كلب ينتصر للرسول محمد صلى الله عليه وسلم
ذكر ابن حجر في كتابه الدرر الكامنه
أن بعض امراء المغول تنصَر ، فحضر عنده كبراء المغول والنصارى فجعل أحدهم يسخر من النبي صلى الله عليه وسلم وبجواره كلب صيد
فوثب الكلب على الساب فخمشه وخدشه على وجهه ..
وقال بعض الحاضرين : هذا من كلامك على محمد ....
قال: كلا لأن هذا الكلب عزيز نفس رأني أشير بيدي فظن أني أريد أن أضربه ..
ثم عاد الرجل مرة أخرى يسخر ويشتم من رسول الله بأشد من ذي قبل
فعاد الكلب مرة أخرى وضربه ووثب عليه فقبض على حلقومه واقتلعها
حتى أسلم في هذه الحادثه 40 الف مغوليا نصرانيا ..
كلب ينتقم لرسول الله ... كلب يغضب لرسول الله
كلب ينتتفض لرسول الله
أنا و أنت ماذا فعلنا لنصرة محمد صلى الله عليه وسلم ؟؟!!
كلب ينتصر للرسول محمد صلى الله عليه وسلم
¨°o.O (ملكة باخلاقي) O.- مشرفة
- تاريخ الميلاد : 08/07/1992
الدولة : الجزائر
الولاية : تبسة
المزاج : متفائلة للحياة
عدد الرسائل : 637
عدد النقاط : 6544
نقاط تقيم الاعضاء : 81
العمر : 32
الوظيفة : طالبة
تعاليق : عَفَوّتُ ولم أَحْقـد عَلى أَحَـدٍ
أَرَحْتُ نَفسِي من هَمْ العَـدَاواتْ
إِنْي أُحَيّيِ عَـدُوِّي عِنْدَ رُؤيَتِـه
لأَدْفَـعَ الشَّـر عَنِّي بالتَحِيَّـاتْ
وَأَظْهَـر البَشَر للإِنْسان أَبْغَضَـهُ
كَمَا إن قَدْ حَشَى قَلْبِي مَحَبَّـاتْ
تاريخ التسجيل : 01/02/2011
بطاقة الشخصية
حقل رمي النرد:
(1/1)
رد: كلب ينتصر للرسول محمد صلى الله عليه وسلم
:تميز وابداع:
موضوع قمة في الخيال
طرحت فابدعت
دمت ودام عطائك
ودائما بانتظار جديدك الشيق
سلمت اناملك الذهبية على ما خطته لنا
اعذب التحايا لك
طرحت فابدعت
دمت ودام عطائك
ودائما بانتظار جديدك الشيق
سلمت اناملك الذهبية على ما خطته لنا
اعذب التحايا لك
شكرا على المرور
سبحان الله اللهم صلي على سيدنا محمد وسلم عليه تسليما كثيرا
قصة قارون
قال الله عز وجل(إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِنْ قَوْمِ مُوسَى فَبَغَى عَلَيْهِمْ )(القصص:76)
قصة قارون تحتاج خمس أو ست حلقات, ولكن سآخذ مقتطفات بما يتعلق بموضوعي أنا، وسأمسّ الجوانب الجميلة في هذه الآية مسّاً رفيقاً، وأيضا يمكن للأخوة الذين يستمعون إلي يأخذ هذه القصة ويعمل منها موضوع.
قال تعالي (إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِنْ قَوْمِ مُوسَى). (القصص:76) ماذا تعني مِن؟ إنسان تائه في الزحام, فرد من ضمن الناس. ليس له نباهة، وليس له أسرة عريقة ولا شيء مطلقا فقوله تعالي من (مِنْ قَوْمِ مُوسَى). كي يعرفك بأصله (مازلنا نتكلم في الأصل) "هناك إنسان يولد نبيلاً، وإنسان يولد خسيساً" هذا من الجنس الثاني وفجأة أصبح معه مال.
قال الله سبحانه وتعالى :( وَآتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ) (آتَيْنَاهُ )هو لم ينتبه إليها لأنه سيقول كلاما بعد ذلك.
