نور خير خلق الله محمد صلى الله عليه وسلم
رشة ورد- العضوة المميزة
- تاريخ الميلاد : 11/07/1993
الدولة : اسكــــــــــــــــ الجزائــــــر ــــــــــــــــــــن وفلسطـــــــ تسكنني ـــــــــين
المزاج : AM FINE BECAUSE THERE IS NO ONE CAN CHANG MY FINE DAYS
عدد الرسائل : 3693
عدد النقاط : 14588
نقاط تقيم الاعضاء : 413
العمر : 31
الوظيفة : وراء القراية
تعاليق : One Two Three Viva L'algerie
18 - نوفمبر - 2009
تاريخ لن ينساه الشعب الجزائري
*********************
صوني عفافَك بالحجابِ حقيقة *** واستغفري عما مضى وتوسّلِ
ولباسُ تقوى الله أغلى ثمناً *** من كلّ أنواع الجواهر والحُلي
***************
أنا لستُ وحدي في قرار تحـجّبــي *** خلـفـي كثــيـرٌ يـقتـفـيـنَ مَـتــابــي
فمعي النساءُ السائراتُ على الهدى *** ومعي الحيـاءُ وفطرتـي وكتـابــي
سأظلُّ أرقــى للسمـــاوات الـعُـــلا *** وأظلُّ أحيا في هــدى المـحــرابِ
تاريخ التسجيل : 13/05/2010
بطاقة الشخصية
حقل رمي النرد:
(1/1)
بسم الله الرحمن الرحيم
و به نستعين
السلام عليكم...
اللهم صلي وسلم على محمد وعلى أله وصحبه وسلم تسليم كثيرا الى يوم الدين
اللهم صلي على محمد وعلى آله وصحبه وسلم
قالت السيدة عائشة رضي الله عنها :
كنت في حجرتي أخيط ثوباً لي فانكفأ المصباح وأظلمت الحجرة وسقط المخيط أي الإبرة ..
فبينما كنت في حيرتي أتحسس مخيطي إذ أطل علي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بوجهه من باب الحجرة ..
رفع الشملة وأطل بوجهه .. قالت:
فوالله الذي لا إله إلا هو، لقد أضاءت أرجاء الحجرة من نور وجهه .. حتى لقد التقطت المخيط من نور طلعته
.. ثم التفتُ إليه فقلت: بأبي أنت يا رسول الله .. ما أضوأ وجهك! فقال: "يا عائشة الويل لمن لا يراني يوم القيامة"،
قالت: ومن ذا الذي لا يراك يوم القيامة يا رسول الله؟
قال: "الويل لمن لا يراني يوم القيامة"،
قالت: ومن ذا الذي لا يراك يوم القيامة يا رسول الله؟
قال"من ذكرت عنده فلم يصل عليّ "
رواه الترمذي في (الحديث: 3546) - الإمام أحمد في الحديث: 1/201 …
يقول الله تعالى: {إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين
آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما}
اللهم صلي و سلم و بارك على سيدنا محمد و على زوجاته أمهات المؤمنين و على آله وصحبه اجمعين
رد: نور خير خلق الله محمد صلى الله عليه وسلم
..
لك الحمد ياربي
اللهم صلّ وسلم على سيدنا محمد وآله
مأجورة ومثابة خير الاجر والثواب باذن الله
اسال ربي ان تكوني ممن تشملهم شفاعة الرب والمصطفى محمد صل الله عليه وسلم
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
اللهم صلّ وسلم على سيدنا محمد وآله
مأجورة ومثابة خير الاجر والثواب باذن الله
اسال ربي ان تكوني ممن تشملهم شفاعة الرب والمصطفى محمد صل الله عليه وسلم
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
آمين اجمعين
وأسأل الله ان يجمعنا بكم في فسيح جناته
وأسأل الله ان يجمعنا بكم في فسيح جناته
:تميز وابداع:
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
فموعدنا هذه الجمعة إن شاء الله تعالي مع القضية الثالثة والأخيرة التي فعلها الخضر مع موسي - عليهما السلام - ولم يصبر موسي كما ذكرنا، لأن القضايا الثلاثة تخالف مفهوم الحكم العام والأصول الثابتة عند أي رجل كُلِّمَّ من السماء، أو وصله وحي السماء وهذا موسي - عليه السلام - وهو موسي أنكر واعترض، وذكرنا في الجمعة الماضية الدلائل علي أن موسي لم يعترض إلا بحق فبعد أن قتل الخضر الغلام فقلع رأسه مع أنه لم يذنب، ومع أن القصاص في بني إسرائيل إنما يكون إذا قتل الرجل نفسًا فيُقتل بها فكيف وهذا الغلام علي رأي بعض المفسرين لم يبلغ الحلم ؟! أي لم يصل إلي سن التكليف فلم يسع موسي أن أنكر هذا الجُرم، وهو يري نفسًا ذكية تقتل أمامه بغير نفس فقال له: ﴿ لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا نُكْرًا ﴾ (الكهف:74) هذا منكر قال: ﴿ قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا * قَالَ إِنْ سَأَلْتُكَ عَنْ شَيْءٍ بَعْدَهَا فَلَا تُصَاحِبْنِي قَدْ بَلَغْتَ مِنْ لَدُنِّي عُذْرًا * فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا فَأَبَوْا أَنْ يُضَيِّفُوهُمَا فَوَجَدَا فِيهَا جِدَارًا يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ فَأَقَامَهُ قَالَ لَوْ شِئْتَ لَاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْرًا * قَالَ هَذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا ﴾ (الكهف:75_78)، هذه هي القضية الثالثة والتي بها انتهت حكاية موسي مع الخضر.
في صحيح مسلم ﴿ حَتَّى إِذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا ﴾ أهل قرية لئامًا كذا وضح النبي r أهل القرية كانوا لئامًا لأنه لا يرد الضيف كريم أبدًا، لا يرده إلا لئيم لاسيما أن هذا الرجل طلب منك.
مكارم الخلاق عند أهل الفضائل إذا رأي رجل استضافه من غير سؤال، فكيف إذا استطعمك ؟! إذا رددته كنت لئيمًا، وهذا هو الذي وصفه النبيrلأهل هذه القرية ﴿ اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا فَأَبَوْا أَنْ يُضَيِّفُوهُمَا ﴾ أنظر إلي جمال العبارة القرآنية﴿ اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا ﴾ لم يقل فأبوا أن يطعموهما، لا ﴿ فَأَبَوْا أَنْ يُضَيِّفُوهُمَا ﴾ الرجل السائل ليس له إلا أن يملأ بطنه إذا كان جائعًا فإن كان سيبيت ليلة فإنه يطلب محلًا، أما موسي والخضر - عليهما السلام - ما طلبا محلًا ولا أن يبيتا إنما طلبا طعامًا ﴿ فَأَبَوْا أَنْ يُضَيِّفُوهُمَا ﴾.
في هذه الآية مسائل:
المسألة الأولي:هل يجوز بدلالة هذه الآية أن نسأل الناس ؟!
موسي والخضر استطعما وهذا المقطع (است) ألف والسين والتاء إذا دخل علي الفعل دل علي الطلب، استعمار أناس يطلبون أن يعمروا، استجداء رجل يطلي جدوى، استثناء ألي آخره فموسي والخضر استطعما.
