منتديات تبسة

مرحبا بك عزيزي الزائر. المرجوا منك أن تعرّف بنفسك و تدخل المنتدى معنا. إن لم يكن لديك حساب بعد, نتشرف بدعوتك لإنشائه

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتديات تبسة

مرحبا بك عزيزي الزائر. المرجوا منك أن تعرّف بنفسك و تدخل المنتدى معنا. إن لم يكن لديك حساب بعد, نتشرف بدعوتك لإنشائه

منتديات تبسة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتديات تبسة

منتديات تبسة عينك على تبسة والجزائر


    أمن الجزائر نعمة ...يجب شكرها والمحافظة عليها

    محمد علي 12
    محمد علي 12
    كبار الشخصيات
    كبار الشخصيات

    تاريخ الميلاد : 01/07/1963
    ذكر
    الدولة : تبسة (الجمهورية الجزائرية )
    الولاية : تبسة
    عدد الرسائل : 1106
    عدد النقاط : 8575
    نقاط تقيم الاعضاء : 48
    السرطان القط
    العمر : 60
    الوظيفة : استاذ تعليم ابتدائي
    تعاليق : إذا كان الأمس ضاع .. فبين يديك اليوم
    وإذا كان اليوم سوف يجمع أوراقه ويرحل .. فلديك الغد.. لا تحزن على الأمس فهو لن يعود
    ولا تأسف على اليوم .. فهو راحل
    واحلم بشمس مضيئه في غد جميل

    اللهم يامقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك
    تاريخ التسجيل : 16/01/2010
    15092011

    algeria أمن الجزائر نعمة ...يجب شكرها والمحافظة عليها

    مُساهمة من طرف محمد علي 12

    أخي الجزائري الكريم..



    إنَّ ممَّا يصلِح القلوبَ ويزكِّي الأعمالَ ويوجب الحياءَ من ربِّ العزة
    والجلال ويُثمر التوبةَ والإنابة إلى الله تذكّرَ نعم الله على العباد
    والخلقِ عامّة، وقد أمَر الله بتذكّر النّعم في كلّ وقتٍ ليشكرَها الخلق
    ويوفّوا بحقوقِها لتدومَ عليهم ويزدادوا من خزائن جودِ ربّهم،

    قال تعالى: (يَا
    أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ
    هَمَّ قَوْمٌ أَنْ يَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ فَكَفَّ
    أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ
    الْمُؤْمِنُونَ
    ) المائدة: ١١ وقد وعَد الله تعالى بالزيادة للشاكرين قال تعالى: (وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ
    ) إبراهيم: ٧، ومن أعظمِ نعمِ الله بعدَ الإيمان بالله عزّ وجلّ الأمنُ
    والطمأنينة، الأمنُ على الدّين فلا يخاف المسلم الفتنةَ على دينه، يعبُد
    الله لا يشرك به شيئا، لا يُصَدّ عن ذلك، والأمنُ على عرضه فلا يخاف
    اعتداءً عليه ولا على دمِه، الأمنُ على مالِه فلا يخاف ضياعَه، الأمنُ في
    حلّه وترحالِه ، فتسير من تبسة إلى تلمسان أو من العاصمة إلى تنمراست لا
    تخاف ولا تخشى إلا الله تعالى أو...

    ذلك هو الأمن والأمان الذي تحقق
    في الجزائر بعد سنوات الدمع والدماء فعلينا شكرُ هاته النعم يا معشر
    الجزائريين والجزائريات، فقد قال تعالى: ( فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ (3) الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآَمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ) قريش: ٣ - ٤ ، وجاء عن عبيد الله بن محصن الأنصاري رضي الله عنه قال: قال رسول الله: ((من أصبَح منكم آمنًا في سِربِه، معافًى في جسدِه، عنده قوتُ يومِه، فكأنّما حيزَت له الدّنيا بحذافيرها)) رواه الترمذي وحسنه الإمام الألباني...