قال تعالي( وَآتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ))(القصص:76) أي أن الجماعة ذَوو العضلات الجماعة أصحاب (القوة) ليحملوا المفاتيح فقط!
وأنت تعرف الكنز عادةً ما يكون مخبوءاً، ولا يحتاج إليه صاحبه في أكله وشربه أي شيءٌ زائد ,لكن هذا شيء عظيم جدا، أنا أعتقد في تصوري أنا، أن ما قي خزائن قارون، لو أن كل مال العالم وضع على بعضه،مايعدل شيء مما كان مع قارون ليس لديه أرقام لذلك، لأنه خسيس الأصل ,بغى عليهم.
(وَآتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ )(القصص:76)
ثم وعظوه بأربعة مواعظ مرتبة لأنهم يكلمون قارون .
1- الأولي: (وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الآخِرَةَ).
2- الثانية(وَلا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا)..
3-الثالثة (وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ).
4-الرابعة (وَلا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ ).
أنا قلت منذ قليل، أن الله سبحانه وتعالى يقول (وَآتَيْنَاهُ)، وهم ذكروه مرة أخرى (إذا كان هو أعمى لا يرى أن ذلك من فضل الله،عندما قالوا له (وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ) لم يكن عندك فأعطاك. فكان ترتيب المسألة بأن قالوا: له هذا المال، الذي وهبك الله عز وجل ولم يكن عندك، استعمله فيما يقربك من الله في الآخرة لأن هذا هو رصيدك الحقيقي.
نصيحة للشيخ حفظه الله لمن عنده مال:
إياك أن تترك مالك لأحد وتطلب منه أن يعمل لك صدقة بعد الممات ، فلن يعمل لك شيء سيظهر له مائة شخص يقولون له الحي أبقى من الميت، والله يرحمه، راح. فما تريد عمله، اعمله وأنت حي، كن وصيَّ نفسك، لأن كل شيء تعمله هنا، يدخل في رصيدك أنت فقط، تتصدق, يكن في رصيدك فقط، تتركه يدخل في رصيد الأبناء، وإما أن يتصدقوا وإما لا.
من هو المفلِح؟
فالإنسان المفلح، يعيش في الدنيا، وعينه تُطِلُ على الآخرة, كل شيء يستخدمه، يتقرب بها إلى الله عز وجل...وهذا ما يسمّيه العلماء فقه استعمال النيّة,كيف تكثّر الأعمال الصالحات، بالنيات الصالحات.
ماذا قالوا له؟
قالوا: له أن ما أعطاكَهُ الله سبحانه وتعالى ، استعمله حتى تكون في الآخرة صاحب وجه أبيض وليس معنى ذلك، إن كل فترة تتصدّق، لا وإنما كل واشرب والبس ,كما تريد مادام أنه من حلال ,.
نصيحة الشيخ حفظه الله لمن تثقل عليهم الصدقة:
لأن هناك بعض الناس يثقل عليه مسألة الصدقة هذه، لا يعرف كيف يتصدّق، ليس موهوباً في هذا الباب, ولكن في باب المباحات يفعل كل ما يريد لا يأكل إلا أحسن أكل، ولا يلبس إلا أحسن لبس، ويركب أحسن سيّارة، ولا يعجبه ديكور الشقة، كل فترة يَهِدّ ويبني في الشقة, من مال حلال أيضاً، ولكن يقول: أنا أستريح هكذا, أنا لمّا أكون في مكان نظيف، أعبد الله بشكل جيد، قلبي ضعيف، لمّا أجد الأشياء غير منظّمة أحس أني غير مرتاح، وأنا عندي مال ومن حلال"، فأقول: له لا جناح عليك، استعمله، هذا ما قالوه..
إذا ثقل عليك أنك تتصدّق بشيءٍ كثير,وهذا هو الأصل أن تبتغي بكل شيءٍ الدار الآخرة. ليس معنى ذلك أني أقول لك طلق الدنيا وتعالي وراءي.
توجيه الشيخ_ حفظه الله _ للدعاة عندما يأتي إليهم من استيقظ قلبه وأرد أن يتوب.
