منتديات تبسة

مرحبا بك عزيزي الزائر. المرجوا منك أن تعرّف بنفسك و تدخل المنتدى معنا. إن لم يكن لديك حساب بعد, نتشرف بدعوتك لإنشائه

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتديات تبسة

مرحبا بك عزيزي الزائر. المرجوا منك أن تعرّف بنفسك و تدخل المنتدى معنا. إن لم يكن لديك حساب بعد, نتشرف بدعوتك لإنشائه

منتديات تبسة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتديات تبسة

منتديات تبسة عينك على تبسة والجزائر


2 مشترك

    إمرأة أكلت من طعام الجنة وهي في الدنيا

    رشة ورد
    رشة ورد
    العضوة المميزة
    العضوة المميزة


    تاريخ الميلاد : 11/07/1993
    انثى
    الدولة : اسكــــــــــــــــ الجزائــــــر ــــــــــــــــــــن وفلسطـــــــ تسكنني ـــــــــين
    المزاج : AM FINE BECAUSE THERE IS NO ONE CAN CHANG MY FINE DAYS
    عدد الرسائل : 3693
    عدد النقاط : 14588
    نقاط تقيم الاعضاء : 413
    السرطان الديك
    العمر : 31
    الوظيفة : وراء القراية
    تعاليق : One Two Three Viva L'algerie
    18 - نوفمبر - 2009
    تاريخ لن ينساه الشعب الجزائري
    *********************
    صوني عفافَك بالحجابِ حقيقة *** واستغفري عما مضى وتوسّلِ
    ولباسُ تقوى الله أغلى ثمناً *** من كلّ أنواع الجواهر والحُلي
    ***************
    أنا لستُ وحدي في قرار تحـجّبــي *** خلـفـي كثــيـرٌ يـقتـفـيـنَ مَـتــابــي
    فمعي النساءُ السائراتُ على الهدى *** ومعي الحيـاءُ وفطرتـي وكتـابــي

    سأظلُّ أرقــى للسمـــاوات الـعُـــلا *** وأظلُّ أحيا في هــدى المـحــرابِ
    تاريخ التسجيل : 13/05/2010

    بطاقة الشخصية
    حقل رمي النرد:
    إمرأة أكلت من طعام الجنة وهي في الدنيا  Left_bar_bleue1/1إمرأة أكلت من طعام الجنة وهي في الدنيا  Empty_bar_bleue  (1/1)

    حصري رد: إمرأة أكلت من طعام الجنة وهي في الدنيا

    مُساهمة من طرف رشة ورد الجمعة 19 نوفمبر 2010 - 4:25

    شكرا ع مرورك المميزِ ..
    سعــدت بـ توآجدكـ هنــآ ..
    كــل آلوِد لك ..
    منتديات تبسة
    منتديات تبسة
    عضو متميز
    عضو متميز


    تاريخ الميلاد : 21/02/1990
    ذكر
    الدولة : الجزائر
    الولاية : تبسة
    المزاج : اياحزن ابتعدعنــــــــــي ودع جرحي يزل همـــــــــي واني بك يا حزنـــــــــي غيــر العذاب لااجنــــــــــــي .................
    عدد الرسائل : 5081
    عدد النقاط : 13163
    نقاط تقيم الاعضاء : 249
    السمك الحصان
    العمر : 34
    الوظيفة : طالب
    تاريخ التسجيل : 09/09/2007

    بطاقة الشخصية
    حقل رمي النرد:
    إمرأة أكلت من طعام الجنة وهي في الدنيا  Left_bar_bleue1/1إمرأة أكلت من طعام الجنة وهي في الدنيا  Empty_bar_bleue  (1/1)