ذهب الحريري في مقاماته إلي أنه بدلالة هذه الآية يجوز لك الشحاذة: وقد علق القرطبي علي هذه المقالة بقوله: (وهذا استخفاف بالدين وقلة احترام للنبيين، وهي شنشنة أدبية وهفوة ظاهرية علي الإسلام:
الحالات الثلاثة التي يجوز للمسلم فيها السؤال:لم يجز للمسلم أن يطلب من الناس شيئًا إلا ثلاثة أشياء فقط: طبقًا للحديث الذي رواه مسلم من حديث قبيصة بن مُخارق الهلالي أنه كان تحمل حَمالة في الجاهلية أو في الإسلام الشك مني، ومعني تحمل حمالة: أي أن طائفتين اختلفتا علي دية قتيل أو علي غُرم أو شيء فأبت كل طائفة أن تدفع، طالما أنه لن يُدفع إذًا سيظل الخصام فيقوم رجل: أنا الذي سأدفع تصالحا وأنا أدفع هذا هو معني الحمالة فقبيصة كان تحمل حمالة بين طائفتين اقتتلتا، فلما جاء موعد السداد لم يجد معه مالًا، ماذا سيفعل ؟! طلب من النبي r وهذا يرجح أنه كان في صدر الإسلام فقال r-: " إذا أتاني مال أعطيك، ثم قال: يا قبيصة إن المسألة لا تحل إلا لثلاث: لرجل تحمل حمالة حتى إذا جاء موعد الوفاء لم يكن معه " هذا يجوز له أن يسأل الناس " ورجل اجتاحت أمواله جائحة فأتت عليه " هذا يجوز له أن يطلب من الناس " ورجل أصابته فاقة " أي فقر " فيقوم ثلاثة من ذوي ألحجي من قومه " أي من ذوي العقل " فيشهدون علي فاقته " أي علي فقره " فيأخذ ما يسد به حاجته يا قبيصة بغير هذه الثلاثة فإنما تأكل أموال الناس سحتًا ".
الإسلام دين عزيز: يعز عليه أن يري بعض أتباعه يريقون ماء وجوههم أعطاهم الناس أو ردوهم، ويعلم الله أن غالبهم إنما يستكثر من أموال الناس لا غير. قال الله في صفة المؤمنين الفقراء الذين لا يستطيعون ضربًا في الأرض قال عنهم: ﴿ لَا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا ﴾ (البقرة:273)
الإلحاف: هو كثرة السؤال.
أول أمس كنت أقف في شارع وإذا بيد تجذبني من الوراء فالتفت فإذا امرأة تقول: لله، هذا الموقف لا أزيد فيه حرفًا أنا تصورت أني ارتكب جرمًا لأنه جذبة شديدة لله، هذه المرأة لو نظرت إليها تجدها بقوة وعافية، أين زوجها ؟!، أين أولادها ؟! أين أبوها ؟! أين أخوها ؟! أين خالها ؟! أين رحمها ؟! أن تخرج وعن عمد يفعل أولئك يلبسون الثياب المقطعة إظهارًا للفقر، مع أن هذا مناف أصلًا لديننا لا يجوز لك علي رأي بعض العلماء إن كنت تستطيع أن تلبس ثياب حسنة أن تلبس أقل منها، فإنك مأمور من قبل الشرع أن تظهر أثر نعمة الله عليك إن الله كما في الحديث الصحيح " إن الله يحب أن يري أثر نعمته علي عبده " السؤال لا يجوز إلا في هذه الحالات الثلاث، ما يدل من السنة علي عدم جواز سؤال الناس بغير حاجة:وفي صحيح مسلم من حديث ابن عمر - رضي الله عنهما - " ما من رجل يسأل الناس إلا أتي يوم القيامة ليس علي وجهه مزعة لحم " رجل أراق ماء وجهه، أراق لحم وجهه يأتي يوم القيامة ليس علي وجهه مزعة لحم، ومن حديث أبي هريرة عند مسلم أيضًا أن النبي rقال: " من يسأل الناس استكثارًا من أموالهم " ليس عن ظهر حاجة إنما هو مجرد يجمع مالًا " فإنما يستكثر به نارًا فليستكثر أحدكم أو ليقل ".
أنظر إلي الصحابة بليتنا أننا نسمع فلا نطيع لمسائل كثيرة. في صحيح مسلم عن أبي مسلم الخولاني - رحمه الله تعالي – قال: حدثني الحبيب الأمين فأما الحبيب فإنه حبيب إلي نفسي، وأما الأمين فهو أمين عندي وهو عوف بن مالك قال: ذهبنا مع ثمانية نفر إلي النبي rفقال: " ألا تبايعونني ؟! قلنا يا رسول الله قد بايعناك، فعن أي شيء تبايعنا ؟! قال: تبايعوني علي ألا تشركوا بالله شيئًا، وتقيموا الصلاة، وتؤتوا الزكاة، ولا تسألوا الناس شيئا " قال عوف: فكنت أري بعض أولئك النفر يركب علي دابته فيسقط سوطه فلا يطلب من أحد أن يناوله، إنما ينزل من علي فرسه فيأخذ سوطه " بايعوني علي ألا تسألوا الناس شيئا " فيصل التزامهم أنه إذا سقط سوط أحدهم لا يقول يا فلان ناولني السوط، كانوا إذا ألقي عليهم الأمر التزموه إطلاقًا.
لما سادوا الدنيا واستحوذوا إن شاء الله علي الآخرة ؟! لأن أتباع النبي rوما جاء به من قرآن وسنة كبيان للقرآن إنما هذا سبيل الفلاح في هذه الدنيا وفي الآخرة، في هذه الدنيا أنه لا يستطيع رجل أن يطأ رأسك ولا أن يطأ جناحك إلا تقي لأنك ترتكن إلي ملك قوي تجد دولة صعلوكة ترفع رأسها وتتبجح، لما؟! يقولون: أمريكا معنا، روسيا معنا، وهل هذا مسوف ؟! يقولون: نعم إذا أردنا أسلحة جاءتنا، إذا أردنا قمحًا جاءنا، إنما نرتكن إلي دولة عظمي فكيف إذا اعتقدت اعتقادا عمليًا ليس مجرد اعتقاد نظري أنك ترتكن إلي ملك الملوك الذي لا تصيبه فاقة، ولا يعجزه شيء.
أصحاب الباطل أحيانًا تكون عندهم من العقائد ما لو وجد عند أهل الحق لا تكاد تري باطلًا في الأرض: في إضرابات أيرلندا من سنة أو سنتين أو ثلاثة لا أذكر أضرب زعيم لهم عن الطعام حتى مات، لماذا ؟! يطالب بحقوق للعمال، مع أن هذه سياسة سياسة كافرة إسلامنا يعرف مسائل الإضرابات عن الطعام حتى يهلك المرء، بل
قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله تعالي -: (لو أن عبدًا كان يمشي في صحراء فستبد به الجوع فلم يري إلا خنزيرًا منتًا فلم يأكله فمات دخل النار) لماذا ؟! لأن الله أحل لك هذا في وقت الضرورة، لماذا ؟! حتى لا تهلك نفسك إن حفظ النفس أحد الأشياء الخمسة التي جاء بها الشرع أن تحفظ نفسك من الموت، فهذا يعاني الموت, بسبب الجوع لمبدأ يراه حقًا فسبحان الله.
إن أهل الحق نتقصهم جرأة تنبع من صميم اعتقادهم أنه لن تموت نفس حتى تستوفي رزقها وأجلها: إذا ارتكن الرجل إلي ربه ساد في الدنيا والله تعالي يقول عن الآخرة ﴿ وَالآخِرَةُ عِنْدَ رَبِّكَ لِلْمُتَّقِينَ ﴾ (الزخرف:35) فهي له أيضًا، فكان أحدهم يسقط سوطه علي الأرض فلا يطلبه، ولما نهي النبي rأن يمس الرجل ذكره بيمينه، أو أن تمس المرأة فرجها بيمينها وإنما جعل اليد اليسري للاستنجاء وما كان من أذي قال عوف: (ما مسست ذكري بيميني منذ بايعت النبي r)وسمعت منه هذا،. ما هذا الالتزام ؟!.
إنما يقاس التزامهم بحبهم لدينهم: هذا ينقصنا الآن إذا قيل لك تصور رجل طرح علي هذا السؤال أنا أريكم نماذج قال وهو يدخن: هل التدخين حرام ؟! قلت: نعم، فأخذ نفسًا عميقًا وقال: أليس بمكروه ؟! ما هذه الأنماط ؟! أقول له حرام ألا يتوقف قليلًا ليعلم لما حرام أم يرد علي بنفس آخر عميق ؟! كثير جدًا من الناس إذا ألقي عليهم الأمر يجيبك بمنتهي البلادة والقحة أن الدين يسر: فقلت له: هب أنه مكروه، نفسك تطيب إلي فعل المكروه ؟! فسكت، هذه نماذج قارنها بالسلف الأول لتعلم أنهم عبروا بحرًا نحن نقف علي شاطئه.