يأتي له شخص غني جداً، جمع أمواله من ربا وخمور وهكذا، ثم استيقظ قلبه، وأراد أن يتوب، لكن كل حياته من هذا المال، فيقول له هذا مالٌ خبيث، اخرج منه كلّه، هذا الرجل طوال حياته ابن ذوات، لا يستحمل كل هذه القصة، قلبه أضعف من أن يتحمّل يرمي كل ذلك ويلبس الخيش ويجري خلفك، لا يستطيع أن يتحمّل هذه القصة، فيجب أن تراعي مواهبه وملكاته فهو يعيش في الحرام ليل نهار، فإن أخذ بعض هذا الحرام و وطرح الباقي، نظير أن يعمل إحلال وإبدال و وعندما يأتي له شيء يتصدّق به وهكذا، حتى يرزقه الله المال الحلال، فأوصه بهذا لأنك لو قلت له أخرج من هذا كله لن يخرج من هذا كله، قلبه أضعف من أن يفعل ذلك فمثل هذا الرجل لا تخاطبه مخاطبة الرجل قوي القلب، هناك شخص آنست منه قوة قلبه، وأن قلبه ليس في هذا النعيم، فهذا أنت تحس به. أريد أن أقول أنهم عندما قالوا له
(وَلا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا) أي تمتّع بالمباحات، طالما أنها من حلال.
(وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ)تذكير ثاني أن الله _عز وجل_ أحسن إليه ولم يكن شيئاً، و الإحسان قبّة كل شيء، هو قبّة الدين، الإسلام، ثم الإيمان، ثم الإحسان فوق.
ولذلك قال أهل العلم:" الإحسان أخص من جهة أهله و أعم من جهة نفسه".
أعم من جهة نفسه:أي أن الإحسان يشمل الإيمان والإسلام.
أخص من جهة أهله :( المحسنون أنفسهم)،أقل الناس هم أهل الإحسان، ولذلك المؤمنون لا يستوجب أن يكونوا محسنين، فكل محسنٌ، مؤمنٌ ومسلم، لكن هل كل مؤمنٌ محسن؟ لا إذاً الإحسان من جهة أهله المتلبسين به أخصّ وأضيق وهم أقل الناس، أمّا الإحسانُ من جهة نفسهِ كإحسان، أعم (واسع) لأنه يشمل الإيمان والإسلام. فالإحسان قبّة الدين، فكأنه عندما قالوا له (وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الآخِرَةَ) هذا سيصرف لنفسه،.
(وَلا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا) وهذا أيضاً يدخل هذا في رصيده في الدنيا، يبقى أهل الفقر والمسكنة، فكما أعطاك ربك، أعطي هؤلاء كأنهم يذكروه بفقره القديم،.
(وَلا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الأَرْضِ) بأنك تحجز حق الفقراء كزكاة المال،.
حث الشيخ – حفظه الله_ علي إخراج الزكاة.
فزكاة المال حق الفقير .وعدم إعطاءها للفقير هذا من الفساد في الأرض, وعدم جباية الزكوات من الفساد في الأرض فنحن عندنا الزكاة تكفي كل المسلمين، الضرائب لا تقوم مقام الزكاة، وهذه نصيحة من ناصح _ أي رجل ينصح_الضرائب لا تقوم مقام الزكاة، أبداً. لأن أغلب الناس يرون الضرائب نوع من التعسّف، الموضوع قصراً على أكتافهم ولذلك يتهربون من الضرائب بكل ممكن، ويحاول أخذ فتوى من هنا وفتوى من هنا، وأقلل الضرر ما استطعت وهكذا، وقصة التهرّب الضريبي نحن نعرف، هناك سلطة كاملة لقصة التهرّب الضريبي هذه، وكل يوم يكتشفوا هاربين ، لكن الزكاة لا يمكن شخص يهرب منها
في الزكاة يقول: خذ زيادة للأحوط والضرائب يتهرب منها بكل وجه.
