إنه رقم بالتاريخ الميلادي يمثل بداية العقد
الثاني من القرن الحادي والعشرين.. عام لم يكن كباقي الأعوام، حكايته
غريبة وأطواره عجيبة لا سيما على الساحة العربية ناهيك عن الساحة الدولية،
ففيه جار الزمان وشاءت الأقدار (بإرادة الله) وسقط الكبار، وقالت بعض
الشعوب كلمتها، ونطقت ألسن خرساء بما في الصدور وساهمت كل تقنية حديثة في
حراك الشعوب والمجموعات والأحزاب والطوائف، فاهتزت بعض الكيانات العربية
والأنظمة الحاكة، لأنها وجدت نفسها أمام انفجار بركاني بشري، بل قل إنْ شئت
(زلزال) سياسي لم يكن في الحسبان.. فاختفت حكومات واستبدلت بأخرى، وبين
عشيّة وضحاها تقاس بعمر الشهور، بدّل الله أحوال العرب، فأصبح بعض حكّام
العرب محكومين عند شعوبهم التي كانت تمجِّدهم.
غريب هذا العام، فقد أضاف إلى قاموسنا اللغوي الاجتماعي عبارات لم تكن
حاضرة مثل (الشعب يريد إسقاط النظام) ومطلع قصيدة (لحن الحياة) للشاعر
التونسي أبي القاسم الشابي
الثاني من القرن الحادي والعشرين.. عام لم يكن كباقي الأعوام، حكايته
غريبة وأطواره عجيبة لا سيما على الساحة العربية ناهيك عن الساحة الدولية،
ففيه جار الزمان وشاءت الأقدار (بإرادة الله) وسقط الكبار، وقالت بعض
الشعوب كلمتها، ونطقت ألسن خرساء بما في الصدور وساهمت كل تقنية حديثة في
حراك الشعوب والمجموعات والأحزاب والطوائف، فاهتزت بعض الكيانات العربية
والأنظمة الحاكة، لأنها وجدت نفسها أمام انفجار بركاني بشري، بل قل إنْ شئت
(زلزال) سياسي لم يكن في الحسبان.. فاختفت حكومات واستبدلت بأخرى، وبين
عشيّة وضحاها تقاس بعمر الشهور، بدّل الله أحوال العرب، فأصبح بعض حكّام
العرب محكومين عند شعوبهم التي كانت تمجِّدهم.
غريب هذا العام، فقد أضاف إلى قاموسنا اللغوي الاجتماعي عبارات لم تكن
حاضرة مثل (الشعب يريد إسقاط النظام) ومطلع قصيدة (لحن الحياة) للشاعر
التونسي أبي القاسم الشابي
(إذا الشعب يوماً أراد الحياة
فلا بد أن يستجيب القدر).
إنّ
رياح التغيير هبّت فجأة بلا مقدمات!! والسؤال الذي يطرح نفسه: من الذي
حرّك الشعوب النائمة؟! من أيقظها؟!، أسئلة محيّرة .. هل هو الجوع! البطالة!
الظلم! التهميش! الكرامة!.. وربما يكون خليطاً مما سبق!. لكن مع الأسف أنّ
التغير كان له ضريبة قاسية ليست مالية فقط، ولكن (ضحايا بشرية) ما بين
قتلى وجرحى ومعاقين جسدياً ونفسياً وربما مشرّدين ولاجئين! تغير كتبت
كلماته ومراحله باللون الأحمر وارتفعت فيه الحناجر بالهتاف والصراخ
والعويل، فئة مع النظام الحاكم وأخرى ضده.
أطلق البعض على هذا التغير (الربيع العربي) ولكنه أقرب إلى الخريف في بعض
البلدان، ولم تنضج ثماره ولم تتفتح أزهاره. وهو مع الأسف لم يكن ربيعاً
أخضر ولكنه موشّح بلون الدماء، وتشم فيه رائحة الموت، وإذا كان في بعض
الدول يحمل الأمل والأمنيات لكنه لا يزال يصارع من أجل البقاء، وفي بلدان
أخرى لا يزال الربيع لم يُولد، ولكن في مخاض عسير وربما يطول حمله وولادته،
ويحتاج إلى تدخُّل جراحي وعملية قيصرية بيد جراحين من داخل الكيان أو
خارجه.