بأيمانهم نوران ذكر وسنة ***فما بالهم في حالك الظلمات ؟!
هذا هو الفرق بيننا وبينهم وهو فرق لا شك بعيد جدًا ,المسألة إذًا في شرعنا لا تجوز إلا في الثلاث أحوال التي ذكرتها.
فهل الآية هذه يمكن أن نخرج معناها علي واحدة من هذه الثلاثة أم لا ؟! ﴿ حَتَّى إِذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا ﴾ نفذ الزاد وشعر بجوع فالواجب حينئذ ألا يتلف الرجل نفسه، فهذا يدخل تحت المسمي الثالث " ورجل أصابته فاقة " ففعلهما من الوجهة الشرعية لا شيء فيه طلبا زاد، وقد أباح لك الإسلام أنك إذا كنت تمشي في مكان لا يستضيفك فيه أحد فمررت علي بستان يجوز لك أن تأخذ منه بغير إذن صاحبه بما يقيم أودك، لا أمر أنا علي بستان برتقال فأكل حتى تصيبني تخمة ثم أقول: أخذ شوالًا أو قفص للأولاد، لا، هذا قدر زائد علي مجرد الحاجة التي تحفظ بها نفسك، ولذا لم يطلب الشرع منك استئذان، إذا فعلت شيئًا أو زدت شيئًا آخر هذا يلزمه استئذان إذا السؤال لا يجوز غلا لحاجة وهكذا فعل الخضر وموسي - عليهما السلام
﴿ فَأَبَوْا ﴾ أنظر إلي هذه الكلمة ﴿ فَأَبَوْا ﴾ مع سبق إصرار وترصد هذا نابع من اللؤم، كما وضح النبي - صَلَّي الْلَّه عَلَيْه وَآَلِه وَسَلَّم - ﴿ فَأَبَوْا أَنْ يُضَيِّفُوهُمَا ﴾ واستقبال الضيف مستحب في شرعنا استحباب أكيد.
انتهي الدرس السابع
في صحيح مسلم ﴿ حَتَّى إِذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا ﴾ أهل قرية لئامًا كذا وضح النبي r أهل القرية كانوا لئامًا لأنه لا يرد الضيف كريم أبدًا، لا يرده إلا لئيم لاسيما أن هذا الرجل طلب منك.
مكارم الخلاق عند أهل الفضائل إذا رأي رجل استضافه من غير سؤال، فكيف إذا استطعمك ؟! إذا رددته كنت لئيمًا، وهذا هو الذي وصفه النبيrلأهل هذه القرية ﴿ اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا فَأَبَوْا أَنْ يُضَيِّفُوهُمَا ﴾ أنظر إلي جمال العبارة القرآنية﴿ اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا ﴾ لم يقل فأبوا أن يطعموهما، لا ﴿ فَأَبَوْا أَنْ يُضَيِّفُوهُمَا ﴾ الرجل السائل ليس له إلا أن يملأ بطنه إذا كان جائعًا فإن كان سيبيت ليلة فإنه يطلب محلًا، أما موسي والخضر - عليهما السلام - ما طلبا محلًا ولا أن يبيتا إنما طلبا طعامًا ﴿ فَأَبَوْا أَنْ يُضَيِّفُوهُمَا ﴾.
في هذه الآية مسائل:
المسألة الأولي:هل يجوز بدلالة هذه الآية أن نسأل الناس ؟!
موسي والخضر استطعما وهذا المقطع (است) ألف والسين والتاء إذا دخل علي الفعل دل علي الطلب، استعمار أناس يطلبون أن يعمروا، استجداء رجل يطلي جدوى، استثناء ألي آخره فموسي والخضر استطعما.
ذهب الحريري في مقاماته إلي أنه بدلالة هذه الآية يجوز لك الشحاذة: وقد علق القرطبي علي هذه المقالة بقوله: (وهذا استخفاف بالدين وقلة احترام للنبيين، وهي شنشنة أدبية وهفوة ظاهرية علي الإسلام:
الحالات الثلاثة التي يجوز للمسلم فيها السؤال:لم يجز للمسلم أن يطلب من الناس شيئًا إلا ثلاثة أشياء فقط: طبقًا للحديث الذي رواه مسلم من حديث قبيصة بن مُخارق الهلالي أنه كان تحمل حَمالة في الجاهلية أو في الإسلام الشك مني، ومعني تحمل حمالة: أي أن طائفتين اختلفتا علي دية قتيل أو علي غُرم أو شيء فأبت كل طائفة أن تدفع، طالما أنه لن يُدفع إذًا سيظل الخصام فيقوم رجل: أنا الذي سأدفع تصالحا وأنا أدفع هذا هو معني الحمالة فقبيصة كان تحمل حمالة بين طائفتين اقتتلتا، فلما جاء موعد السداد لم يجد معه مالًا، ماذا سيفعل ؟! طلب من النبي r وهذا يرجح أنه كان في صدر الإسلام فقال r-: " إذا أتاني مال أعطيك، ثم قال: يا قبيصة إن المسألة لا تحل إلا لثلاث: لرجل تحمل حمالة حتى إذا جاء موعد الوفاء لم يكن معه " هذا يجوز له أن يسأل الناس " ورجل اجتاحت أمواله جائحة فأتت عليه " هذا يجوز له أن يطلب من الناس " ورجل أصابته فاقة " أي فقر " فيقوم ثلاثة من ذوي ألحجي من قومه " أي من ذوي العقل " فيشهدون علي فاقته " أي علي فقره " فيأخذ ما يسد به حاجته يا قبيصة بغير هذه الثلاثة فإنما تأكل أموال الناس سحتًا ".
الإسلام دين عزيز: يعز عليه أن يري بعض أتباعه يريقون ماء وجوههم أعطاهم الناس أو ردوهم، ويعلم الله أن غالبهم إنما يستكثر من أموال الناس لا غير. قال الله في صفة المؤمنين الفقراء الذين لا يستطيعون ضربًا في الأرض قال عنهم: ﴿ لَا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا ﴾ (البقرة:273)
الإلحاف: هو كثرة السؤال.
أول أمس كنت أقف في شارع وإذا بيد تجذبني من الوراء فالتفت فإذا امرأة تقول: لله، هذا الموقف لا أزيد فيه حرفًا أنا تصورت أني ارتكب جرمًا لأنه جذبة شديدة لله، هذه المرأة لو نظرت إليها تجدها بقوة وعافية، أين زوجها ؟!، أين أولادها ؟! أين أبوها ؟! أين أخوها ؟! أين خالها ؟! أين رحمها ؟! أن تخرج وعن عمد يفعل أولئك يلبسون الثياب المقطعة إظهارًا للفقر، مع أن هذا مناف أصلًا لديننا لا يجوز لك علي رأي بعض العلماء إن كنت تستطيع أن تلبس ثياب حسنة أن تلبس أقل منها، فإنك مأمور من قبل الشرع أن تظهر أثر نعمة الله عليك إن الله كما في الحديث الصحيح " إن الله يحب أن يري أثر نعمته علي عبده " السؤال لا يجوز إلا في هذه الحالات الثلاث، ما يدل من السنة علي عدم جواز سؤال الناس بغير حاجة:وفي صحيح مسلم من حديث ابن عمر - رضي الله عنهما - " ما من رجل يسأل الناس إلا أتي يوم القيامة ليس علي وجهه مزعة لحم " رجل أراق ماء وجهه، أراق لحم وجهه يأتي يوم القيامة ليس علي وجهه مزعة لحم، ومن حديث أبي هريرة عند مسلم أيضًا أن النبي rقال: " من يسأل الناس استكثارًا من أموالهم " ليس عن ظهر حاجة إنما هو مجرد يجمع مالًا " فإنما يستكثر به نارًا فليستكثر أحدكم أو ليقل ".