    حصري رد: إمرأة أكلت من طعام الجنة وهي في الدنيا

    مُساهمة من طرف منتديات تبسة الخميس 18 نوفمبر 2010 - 13:08

    :بارك:
    رشة ورد
    رشة ورد
    العضوة المميزة
    العضوة المميزة


    تاريخ الميلاد : 11/07/1993
    انثى
    الدولة : اسكــــــــــــــــ الجزائــــــر ــــــــــــــــــــن وفلسطـــــــ تسكنني ـــــــــين
    المزاج : AM FINE BECAUSE THERE IS NO ONE CAN CHANG MY FINE DAYS
    عدد الرسائل : 3693
    عدد النقاط : 14588
    نقاط تقيم الاعضاء : 413
    السرطان الديك
    العمر : 31
    الوظيفة : وراء القراية
    تعاليق : One Two Three Viva L'algerie
    18 - نوفمبر - 2009
    تاريخ لن ينساه الشعب الجزائري
    *********************
    صوني عفافَك بالحجابِ حقيقة *** واستغفري عما مضى وتوسّلِ
    ولباسُ تقوى الله أغلى ثمناً *** من كلّ أنواع الجواهر والحُلي
    ***************
    أنا لستُ وحدي في قرار تحـجّبــي *** خلـفـي كثــيـرٌ يـقتـفـيـنَ مَـتــابــي
    فمعي النساءُ السائراتُ على الهدى *** ومعي الحيـاءُ وفطرتـي وكتـابــي

    سأظلُّ أرقــى للسمـــاوات الـعُـــلا *** وأظلُّ أحيا في هــدى المـحــرابِ
    تاريخ التسجيل : 13/05/2010

    بطاقة الشخصية
    حقل رمي النرد:
    إمرأة أكلت من طعام الجنة وهي في الدنيا  Left_bar_bleue1/1إمرأة أكلت من طعام الجنة وهي في الدنيا  Empty_bar_bleue  (1/1)

    حصري رد: إمرأة أكلت من طعام الجنة وهي في الدنيا

    مُساهمة من طرف رشة ورد الأربعاء 17 نوفمبر 2010 - 11:21

    شكرا ع مرورك المميزِ ..
    سعــدت بـ توآجدكـ هنــآ ..
    كــل آلوِد لك ..
    Anonymous
    زائر
    زائر


    حصري رد: إمرأة أكلت من طعام الجنة وهي في الدنيا

    مُساهمة من طرف زائر الإثنين 15 نوفمبر 2010 - 14:33

    سبحان الله القادر على كل شيء
    رشة ورد
    رشة ورد
    العضوة المميزة
    العضوة المميزة


    تاريخ الميلاد : 11/07/1993
    انثى
    الدولة : اسكــــــــــــــــ الجزائــــــر ــــــــــــــــــــن وفلسطـــــــ تسكنني ـــــــــين
    المزاج : AM FINE BECAUSE THERE IS NO ONE CAN CHANG MY FINE DAYS
    عدد الرسائل : 3693
    عدد النقاط : 14588
    نقاط تقيم الاعضاء : 413
    السرطان الديك
    العمر : 31
    الوظيفة : وراء القراية
    تعاليق : One Two Three Viva L'algerie
    18 - نوفمبر - 2009
    تاريخ لن ينساه الشعب الجزائري
    *********************
    صوني عفافَك بالحجابِ حقيقة *** واستغفري عما مضى وتوسّلِ
    ولباسُ تقوى الله أغلى ثمناً *** من كلّ أنواع الجواهر والحُلي
    ***************
    أنا لستُ وحدي في قرار تحـجّبــي *** خلـفـي كثــيـرٌ يـقتـفـيـنَ مَـتــابــي
    فمعي النساءُ السائراتُ على الهدى *** ومعي الحيـاءُ وفطرتـي وكتـابــي

    سأظلُّ أرقــى للسمـــاوات الـعُـــلا *** وأظلُّ أحيا في هــدى المـحــرابِ
    تاريخ التسجيل : 13/05/2010

    بطاقة الشخصية
    حقل رمي النرد:
    إمرأة أكلت من طعام الجنة وهي في الدنيا  Left_bar_bleue1/1إمرأة أكلت من طعام الجنة وهي في الدنيا  Empty_bar_bleue  (1/1)

    حصري إمرأة أكلت من طعام الجنة وهي في الدنيا

    مُساهمة من طرف رشة ورد الإثنين 15 نوفمبر 2010 - 5:03

    الحمد لله رب العالمين ، وأفضل الصلاة وأتم التسليم ، على المبعوث رحمة للعالمين ، وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين ..

    وبعد ..

    قال محمد اليافعي : كُنت في بيت شيخي العلامة مفتي يافع الشيخ " محمد بن محمد بن أحمد الحريري " رحمه الله في سنة 1997م ، وكان من دأبه رحمه الله أن ينثر الفوائد والدرر للمستمع ، فيخرج طالب العلم بحصيلة كبيرة جداً من الفوائد والعلوم ، فقد كان جامعاً للعلوم ، فريد عصره رحمه الله ..