أنا يأتي لي ناس مثلاً، تورطوا في عدم أداء الزكاة لسنواتٍ طويلة، فبعد حساب ماعليه من زكاة حساباً تقريبياً يقول: خذ زيادة للأحوط وهذه لن يفعلها من عليه ضرائب إنما يحاول يقلّل، ويأتي بورق ومستندات، ويعطي هذا رشوة لكي يقلّل، وهذا رشوة لكي يقلّل، كل هذا حتى يهرب, الزكاة تكفي حاجة المسلمين، والزكاة يجب أن تجبى, فلو هذه الزكاة عمّت المسلمين، لن تجد فقير، ولن تجد جوعان ولا عريان ولا بطالة، ولا هذا كله.
إذاً منع حق الله في المال، من الفساد في الأرض:
ولذلك قالوا له (وَلا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ).ولقد قلت لك أن ربنا سبحانه وتعالى قال(وَآتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ) يعني شيء ليس ملكه، قومه ذكّروه بهذه الحقيقة(وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ).
فلمّا وعظوه الوعظ الرفيق الجميل ماذا فعل هذا الكافر؟،
(قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي) فضل ماذا، وتقولون كيف أتاني لا، إنما هذا بعبقريتي وذكائي، فأرجع المسألة إلى نفسه.
يقول الشاعر:
إذا لم يكن عونٌ من الله للفتى فأول ما يجني عليه اجتِهَادُهُ
أي يجعل تدبيره تدميره، يحفر قبره بيده، إذا لم يجعل الله عز وجل له بصيرة، فأول شيء يضره. اجتهاده.إذ جعل توفيق الله عز وجل أجنبياً عن مسيرة حياته، فمشكلةٌ كبيرة، لا يتورط فيها أحدٌ من أهل الإيمان بحمد الله، إنما أهل الغفلة الكاملة، مثل قارون، نعم يتورط فيها، فيقول: (إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي) كنت أعلم أني سأصل إلى ذلك وهكذا.
انظر مثلا في الأزمة العالمية، وسقوط الاقتصاد الأمريكي، وسقوط الاقتصاد في اليابان، والدنيا كلها وقعت، والحصاد المُرّ داخل على بلاد المسلمين، وتوجد كيانات اقتصادية كاملة بدأت تنهار في بلاد المسلمين.للأسف، وهناك أُناس حصّلوا في الفترات السابقة مليارات، ممكن يكون هناك نصب واحتيال وغرر وبيوع محرمة وهكذا، مليارات خسروا أضعافها، شيء ولا على البال ولا على الخاطر
قال تعالي(وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا (الإسراء:16)
" إن الله ليمهل للظالم حتى إذا أخذه، لم يفلته". ينبهه بمصيبة، لا ينتبه، اثنين مصيبة، لا ينتبه، ثلاث لا ينتبه، يفتح له الباب، فهذا طريقه مظلم في الآخر,طالما لم ينتبه لا بهذا ولا بذاك فحق عليه القول.فهناك أناس جمعوا مليارات من أشياء محرمة، من بيوع أو نصب أو رشاوى وهكذا، فقدوا مليارات أيضا، ومازال السيل ماضٍ.
أنا أرجو أن أكون وفّقت لأني تكلمت على سجيتي، وأرجو أن أكون وفّقت في طرح هذه المسألة، وفي تبسيطها، لينتفع شبابنا بها فيعم الخير الوفير على الناس، والله سبحانه وتعالى أسأل أن يعصمنا وإياكم من الزلل والخطأ، إنه ولي ذلك والقادر عليه، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
* * *
قال الله عز وجل(إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِنْ قَوْمِ مُوسَى فَبَغَى عَلَيْهِمْ )(القصص:76)
قصة قارون تحتاج خمس أو ست حلقات, ولكن سآخذ مقتطفات بما يتعلق بموضوعي أنا، وسأمسّ الجوانب الجميلة في هذه الآية مسّاً رفيقاً، وأيضا يمكن للأخوة الذين يستمعون إلي يأخذ هذه القصة ويعمل منها موضوع.