أنظر إلي الصحابة بليتنا أننا نسمع فلا نطيع لمسائل كثيرة. في صحيح مسلم عن أبي مسلم الخولاني - رحمه الله تعالي – قال: حدثني الحبيب الأمين فأما الحبيب فإنه حبيب إلي نفسي، وأما الأمين فهو أمين عندي وهو عوف بن مالك قال: ذهبنا مع ثمانية نفر إلي النبي rفقال: " ألا تبايعونني ؟! قلنا يا رسول الله قد بايعناك، فعن أي شيء تبايعنا ؟! قال: تبايعوني علي ألا تشركوا بالله شيئًا، وتقيموا الصلاة، وتؤتوا الزكاة، ولا تسألوا الناس شيئا " قال عوف: فكنت أري بعض أولئك النفر يركب علي دابته فيسقط سوطه فلا يطلب من أحد أن يناوله، إنما ينزل من علي فرسه فيأخذ سوطه " بايعوني علي ألا تسألوا الناس شيئا " فيصل التزامهم أنه إذا سقط سوط أحدهم لا يقول يا فلان ناولني السوط، كانوا إذا ألقي عليهم الأمر التزموه إطلاقًا.
لما سادوا الدنيا واستحوذوا إن شاء الله علي الآخرة ؟! لأن أتباع النبي rوما جاء به من قرآن وسنة كبيان للقرآن إنما هذا سبيل الفلاح في هذه الدنيا وفي الآخرة، في هذه الدنيا أنه لا يستطيع رجل أن يطأ رأسك ولا أن يطأ جناحك إلا تقي لأنك ترتكن إلي ملك قوي تجد دولة صعلوكة ترفع رأسها وتتبجح، لما؟! يقولون: أمريكا معنا، روسيا معنا، وهل هذا مسوف ؟! يقولون: نعم إذا أردنا أسلحة جاءتنا، إذا أردنا قمحًا جاءنا، إنما نرتكن إلي دولة عظمي فكيف إذا اعتقدت اعتقادا عمليًا ليس مجرد اعتقاد نظري أنك ترتكن إلي ملك الملوك الذي لا تصيبه فاقة، ولا يعجزه شيء.
أصحاب الباطل أحيانًا تكون عندهم من العقائد ما لو وجد عند أهل الحق لا تكاد تري باطلًا في الأرض: في إضرابات أيرلندا من سنة أو سنتين أو ثلاثة لا أذكر أضرب زعيم لهم عن الطعام حتى مات، لماذا ؟! يطالب بحقوق للعمال، مع أن هذه سياسة سياسة كافرة إسلامنا يعرف مسائل الإضرابات عن الطعام حتى يهلك المرء، بل
قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله تعالي -: (لو أن عبدًا كان يمشي في صحراء فستبد به الجوع فلم يري إلا خنزيرًا منتًا فلم يأكله فمات دخل النار) لماذا ؟! لأن الله أحل لك هذا في وقت الضرورة، لماذا ؟! حتى لا تهلك نفسك إن حفظ النفس أحد الأشياء الخمسة التي جاء بها الشرع أن تحفظ نفسك من الموت، فهذا يعاني الموت, بسبب الجوع لمبدأ يراه حقًا فسبحان الله.
إن أهل الحق نتقصهم جرأة تنبع من صميم اعتقادهم أنه لن تموت نفس حتى تستوفي رزقها وأجلها: إذا ارتكن الرجل إلي ربه ساد في الدنيا والله تعالي يقول عن الآخرة ﴿ وَالآخِرَةُ عِنْدَ رَبِّكَ لِلْمُتَّقِينَ ﴾ (الزخرف:35) فهي له أيضًا، فكان أحدهم يسقط سوطه علي الأرض فلا يطلبه، ولما نهي النبي rأن يمس الرجل ذكره بيمينه، أو أن تمس المرأة فرجها بيمينها وإنما جعل اليد اليسري للاستنجاء وما كان من أذي قال عوف: (ما مسست ذكري بيميني منذ بايعت النبي r)وسمعت منه هذا،. ما هذا الالتزام ؟!.
إنما يقاس التزامهم بحبهم لدينهم: هذا ينقصنا الآن إذا قيل لك تصور رجل طرح علي هذا السؤال أنا أريكم نماذج قال وهو يدخن: هل التدخين حرام ؟! قلت: نعم، فأخذ نفسًا عميقًا وقال: أليس بمكروه ؟! ما هذه الأنماط ؟! أقول له حرام ألا يتوقف قليلًا ليعلم لما حرام أم يرد علي بنفس آخر عميق ؟! كثير جدًا من الناس إذا ألقي عليهم الأمر يجيبك بمنتهي البلادة والقحة أن الدين يسر: فقلت له: هب أنه مكروه، نفسك تطيب إلي فعل المكروه ؟! فسكت، هذه نماذج قارنها بالسلف الأول لتعلم أنهم عبروا بحرًا نحن نقف علي شاطئه.
بأيمانهم نوران ذكر وسنة ***فما بالهم في حالك الظلمات ؟!
هذا هو الفرق بيننا وبينهم وهو فرق لا شك بعيد جدًا ,المسألة إذًا في شرعنا لا تجوز إلا في الثلاث أحوال التي ذكرتها.
فهل الآية هذه يمكن أن نخرج معناها علي واحدة من هذه الثلاثة أم لا ؟! ﴿ حَتَّى إِذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا ﴾ نفذ الزاد وشعر بجوع فالواجب حينئذ ألا يتلف الرجل نفسه، فهذا يدخل تحت المسمي الثالث " ورجل أصابته فاقة " ففعلهما من الوجهة الشرعية لا شيء فيه طلبا زاد، وقد أباح لك الإسلام أنك إذا كنت تمشي في مكان لا يستضيفك فيه أحد فمررت علي بستان يجوز لك أن تأخذ منه بغير إذن صاحبه بما يقيم أودك، لا أمر أنا علي بستان برتقال فأكل حتى تصيبني تخمة ثم أقول: أخذ شوالًا أو قفص للأولاد، لا، هذا قدر زائد علي مجرد الحاجة التي تحفظ بها نفسك، ولذا لم يطلب الشرع منك استئذان، إذا فعلت شيئًا أو زدت شيئًا آخر هذا يلزمه استئذان إذا السؤال لا يجوز غلا لحاجة وهكذا فعل الخضر وموسي - عليهما السلام
﴿ فَأَبَوْا ﴾ أنظر إلي هذه الكلمة ﴿ فَأَبَوْا ﴾ مع سبق إصرار وترصد هذا نابع من اللؤم، كما وضح النبي - صَلَّي الْلَّه عَلَيْه وَآَلِه وَسَلَّم - ﴿ فَأَبَوْا أَنْ يُضَيِّفُوهُمَا ﴾ واستقبال الضيف مستحب في شرعنا استحباب أكيد.
انتهي الدرس السابع
الدروس المستفادة من قصة موسي والخضر - عليهما السلام -.
فهذه الخطبة هي الخطبة الأخيرة في قصة موسي والخضر - عليهما السلام - ذلك أننا إن شاء الله تعالي سنعرض المشهد الأخير، والذي به انفضت الصحبة بين موسي والخضر - عليهما السلام - ذلك المشهد أو الموقف هو موقف الكنز الذي كان تحت الجدار، وسننظر كيف أن الله يعاقب الرجل علي قصده في صحيح مسلم أن النبي rقال: " يمينك علي ما فهم صاحبك " أحيانًا يعرض الرجل ويوري بالكلام وأحيانًا يحلف مثلًا يأتيني رجل، معك مال ؟! فأضع يدي هنا وأقول: لا والله ما معي مال، مع أن المال هنا، لكن أنا أشرت إلي هنا فأنا لما قلت: لا والله هذه اليمين لقصدي أنا بل بما فهم صاحبك، فصاحبك فهم أن ليس معك مالًا قط وأنت تقصد أنه ليس معك مال هنا فأنت حانث في يمينك لا تقل: أنا قصدي كذا المهم قصد صاحبك، لماذا ؟ حتى لا تتخذ الأيمان جنة للمعاصي وللخيانة والخداع.
فالله قد يعاقب الرجل علي قصده بنية صاحبه:، وهذا ما سوف نراه إن شاء الله في درس اليوم. قال الله علي لسان الخضر: ﴿ وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنْزَهُمَا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا ﴾ (الكهف:82) لعلنا نذكر دخول موسي والخضر إلي القرية ﴿ فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا ﴾ (الكهف:77) دخلوا علي القرية يطلبون طعامًا فأبو أن يضيفوهما.