    إن
    الأمن الذي تعيشه الجزائرلا ينكره إلا جاحد أو حاقد، لأن به بفضل الله
    أولا وآخرا صلحت الحياة في هذه البلاد وازدهرت، به انبسطت الآمال وتيسرت
    معه الأرزاقُ وازدادت الاستثمارات والتجارات، و تقدمت مشاريع البنية
    التحتية في كل أنحاءها حتى صارت الجزائر مثل خلية نحل في العمل والتشييد
    والبناء...

    بالأمن ـ يا معشر الجزائريين
    ـ ينتشر العلمُ والتّعليم، و يعزّ فيه الدين والعدل ويظهَر فيه الوطنيون
    الأخيارُ على الأشرار أذناب الأعداء، به يستتبّ الاستقرار، وتوظَّف فيه
    الأموال في كلِّ مشروع نافعٍ للفرد والمجتمع، لو لم يكن لعبد العزيز إلاّ
    حسنة الأمن التي حقنت الدّماء وصانت الأموال والأعراض، و نامت فيه العيون
    واطمأنت مضاجع الجزائريين، و تنعَّم الكبير والصغيرُ والإنسان والحيوان،
    لكفت الرجل ثقلا في ميزان الحسنات في يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى
    الله بقلب سليم...

    أيها الجزائريون الأمن مِن نعم الله العظمى
    وآلائه الكبرى، لا تصلُح الحياة إلا به، ولا يطيب العيش إلا باستتبابِه،
    ولذلك جعَله الله من نَعيم أهلِ الجنّة الدائم، قال تعالى: ( ادْخُلُوهَا
    بِسَلَامٍ آَمِنِينَ) الحجر: ٤٦ ، وضدّ الأمنِ الخوفُ الذي تضيع به الدّماء
    والأموال، ويضعُف الدين، وتتقطَّع في الخوف السُّبُل، وتتعطَّل المصالح،
    وتتعطَّل التّنمية، ويسطو الأشرار، وتنتشر الفوضى، ويختفي الأمرُ بالمعروف
    والنهي عن المنكر، وتتراجع الأموال، وتقسو الحياة، الخوف الذي يشلُّ
    الحياةَ كلَّها ويدمّرها.

    أخي القارئ.. إنَّ أمن الجزائر لا يكون إلا في ظلِّ الإسلام والإيمان، قال تعالى: (الَّذِينَ آَمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ) الأنعام: ٨٢.

    معاشرَ
    القراء.. حافِظوا على تعاليمِ دينِكم، فهي ملاذُكم من كلِّ بلاء، وأمنُكم
    من كلِّ خوف، وعزّكم من كلّ ذلّ، وقوَّتكم أمام كلِّ قوة، وعصمتُكم من
    الضّلال، وعدَّتكم لكلّ شدّة، واشكروا نعمَ ربّكم عليكم التي أسبغها ظاهرةً
    وباطنة بالدَّوام على طاعاته والبُعد عن محرَّماته، وبالمحافظة على نشر كل
    الخير في جزائر المجد والإسلام، قال تعالى: (فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ) البقرة: ١٥٢




    ـــــــــ

    نـــعمة الأمـــن لا تعدلها نعمة
    - خطبة جمعة -



    أمّا بعد:

    فاتَّقوا الله ـ عبادَ الله ـ حقَّ التقوى، فمن اتَّقى ربَّه رشَد، ومن
    أعرضَ عن مولاه عاش في كمَد. أيّها المسلمون،فرَض الله الفرائضَ وحرَّم
    المحرَّماتِ وأوجب الحقوقَ رِعايةً لمصالحِ العباد، وجعل الشريعةَ غِذاءً
    لحِفظ حياتِهم ودواءًلدَفع أدوائهم، وجاءت دعوةُ الرّسل بإخلاصِ العبادةِ
    لله وحدَه بخضوع وخشوعٍ وطمأنينة، ومَقَتت ما يصرِف القلوبَعنخالقِها،
    فكانت أوَّل تضرُّعات الخليل عليه السلام لربّه جل وعلا أن يبسُطَ الأمنَ
    على مهوى أفئِدَة المسلمين فقال ( رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آَمِنًا )
    البقرة: ١٢٦ ربِّ اجعل هذا البلدَ أمنًا، فاستجاب الله دعاءَه فقال سبحانه:
    (وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آَمِنًا ) آل عمران: ٩٧، وفضَّل الله البيتَ
    الحرام بما أحلَّ فيه من الأمنِ والاستقرار، (وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ
    مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْنًا) وامتنَّ الله على ثمودَ قومِ صالح نحتَهم
    بيوتَهم من غير خوفٍ ولا فزع، فقال عنهم: ( وَكَانُوا يَنْحِتُونَ مِنَ
    الْجِبَالِ بُيُوتًا آَمِنِينَ ) الحجر: ٨٢ وأنعمَ اللهُ على سبَأ وأغدَق
    عليهم الآلاء المتتابعةَ وأسكنهمُ الدّيار الآمنة، فقال جل وعلا: (
    وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا قُرًى
    ظَاهِرَةً وَقَدَّرْنَا فِيهَا السَّيْرَ سِيرُوا فِيهَا لَيَالِيَ
    وَأَيَّامًا آَمِنِينَ (18) فَقَالُوا رَبَّنَا بَاعِدْ بَيْنَ
    أَسْفَارِنَا وَظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ فَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ
    وَمَزَّقْنَاهُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِكُلِّ
    صَبَّارٍ شَكُورٍ) ويوسفُ عليه السلام يخاطبُ والدَيه وأهلَه ممتنًّا
    بنعمة الله عليهم بدخولهم بلدًا آمنًا مستقرًّا تطمئنّ فيه نفوسهم (وَقَالَ
    ادْخُلُوا مِصْرَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آَمِنِينَ) يوسف: ٩٩ وحَبَس الله عن
    مكةَ الفيلَ وجعل كيدَ أصحابِ الفيل فيتضليل لتبقَى كعبةُ الله صرحًا
    آمنًا عبر التاريخ.والعربُ قبلَ الإسلام كانت تعيش حالةً من التمزُّق
    والفوضى والضّياع، تدور بينهم حروبٌ طاحنة ومعاركُ ضارية، وعلَت مكانةُ
    قريش من بينهم لاحتضانها بلدًا آمنا،قال تعالى: (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا
    جَعَلْنَا حَرَمًا آَمِنًا وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ
    أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَةِ اللَّهِ يَكْفُرُونَ) العنكبوت:
    ٦٧، بل وأقسم الله ذلك البلدِ المستقرِّ الآمن قال تعالى: (وَالتِّينِ
    وَالزَّيْتُونِ (1) وَطُورِ سِينِينَ (2) وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ )
    التين: ١ - ٣: ، ووعد الله نبيَّهم حمَّدًا وأصحابه بأداء النُّسُك على
    صفةٍ تتشوَّف لها نفوسهم وهي الأمنُ والاطمئنان، قال جلّ وعلا :
    (لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آَمِنِينَ
    مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لَا تَخَافُونَ ) الفتح: ٢٧ وممّا
    اختصَّت به مدينةُ المصطفى أمنُهاحين فَزَع القرى من المسيح الدجال، قال
    عليه الصلاة والسلام: "لا يدخُل المدينةَ رعْبُ المسيح الدجال، لها يومئِذ
    سبعةُأبواب، على كلِّ باب ملكان" رواه البخاري.ومن نعيمِ أهل الجنة في
    الجنّة أمنُ المكان، فلا خوفَ ولا فزعَ ولا تحوُّل، ( أدخلوها بسلام
    ءامنين) الحجر: ٤٦، وقال سبحانه: (وَهُمْ فِي الْغُرُفَاتِ آَمِنُونَ) سبأ:
    ٣٧: (إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٍ ) الدخان: ٥١