قال تعالي (إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِنْ قَوْمِ مُوسَى). (القصص:76) ماذا تعني مِن؟ إنسان تائه في الزحام, فرد من ضمن الناس. ليس له نباهة، وليس له أسرة عريقة ولا شيء مطلقا فقوله تعالي من (مِنْ قَوْمِ مُوسَى). كي يعرفك بأصله (مازلنا نتكلم في الأصل) "هناك إنسان يولد نبيلاً، وإنسان يولد خسيساً" هذا من الجنس الثاني وفجأة أصبح معه مال.
قال الله سبحانه وتعالى :( وَآتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ) (آتَيْنَاهُ )هو لم ينتبه إليها لأنه سيقول كلاما بعد ذلك.
قال تعالي( وَآتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ))(القصص:76) أي أن الجماعة ذَوو العضلات الجماعة أصحاب (القوة) ليحملوا المفاتيح فقط!
وأنت تعرف الكنز عادةً ما يكون مخبوءاً، ولا يحتاج إليه صاحبه في أكله وشربه أي شيءٌ زائد ,لكن هذا شيء عظيم جدا، أنا أعتقد في تصوري أنا، أن ما قي خزائن قارون، لو أن كل مال العالم وضع على بعضه،مايعدل شيء مما كان مع قارون ليس لديه أرقام لذلك، لأنه خسيس الأصل ,بغى عليهم.
(وَآتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ )(القصص:76)
ثم وعظوه بأربعة مواعظ مرتبة لأنهم يكلمون قارون .
1- الأولي: (وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الآخِرَةَ).
2- الثانية(وَلا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا)..
3-الثالثة (وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ).
4-الرابعة (وَلا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ ).
أنا قلت منذ قليل، أن الله سبحانه وتعالى يقول (وَآتَيْنَاهُ)، وهم ذكروه مرة أخرى (إذا كان هو أعمى لا يرى أن ذلك من فضل الله،عندما قالوا له (وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ) لم يكن عندك فأعطاك. فكان ترتيب المسألة بأن قالوا: له هذا المال، الذي وهبك الله عز وجل ولم يكن عندك، استعمله فيما يقربك من الله في الآخرة لأن هذا هو رصيدك الحقيقي.
نصيحة للشيخ حفظه الله لمن عنده مال:
إياك أن تترك مالك لأحد وتطلب منه أن يعمل لك صدقة بعد الممات ، فلن يعمل لك شيء سيظهر له مائة شخص يقولون له الحي أبقى من الميت، والله يرحمه، راح. فما تريد عمله، اعمله وأنت حي، كن وصيَّ نفسك، لأن كل شيء تعمله هنا، يدخل في رصيدك أنت فقط، تتصدق, يكن في رصيدك فقط، تتركه يدخل في رصيد الأبناء، وإما أن يتصدقوا وإما لا.
من هو المفلِح؟
فالإنسان المفلح، يعيش في الدنيا، وعينه تُطِلُ على الآخرة, كل شيء يستخدمه، يتقرب بها إلى الله عز وجل...وهذا ما يسمّيه العلماء فقه استعمال النيّة,كيف تكثّر الأعمال الصالحات، بالنيات الصالحات.
ماذا قالوا له؟
قالوا: له أن ما أعطاكَهُ الله سبحانه وتعالى ، استعمله حتى تكون في الآخرة صاحب وجه أبيض وليس معنى ذلك، إن كل فترة تتصدّق، لا وإنما كل واشرب والبس ,كما تريد مادام أنه من حلال ,.
نصيحة الشيخ حفظه الله لمن تثقل عليهم الصدقة:
لأن هناك بعض الناس يثقل عليه مسألة الصدقة هذه، لا يعرف كيف يتصدّق، ليس موهوباً في هذا الباب, ولكن في باب المباحات يفعل كل ما يريد لا يأكل إلا أحسن أكل، ولا يلبس إلا أحسن لبس، ويركب أحسن سيّارة، ولا يعجبه ديكور الشقة، كل فترة يَهِدّ ويبني في الشقة, من مال حلال أيضاً، ولكن يقول: أنا أستريح هكذا, أنا لمّا أكون في مكان نظيف، أعبد الله بشكل جيد، قلبي ضعيف، لمّا أجد الأشياء غير منظّمة أحس أني غير مرتاح، وأنا عندي مال ومن حلال"، فأقول: له لا جناح عليك، استعمله، هذا ما قالوه..