    ومما ذكره لي في هذه الزيارة ؛ قصة المرأة التي أكلت من طعام الجنة في منامها ، ثم قامت شبعانة وتركت طعام الدنيا ولم تذقه الى وفاتها رحمها الله ، وأنها كانت إذا شَمَّت رائحة الطعام تأذت ، وظلَّت على ذلك الأمر نيفا وعشرين سنة ..

    وقد كان لقصتها وقع ، لإنها من القصص الغريبة التي قد يُنكرها البعض ممن لا يُسَلِّم لكرامات الأولياء ممن نراهم اليوم ! ..

    ثم مرَّت السنوات ، وبدأت بالإنشغال بعلم الحديث ، فإذا بي أقف على هذه القصة ، بداية في طبقات السبكي رحمه الله ، ثم إذا بي أقف عليها في سير أعلام النبلاء للذهبي ؛ حيث أشار الذهبي إلى أنه ذكر هذه القصة مطولة في " تاريخ الإسلام " ، ثم وقفت عليها بعد سنوات في تاريخ الإسلام للذهبي حيث ذكر القصة بطولها ، بل صحح الحكاية في سير أعلام النبلاء ، فقال : ( وهذه حكاية صحيحة ، فسبحان القادر على كل شيء ) ..

    والذي دعاني إلى كتابة هذا الموضوع ؛ هو أنني وجدت الملاحظة التي كتبتها من حوالي ثمان سنوات على هذا الموضوع قبل الوقوف على " تاريخ الإسلام " ، حيث كُنت أدوِّن الفوائد في أوراق متناثرة هُنا وهُناك ، فأحببت أن أنقل هذه الحكاية للإخوة والأخوات في هذا المنتدى المبارك لتعُمَّ الفائدة ..

    فأقول وبالله التوفيق ومنه العون والسداد :


    قال الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء ( 13 / 572 ترجمة 295 الناشر مؤسسة الرسالة الطبعة الثالثة 1405هـ - 1985م ، بتحقيق مجموعة من المحققين بإشراف الشيخ شعيب الأرناؤوط ) في ترجمة " أبو العباس الطهماني " : ( قال الحاكم: حدثنا أبي، سمع الطهماني يقول: رأيت بخوارزم امرأة لا تأكل ولا تشرب، ولا تروث .
    وقال ولده أبوه صالح محمد بن عيسى: مات أبي في صفر، سنة ثلاث وتسعين ومائتين.
    وقال يحيى العنبري: سمعت الطهماني يحكي شأن التي لا تأكل ولا تشرب ، وأنها عاشت كذلك نيفا وعشرين سنة ، وأنه عاين ذلك .
    قلت : سقت قصتها في " تاريخ الإسلام " وهي: رحمة بنت إبراهيم ، قُتِلَ زوجها ، وترك ولدين ، وكانت مسكينة ، فنامت فرأت زوجها مع الشهداء ، يأكل على موائد ، وكانت صائمة ، قالت : فاستأذنهم ، وناولني كسرة أكلتها ، فوجدتها أطيب من كل شيء ، فاستيقظت شبعانة ، واستمرت .
    وهذه حكاية صحيحة ، فسبحان القادر على كل شيء ) انتهى ..