ما هي العقوبة أن يبني الخضر الجدار وهذه عقوبة ؟! نعم، لأن الجدار لما مات وقد وصفه الله بصفه الآدمي ﴿ جِدَارًا يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ ﴾ الجدار يريد أن يقع وكان تحت الجدار كنز، فلو أن الجدار وقع لظفر أهل القرية بالكنز فأخذوه فلما أقام الخضر الجدار حرم أهل القرية من الكنز، وحفظ الله هذا الكنز لليتيمين فهذه عقوبة لهما، ولذلك موسي أعترض قال: ﴿ قَالَ لَوْ شِئْتَ لَاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْرًا ﴾ (الكهف:77) خذ أجرًا نأكل به، لكن يمنعونا من الضيافة والقِرى وهو حق لنا ونحسن إليهم بأن نبي جدارًا مجانًا فلما أقام الخضر الجدار حمي ذلك الكنز لأنه ليتيمين، واليتيم عند البشر هو فاقد الأب، واليتيم عند الحيوانات هو فاقد الأم.
هل يصلح أن يطلق علي إنسان ما أنه يتيم مدة حياته ؟! لا، لقوله rفي الحديث الذي رواه أبو داوود وغيره بسند صحيح: " لا يتم بعد بلوغ فإذا بلغ الرجل انتفي عنه مسمي اليتم " لأن اليتم:هو عبارة عن صفة تلزم عاجزًا الطفل الصغير حتى يبلغ الحلم هذا عاجز عن الكسب، عاجز عن التفكير فإذا بلغ أشده واستوي لم يعد بحاجة إلي أبيه حتى وإن كان أبوه حيًا، أما هو فهو بحاجة إلي أبيه ما لم يبلغ ولذلك في الآية ﴿ فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا ﴾ فدل ذلك علي أنهما كانا يتيمين صغيرين ما بلغا الحلم، فهذان اليتيمان حفظ الله الكنز بصلاح أبيهما.
وفي هذا دليل علي أن الصلاح ينفع الذرية: أي شيء تفعله يكون لك به لسان صدق أفعل المعروف الآن يكون لذريتك قال الله : ﴿ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ ﴾ (آل عمران:140) أنت اليوم في رفعة ومنعة غدًا في ذل واستضعاف وغيرك في عز ومنعة هذه سمة لهذه الحياة حتى لا يأمن أحد بها، ومن قرأ التاريخ سواء التاريخ الإسلامي أو التاريخ المعاصر أو تاريخ اليهود أو النصارى رأي هذه.
حقيقة ثابتة لا تتخلف: البشرية كلها من يوم أن خلق الله آدم حتى الآن لم تعرف اعتي ولا أضل من فرعون البشرية، وأنا أحترز بقولي البشرية عن أن أتعقب بأن الشيطان أضل البشرية البشر لا يعرف بينهم اعتي من فرعون، ولا حتى مسيلمة الكذاب الذي ادعي النبوة فإن ذاك ادعي الإلوهية، ومع ذلك كان في عز ومنعة من نفسه ومن قومه فإن الله - .
هل يمكن أن تنقلب النعمة لنقمة: الذي أجري الأنهار له في مصر أغرقه بها وهكذا تنقلب النعمة إلي نقمة الماء نعمة ﴿ وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ﴾ (الأنبياء:30) لكن الماء يغرق فهذا فرعون الذي افتخر بالماء، وبأن هذه الأنهار تجري من تحته جعلها الله فوقه.
وفي تاريخنا المعاصر قال رجل: أولادي في الجيش، وهذا الجيش لي وهذه النياشين لي ويلبس بذلة عليها نياشين لم يعرفها أحد من البشر ما أحد يمنعه ما الذي يمنعه ؟! ثقته بالناس، وثقته بالبذلة الواقية من الرصاص لكن الله يحرك الناس قال لي أحد الطيارين: بينما أركب الطائر في التدريب إذ نظرت إلي القاهرة فإذا أعلي عمارة في القاهرة أقل من هذا البنان والناس يمشون كالنمال نمل علي الأرض قلت، كم ارتفاع الطائرة عن الأرض ؟! اثنين كيلو، ثلاثة كيلو، أربعة كيلو إذا كنت بهذا الارتفاع القصير تري هؤلاء الناس بما فيهم من كفر وجحود وعناد وظلم تراهم نمالًا ليس لهم وزن فكيف يري ربنا من فوق سبع سماوات هذا البشر ؟! نمال تتحرك علي الأرض فيها الشر كله، وفي بعضهم خير هذا الجيش الذي حمى كان هو الآفة بالنسبة للذي يحتمي به.
وكذلك ربك يعطي الآيات للناس،لعلهم يتفكرون: أي رجل يأتي بعد ذلك لن تكون أقوي من فرعون، ولن تكون أغني من قارون، لما تتصل علي البشر بقوتك أو بمالك وهؤلاء أسلافك أي الذين مضوا.
فالأرض لن تتخلص من كبوتها هذه إلا إذا عاد المسلمون بالذات: وليس أي إنسان المسلم إننا نطالب المسلمين أن يسلموا.
حكم السفر لبلاد الكفر؟الذين يخرجون من هذه البلاد يدعون إلي الإسلام في بلاد الكفر كأمريكا أو روسيا نقول لهم: ذوي القربى أولي، هل أسلم أناسكم أولًا حتى تذهبوا ؟! قد يفتن الرجل الداعية، ومن يدري ؟! أن السفر إلا بلاد الكفر محرم إلا لضرورة قصوى كشيء نافع للمسلمين لابد لهم أن يدرسوه أو يعلموه فحينئذ يجب السفر، لكن يسافر ليسكن هذا لا يجوز حمي الله الكنز بصلاح الوالد: ﴿ وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ ﴾ الله حمى الكنز بصلاح الوالد ﴿ وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا ﴾ وجعل الله كفيل علي الذرية، الله قالها في سورة النساء ﴿ وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُوا عَلَيْهِمْ ﴾ (النساء:9)، يؤمنوا عليهم.
حكم التأمين علي الحياة: فالتأمين علي الحياة ضرب من المقامرة نهي الإسلام عنه لا تؤمن علي حياتك، فإن الذي يقبض منك ثمن التأمين قد يموت وهو يكتب الرقم يكتب المال الذي استلمه، التأمين علي الحياة مقامرة إنما، ماذا يفعل الذين يخشون أن يتركوا ذرية ضعاف لا حيلة لهم بين الناس ؟! ﴿ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا ﴾ (النساء:9) هذان قسطان أدفعهما الله كفيل بذريتك من بعدك ﴿ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا ﴾.