في هذا العام اختفت أسماء من الخارطة السياسية والدولية فكان لهذا بُعد
إعلامي، فهذا العقيد معمر القذافي (حاكم ليبيا) يودع الدنيا بعد حكم دام
أكثر من 40 عاماً، وكان يمثل (الشرطي
الأفريقي الكبير) والزعيم الفاتح.. ولكنه واجه نهاية مأساوية لم تكن
متوقعه، وذلك بعد أن نَعتَ شعبه (بالجرذان)، ولم يصمد أمام (الثورة
الداخلية) حتى قضى نحبه وتشتتت عائلته بين قتيل وجريح ولاجئ وأسير، بينما
كان في رغد من العيش وبحبوحة من الحياة.
أما أسامة بن لادن فقد اختفى عن الأنظار لمدة طويلة ولكن كتب الله أن تطوى
سيرته، بعد إعلان الاستخبارات الأمريكية مقتل زعيم القاعدة في باكستان،
ويعلن البيت الأبيض رمي جثّته في البحر.. وينصب أيمن الظواهري زعيماً
جديداً للقاعدة، وقبل أيام قليلة من رحيل العام الميلادي 2011م أعلنت كوريا الشمالية نبأ وفاة رئيسها السابق والذي تم دفنه في مراسم خاصة.
واقتصادياً شهد العام الميلادي المنصرم
رحيل أكبر مستثمر في عالم أجهزة الاتصالات في شركة (أبل)، إلى جانب أنّ
هذا العام حمل هموماً اقتصادية وكوارث عالمية، فدول تقترب من الإفلاس وأخرى
يداهمها زلزال وتسونامي مدمر حتى اقترب من محطاتها النووية لتخسر آلاف
البشر ومليارات الدولارات، إلى جانب زلازل في تركيا وفيضانات في الفلبين
وإندونيسيا وبراكين هنا وهناك.
حتى الرياضة العالمية (الفيفا) اهتز عرشها وأصيبت بداء (الفساد الأخلاقي
والمالي)، وحدث صراع حميم بين أقطابها للحصول على الكرسي (المشئوم) والذي
فرّق بين الأصدقاء ليصبحوا أعداء في عالم إدارة المجنونة العالمية.
أما نحن في بلاد المليون ونصف المليون شهيد
فنحمد الله لأنّ عامنا كان جميلاً (وربيعنا أخضرا) وجدّدنا العهد والوفاء
والسمع والطاعة لقيادتنا، فكانت أجواؤنا هادئة وسماؤنا صافية وأرضنا ملتقى
للأحبة ومصنعاً للسعادة.
فكانت اللحمة جميلة والولاء صادقاً والحكاية أبهرت الآخرين وربما حرّكت
الحاقدين والحاسدين.. فكانت هناك أصوات تحث على الفساد لكنها لم تكن ذات
نفس طويل فسكتت وألجمت، ولم تجد أذناً صاغية، وقوبلت بالحزم والحكمة، لأنها
لامست (الخط الأحمر) سيادة الوطن وأمنه.
وفي الاخير أقول : اللهم احفظ الجزائر من الفتن ماظهر منها وما بطن وكافة بلاد المسلمين
رياح التغيير هبّت فجأة بلا مقدمات!! والسؤال الذي يطرح نفسه: من الذي
حرّك الشعوب النائمة؟! من أيقظها؟!، أسئلة محيّرة .. هل هو الجوع! البطالة!
الظلم! التهميش! الكرامة!.. وربما يكون خليطاً مما سبق!. لكن مع الأسف أنّ
التغير كان له ضريبة قاسية ليست مالية فقط، ولكن (ضحايا بشرية) ما بين
قتلى وجرحى ومعاقين جسدياً ونفسياً وربما مشرّدين ولاجئين! تغير كتبت
كلماته ومراحله باللون الأحمر وارتفعت فيه الحناجر بالهتاف والصراخ
والعويل، فئة مع النظام الحاكم وأخرى ضده.
