لم يكن عام 2011 عاماً
معتاداً تتخلله بعض الأحداث، وإنما كان عاماً استثنائياً لا يمكن مقارنته
بأعوام كثيرة أخرى، فقد ماجت خلاله حوادث أدت إلى تغييرات كبيرة ولا سيما
في عالمنا العربي، حيث انطلقت صيحة بوعزيزي وإحراقه لنفسه لتحدث أثراً ما
زال ماثلاً للعيان، راجين من العلي القدير أن تكون العواقب حميدة على تلك
البلاد التي سرى في عروقها دخان جسد بوعزيزي. لقد كان لتونس السبق في السير
نحو تغيير قيادتها من خلال ثورة جماهير عادية، وليس عبر انقلاب عسكري، أو
تخلخل داخل الحزب أو جموح أحزاب أخرى نحو السلطة بعد إزاحة سلطة قائمة،
وهكذا كانت الحال في مصر، وفي ليبيا بطريقة مختلفة، وهي الآن تتبلور في
اليمن وسوريا. ومن الأجدى عدم الإطالة في الحديث عن هذا الموضوع، فقد كانت
جلّ صفحات الجرائد العربية تبرز وتحلل هذه الأحداث كما هي القنوات العربية
وغير العربية، ولا غرابة في ذلك، فقد كانت الأحداث جساماً في ذاتها وطريقة
حدوثها ومعاول تنفيذها، والقائمين عليها، والمنتفعين منها. والعالم ينتظر
عام 2012 ليرى ما ستؤول إليه تلك الوقائع، وما تتمخض عنه تلك الطرائق، ولله
في خلقه شؤون، ولعل الله أن يجعل العاقبة خيراً لأمتنا العربية وأن يصير
أمرها إلى فلاح ونجاح.