مقدمة
أثبتت الثورة أنها أقوى من الحكومات الفرنسية المتتالية منذ 1954 إلى 1958 ، إذ فشلت كل إمكانياتها العسكرية والسياسية والتكتيكية رغم أن جيش فرنسا كان يمثل القوة العظمى الرابعة في العالم . وبحكم قوة الثورة الجزائرية والتفاف الشعب وراءها تحطمت كل هذه الحكومات الفرنسية على صخرة وحدتها.
حكومة بيير مانداس فرانس (نوفمبر 1954 -05 فيفري 1955 )
فوجئت حكومة مانداس فرانس وراحت تضرب خبط عشواء وسجنت الكثير من الجزائريين من أعضاء[color:07e2=#f00] وعملت على القضاء على الثورة في بدايتها وباءت كل محاولاتها بالفشل واعتبرت الثورة جاءت من الخارج ولذلك جندت كل قواتها لخنقها في مهدها وامتازت سياسة مانداس فرانس بالمحافظة على الآلة العسكرية وتقويتها من جهة واعتماد مشروع إصلاحي عين جاك سوستال ليطبقه في الجزائر بهدف فصل الشعب عن الثورة ولكن بدون جدوى.
حكومة ادغار فور (فيفري 1955 - جانفي 1956 ) جاءت هذه الحكومة لمعالجة الوضع المتأزم في الجزائر واتبعت نفس النهج المزدوج وما ميز سياسة ادغار فور هو مشروعه الاصلاحي الذي كان جوهره تطبيق دستور 1947 واعتبار الجزائر فرنسية إلى الأبد. ونظرا لمعارضة الكولون حلت الحكومة وأعلن البرلمان عن انتخابات جديدة يوم 02 جانفي 1956 .
حكومة غي موللي ( جانفي 1956 - 21 أفريل 1957) كانت سياسة غي موللي تتلخص في نقاط ثلاث هي: إيقاف القتال، وإجراء انتخابات، والتفاوض مع من تعززهم تلك الانتخابات من العملاء والنواب المزيفين. ورفضت جبهة التحرير الوطني ذلك وأصرت على اعتراف فرنسا باستقلال الجزائر وتوقيف عملياتها العسكرية ضد الشعب، وتأليف حكومة جزائرية للتفاوض على أساس الاستقلال. وواصلت الحكومة إرهابها إلى أن اعتقلت زعماء الثورة في أكتوبر 1956 في عملية قرصنة جوية .
حكومة بورجيس مونوري (مارس 1957 - 30 سبتمبر 1957) تعتبر هذه الحكومة هي أول من طرح قوانين الاطار وهو ماميز سياسة بورجيس مونوري الذي كان وزيرا للدفاع في عهد غي موللي وهو الذي شرع في وضع هذا المشروع وقدمه للبرلمان فرفضه وسقطت حكومته.
حكومة فيليكس غايار ( نوفمبر 1957- أفريل 1958)
استدعى فيليكس غايار لتأليف الحكومة بعدما اشتدت الأزمة الجزائرية. ولعل أفضل ما ميز سياسة فيليكس غايار هو كثرة هزائم فرنسا العسكرية في الجزائر، وفي المحافل الدولية وازداد عليها الضغط ولما فشلت هذه الحكومة أمام قوة الثورة سقطت في أفريل
1958
حكومة بيير فليملان (أفريل - ماي 1958)
جاءت حكومة بيير فليملان في ظروف صعبة للغاية كثرت فيها الاضطرابات داخل فرنسا والجزائر ولم تستطع الصمود فسقطت بسرعة مذهلة أمام ضربات الثورة ولم تتضح سياسة بيير فليملان نظرا للسرعة التي سقطت بها
حكومة ديغول الأولى والجمهورية الرابعة ( 1جانفي - 28 ديسمبر 1958)
ألف حكومته الأولى في 4 جوان 1958، وكلف لجنة لوضع دستور جديد تم إنجازه والتصويت عليه يوم 28 ديسمبر 1958 وأصبح يعرف بدستور الجمهورية الخامسة. وامتازت سياسة شارل ديغول بكثرة الخطابات نذكر منها ذلك الذي ألقاه ديغول في مدينة زمورة ببرج بوعريريج مشروع سلم الشجعان، وفي مدينة قسنطينة أعلن عن مشروع قسنطينة الاقتصادي، ولكن كل هذه المشاريع فشلت وغير ديغول سياسته منذ 1959 لأن الحكومة الجزائرية قطعت عليه خط الرجعة ودخل في تفاوض مع مرغما.