إذا ثقل عليك أنك تتصدّق بشيءٍ كثير,وهذا هو الأصل أن تبتغي بكل شيءٍ الدار الآخرة. ليس معنى ذلك أني أقول لك طلق الدنيا وتعالي وراءي.
توجيه الشيخ_ حفظه الله _ للدعاة عندما يأتي إليهم من استيقظ قلبه وأرد أن يتوب.
يأتي له شخص غني جداً، جمع أمواله من ربا وخمور وهكذا، ثم استيقظ قلبه، وأراد أن يتوب، لكن كل حياته من هذا المال، فيقول له هذا مالٌ خبيث، اخرج منه كلّه، هذا الرجل طوال حياته ابن ذوات، لا يستحمل كل هذه القصة، قلبه أضعف من أن يتحمّل يرمي كل ذلك ويلبس الخيش ويجري خلفك، لا يستطيع أن يتحمّل هذه القصة، فيجب أن تراعي مواهبه وملكاته فهو يعيش في الحرام ليل نهار، فإن أخذ بعض هذا الحرام و وطرح الباقي، نظير أن يعمل إحلال وإبدال و وعندما يأتي له شيء يتصدّق به وهكذا، حتى يرزقه الله المال الحلال، فأوصه بهذا لأنك لو قلت له أخرج من هذا كله لن يخرج من هذا كله، قلبه أضعف من أن يفعل ذلك فمثل هذا الرجل لا تخاطبه مخاطبة الرجل قوي القلب، هناك شخص آنست منه قوة قلبه، وأن قلبه ليس في هذا النعيم، فهذا أنت تحس به. أريد أن أقول أنهم عندما قالوا له
(وَلا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا) أي تمتّع بالمباحات، طالما أنها من حلال.
(وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ)تذكير ثاني أن الله _عز وجل_ أحسن إليه ولم يكن شيئاً، و الإحسان قبّة كل شيء، هو قبّة الدين، الإسلام، ثم الإيمان، ثم الإحسان فوق.
ولذلك قال أهل العلم:" الإحسان أخص من جهة أهله و أعم من جهة نفسه".
أعم من جهة نفسه:أي أن الإحسان يشمل الإيمان والإسلام.
أخص من جهة أهله :( المحسنون أنفسهم)،أقل الناس هم أهل الإحسان، ولذلك المؤمنون لا يستوجب أن يكونوا محسنين، فكل محسنٌ، مؤمنٌ ومسلم، لكن هل كل مؤمنٌ محسن؟ لا إذاً الإحسان من جهة أهله المتلبسين به أخصّ وأضيق وهم أقل الناس، أمّا الإحسانُ من جهة نفسهِ كإحسان، أعم (واسع) لأنه يشمل الإيمان والإسلام. فالإحسان قبّة الدين، فكأنه عندما قالوا له (وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الآخِرَةَ) هذا سيصرف لنفسه،.
(وَلا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا) وهذا أيضاً يدخل هذا في رصيده في الدنيا، يبقى أهل الفقر والمسكنة، فكما أعطاك ربك، أعطي هؤلاء كأنهم يذكروه بفقره القديم،.
(وَلا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الأَرْضِ) بأنك تحجز حق الفقراء كزكاة المال،.
حث الشيخ – حفظه الله_ علي إخراج الزكاة.
فزكاة المال حق الفقير .وعدم إعطاءها للفقير هذا من الفساد في الأرض, وعدم جباية الزكوات من الفساد في الأرض فنحن عندنا الزكاة تكفي كل المسلمين، الضرائب لا تقوم مقام الزكاة، وهذه نصيحة من ناصح _ أي رجل ينصح_الضرائب لا تقوم مقام الزكاة، أبداً. لأن أغلب الناس يرون الضرائب نوع من التعسّف، الموضوع قصراً على أكتافهم ولذلك يتهربون من الضرائب بكل ممكن، ويحاول أخذ فتوى من هنا وفتوى من هنا، وأقلل الضرر ما استطعت وهكذا، وقصة التهرّب الضريبي نحن نعرف، هناك سلطة كاملة لقصة التهرّب الضريبي هذه، وكل يوم يكتشفوا هاربين ، لكن الزكاة لا يمكن شخص يهرب منها
في الزكاة يقول: خذ زيادة للأحوط والضرائب يتهرب منها بكل وجه.
