سم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على اشرف المرسلين سيدنا محمد ( صلى الله عليه وسلم),وعلى آله وصحبه ,ومن استنى بسنته الى يوم الدين أما بعد.
ايها الاخوة والاخوات يا أعضاء منتدانا, السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
هذا اليوم نكتب حلقة اخرى من سلسلة هذا نبينا .
كيف كانت مواليه صلى الله عليه وسلم:؟
فمنهم زيد زيد بن حارثة حب رسل الله اعتقه وزوجه مولاته ام ايمن فولدت اسامة ومنهم اسلم وابو رافع وثوبان وابو كبشة سليم وشقران – واسمه صالح- ورباح"نوبى"ويسار نوبى ايضا"-وهوقتيل العرنيين-
ومدعم وكركرة"نوبي"ومنهم انجشةالحادي وسفينة بن فروخ-واسمه مهران,وسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم سفينة لانهم كانوا يحملونه في السفر متاعهم –منهم انيسة – ويكنى ابا مشرح-وافلح وعبيدة وطهمان ومنهم حنين و سندرو فضالة "يماني" ومن النساء سلمى ام رافع و ميمونة بنت سعد وخضيرة
ورضوى وريشحة وريحانة.
كيف كان خدامه صلى الله عليه وسلم:؟
فمنهم انس بن مالك كان على حوائجه عبد الله بن مسعود صاحب نعله سواكه وعقبة بن عامر الجهني صاحب بغلته يقود به في الاسفار واسلع بن شريك وكان صاحب راحلته ابو ذر الغفاري وايمن
بن عبيد وكان على مطهرته وحاجته وبلال بن رباح المؤذن وسعد موليا ابي بكر الصديق.
كيف كان كتابه صلى الله عليه وسلم:؟
ابو بكر وعمر وعثمان وعلي والزبير وعامر بن فهيرة وعمرو ابن العاص وابي بن كعب وعبد الله بن الارقم وثابت
بن قيس بن شماس وحنظلة بن الربيع الاسدي والمغيرة بن شعبة وعبد الله بن رواحة وخالد بن الوليد وخالد بن سعيد
بن العاص – وقيل انه اول من كتب له صلى الله عليه وسلم –ومعاوية بن ابي سفيان وزيد بن ثابت وكان الزمهم لهذا الشأن واخصهم به.
كيف كانت كتبه الى اهل الاسلام في الشرائع صلى الله عليه وسلم:؟
فمنها كتابه في الصدقات الذي كان عند ابي بكر – وكتبه ابو بكر لانس ابن مالك لما وجهه الى البحرين – ومنها كتابه
الى اهل اليمن وهو الكتاب الذي رواه ابو بكر بن عمر وبن حزم رواه الحاكم في صحيحه والنسائي وغيرهما وهو كتاب
عظيم فيه انواع من الفقه ومنها كتابه الى بني زهير وكتاب كان عند عمر بن الخطاب في نصب الزكاة وغيرها.
*+*+* سلسلة هذا نبينا 3*+*+*
المهذب- كبار الشخصيات
- تاريخ الميلاد : 17/08/1969
الدولة : أولاد سكياس
المزاج : لطيف ساعةوشديد ساعة حسب الموقف
عدد الرسائل : 392
عدد النقاط : 6509
نقاط تقيم الاعضاء : 42
العمر : 55
الوظيفة : موظف
تعاليق : ( يرحب بكل الانتقادات البنائة ويدعم المواضيع ذات الفائدة والقيمة العلمية)
تاريخ التسجيل : 14/01/2009
بطاقة الشخصية
حقل رمي النرد:
(1/1)
رد: *+*+* سلسلة هذا نبينا 3*+*+*
بارك الله فيك استاذ
شكرا أخي على المعلومات القيمة وبارك الله فيكا
بوركت اخي هشام على المرور والمشاركة الطيبةمنتديات تبسة كتب:بارك الله فيك استاذ
بوركت اختي ميمي على المرور والمشاركة الطيبةalaa mimi كتب:شكرا أخي على المعلومات القيمة وبارك الله فيكا
اللهم صل وسلم على سيذنا محمد
جزاك الله خيرا اخي :بارك:
جزاك الله خيرا اخي :بارك:
الخضراوي كتب:اللهم صل وسلم على سيذنا محمد
جزاك الله خيرا اخي :بارك:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
بوركت اخي الكريم على المرور والمشاركة الطيبة
الدروس المستفادة من قصة موسي والخضر - عليهما السلام -.