    قلت : والقصة بطولها التي أشار إليها الذهبي بأنه قد ساقها في تاريخ الإسلام ؛ تجدها في ( 22 / 218 إلى 221 الناشر دار الكتاب العربي / بيروت 1407هـ - 1987م الطبعة الأولى ، بتحقيق الدكتور عمر عبد السلام تدمري ) ، حيث قال : ( سمع الحاكم والده يقول: سمعت أبا العباس عيسى الطهماني يقول: رأيت بخوارزم امرأة لا تأكل ولا تشرب ولا تروث.
    وقال: أبو صالح محمد بن عيسى: توفي في صفر سنة ثلاث وتسعين.
    قال الحاكم: سمعت أبا زكريا العنبري يقول: سمعت أبا العباس، فذكر قصة المرأة التي تأكل ولا تشرب، وأنها عاشت كذلك نيفاً وعشرين سنة ، فقال: إن الله مظهراً ما شاء من آياته، فيزيد الإسلام بها عزاً وقوة، وإن مما أدركنا عياناً، وشاهدناه في زماننا أن وردت عان مدينة من مدائن خوارزم، بينها وبين المدينة العظمى نصف يوم، فأخبرت أن بها امرأة من نساء الشهداء رأت رؤيا كأنها أطعمت في منامها شيئاً، فهي لا تأكل ولا تشرب منذ عهد عبد الله بن طاهر ثم مررت بها سنة اثنتين وأربعين، فرأيتها وحدثتني بحديثها، ثم رأيتها بعد عشر سنين مشيتها قوية، وإذا هي امرأة نصف، جيدة القامة، حسنة البنية، متوردة الخدين، فسايرتني وأنا راكب ، فعرضت عليها مركباً، فأبت وبقيت تمشي معي. وحضر مجلس محمد بن حمدويه الحارثي، وهو فقيه قد كتب عنه موسى بن هارون، وكهل له عبارة وبيان يسمى عبد الله بن عبد الرحمن، وكان قد تخلف أصحاب في ناحيته، فسألتهم عنها، فأحسنوا القول فيها، وأثنوا عليها، وقالوا: أمرها ظاهر، ليس فينا من يختلف فيه.
    قال عبد الله: أنا أسمع أمرها من أيام الحداثة، وقد فرغت بالي لها، فلم أر إلا ستراً وعفافاً. ولم أعثر على كذب في دعواها ، وذكر أن من كان يلي خوارزم كانوا يحضرونها الشهر والشهرين في بيت، ويغلقون عليها ، قال: فلما تواطأ أهل الناحية على تصديقها سألتها، فقالت: اسمي رحمة بنت إبراهيم، كان لي زوج نجار يأتيه رزقه يوماً فيوماً. وأنها ولدت عدة أولاد. وجاء الأقطع ملك الترك الغزية، فعبر الوادي عند جموده إلينا في زهاء ثلاثة آلاف فارس.
    قال الطهماني: والأقطع هذا كان كافراً عاتياً، شديد العداوة للمسلمين، قد أثر على أهل الثغور، وألح عن أهل خوارزم، وكان ولاة خوارزم يتألفونه، ويبعثون إليه بمالٍ وألطاف وأنه أقبل مرة في خيوله فعاث وأفسد وقتل فأنهض إليه ابن طاهر أربعة من القواد. وأن وادي جيحون، وهو الذي في أعلى نهر بلخ، وهو وادي عظيم، شديد الطغيان، كثير الآفات، وإذا امتد كان عرضه نحواً من فرسخ، وإذا جمد انطبق، فلم يوصل منه إلى شيء، حتى يحفر فيه، كما تحفر الآبار في الصخور. وقد رأيت كثف الجمد عشرة أشبار. فأخبرت أنه كان فيما خلا يزيد على عشرين شبراً، وإذا هو انطبق صار الجمد جسراً لأهل البلد، يسير على القوافل والعجل، وربما بقي الجمد مائة وعشرين يوماً، وأقله سبعون يوماً. قالت المرأة: فعبر الكافر، وصار إلى باب الحصين، فأراد الناس الخروج لقتاله، فمنعهم العامل دون أن يتوافى العسكر. فشد طائفة من شبان الناس، فتقاربوا من السور، وحملوا على الكفرة، فتهازموا، واستجروهم بين البيوت، ثم كروا عليهم، وصار المسلمون في مثل الحرجة فحاربوا أشد حرب، وثبتوا حتى تقطعت الأوتار، وأدركهم اللغوب والجوع والعطش، وقتل عامتهم، وأثخن من بقي. فلما جن عليهم الليل، تحاجز الفريقان. قالت: ورفعت النيران من المناظر ساعة عبور الكافر، فاتصلت بجرجانية خوارزم، وكان بها ميكال مولى طاهر في عسكر، فخف وركض إلى حصننا في يوم وليلة أربعين فرسخاً، وغدا الترك للفراغ من أمر أولئك، فبينا