    أيّها
    المسلمون، لقد جمعت شريعةُ الإسلام المحاسنَ كلّها، فصانت الدينَ وحفِظت
    العقول وطهَّرتِ الأموالوصانت الأعراض وأمَّنت النفوس، أمرتِ المسلمَ
    بإلقاء كلمة السلام والأمن والرحمةِ والاطمئنان على أخيه المسلمإشارةً منها
    لنشرِ الأمن بين الناس، وأوجبت حفظَ النفس حتى في مظِنَّة أمنها في أحبِّ
    البقاع إلى الله، قال عليه الصلاةوالسلام :"إذا مَرَّ أحدُكم في مسجدِنا أو
    في سوقنا ومعه نَبلٌ فليمسِك على نِصالها ـ أو قال: ـ فليقبِض بكفِّه أن
    يصيبَأحدًا من المسلمين منها بشيء" متفق عليه.وحذَّرت من إظهارِ أسباب
    الرَّوع بين صفوفِ المسلمين، قال :"لا يُشِر أحدُكم إلى أخيه بالسلاح؛ فإنه
    لا يدري لعلَّ الشيطانَ ينزِع في يده، فيقعُ في حفرةٍ من النار". متفق
    عليه. وحرَّمت على المسلم الإشارةَ على أخيه المسلم بالسّلاح ولو مازحًا،
    قال النبيّ : "من أشار إلى أخيه بحديدةٍ فإنّ الملائكة تلعنُه حتى يدعَها،
    وإن كان أخاه لأبيه وأمه" رواه المسلم، قال النوويّ رحمه الله: "هذا
    مبالغة في إيضاح عُموم النهي في كلِّ أحدٍ،سواء من يُتَّهم فيه ومن لا
    يتَّهم، وسواء كان هذا هزلاً ولعبًا أم لا؛ لأن ترويعَ المسلم حرامٌ بكلِّ
    حال " . ودعا الإسلامُ إلى كلِّ عمل يبعَث على الأمن والاطمِئنان بين
    صفوفِ أفراده، وأمر بإخفاء أسباب الفزَع في المجتمع، فقال عليه الصلاة
    والسلام: "لا يحلُّ لمسلمٍ أن يروِّع مسلِمًا" رواه أحمد. ولمَّا دخل
    النبيّ مكَّة عامَ الفتح، منح أهلَ مكَّة أعظمَ ماتتوُق إليه نفوسهم، فأعطى
    الأمانَ لهم وقال: "من دخَل دارَ أبي سفيان فهو آمن، ومن ألقَى السّلاحَ
    فهو آمن، ومن دخل المسجدَ فهو آمن" رواه مسلم . وما شُرعت الحدود العادِلة
    الحازمة في الإسلام على تنوُّعها إلاَّ لتحقيقِ الأمن في المجتمعات.