ومن الحكايات الجميلة التي تهز القلب من قصص بني إسرائيل الصحيح الذي حكاه النبيr لنا لنأخذ منه العبرة علي كفالة الله للعبد المؤمن روي البخاري في صحيحه من حديث أبي هريرة أن النبيr قال: " وذكر رجل من بني إسرائيل أن هذا الرجل أراد ألف دينار قرض فذهب لرجل أخر قال له: أقرضني ألف دينار إلي أجل وليكن في آخر الشهر أعطيك الألف دينار، قال: اتني شهيد ؟!، قال: كفي بالله شهيدا، قال: أتني بكفيل ؟! قال: كفي بالله كفيلا، قال: فذاك " أي أنا لا أريد إلا هذا " وأعطاه الألف دينار لأجل فأخذ الرجل المال وركب البحر فعمل بالألف دينار فلما جاء موعد الوفاء، وكان بين الدائن والمدين بحرًا، وكان البحر هائجًا، وكانت الرياح عاصفة " بطبيعة الحال المراكب التي تنقل الناس تكف عن العمل " فوقف الرجل بالألف دينار علي شاطئ البحر ينظر مركبًا فلم يجد _يا رب، ماذا أفعل ؟! أنت الضامن وأنت الكفيل، وأنا أريد أن أفي للرجل_، وكان الراجل الدائن علي الشاطئ ينتظر حضور الرجل بالألف دينار علي حسب الموعد المعلوم فلما أستيئس الرجل أخذ خشبة فنقرها " عمل فجوة فيها " ووضع الألف دينار، ووضع كتابًا مع الألف دينار " أن هذا المال مخصوص بي من فلان إلي فلان " ثم أمسك الخشبة بعدما سدها وقال: يا رب أنا جعلتك كفيلًا وجعلتك وكيلًا وضامنا فأوصل المال إلي صاحبه وقذف بالخشبة في البحر " في بعض الروايات " أن الخشبة كانت تمشي ضد الموج" مع أن الموج اليوم ليس موجًا عاديًا، بل الموجة الواحدة قد ترتفع إلي أمتار هذه خشبة تقاوم الموج كصندوق موسي، لما رمت أم موسي ,في التابوت الله هو الذي يحرك لأنه الضامن، وهو الكفيل، وفي هذا نكتة أذكرها في أخر القصة " وقف الرجل الدائن دهرًا علي البحر لا مركب يأتي ولا رجل صوت ولا خبر فلما أراد أن ينصرف إذا بالخشبة تتحرك أمامه في البحر " تذهب وتجي ولا تتحرك لا تمشي قدمًا كما كانت تمشي ولا هي ترتد مع الموج إنما انحصرت في متر " فقال الرجل في نفسه: لا فلوس أخذ هذه أستدفئ بها من البرد وأخذ الخشبة يستدفئ بها ورجع مهمومًا فأتي بالقدوم وكسرها فإذا بصرة فقرأ الكتاب فعلم أن الرجل حال بينه وبينه الظروف الجوية، في نفس اليوم مساءً ذهب الرجل المدين فأخذ ألف دينار أخري وركب مركبًا وذهب إلي صاحب المال فقال: والله إنه لم يمنعني أن لآتيك بمالك إلا أن البحر كما تري تفضل مالك جزآك الله خيرا، فقال له الرجل: هل أرسلت لي مالًا ؟! قال: سبحان الله أقول لك لم أجد مركبًا، قال: جزآك الله خيرًا فإن الله قد أدي عنك فارجع راشدًا فرجع بالألف دينار راشدًا " أنظر الله كفيل، الله وكيل هذه القصة لو أنها لم ترد في صحيح البخاري الذي هو أصح الكتب بعد كتاب الله ولا يوجد فيه إلا صحيحًا لعددنا هذا أنه ضرب من الأساطير والحكايات الخيالية حكاها النبي r لهذه الأمة ليستفيدوا منها " أخذ ألف دينار لأجل فقال: أتني بشهيد أو كفيل ؟! قال: كفي بالله شهيدا، كفي بالله وكيلا " ليس معني هذا أنني إن أخذت منك دين ألا أكتبه، إن ذلك كان في شريعة بني إسرائيل.
وقال علماء الأصول: شرع من قبلنا شرع لنا ما لم يرد في شرعنا ما ينسخه فهل ورد في شرعنا ما ينسخ هذه الأمانة، أو أن يجعل الرجل ربه كفيلًا وشهيدًا في شرعنا ؟! الجواب: لا، إنما أتي استحباب أن يكتب الناس التداين فيما بينهم في ورقة نظرًا لكثير من الغش الذي يقع ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا تَدَايَنْتُمْ بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَاكْتُبُوهُ ﴾ (البقرة:282) إن أحببت أن نكتب الدين فبها ونعمة، وإن ائتمنتني وجعلت الله كفيلًا وشهيدا فإن الله يقول: ﴿ فَإِنْ أَمِنَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا فَلْيُؤَدِّ الَّذِي اؤْتُمِنَ أَمَانَتَهُ وَلْيَتَّقِ اللَّهَ رَبَّهُ ﴾ (البقرة:283) فالله أفسح المجال هنا للأمانة بين الناس أن أخذ منك المال بدون كتابة هذا جائز، لكن إن قلت لك: أكتب هذا الدين لا يجوز لك أن تمتنع كفي بالله شهيدًا، كفي بالله وكيلا، لما وفي الله لهذا الرجل وأرسل الخشبة إلي صاحبة ؟! صدق النية يستحيل أن يصدق الرجل نيته كلها لربه ولا يوفيه الله حسابه مستحيل أخلص ضميرك مائة بالمائة يأتيك عون الله مائة بالمائة، فإنك إن أخلصت نيتك تسعين بالمائة والعشرة هذه، أين ذهبت ؟! بالتأكيد ذهبت لشريك، ذهبت لبشر، ذهبت لهوى نفس والله يقول في الحديث القدسي: " أنا أغني الشركاء عن الشرك من أشرك بي شيئًا وكلته وشريكه " فالله يوكلك إلي العشرة بالمائة هذه، ولا تغني عنك التسعين بالمائة شيئًا، " من أشرك بي شيئًا وكلته وشريكه " فهذا الرجل لما قال له صاحبه: " كفي بالله شهيدا، كفي بالله وكيلا قال له: فذاك " أي أنا لا أريد أكثر من هذا تفضل خذ فوفي الله عنه، وجعل الخشبة هذه مأمورة ﴿ مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلا هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ﴾ (هود:56) يمشي الرجل في هذا الشارع فيقول: أنا سأرجع إلي هنا إما أن يجد خيرًا أو شرًا، فيجعل يقول: لو أنني مضيت في سبيلي ما أصابني كذا الله هو الذي حول ناصيتك من هذا الشارع إلي ذاك ليتم قدره ولتنفذ مشيئته أحد الصحفيين كتب يقول: أنا أسرده فقط من باب العظة والعبرة بغض النظر عن المقال كله جملة، أراد أنه يشاهد مباراة كرة بين ألمانيا الغربية وبولندا في كأس العالم سنة أربعة وسبعين أنظروا إلي المترفين فحجز علي متن طائرة فقط ليذهب ليشاهد ويرجع، ثم عرضت له ظروف فتأخر عن موعد الطائرة دقيقتين فوجد الطائرة أقلعت وبما أن له من نفوذ أمسك، كيف لابد طائرة مخصوص تخرج الآن أنا أريد المباراة, ألا يفوتني قال: وبعدما استعملت كل ما عندي من نفوذ وإمكانات لم أجد بدًا من القعود، قال: فرجعت مهمومًا كاسف البال تفرج علي المباراة في التلفاز، وقرأ الجرائد في اليوم التالي وجد أن الطائرة هذه ارتطمت بجبل في سويسرا ومات كل من عليها ﴿ لَوْلَا أَنْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا لَخَسَفَ بِنَا وَيْكَأَنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ ﴾ (القصص:82) الآن عرف ربه، والآن عرف أن الله متصرف في الكون، والآن فقط عرف أن الله نجاه.
فكم من أماني في نفس الإنسان تذهب نفسه حسرات أنه لم يحصلها وأنها فاتته ؟! ولو أن الله أطلعه علي لوح الغيب لعلم أن الله أرأف به من الأم بولدها. فهذا الرجل الضامن الرجل صاحب المال الله ضمنه، وإن الله ما استودع شيئًا إلا حفظه وكان النبي r إذا ودع أخ له يقول: " أستودع الله دينك وأمانتك وخواتيم عملك " لم يقل أستودع الله مالك، أستودع الله جاهك، إنما أستودع الله العظيم دينك وأمانتك
انتهت سلسلة موسي والخضر فما كان من صواب فمن الله وما كان من خطا أ ونسيان فمن نفسي أسألكم الدعاء
فهذه الخطبة هي الخطبة الأخيرة في قصة موسي والخضر - عليهما السلام - ذلك أننا إن شاء الله تعالي سنعرض المشهد الأخير، والذي به انفضت الصحبة بين موسي والخضر - عليهما السلام - ذلك المشهد أو الموقف هو موقف الكنز الذي كان تحت الجدار، وسننظر كيف أن الله يعاقب الرجل علي قصده في صحيح مسلم أن النبي rقال: " يمينك علي ما فهم صاحبك " أحيانًا يعرض الرجل ويوري بالكلام وأحيانًا يحلف مثلًا يأتيني رجل، معك مال ؟! فأضع يدي هنا وأقول: لا والله ما معي مال، مع أن المال هنا، لكن أنا أشرت إلي هنا فأنا لما قلت: لا والله هذه اليمين لقصدي أنا بل بما فهم صاحبك، فصاحبك فهم أن ليس معك مالًا قط وأنت تقصد أنه ليس معك مال هنا فأنت حانث في يمينك لا تقل: أنا قصدي كذا المهم قصد صاحبك، لماذا ؟ حتى لا تتخذ الأيمان جنة للمعاصي وللخيانة والخداع.