ففي الجمعة السابقة أظهرنا بالعلامات الدامغات، والآيات البينات أن الخضر - عليه السلام - قد مات، وأنه ليس بحي حتى يومنا هذا , وكنا وعدنا أن نبدأ في إلقاء الضوء علي مسمي العلم الظاهر والباطن، ذلك أن بعضًا من الناس ممن ينتسبون زورًا وبغيًا وعدوا لهذا الدين يسلكون سبيل علم الباطن الذي يعود في النهاية بالتدمير لعلوم الأنبياء جميعًا يزعمونه علمًا، وسردت لكم مثلًا في الجمعة الماضية مخزيًا أسف أني ذكرته، لكن الحقيقة أن كثيرًا من المنتسبين للإسلام يسيئون إلي هذا الدين إساءة بالغة، وديننا ليس له حمى كلأ مباح لا يوجد رادع لمن يطعن في النبي ولا يوجد رادع لمن يطعن في ذات الله ، وهناك روادع كثيرة للذين يطعنون في بعض الناس سب الدين قانون علي ورق عقوبته ستة أشهر،واضع هذا القانون أنا لا أستبعد أنه يسب الدين، ليس في قوانينهم ما يحمي ديننا أو نبينا، ولأن الدين لا حمي له فهناك مطابع تدفع من أرحامها كل يوم ألوف الكتب باسم الإسلام بغيًا وعدوا، وهم يقصدون تدميره كمرقة الصوفية الغلاة الزنادقة الذين يستجيزون فعل الفضائح وينسبونها لله بدعوي أنه وصل هناك أمثلة مخزية أنا أستحي أن أذكرها علي المنبر، أو أن أذكرها بيني وبين نفسي هي مسطرة في كتب وتباع، كل هذا يقولون: علم باطن، وحقائق وإشارات فنضع الأسس لما يسمي بعلم الباطن والظاهر لأن علم الظاهر هو علوم الأنبياء جميعًا، معني ظاهر ؟! أي إن كانت في صيغة الكلام فلا تتجاوز الألفاظ التي وضعت لمعني ما مثلًا ﴿ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً ﴾ (البقرة:67)، هذا كلام عربي أم بلغة أخري ؟! كلام عربي، ما معني بقرة في لسان العرب ؟ معناه الدابة المعروفة، هل يجوز لغة في اصطلاح العرب أن نقول: ﴿ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً ﴾ ومعني بقرة أي هذا العمود ؟! هل هذا في اصطلاح أي عاقل ؟! لو قلت لك هيا بنا نذبح هذه البقرة تقول: هذا عمود، هذه ليست بقرة هذا عمود هذا حجر، لأن اللفظ يوم وضع وضع لمعني عام لا يختلف فيه أحد.
تفسير كلمة بقرة في كتب الباطنية: ﴿ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً ﴾ ؟! قالوا: البقرة هي النفس أي اذبح نفسك حتى تصل، ﴿ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً ﴾ بعضهم قال: البقرة عائشة، وهم المرقة من الشيعة يقولون: البقرة عائشة، لما ؟! لأنها خرجت في صفوف معاوية ضد علي تكون هذه هي البقرة المعنية، ﴿ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى ﴾ (طه:12) كلمة نعل لو أطلقها أي رجل ينطق لغة عربية معناها ما تنتعل به الحذاء، وقال: " لازال الرجل راكبًا مادام منتعلا "، وفي الحديث البخاري ومسلم أن النبي كان يصلي بأصحابه فبينما هو يصلي وكان يصلي بنعليه، والصلاة في النعال جائزة لا شيء فيها لأن مسجده كان بالحصباء رمل فخلع نعليه ووضعهما جانبه، ففعل كل الناس ذلك خلعوا نعالهم ووضعوها إلي جانبهم فلما قضيت الصلاة قال: " ما حملكم علي أن فعلتم هذا ؟! قالوا: رأيناك خلعت نعلك فخلعناه، قال: إن جبريل أتاني فأخبرني أن بهما قذرا فخلعتهما فكلمة نعل إذا أطلقت حذاء.