    أيها
    المسلمون، بالأمن والإيمان تتوحَّد النفوسُ، وتزدهِر الحياة، وتغدَق
    الأرزاق، ويتعارف الناس، وتُتَلقَّى العلومُ من منابعها الصافية، ويزدادُ
    الحبلُ الوثيق بين الأمة وعلمائها، وتتوثَّق الروابطُ بين أفراد المجتمع،
    وتتوحَّد الكلمةُ، ويأنس الجميعُ، ويتبادل الناسُ المنافع، وتُقام الشعائر
    بطمأنينة، وتقُام حدود الله في أرض الله على عباد الله، وإذا اختلَّ الأمنُ
    تبدَّل الحالُ، ولم يهنأ أحدٌ براحةِ بال، فيلحقُ الناسَ الفزعُ في
    عبادتهم، فتُهجَر المساجد ويمنَع المسلم منإظهارِ شعائر دينه، قال سبحانه: (
    فَمَا آَمَنَ لِمُوسَى إِلَّا ذُرِّيَّةٌ مِنْ قَوْمِهِ عَلَى خَوْفٍ مِنْ
    فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِمْ أَنْ يَفْتِنَهُمْ وَإِنَّ فِرْعَوْنَ لَعَالٍ
    فِي الْأَرْضِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الْمُسْرِفِينَ ) يونس: ٨٣، وتُعاق سُبُلُ
    الدعوة، وينضَب وُصول الخير إلى الآخرين،وينقطع تحصيلُ العلم وملازمة
    العلماء، ولا توصَل الأرحام، ويئنُّ المريض فلا دواءَ ولا طبيب، وتختلُّ
    المعايش،وتهجَر الديار، وتفارَق الأوطان، وتتفرَّق الأسَر، وتنقَضُ عهودٌ
    ومواثيق، وتبور التجارة، ويتعسَّر طلبُ الرزق،وتتبدَّل طباعُ الخَلق،
    فيظهرُ الكَذِب ويُلقَى الشحّ ويبادَر إلى تصديق الحَبَر المخوف وتكذيب خبر
    الأمن. باختلال الأمن تُقتَل نفوسٌ بريئة، وترمَّل نساء، ويُيتَّم أطفال.
    إذا سُلِبت نعمةُ الأمن فشا الجهلُ وشاع الظلم وسلبتِ الممتلكات، وإذاحلَّ
    الخوفُ أُذيق المجتمعُ لباسَ الفقر والجوع، قال سبحانه: (فَأَذَاقَهَا
    اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ ) النحل:
    ١١٢، قال القرطبي رحمه الله: "سمَّى الله الجوعَ والخوفَ لباسًا لأنه يظهِر
    عليهم من الهُزال وشحوبةِ اللون وسوءِ الحال ما هو كاللباس". الخوفُ يجلِب
    الغمَّ، وهو قرين الحزن، قال جل وعلا: (إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا
    تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا ) التوبة: ٤٠، يقول معاوية رضي الله عنه:
    إيّاكم والفتنةَ، فلا تهمّوا بها، فإنها تفسِد المعيشةَ، وتكدِّر
    النِّعمة،وتورثُ الاستئصال. ولو قلَّبتَ البصرَ في الآفاقِ لوجدتَ الأمنَ
    ضرورةً في كلّ شأن، ولن تصلَ إلى غايةِ كمالِ أمرٍ إلا بالأمن، بل لن تجدَ
    مجتمعًا ناهضًا وحبالُ الخوف تهزّ كيانَه. أيّها المسلمون، نعمةُ الأمن من
    نعَم الله حقًّا، حقيقٌ بأن تُذكَر ويذكَّر بها وأن يُحافَظ عليها، قال
    سبحانه: (وَاذْكُرُوا إِذْ أَنْتُمْ قَلِيلٌ مُسْتَضْعَفُونَ فِي الْأَرْضِ
    تَخَافُونَ أَنْ يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآَوَاكُمْ وَأَيَّدَكُمْ
    بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)
    الأنفال: ٢٦ ونعمةُ الأمن تُقابَل بالذكر والشكر،( فَإِذَا أَمِنْتُمْ
    فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَمَا عَلَّمَكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ )
    البقرة: ٢٣٩ وأمَر الله قريشًا بشكر نعمةِ الأمن والرخَاء بالإكثار من
    طاعته، قالَ جل جلاله: (فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ (3) الَّذِي
    أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآَمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ (4) قريش: ٣ - ٤
    والمعاصي والأمنُ لا يجتمِعان، فالذنوب مُزيلةٌ للنِّعم، وبها تحُلّ النقم،
    قال سبحانه: (ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِعْمَةً
    أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَأَنَّ
    اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ) الأنفال: ٥٣، وما نزل بلاءٌ إلاَّ بذنب، ولا
    رُفِع إلا بتوبة. والطاعةُ هي حِصن الله الأعظمُ الذي من دخله كان من
    الآمنين. وبالخوف منَ الله ومراقبتِه يتحقّق الأمن والأمان، فهابيل
    امتَنعمن قتلِ قابيل لخوفِه من ربِّه جل وعلا، (لَئِنْ بَسَطْتَ إِلَيَّ
    يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ
    إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ ) المائدة:٢٨ والعنايةُ
    بالعلم والتمسُّك بالكتابِ والسنة شريعةً وقِيَمًا وأصولاً اجتماعية عصمةٌ
    من الفتن، وللتعليم الشرعيِّ أساسٌفي رسوخ الأمن والاطمئنان، قال ابن
    القيّم رحمه الله: "وإذا ظهر العلمُ في بلدٍ أو محلّة قلّ الشر في أهلها،
    وإذا خفي العلمُ هناكظهَر الشرّ والفساد" والعلماءُ الربانيّون هم ورثةُ
    الأنبياء، وفي ملازمتِهم وزيارتهم وسؤالهم والاستنارةِ بآرائهم سدادٌ في
    الرأي وتوفيقٌ للصواب ودرءٌ للمفاسد. وببركةِ الأمرِ بالمعروف والنهي عن
    المنكر تُمنَع الشرور والآفات عن المجتمعات. وحِفظُ العبدنفسَه من شهواتِ
    النفس وشبهاتِ القلبِ أصلٌ في صيانةِ المجتمع من المخاوف والمكاره. وتأويلُ
    نصوص الشريعة على غيروجهِها سببُ انحرافِ الفهوم، ومنها ينطلق الأعداءُ
    لتلويث عقولِ الناشئة، ويزداد أثره حينَ يضعُف التحصُّن بعلوم الدين.
    أعوذبالله من الشيطان الرجيم (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ
    وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا
    اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ
    الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ
    أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ
    ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ) النور: ٥٥. بارك الله لي ولكم في
    القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول ما
    تسمعون،وأستغفر الله لي ولكم ولجميع المسلمين من كل ذنب فاستغفروه، إنه هو
    الغفور الرحيم.