فالله قد يعاقب الرجل علي قصده بنية صاحبه:، وهذا ما سوف نراه إن شاء الله في درس اليوم. قال الله علي لسان الخضر: ﴿ وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنْزَهُمَا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا ﴾ (الكهف:82) لعلنا نذكر دخول موسي والخضر إلي القرية ﴿ فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا ﴾ (الكهف:77) دخلوا علي القرية يطلبون طعامًا فأبو أن يضيفوهما.
ما هي العقوبة أن يبني الخضر الجدار وهذه عقوبة ؟! نعم، لأن الجدار لما مات وقد وصفه الله بصفه الآدمي ﴿ جِدَارًا يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ ﴾ الجدار يريد أن يقع وكان تحت الجدار كنز، فلو أن الجدار وقع لظفر أهل القرية بالكنز فأخذوه فلما أقام الخضر الجدار حرم أهل القرية من الكنز، وحفظ الله هذا الكنز لليتيمين فهذه عقوبة لهما، ولذلك موسي أعترض قال: ﴿ قَالَ لَوْ شِئْتَ لَاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْرًا ﴾ (الكهف:77) خذ أجرًا نأكل به، لكن يمنعونا من الضيافة والقِرى وهو حق لنا ونحسن إليهم بأن نبي جدارًا مجانًا فلما أقام الخضر الجدار حمي ذلك الكنز لأنه ليتيمين، واليتيم عند البشر هو فاقد الأب، واليتيم عند الحيوانات هو فاقد الأم.
هل يصلح أن يطلق علي إنسان ما أنه يتيم مدة حياته ؟! لا، لقوله rفي الحديث الذي رواه أبو داوود وغيره بسند صحيح: " لا يتم بعد بلوغ فإذا بلغ الرجل انتفي عنه مسمي اليتم " لأن اليتم:هو عبارة عن صفة تلزم عاجزًا الطفل الصغير حتى يبلغ الحلم هذا عاجز عن الكسب، عاجز عن التفكير فإذا بلغ أشده واستوي لم يعد بحاجة إلي أبيه حتى وإن كان أبوه حيًا، أما هو فهو بحاجة إلي أبيه ما لم يبلغ ولذلك في الآية ﴿ فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا ﴾ فدل ذلك علي أنهما كانا يتيمين صغيرين ما بلغا الحلم، فهذان اليتيمان حفظ الله الكنز بصلاح أبيهما.
وفي هذا دليل علي أن الصلاح ينفع الذرية: أي شيء تفعله يكون لك به لسان صدق أفعل المعروف الآن يكون لذريتك قال الله : ﴿ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ ﴾ (آل عمران:140) أنت اليوم في رفعة ومنعة غدًا في ذل واستضعاف وغيرك في عز ومنعة هذه سمة لهذه الحياة حتى لا يأمن أحد بها، ومن قرأ التاريخ سواء التاريخ الإسلامي أو التاريخ المعاصر أو تاريخ اليهود أو النصارى رأي هذه.
حقيقة ثابتة لا تتخلف: البشرية كلها من يوم أن خلق الله آدم حتى الآن لم تعرف اعتي ولا أضل من فرعون البشرية، وأنا أحترز بقولي البشرية عن أن أتعقب بأن الشيطان أضل البشرية البشر لا يعرف بينهم اعتي من فرعون، ولا حتى مسيلمة الكذاب الذي ادعي النبوة فإن ذاك ادعي الإلوهية، ومع ذلك كان في عز ومنعة من نفسه ومن قومه فإن الله - .
هل يمكن أن تنقلب النعمة لنقمة: الذي أجري الأنهار له في مصر أغرقه بها وهكذا تنقلب النعمة إلي نقمة الماء نعمة ﴿ وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ﴾ (الأنبياء:30) لكن الماء يغرق فهذا فرعون الذي افتخر بالماء، وبأن هذه الأنهار تجري من تحته جعلها الله فوقه.
وفي تاريخنا المعاصر قال رجل: أولادي في الجيش، وهذا الجيش لي وهذه النياشين لي ويلبس بذلة عليها نياشين لم يعرفها أحد من البشر ما أحد يمنعه ما الذي يمنعه ؟! ثقته بالناس، وثقته بالبذلة الواقية من الرصاص لكن الله يحرك الناس قال لي أحد الطيارين: بينما أركب الطائر في التدريب إذ نظرت إلي القاهرة فإذا أعلي عمارة في القاهرة أقل من هذا البنان والناس يمشون كالنمال نمل علي الأرض قلت، كم ارتفاع الطائرة عن الأرض ؟! اثنين كيلو، ثلاثة كيلو، أربعة كيلو إذا كنت بهذا الارتفاع القصير تري هؤلاء الناس بما فيهم من كفر وجحود وعناد وظلم تراهم نمالًا ليس لهم وزن فكيف يري ربنا من فوق سبع سماوات هذا البشر ؟! نمال تتحرك علي الأرض فيها الشر كله، وفي بعضهم خير هذا الجيش الذي حمى كان هو الآفة بالنسبة للذي يحتمي به.
وكذلك ربك يعطي الآيات للناس،لعلهم يتفكرون: أي رجل يأتي بعد ذلك لن تكون أقوي من فرعون، ولن تكون أغني من قارون، لما تتصل علي البشر بقوتك أو بمالك وهؤلاء أسلافك أي الذين مضوا.
فالأرض لن تتخلص من كبوتها هذه إلا إذا عاد المسلمون بالذات: وليس أي إنسان المسلم إننا نطالب المسلمين أن يسلموا.
حكم السفر لبلاد الكفر؟الذين يخرجون من هذه البلاد يدعون إلي الإسلام في بلاد الكفر كأمريكا أو روسيا نقول لهم: ذوي القربى أولي، هل أسلم أناسكم أولًا حتى تذهبوا ؟! قد يفتن الرجل الداعية، ومن يدري ؟! أن السفر إلا بلاد الكفر محرم إلا لضرورة قصوى كشيء نافع للمسلمين لابد لهم أن يدرسوه أو يعلموه فحينئذ يجب السفر، لكن يسافر ليسكن هذا لا يجوز حمي الله الكنز بصلاح الوالد: ﴿ وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ ﴾ الله حمى الكنز بصلاح الوالد ﴿ وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا ﴾ وجعل الله كفيل علي الذرية، الله قالها في سورة النساء ﴿ وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُوا عَلَيْهِمْ ﴾ (النساء:9)، يؤمنوا عليهم.
حكم التأمين علي الحياة: فالتأمين علي الحياة ضرب من المقامرة نهي الإسلام عنه لا تؤمن علي حياتك، فإن الذي يقبض منك ثمن التأمين قد يموت وهو يكتب الرقم يكتب المال الذي استلمه، التأمين علي الحياة مقامرة إنما، ماذا يفعل الذين يخشون أن يتركوا ذرية ضعاف لا حيلة لهم بين الناس ؟! ﴿ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا ﴾ (النساء:9) هذان قسطان أدفعهما الله كفيل بذريتك من بعدك ﴿ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا ﴾.