هم كذلك إذا ارتفعت بهم الأعلام السود، وسمعوا الطبول، فأفرجوا عن القوم، ووافى ميكال موضع المعركة، فارتث القتلى، وحمل الجرحى، ودخل الحصن عشيئذ زهاء أربعمائة جنازة، وارتجت الناحية بالبكاء والنوح، ووضع زوجي بين يدي قتيلاً، فأدركني من الجزع والهلع عليه ما يدرك المرأة الشابة المسكينة، على زوج أبي أولاد، وكاسب عيال. فاجتمع الناس من قراباتي والجيران، وجاء الصبيان، وهم أطفال يطلبون الخبز، وليس عندي ما أعطيهم، فضقت صدراً، فنمت، فرأيت كأني في أرض حسناء ذات حجارة وشوك، أهيم فيها والهة حزناً أطلب زوجي، فناداني رجل: خذي ذات اليمين. فأخذت، فرفعت لي أرض سهلة الثرى، طيبة العشب، وإذا قصور وأبنية لا أحسن أن أصفها، وأنهار تجري من غير أخاديد، فانتهيت إلى قوم جلوس حلقاً، عليهم ثياب خضر، قد علاهم النور، فإذا هم الذين قتلوا، يأكلون على موائد. فجعلت أبغي زوجي، فناداني: يا رحمة، يا رحمة. فيممت الصوت، فإذا به في مثل حال الشهداء، ووجهه مثل القمر ليلة البدر، وهو يأكل مع رفقة. فقال لهم: إن هذه البائسة جائعة منذ اليوم، أفتأذنون أن أناولها فأذنوا له، فناولني كسرةً أبيض من الثلج، وأحلى من العسل، وألين من الزبد، فأكلتها. فلما استقرت في جوفي قال: اذهبي. فقد كفاك الله مؤونة الطعام والشراب ما حييت. فانتبهت وأنا من شبعى رياً، لا أحتاج إلى طعام ولا إلى شراب، فما ذقتهما إلى الآن. قال الطهماني: وكانت تحضرنا، وكنا نأكل، فتتنحى، وتأخذ على أنفها، تزعم أنها تتأذى برائحة الطعام.
    فسألتها: هل يخرج منك ريح ؟
    قالت: لا.
    قلت: والحيض ؟ .
    أظنها قالت: انقطع.
    قلت: فهل تحتاجين حاجة النساء إلى الرجال ؟ .
    قالت: أما تستحي مني، تسألني عن مثل هذا ؟ .
    قلت: لعلي أحدث الناس عنك.
    قالت: لا أحتاج.
    قلت: فتنامين ؟ .
    قالت: نعم.
    قلت: فما ترين في منامك ؟ .
    قالت: مثل الناس.
    قلت: فتجدين لفقد الطعام وهناً في نفسك ؟ .
    قالت: ما أحسست بالجوع منذ طعمت ذلك الطعام .
    وكانت تقبل الصدقة .
    فقلت: ما تصنعين بها ؟ .
    قالت: أكتسي وأكسي ولدي.
    قلت: فهل تجدين البرد؟ .
    قالت: نعم.
    قلت: فهل يدركك اللغوب والإعياء إذا مشيت؟ .
    قالت: نعم، ألست من البشر؟ .
    قلت: فتتوضين للصلوات؟ .
    قالت: نعم.
    قلت: ولم ؟ .
    قالت: تأمرني بذلك الفقهاء، معتق للنوم.
    وذكر أن بطنها لاصق بظهرها .
    فأمرت امرأة من نسائنا، فنظرت، فإذا بطنها كما وصفت، وإذا قد اتخذت كيساً وشدته على بطنها كي لا ينقصف ظهرها إذا مشت.
    قال: ثم لم أزل اختلف إلى هزارسف، يعني تلميذتها، فأعيد مسألتها، وهي تتكلم بلغة أهل خوارزم، فلا تزيد في الحديث، ولا تنقص منه.
    فعرضت كلامها كله على عبد الله بن عبد الرحمن الفقيه، قال: أنا أسمع هذا الحديث منذ نشأت، فلا أرى من يدفعه.
    وأجريت ذكرها لأبي العباس أحمد بن محمد بن طلحة بن طاهر والي خوارزم في سنة ست وستين، فقال: هذا غير كائن.
    قلت: فالأمر سهل، والمسافة قريبة.
    فأمر بها، فتحمل إليك، وتمتحنها بنفسك.
    فأمرني، فكتبت عنه إلى العامل، فأشخصها على رفق.
    فأخبرني أبو العباس أحمد أنه وكل أمه دون الناس بمراعاتها، وسألها أن تستقصي عليها، وتتفقدها في ساعات الغفلات ، وأنها بقيت عند أمه نحواً من شهرين، في بيت لا تخرج منه، فلم يروها تأكل ولا تشرب ، وكثر من ذلك تعجبه، وقال: لا ينكر الله قدره ، وبرَّها وصرفها، فلم يأت عليها إلا القليل حتى ماتت، رحمها الله ) إنتهى .