    الخطبة الثانية: الحمدُ لله على إحسانه، والشّكر
    له على توفيقه وامتنانِه، وأشهد أن لا إله إلاَّ الله وحدَه لا شريك له
    تعظيمًا لشأنه،وأشهد أنَّ نبيَّنا محمّدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى
    آله وأصحابه، وسلَّم تسليمًا مزيدًا.
    أمّا بعد: أيّها المسلمون، الأمنُ
    مطلَبٌ في الحياة لا يستغني عنه الخلقُ لقضاءِ مصالحهم الدينية والدنيوية،
    وما مِن عبد إلاَّ ويبحثُ لنفسه عن أسبابِ أمنِها،ويتوقَّى جَهدَ طاقته
    أسبابَ الخوف التي قد تُحدق به في طريق حياته، ومهما أُوتي الإنسان من
    سلامةِ بَدن ووَفرة رزق فإنّه لايشعُر بقيمتِها إلاَّ بالأمن والاستقرار.
    والخوفُ منَ الله ومراقبته مفتاحُ الأمن للمسلم في دنياه وفي أخراه، وعَقد
    القلب على أركان الإيمان وتوفيرُ مقتضياته في عمل الجوارح هو المصدر
    الحقيقيّ لحصول الأمن في الدنيا والآخرة. والأمن التامّ هو في طاعة الله
    ولزوم ذكره، قال سبحانه: (الَّذِينَ آَمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ
    بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ) الرعد:
    ٢٨


    وإذا استقام الفردُ في نفسه
    وألزمَ مَن تحت يدِه من زوجةٍ وأبناء على السّير وَفقَ كتاب الله وسنّة
    رسوله حَقَّق الأمنَ لنفسه،وانتظَمَ الأمنُ في المجتمع. ثمّ اعلموا أنّ
    الله أمركم بالصلاة والسلام على نبيّه، فقال في محكم التنزيل: ( إِنَّ
    اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا
    الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) الأحزاب: ٥٦.
    اللهمّ صلِّ وسلِّم وزد وبارك على نبيّنا محمد،وارضَ اللهم عن خلفائه
    الراشدين...


    منقول ببعض التصرف
    مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

    نجمة الشرق

    مُساهمة الجمعة 16 سبتمبر 2011 - 17:59 من طرف نجمة الشرق

    :باركوالله احنا بلادنا مليحة
    غير العباد راح تطير
    ربي يهدي كل مؤمن
    ¨°o.O (ملكة باخلاقي) O.

    مُساهمة الجمعة 16 سبتمبر 2011 - 15:19 من طرف ¨°o.O (ملكة باخلاقي) O.

    اللهم اميييييييييييييييييييييين :بارك:
    محمد علي 12

    مُساهمة الخميس 15 سبتمبر 2011 - 20:32 من طرف محمد علي 12

    اللهم
    من أراد بلادنا وبلاد المسلمين بسوء فأشغله بنفسه ورد كيده في نحره
    وإجعل تدبيره تدميرا ياسميع الدعاء , اللهم إحفظ بلادنا وبلاد المسلمين من
    شر الأشرار وكيد الفجار ، اللهم إحفظ بلادنا من عبث العابثين وكيد
    الكائدين

    اللهم آمين

      الوقت/التاريخ الآن هو السبت 27 أبريل 2024 - 10:23