من طرف منتديات تبسة الإثنين 21 فبراير 2011 - 12:26
العربي التبسي.. شهيد العلماء، عالم الشهداء وصاحب القبر المجهول
الشيخ العربي التبسي..
هو واحد من أعمدة جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، الذين سخّروا حياتهم لخدمة دينهم ووطنهم، ولد سنة 1897 بقرية السطح في جبال النمامشة ولاية تبسة. اسمه الحقيقي فرحات العربي بن بلقاسم، وقد اضطر لتغييره لأنه كان مطلوبا من السلطات الاستعمارية الفرنسية.
حفظ القرآن الكريم على يدي جده مبارك في قريته، ثم التحق بزاوية أولاد رشاش بالزوي جنوب مدينة خنشلة، وهناك تحصل على شهادة تؤهله للدراسة في الليانة، بعد تزكيته من طرف محمد الزواوي.
وفي الليانة الواقعة في الشمال الشرقي لمدينة بسكرة، تحصل على تزكية شيخيه سيدي سالم وسيدي حامد، ما أهله لمتابعة دراسته العليا بعد ذلك في نفطة في الزاوية العلمية الشهيرة بالجريد التونسي، وتلقى العلم فيها على يد الشيخ بن زعرور مصطفى، الذي زكاه بعد قضائه ثلاث سنوات في زاويته.
بعد ذلك، التحق بجامع الزيتونة وقضى فيه ست سنوات، كللت بحصوله على شهادة التحصيل، ثم شهادة الأهلية، ثم شهادة التطويع في العلوم العربية والدينية. بعدها التحق بجامع الأزهر بالقاهرة وقضى فيه سبع سنوات، وتحصل منه سنة 1925 على الشهادة العالمية للغرباء، ثم على شهادة العالمية العالمية سنة 1927، ثم عاد إلى أرض الوطن وتحديدا مسقط رأسه تبسة.
وفي قسنطينة، اجتمع بالشيوخ عبد الحميد بن باديس، والبشير الإبراهيمي، ومبارك الميلي، ومحمد العقبي، ومحمد خير الدين وغيرهم في ملتقى الرواد، ومن ذلك الوقت، ظل يتنقل من مدينة إلى أخرى، ومن مدرسة إلى مدرسة، ومن مسجد إلى مسجد، حيث انتقل من تبسة إلى سيڤ في الغرب الجزائري، ليعود بعدها إلى مسقط رأسه، ويؤسس مدرسة حرة ومسجدا وناديا، ثم عاد إلى قسنطينة وأدار معهد عبد الحميد بن باديس ودرّس فيه، كما شارك بذات المدينة في تأسيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، التي قدم لها فيما بعد الكثير، حيث تكثفت فيها نشاطاته من تأسيسها إلى يوم حلها في 7 جانفي .1956
تميز الشيخ العربي التبسي طيلة مساره النضالي الإصلاحي بمشاركته الكثيفة في مختلف النشاطات، والتي تدور حول قضايا أمته، ومن ضمنها مشاركته في المؤتمر الإسلامي سنة 1956، كما عبر عن موقفه المشرف في البيان التاريخي، نهاية الحرب العالمية الثانية، الذي قدمه لقائد قوات الحلفاء سنة 1944 باسم جمعية العلماء.
سجن سنة 1943 بتهمة التعاون مع الألمان، كما عبر عن موقفه في انتخابات 1948 تاريخ صعود أول رئيس بلدية جزائري في تبسة، وبقي على موقفه الداعم لقضية فلسطين، وتشجيع المجاهدين للدفاع عنها، ومواقفه المشرفة في الجبهة الجزائرية للدفاع عن الحقوق والحريات سنة .1951
من جهة أخرى، عرف الشيخ التبسي بعلاقاته المتميزة مع المسلمين والعرب، بعد ترؤسه لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين، ابتداء من سنة 1952، كما عرف بحثه الصارم لطلبة معهد عبد الحميد بن باديس، ومدرسي جمعية العلماء للالتحاق بصفوف ثورة التحرير، وكان قد رفض التفاوض مع ممثلي فرنسا في المفاوضات الاستسلامية السرية سنة 1956، ومن أهم مواقفه إصداره لفتواه الشريفة القاضية بوجوب الجهاد. تعرض للاختطاف سنة يوم 4 أفريل 1957، ومنذ ذلك اليوم لم يظهر عنه أي شيء، حتى أن قبره لايزال مجهولا.