    وذكر هذه القصة بطولها الإمام السبكي في طبقاته ( 8 / 10 إلى ترجمة 1072 الناشر هجر للطباعة والنشر والتوزيع - 1413هـ الطبعة الثانية ، بتحقيق الدكتور محمود محمد الطناحي ، والدكتور عبد الفتاح محمد الحلو ) في ترجمة " محمد بن الحسين بن عبد الرحمن الأنصاري " ، حيث قال : ( .... وإن مما أدركناه عيانا وشاهدناه في زماننا وأحطنا علما به فزادنا يقينا في ديننا وتصديقا لما جاء به نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ودعا إليه من الحق فرغب فيه من الجهاد من فضيلة الشهداء وبلغ عن الله عز وجل فيهم إذ يقول جل ثناؤه { ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون فرحين } .
    أني وردت في سنة ثمان وثلاثين ومائتين مدينة من مدائن خوارزم تدعى هزاراسب وهي في غربي وادي جيحون ومنها إلى المدينة العظمى مسافة نصف يوم فخبرت أن بها امرأة من نساء الشهداء رأت رؤيا كأنها أطعمت في منامها شيئا فهي لا تأكل شيئا ولا تشرب شيئا منذ عهد أبي العباس بن طاهر والي خراسان وكان توفي قبل ذلك بثمان سنين رضي الله عنه .
    ثم مررت بتلك المدينة سنة اثنتين وأربعين ومائتين فرأيتها وحدثتني بحديثها فلم أستقص عليها لحداثة سني ثم إني عدت إلى خوارزم في آخر سنة اثنتين وخمسين ومائتين فرأيتها باقية ووجدت حديثها شائعا مستفيضا وهذه المدينة على مدرجة القوافل وكان الكثير ممن نزلها إذا بلغهم قصتها أحبوا أن ينظروا إليها فلا يسألون عنها رجلا ولا امرأة ولا غلاما إلا عرفها ودل عليها فلما وافيت الناحية طلبتها فوجدتها غائبة على عدة فراسخ فمضيت في أثرها من قرية إلى قرية فأدركتها بين قريتين تمشي مشية قوية وإذا هي امرأة نصف جيدة القامة حسنة البدن ظاهرة الدم متوردة الخدين ذكية الفؤاد فسايرتني وأنا راكب فعرضت عليها مركبا فلم تركبه وأقبلت تمشي معي بقوة وحضر مجلسي قوم من التجار والدهاقين وفيهم فقيه يسمى محمد بن حمدويه الحارثي وقد كتب عنه موسى بن هارون البزار بمكة وكمل له عبادة ورواية للحديث وشاب حسن يسمى عبد الله بن عبد الرحمن وكان يخلف أصحاب المظالم بناحيته فسألتهم عنها فأحسنوا الثناء عليها وقالوا عنها خيرا وقالوا إن أمرها ظاهر عندنا فليس فيها من يختلف فيها
    قال المسمى عبد الله بن عبد الرحمن : أنا أسمع حديثها منذ أيام الحداثة ونشأت والناس يتفاوضون في خبرها وقد فرغت بالي لها وشغلت نفسي للاستقصاء عليها فلم أر إلا سترا وعفافا ولم أعثر منها على كذب في دعواها ولا حيلة في التلبيس وذكر أن من كان يلي خوارزم من العمال كانوا فيما خلا يستخصونها ويحضرونها الشهر والشهرين والأكثر في بيت يغلقونه عليها ويوكلون بها من يراعيها فلا يرونها تأكل ولا تشرب ولا يجدون لها أثر بول ولا غائط فيبرونها ويكسونها ويخلون سبيلها
    فلما تواطأ أهل الناحية على تصديقها استقصصتها عن حديثها وسألتها عن اسمها وشأنها كله فذكرت أن اسمها رحمة بنت إبراهيم وأنه كان لها زوج نجار فقير معيشته من عمل يده يأتيه رزقه يوما ويوما لا فضل في كسبه عن قوت أهله وأنها ولدت منه عدة أولاد وجاء الأقطع ملك الترك إلى القرية فعبر الوادي عند جموده إلينا في زهاء ثلاثة آلاف فارس وأهل خوارزم يدعونه كسرة .
