحكاية الفرق الكبير في مراحل سابقة بين الريف والمدينة، وهوما ينعكس في مظاهر من الجهل والفقر والمرض والحرمان والقهر، وليس مرجع ذلك إلى بعد المسافة المكانية بين الريف والمدينة، وإنما مرجعه إلى الإقطاع وتسلط الأغنياء على الفقراء.
والحكاية تكشف حرمان القروي وسذاجته، في قدر غير قليل من السخرية منه، ومن غير التعاطف معه، أو الإشفاق عليه، مما يزيد الأمر قهراً.
والحكاية تروى أحياناً للدلالة على من يدعي المعرفة بالأمر على حين أنه لا يعرف منه شيئاً، سوى الادّعاء.
rvr
رأس القط
يحكى أن أخوين اثنين خطبا أختين اثنتين، ثم كان زفافهما في ليلة واحدة، وكان لكل من الأختين، في بيت أهلها، قطة، تعنى بها، وتدللها، وتتسلى معها، وقد أبت كل واحدة منهما إلا أن تصطحب معها قطتها إلى بيت زوجها.
وفي الليلة الأولى دخل أحد الأخوين مع عروسه إلى غرفتهما، فرأى القطة معها، فسألها عنها، فقالت: "هي قطتي المدللة، لا أستطيع الاستغناء عنها"، فحاول إقناعها بضرورة الاستغناء عن القطة، وتركها، فقد جدّ في حياتهما ما سيشغلها عن القطة، وأنه من الأجدر بها أن تهتم به هو، لا بالقطة، ولكن العروس لم تقتنع، وأصرّت على الاحتفاظ بالقطة، فقال لها: "كما تشائين"، ثم غافلها، ودفع بالقطة إلى الباب، حتى إذا صارت بين مصراعيه، أغلقه بقوة، فقطع رأس القطة، وذعرت العروس لما رأت، ولكن وجدت نفسها أمام الأمر الواقع، فاستسلمت، وخضعت لمشيئة زوجها، والتفتت إليه، توليه اهتمامها، وقد عاهدته على ألا تذكر القطة بعد ذلك أبداً.
أما الأخ الثاني فقد دهش أيضاً لمرأى القطة مع عروسه، فسألها عنها، فأكدت له تعلقها به، ورغبتها في الاحتفاظ بها، فلم يمانع، وتركها تمرح في الغرفة.
وفي صباح اليوم التالي فوجئ بالقطة وقد تركت بعض القذر في أرض الغرفة، ثم كان عليه أن يسعى لتوفير الحليب لها، ولما كان الضحى عاتبته أمه، في قطة زوجته، فقد نبشت بأظافرها تراب أصص الزرع التي تعنى بها، وقلبت بعضها، وحطمتها، ولم يلبث أن عاتبه أبوه، ولامه لوماً عنيفاً على قطة زوجته، فقد ضايقت الببغاء الذي يطعمه كل صباح بيده، ويوماً بعد يوم كان الضيق بقطة الزوجة يزداد مع ازدياد عبث القطة، ففي يوم قلبت المزهرية وكسرتها، وفي آخر دخلت بيت الأم، وتركت فيه القذر، وفي ثالث طردها أبوه، فتذمرت الزوجة.
وهكذا بدأت الهموم والمشكلات بسبب هذه القطة، أبوه وأمه يتذمران من عبثها في البيت، وزوجته تضيق من زجر حميها لها، وهو عليه أن يوفر للقطة الحليب في كل صباح، واللحم الخاص بها، عند الظهيرة، وأن يسمع في المساء شكاوى أمه وأبيه، وتذمر زوجته.
وذات يوم حدث الأخ الثاني أخاه الأول عما يعانيه من مشكلات بسبب القطة، وسأله عن حل، فقال له: "لا حل الآن، لو فعلت مثلي، وقطعت رأس القطة ليلة العرس، لما كان ما كان ".