ومن الحكايات الجميلة التي تهز القلب من قصص بني إسرائيل الصحيح الذي حكاه النبيr لنا لنأخذ منه العبرة علي كفالة الله للعبد المؤمن روي البخاري في صحيحه من حديث أبي هريرة أن النبيr قال: " وذكر رجل من بني إسرائيل أن هذا الرجل أراد ألف دينار قرض فذهب لرجل أخر قال له: أقرضني ألف دينار إلي أجل وليكن في آخر الشهر أعطيك الألف دينار، قال: اتني شهيد ؟!، قال: كفي بالله شهيدا، قال: أتني بكفيل ؟! قال: كفي بالله كفيلا، قال: فذاك " أي أنا لا أريد إلا هذا " وأعطاه الألف دينار لأجل فأخذ الرجل المال وركب البحر فعمل بالألف دينار فلما جاء موعد الوفاء، وكان بين الدائن والمدين بحرًا، وكان البحر هائجًا، وكانت الرياح عاصفة " بطبيعة الحال المراكب التي تنقل الناس تكف عن العمل " فوقف الرجل بالألف دينار علي شاطئ البحر ينظر مركبًا فلم يجد _يا رب، ماذا أفعل ؟! أنت الضامن وأنت الكفيل، وأنا أريد أن أفي للرجل_، وكان الراجل الدائن علي الشاطئ ينتظر حضور الرجل بالألف دينار علي حسب الموعد المعلوم فلما أستيئس الرجل أخذ خشبة فنقرها " عمل فجوة فيها " ووضع الألف دينار، ووضع كتابًا مع الألف دينار " أن هذا المال مخصوص بي من فلان إلي فلان " ثم أمسك الخشبة بعدما سدها وقال: يا رب أنا جعلتك كفيلًا وجعلتك وكيلًا وضامنا فأوصل المال إلي صاحبه وقذف بالخشبة في البحر " في بعض الروايات " أن الخشبة كانت تمشي ضد الموج" مع أن الموج اليوم ليس موجًا عاديًا، بل الموجة الواحدة قد ترتفع إلي أمتار هذه خشبة تقاوم الموج كصندوق موسي، لما رمت أم موسي ,في التابوت الله هو الذي يحرك لأنه الضامن، وهو الكفيل، وفي هذا نكتة أذكرها في أخر القصة " وقف الرجل الدائن دهرًا علي البحر لا مركب يأتي ولا رجل صوت ولا خبر فلما أراد أن ينصرف إذا بالخشبة تتحرك أمامه في البحر " تذهب وتجي ولا تتحرك لا تمشي قدمًا كما كانت تمشي ولا هي ترتد مع الموج إنما انحصرت في متر " فقال الرجل في نفسه: لا فلوس أخذ هذه أستدفئ بها من البرد وأخذ الخشبة يستدفئ بها ورجع مهمومًا فأتي بالقدوم وكسرها فإذا بصرة فقرأ الكتاب فعلم أن الرجل حال بينه وبينه الظروف الجوية، في نفس اليوم مساءً ذهب الرجل المدين فأخذ ألف دينار أخري وركب مركبًا وذهب إلي صاحب المال فقال: والله إنه لم يمنعني أن لآتيك بمالك إلا أن البحر كما تري تفضل مالك جزآك الله خيرا، فقال له الرجل: هل أرسلت لي مالًا ؟! قال: سبحان الله أقول لك لم أجد مركبًا، قال: جزآك الله خيرًا فإن الله قد أدي عنك فارجع راشدًا فرجع بالألف دينار راشدًا " أنظر الله كفيل، الله وكيل هذه القصة لو أنها لم ترد في صحيح البخاري الذي هو أصح الكتب بعد كتاب الله ولا يوجد فيه إلا صحيحًا لعددنا هذا أنه ضرب من الأساطير والحكايات الخيالية حكاها النبي r لهذه الأمة ليستفيدوا منها " أخذ ألف دينار لأجل فقال: أتني بشهيد أو كفيل ؟! قال: كفي بالله شهيدا، كفي بالله وكيلا " ليس معني هذا أنني إن أخذت منك دين ألا أكتبه، إن ذلك كان في شريعة بني إسرائيل.
وقال علماء الأصول: شرع من قبلنا شرع لنا ما لم يرد في شرعنا ما ينسخه فهل ورد في شرعنا ما ينسخ هذه الأمانة، أو أن يجعل الرجل ربه كفيلًا وشهيدًا في شرعنا ؟! الجواب: لا، إنما أتي استحباب أن يكتب الناس التداين فيما بينهم في ورقة نظرًا لكثير من الغش الذي يقع ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا تَدَايَنْتُمْ بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَاكْتُبُوهُ ﴾ (البقرة:282) إن أحببت أن نكتب الدين فبها ونعمة، وإن ائتمنتني وجعلت الله كفيلًا وشهيدا فإن الله يقول: ﴿ فَإِنْ أَمِنَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا فَلْيُؤَدِّ الَّذِي اؤْتُمِنَ أَمَانَتَهُ وَلْيَتَّقِ اللَّهَ رَبَّهُ ﴾ (البقرة:283) فالله أفسح المجال هنا للأمانة بين الناس أن أخذ منك المال بدون كتابة هذا جائز، لكن إن قلت لك: أكتب هذا الدين لا يجوز لك أن تمتنع كفي بالله شهيدًا، كفي بالله وكيلا، لما وفي الله لهذا الرجل وأرسل الخشبة إلي صاحبة ؟! صدق النية يستحيل أن يصدق الرجل نيته كلها لربه ولا يوفيه الله حسابه مستحيل أخلص ضميرك مائة بالمائة يأتيك عون الله مائة بالمائة، فإنك إن أخلصت نيتك تسعين بالمائة والعشرة هذه، أين ذهبت ؟! بالتأكيد ذهبت لشريك، ذهبت لبشر، ذهبت لهوى نفس والله يقول في الحديث القدسي: " أنا أغني الشركاء عن الشرك من أشرك بي شيئًا وكلته وشريكه " فالله يوكلك إلي العشرة بالمائة هذه، ولا تغني عنك التسعين بالمائة شيئًا، " من أشرك بي شيئًا وكلته وشريكه " فهذا الرجل لما قال له صاحبه: " كفي بالله شهيدا، كفي بالله وكيلا قال له: فذاك " أي أنا لا أريد أكثر من هذا تفضل خذ فوفي الله عنه، وجعل الخشبة هذه مأمورة ﴿ مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلا هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ﴾ (هود:56) يمشي الرجل في هذا الشارع فيقول: أنا سأرجع إلي هنا إما أن يجد خيرًا أو شرًا، فيجعل يقول: لو أنني مضيت في سبيلي ما أصابني كذا الله هو الذي حول ناصيتك من هذا الشارع إلي ذاك ليتم قدره ولتنفذ مشيئته أحد الصحفيين كتب يقول: أنا أسرده فقط من باب العظة والعبرة بغض النظر عن المقال كله جملة، أراد أنه يشاهد مباراة كرة بين ألمانيا الغربية وبولندا في كأس العالم سنة أربعة وسبعين أنظروا إلي المترفين فحجز علي متن طائرة فقط ليذهب ليشاهد ويرجع، ثم عرضت له ظروف فتأخر عن موعد الطائرة دقيقتين فوجد الطائرة أقلعت وبما أن له من نفوذ أمسك، كيف لابد طائرة مخصوص تخرج الآن أنا أريد المباراة, ألا يفوتني قال: وبعدما استعملت كل ما عندي من نفوذ وإمكانات لم أجد بدًا من القعود، قال: فرجعت مهمومًا كاسف البال تفرج علي المباراة في التلفاز، وقرأ الجرائد في اليوم التالي وجد أن الطائرة هذه ارتطمت بجبل في سويسرا ومات كل من عليها ﴿ لَوْلَا أَنْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا لَخَسَفَ بِنَا وَيْكَأَنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ ﴾ (القصص:82) الآن عرف ربه، والآن عرف أن الله متصرف في الكون، والآن فقط عرف أن الله نجاه.
فكم من أماني في نفس الإنسان تذهب نفسه حسرات أنه لم يحصلها وأنها فاتته ؟! ولو أن الله أطلعه علي لوح الغيب لعلم أن الله أرأف به من الأم بولدها. فهذا الرجل الضامن الرجل صاحب المال الله ضمنه، وإن الله ما استودع شيئًا إلا حفظه وكان النبي r إذا ودع أخ له يقول: " أستودع الله دينك وأمانتك وخواتيم عملك " لم يقل أستودع الله مالك، أستودع الله جاهك، إنما أستودع الله العظيم دينك وأمانتك
انتهت سلسلة موسي والخضر فما كان من صواب فمن الله وما كان من خطا أ ونسيان فمن نفسي أسألكم الدعاء