    وقال أبو العباس والأقطع هذا فإنه كان كافرا عاتيا شديد العداوة للمسلمين قد أثر على أهل الثغور والح على أهل خوارزم بالسبي والقتل والغارات وكانت ولاة خراسان يتألفونه وأنسابه من عظماء الأعاجم ليكفوا غارتهم عن الرعية ويحقنوا دماء المسلمين فيبعثون إلى كل واحد منهم بأموال وألطاف كثيرة وأنواع من فاخر الثياب وأن هذا الكافر انساب في بعض السنين على السلطان ولا أدري لم ذاك أستبطأ المبار عن وقتها أم استقل ما بعث إليه في جنب ما بعث إلى نظرائه من ملوك الجريجية والثغرغدية .
    فأقبل في جنوده وتورد الثغر واستعرض الطرق فعاث وأفسد وقتل ومثل فعجزت عنه خيول خوارزم وبلغ خبره أبا العباس عبد الله بن طاهر رحمه الله فأنهض إليهم أربعة من القواد طاهر بن إبراهيم بن مدرك ويعقوب بن منصور بن طلحة وميكال مولى طاهر وهارون القباض وشحن البلد بالعساكر والأسلحة ورتبهم في أرباع البلد كل في ربع فحموا الحريم بإذن الله تعالى .
    ثم إن وادي جيحون وهو الذي في نهر بلخ جمد لما اشتد البرد وهو واد عظيم شديد الطغيان كثير الآفات وإذا امتد كان عرضه نحوا من فرسخ وإذا جمد انطبق فلم يوصل منه إلى شيء حتى يحفر فيه كما تحفر الآبار في الصخور وقد رأيت كثيف الجمد عشرة أشبار وأخبرت أنه كان فيما مضى يزيد على عشرين شبرا وإذا هو انطبق صار الجمد جسرا لأهل البلد تسير عليه العساكر والعجل والقوافل فينطم ما بين الشاطئين وربما دام الجمد مائة وعشرين يوما وإذا قل البرد في عام بقي سبعين يوما إلى نحو ثلاثة أشهر .
    قالت المرأة : فعبر الكافر في خيله إلى باب الحصن وقد تحصن الناس وضموا أمتعتهم فضجوا بالمسلمين وخربوهم فحصر من ذلك أهل الناحية وأرادوا الخروج فمنعهم العامل دون أن تتوافى عساكر السلطان وتتلاحق المطوعة فشد طائفة من شبان الناس وأحداثهم فتقاربوا من السور بما أطاقوا حمله من السلاح وحملوا على الكفرة فتهارج الكفرة واستجروهم من بين الأبنية والحيطان فلما أصحروا كر الترك عليهم وصار المسلمون في مثل الحرجة فتخلصوا واتخذوا دارة يحاربون من ورائها وانقطع ما بينهم وبين الخصم وبعدت المؤنة عنهم فحاربوا كأشد حرب وثبتوا حتى تقطعت الأوتار والقسي وأدركهم التعب ومسهم الجوع والعطش وقتل عامتهم وأثخن الباقون بالجراحات ولما جن عليهم الليل تحاجز الفريقان
    قالت المرأة : ورفعت النار على المناظر ساعة عبور الكافر فاتصلت بالجرجانية وهي مدينة عظيمة في قاصية خوارزم وكان ميكال مولى طاهر من أبياتها في عسكر فحث في الطلب هيبة للأمير أبي العباس عبد الله بن طاهر رحمه الله وركض إلى هزاراسب في يوم وليلة أربعين فرسخا بفراسخ خوارزم وفيها فضل كثير على فراسخ خراسان وعد الترك الفراغ من أمر أولئك النفر فبينما هم كذلك إذ ارتفعت لهم الأعلام السود وسمعوا أصوات الطبول فأفرجوا عن القوم ووافى ميكال موضع المعركة فوارى القتلى وحمل الجرحى .
    قالت المرأة : وأدخل الحصن علينا عشية ذلك أربعمائة جنازة فلم تبق دار إلا حمل إليها قتيل وعمت المصيبة وارتجت الناحية بالبكاء
    قالت : ووضع زوجي بين يدي قتيلا فأدركني من الجزع والهلع علية ما يدرك المرأة الشابة على زوج أبي الأولاد وكانت لنا عيال .
    قالت : فاجتمع النساء من قراباتي والجيران يسعدنني على البكاء وجاء الصبيان وهم أطفال لا يعقلون من الأمر شيئا يطلبون الخبز وليس عندي ما أعطيهم فضقت صدرا بأمري ثم إني سمعت أذان المغرب ففزعت إلى الصلاة فصليت ما قضى لي ربي ثم سجدت أدعو وأتضرع إلى الله وأسأله الصبر بأن يجبر يُتم صبياني .