أنا يأتي لي ناس مثلاً، تورطوا في عدم أداء الزكاة لسنواتٍ طويلة، فبعد حساب ماعليه من زكاة حساباً تقريبياً يقول: خذ زيادة للأحوط وهذه لن يفعلها من عليه ضرائب إنما يحاول يقلّل، ويأتي بورق ومستندات، ويعطي هذا رشوة لكي يقلّل، وهذا رشوة لكي يقلّل، كل هذا حتى يهرب, الزكاة تكفي حاجة المسلمين، والزكاة يجب أن تجبى, فلو هذه الزكاة عمّت المسلمين، لن تجد فقير، ولن تجد جوعان ولا عريان ولا بطالة، ولا هذا كله.
إذاً منع حق الله في المال، من الفساد في الأرض:
ولذلك قالوا له (وَلا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ).ولقد قلت لك أن ربنا سبحانه وتعالى قال(وَآتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ) يعني شيء ليس ملكه، قومه ذكّروه بهذه الحقيقة(وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ).
فلمّا وعظوه الوعظ الرفيق الجميل ماذا فعل هذا الكافر؟،
(قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي) فضل ماذا، وتقولون كيف أتاني لا، إنما هذا بعبقريتي وذكائي، فأرجع المسألة إلى نفسه.
يقول الشاعر:
إذا لم يكن عونٌ من الله للفتى فأول ما يجني عليه اجتِهَادُهُ
أي يجعل تدبيره تدميره، يحفر قبره بيده، إذا لم يجعل الله عز وجل له بصيرة، فأول شيء يضره. اجتهاده.إذ جعل توفيق الله عز وجل أجنبياً عن مسيرة حياته، فمشكلةٌ كبيرة، لا يتورط فيها أحدٌ من أهل الإيمان بحمد الله، إنما أهل الغفلة الكاملة، مثل قارون، نعم يتورط فيها، فيقول: (إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي) كنت أعلم أني سأصل إلى ذلك وهكذا.
انظر مثلا في الأزمة العالمية، وسقوط الاقتصاد الأمريكي، وسقوط الاقتصاد في اليابان، والدنيا كلها وقعت، والحصاد المُرّ داخل على بلاد المسلمين، وتوجد كيانات اقتصادية كاملة بدأت تنهار في بلاد المسلمين.للأسف، وهناك أُناس حصّلوا في الفترات السابقة مليارات، ممكن يكون هناك نصب واحتيال وغرر وبيوع محرمة وهكذا، مليارات خسروا أضعافها، شيء ولا على البال ولا على الخاطر
قال تعالي(وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا (الإسراء:16)
" إن الله ليمهل للظالم حتى إذا أخذه، لم يفلته". ينبهه بمصيبة، لا ينتبه، اثنين مصيبة، لا ينتبه، ثلاث لا ينتبه، يفتح له الباب، فهذا طريقه مظلم في الآخر,طالما لم ينتبه لا بهذا ولا بذاك فحق عليه القول.فهناك أناس جمعوا مليارات من أشياء محرمة، من بيوع أو نصب أو رشاوى وهكذا، فقدوا مليارات أيضا، ومازال السيل ماضٍ.
أنا أرجو أن أكون وفّقت لأني تكلمت على سجيتي، وأرجو أن أكون وفّقت في طرح هذه المسألة، وفي تبسيطها، لينتفع شبابنا بها فيعم الخير الوفير على الناس، والله سبحانه وتعالى أسأل أن يعصمنا وإياكم من الزلل والخطأ، إنه ولي ذلك والقادر عليه، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
* * *