تعليق:
حكاية تهكمية ساخرة، غالباً ما تساق في النيل من الزوج الذي لا يقدر على القيام بمسؤوليته تجاه زوجته ويضعف أمام رغباتها، وأحياناً تساق للتوجيه والوعظ والإلحاح على أهمية امتلاك الرجل ناصية الأمور في بيته، ولكن في قدر غير قليل من المبالغة.
والحكاية تدل على مجتمع قمعي، تقوم فيه العلاقات على أساس من الإرهاب والسيطرة والاستبداد، ويتجلّى ذلك أبرز ما يتجلى في العلاقة بين الزوج وزوجته، وعلى مثلها يمكن أن تقاس باقي العلاقات، حيث لا احترام ولا تقدير، ولا قوانين ولا مبادئ ولا أعراف تحكم مثل تلك العلاقات وتوجهها.
وهي من غير شك تدل على تخلف اجتماعي وفساد في فهم حقيقة العلاقة السامية بين الزوجين وحقيقة كونهما معاً شريكين في حياة واحدة.
وتبرز القطة في الحكاية لتعبر عن نوازع المرأة ورغباتها الخاصة، وكأنها رمز للمرأة نفسها، والحكاية تلح على ضرورة قمع تلك الرغبات وخنق المرأة.
والحكاية لا تخلو من مفارقة بيّنة، كما لا تخلو من قسوة واضحة، وهي تدل على غلظة وفجاجة في الطبع.
rvr
ظواهر الأمور
كان أحد التجار يثني كثيراً على زوجته، ويحمد لها تقاها وورعها، ويعبر دائماً عن إعجابه بأخلاقها النبيلة، فهي لا تخرج من البيت، ولا تزور أحداً، ولا يزورها أحد، ولا تتزين، ولا تغادر سجادة الصلاة، ولكن، ذات يوم، أنكر عليه أحد أصدقائه حسن ظنه في زوجته، وثقته بها، ونصح له أن يختبرها، بادعاء السفر، ومراقبة البيت من بعيد، وعمل الزوج بنصيحة صديقه، فرأى شاباً يطرق باب داره، فتخرج له زوجته، فتستقبله أحسن استقبال، وتدخله إلى الدار، وعندئذ أدرك الزوج خطأه، وأصابه غم وحزن شديد، فقرر هجر زوجته وبيته وبلده، والزهد في الدنيا، والسياحة في البلاد، وعدم التفكير في شيء من متاع الحياة.
وذات يوم، وهو في ارتحاله من بلد إلى بلد، نزل في بلدة، فقصد إلى دكان شواء، ليتناول غداءه، وإذا شيخ يقف أمام دكان الشواء، ويطلب بعض اللحم، فقطع له الجّزار قطعة من شقة خروف معلقة، فلم تعجبه، فقطع له غيرها، فلم تعجبه، فقطع له ثالثة، فلم تعجبه أيضاً، حتى قطع الجزار اللحم كله، وبينما هو يرقبه، إذا مناد ينادي معلناً سرقة خزينة الملك، طالباً من الناس الإخبار عن السارق، فنهض على الفور، وصاح بالمنادي وقال له: "أنا السارق"، فأحاط به رجال الشرطة، وهموا باقتياده، فقال لهم: "خذوا معي شريكي"، ثم أشار إلى الشيخ، فدهش رجال الشرطة، واستنكر الشيخ ذلك، ولكن الرجل أكد لهم أنه هو السارق، وأن الشيخ شريكه، فاقتادوهما معاً إلى الملك.
وهمّ الملك بالتحقيق مع الرجل، ولكنه طلب منه التحقيق مع الشيخ أولاً، لأنه هو السارق، فدهش الملك، ولكنه استجاب لرغبة الرجل، وما إن بدأ التحقيق، حتى اعترف الشيخ بأنه هو السارق، وأن الرجل ليس شريكه، وأنه بريء من التهمة، وازدادت دهشة الملك، وطلب من الرجل أن يوضح له كيف عرف أن الشيخ هو السارق، فسرد الرجل على الملك حكاية زوجته، ثم أضاف أنه بعد أن عرف الحقيقة التي كانت تخفيها عنه زوجته، أخذ يعرف جواهر الأمور، لا ظواهرها.