أطلق البعض على هذا التغير (الربيع العربي) ولكنه أقرب إلى الخريف في بعض
البلدان، ولم تنضج ثماره ولم تتفتح أزهاره. وهو مع الأسف لم يكن ربيعاً
أخضر ولكنه موشّح بلون الدماء، وتشم فيه رائحة الموت، وإذا كان في بعض
الدول يحمل الأمل والأمنيات لكنه لا يزال يصارع من أجل البقاء، وفي بلدان
أخرى لا يزال الربيع لم يُولد، ولكن في مخاض عسير وربما يطول حمله وولادته،
ويحتاج إلى تدخُّل جراحي وعملية قيصرية بيد جراحين من داخل الكيان أو
خارجه.
في هذا العام اختفت أسماء من الخارطة السياسية والدولية فكان لهذا بُعد
إعلامي، فهذا العقيد معمر القذافي (حاكم ليبيا) يودع الدنيا بعد حكم دام
أكثر من 40 عاماً، وكان يمثل (الشرطي
الأفريقي الكبير) والزعيم الفاتح.. ولكنه واجه نهاية مأساوية لم تكن
متوقعه، وذلك بعد أن نَعتَ شعبه (بالجرذان)، ولم يصمد أمام (الثورة
الداخلية) حتى قضى نحبه وتشتتت عائلته بين قتيل وجريح ولاجئ وأسير، بينما
كان في رغد من العيش وبحبوحة من الحياة.
أما أسامة بن لادن فقد اختفى عن الأنظار لمدة طويلة ولكن كتب الله أن تطوى
سيرته، بعد إعلان الاستخبارات الأمريكية مقتل زعيم القاعدة في باكستان،
ويعلن البيت الأبيض رمي جثّته في البحر.. وينصب أيمن الظواهري زعيماً
جديداً للقاعدة، وقبل أيام قليلة من رحيل العام الميلادي 2011م أعلنت كوريا الشمالية نبأ وفاة رئيسها السابق والذي تم دفنه في مراسم خاصة.
واقتصادياً شهد العام الميلادي المنصرم
رحيل أكبر مستثمر في عالم أجهزة الاتصالات في شركة (أبل)، إلى جانب أنّ
هذا العام حمل هموماً اقتصادية وكوارث عالمية، فدول تقترب من الإفلاس وأخرى
يداهمها زلزال وتسونامي مدمر حتى اقترب من محطاتها النووية لتخسر آلاف
البشر ومليارات الدولارات، إلى جانب زلازل في تركيا وفيضانات في الفلبين
وإندونيسيا وبراكين هنا وهناك.
حتى الرياضة العالمية (الفيفا) اهتز عرشها وأصيبت بداء (الفساد الأخلاقي
والمالي)، وحدث صراع حميم بين أقطابها للحصول على الكرسي (المشئوم) والذي
فرّق بين الأصدقاء ليصبحوا أعداء في عالم إدارة المجنونة العالمية.
أما نحن في بلاد المليون ونصف المليون شهيد
فنحمد الله لأنّ عامنا كان جميلاً (وربيعنا أخضرا) وجدّدنا العهد والوفاء
والسمع والطاعة لقيادتنا، فكانت أجواؤنا هادئة وسماؤنا صافية وأرضنا ملتقى
للأحبة ومصنعاً للسعادة.
فكانت اللحمة جميلة والولاء صادقاً والحكاية أبهرت الآخرين وربما حرّكت
الحاقدين والحاسدين.. فكانت هناك أصوات تحث على الفساد لكنها لم تكن ذات
نفس طويل فسكتت وألجمت، ولم تجد أذناً صاغية، وقوبلت بالحزم والحكمة، لأنها
لامست (الخط الأحمر) سيادة الوطن وأمنه.
وفي الاخير أقول : اللهم احفظ الجزائر من الفتن ماظهر منها وما بطن وكافة بلاد المسلمين