    قالت : فذهب بي النوم في سجودي فرأيت في منامي كأني في أرض حسناء ذات حجارة وأنا أطلب زوجي فناداني رجل إلى أين أيتها الحرة قلت أطلب زوجي فقال خذي ذات اليمين قالت فأخذت ذات اليمين فرفع لي أرض سهلة طيبة الري ظاهرة العشب وإذا قصور وأبنية لا أحفظ أن أصفها أو لم أر مثلها وإذا أنهار تجري على وجه الأرض عبر أخاديد ليست لها حافات فانتهيت إلى قوم جلوس حلقا حلقا عليهم ثياب خضر قد علاهم النور فإذا هم الذين قتلوا في المعركة يأكلون على موائد بين أيديهم فجعلت أتخللهم وأتصفح وجوههم أبغي زوجي لكي ينظرني فناداني يا رحمة يا رحمة فيممت الصوت فإذا أنا به في مثل حال من رأيت من الشهداء وجهه مثل القمر ليلة البدر وهو يأكل مع رفقة له قتلوا يومئذ معه ، فقال لأصحابه : إن هذه البائسة جائعة منذ اليوم أفتأذنون لي أن أناولها شيئا تأكله ؟ ، فأذنوا له فناولني كسرة خبز ، قالت : وأنا أعلم حينئذ أنه خبز ولكن لا أدري كيف يخبز هو أشد بياضا من الثلج واللبن وأحلى من العسل والسكر وألين من الزبد والسمن فأكلته فلما استقر في جوفي قال : اذهبي كفاك الله مؤنة الطعام والشراب ما حييت الدنيا فانتبهت من نومي شبعى ريا لا أحتاج إلى طعام ولا شراب وما ذقتهما منذ ذلك اليوم إلى يومي هذا ولا شيئا يأكله الناس
    قال أبو العباس : وكانت تحضرنا وكنا نأكل فتتنحى وتأخذ على أنفها تزعم أنها تتأذى من رائحة الطعام ، فسألتها هل تتغذى بشيء أو تشرب شيئا غير الماء فقالت : لا
    فسألتها : هل يخرج منها ريح أو أذى كما يخرج من الناس ؟ .
    فقالت : لا عهد لي بالأذى منذ ذلك الزمان
    قلت : والحيض .
    وأظنها قالت : انقطع بانقطاع الطعم .
    قلت : فهل تحتاجين حاجة النساء إلى الرجال ؟ .
    قالت : أما تستحيي مني تسألني عن مثل هذا ؟ .
    قلت : إني لعلي أحدث الناس عنك ولا بد أن استقصي .
    قالت : لا أحتاج
    قلت : فتنامين ؟ .
    قالت : نعم أطيب نوم
    قلت : فما ترين في منامك ؟ .
    قالت : مثل ما ترون
    قلت : فتجدين لفقد الطعام وهنا في نفسك ؟ .
    قالت : ما أحسست بجوع منذ طعمت ذلك الطعام
    وكانت تقبل الصدقة .
    فقلت لها : ما تصنعين بها ؟ .
    قالت : أكتسي وأكسو ولدي
    قلت : فهل تجدين البرد وتتأذين بالحر ؟
    قالت : نعم
    قلت : فهل تدرين كلل اللغوب والإعياء إذا مشيت ؟ .
    قالت : نعم ألست من البشر ؟
    قلت : فتتوضئين للصلاة ؟ .
    قالت : نعم .
    قلت : لم ؟ .
    قالت : أمرني بذلك الفقهاء .
    فقلت : إنهم أفتوها على حديث : " لا وضوء إلا من حدث أو نوم " .
    وذكرت لي أن بطنها لاصق بظهرها فأمرت امرأة من نسائنا فنظرت فإذا بطنها كما وصفت وإذا قد اتخذت كيسا فضمت القطن وشدته على بطنها كي لا ينقصف ظهرها إذا مشت .
    ثم لم أزل أختلف إلى هزاراسب بين السنتين والثلاث فتحضرني فأعيد مسألتها فلا تزيد ولا تنقص وعرضت كلامها على عبد الله بن عبد الرحمن الفقيه فقال أنا أسمع هذا الكلام منذ نشأت فلا أجد من يدفعه أو يزعم أنه سمع أنها تأكل أو تشرب أو تتغوط ) انتهى ..


    فسبحان الذي جعل في أهل الدنيا من يذوق طعام الآخرة ..



    وانظر هذه القصة في : شذرات الذهب لابن العماد الحنبلي ( 2 / 211 إلى 213 الناشر دار بن كثير / دمشق 1406هـ ، بتحقيق عبد القادر الأرنؤوط ، ومحمود الأرناؤوط )




      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس 21 نوفمبر 2024 - 22:30