تعليق:
تؤكد الحكاية اكتساب المرء الخبرة والمعرفة بالحياة والناس والعالم من خلال معاناته الشخصية وتجربته المباشرة، فقد كان الرجل مخدوعاً بظاهر زوجته، فلما عرف باطنها، بدأت الحقائق تتكشف له، وأخذ يعرف ما وراء الظاهر.
وتدل الحكاية على مقدار ما في الحياة من زيف ورياء وخداع، فالزوجة تخون زوجها، والشيخ يسرق، وقد دلّ الشيخ على زيفه من خلال تفريمه اللحم.
والحكاية طريفة، وفيها قدر غير قليل من الذكاء، وهي تهدف إلى تربية الناشئة ووعظهم، وإن كانت لا تخلو من مبالغة وافتعال.
rvr
شقة العصفور
يروى أن أحد التجار كان غنياً وافر الغنى، ولكنه كان بخيلاً شديد البخل، يقتر على نفسه وعلى زوجته وعلى أولاده، وكان كل شيء عنده بقدر وحساب، وكان أصحابه من التجار في السوق يعاتبونه على بخله ويلومونه، ويطلبون منه دائماً، على سبيل المزاح، أن يدعوهم إلى طعام، وهو يتردّد، ويسّوف، ويؤجّل، حتى كان يوم صارح فيه زوجته بضيقه من إلحاح أصحابه، وتذمره منهم، فطمأنته زوجته، وطلبت إليه ألا يقلق، وأكدت له أنها تستطيع تدبير الأمر، فسألها كيف يمكنها أن تفعل ذلك، فأخبرته أنها تستطيع إطعامهم جميعاً من شقة عصفور واحد، فلم يصدق الزوج، فأكدت له ذلك، فتردد وحار في أمره، ولكنها طمأنته، فاقتنع.
وفي اليوم الثاني اشترى عصفوراً، وذبحه، ثم أرسل به إلى زوجته، ثم مضى إلى أصحابه من التجار في السوق، فدعاهم إلى تناول العشاء في بيته، أما زوجته فقد حملت أشياء من بيتها، وذهبت بها إلى السوق فباعتها، واشترت بثمنها الخبز والأرز واللحوم والفواكه والخضراوات، وكل ما لذ وطاب من ألوان الطعام والشراب، وهيّأت كل شيء، وأعدته أفضل إعداد، وبالغت في الألوان والأصناف، ولما انتهت من كل شيء، علقت شقة العصفور على باب الدار، وقعدت تنتظر الضيوف.
ولما كان المساء أخذ المدعوون يتقاطرون إلى الدار، زرافات ووحدانا، ومُدَّت الموائد، وبُسطت السماطات، والتهم القوم الطعام، ونعموا بالأطايب، وقد شفوا غليلهم من بخل التاجر، وهم لا يصدقون ما يرونه.
ولما انتهى العشاء، وانصرف المدعوون، سأل التاجر البخيل زوجته: "كيف فعلتِ هذا؟!" فأجابت: "كما وعدتك، من شقة العصفور"، ثم أشارت إلى شقة العصفور المعلقة على باب الدار، وكان قد عرف ما فعلت، فأقلع عن بخله، وصار إلى الكرم والسخاء.
تعليق:
تدل الحكاية على ذكاء المرأة وحسن تصرفها في مواجهة بخل زوجها وشح نفسه. وتعمد إلى السخرية المرة والتهكم الفاجع، وتقوم على قدر غير قليل من اللامعقول، فهي تبالغ في تصوير قدرة المرأة على التصرف في مجتمع لا قدرة لها فيه على التصرف، كما تبالغ في إظهار قدرتها على الفعل أمام زوج يضيق عليها الخناق، وهذه المبالغة تمثل انتقاماً لوضع المرأة، وتعبر عن رغبة حالمة في تحقيق الخلاص، وتأكيد الذات.
rvr