بما يفسر الباطنية كلمة نعل؟! ﴿ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ ﴾ الدنيا والآخرة، إن خلعت الآخرة أيضًا، أين تذهب ؟! إن جاز أن تقول عن الدنيا أنها نعل تصغيرًا لها واحتقارًا لشأنها، فهل تقرن الآخرة بالدنيا في هذا الوصف القبيح ؟! أشياء عجيبة.
تفسير هذه الآية عند الباطنية:﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ (آل عمران:200) يقول لك: ﴿ اصْبِرُوا ﴾: أي أبو بكر ﴿ وَصَابِرُوا ﴾: أي عمر، ﴿ وَرَابِطُوا ﴾: أي عثمان، ﴿ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾: أي علي، ما هذا ؟! لعب وكذب علي الله ، فإن الله إنما أنزل الكلام وعلم الإنسان البيان ليفقه عنه فإذا قال له: افعل أولا تفعل كان قد علمه البيان، فإذا جاء رجل حرف هذا البيان للناس فهو من أضل الخلق ﴿ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا ﴾ (الأنعام:21) دلوني عليه دلوني علي أظلم ممن يفتري علي الله الكذب فغلاة الباطنية من الصوفية والقرامطة وغيرهم.
العلم الظاهر: هو علوم الأنبياء، لو كان هناك علم باطن فأولي الناس به النبي وأي نبي لأنه يكلم من فوق يخبر بما لا تعرفه أنت. ذات مرة " كان النبي يصلي بأصحابه فمد يده في القبلة فلما قضيت الصلاة قالوا: يا رسول الله مددت يدك في القبلة، قال: نعم، عُرضت لي الجنة فأخذت منها " في رواية " قُطفًا من عنب لو ذقتموه ما وجدتم لثمرة طعمًا " هذا نبي يري ما لا يراه الناس، وكانت السيدة عائشة تقول: " يا رسول الله تري مالا نري، وتعلم مالا نعلم لما قال لها: إن جبريل يقرئك السلام، قالت: عليك وعليه السلام تري مالا نري " جبريل - عليه السلام - كان ينزل في صورة رجل نزل مرة يعلم المسلمين الإيمان، والإسلام، والإحسان قال له النبي : " يا أخي وددت لو رأيتك بصورتك التي خلقك الله عليها " إنك تأتيني بصورة عادية أريد أن أراك كما خلقك الله هو حديث صحيح " قال: لا تقدر، فقال: بل أرني " فأذن الله أن يري النبي جبريل قال : " فرأيته وهو نازل سد الأفق كله له ستمائة جناح " - عليه السلام - فهو يري مالا نري ويعلم من الله ما لا نعلم أي نبي، فإن كان هناك مجال للعلم الباطن فأولي الناس به الأنبياء، لا أولئك المرقة الذين لا يصلون، ولا يزكون، ولا يصومون، ويلوطون بالناس لا أقول يزنون، ويلوطون بالناس ولا تستطيع أن تنكر عليه لأنه يقول: ما تراه إياك أن تفسره علي حسب ما يجري بينكم من اعترض انقرض إياك أن تظن سوءًا بالشيخ هذه علومهم.
أما علومنا التي يستهزئون بها يستهزئون بقرآننا بتفسيره وبسنة نبينا : يقولون لنا يعيروننا كأننا علي دين آخر: أخذتم علمكم ميت عن ميت، ونحن أخذنا علمنا عن الحي الذي لا يموت ميت بشر سلسلة الرواة عن ميت: أي عن الرسول يقللون من شأنه هذا تعريض يكفر به صاحبه تعريض لا أقول تصريح التصريح يكفر به لا يجوز أن يخاطب النبي لا تعريضًا، ولا تصريحًا، ولا تلويحًا بعبارة ذم أو بأي عبارة يمكن أن يفهم من ظاهرها أنه ينال من شخصه.
الشيخ محمد شكر والخطيب المفوه:من خمسين عامًا كان الملك في مصر أرسل طه حسين يدرس في باريس فخرج الرجل مسلمًا ورجع الله يعلم به كان السلطان يصلي في مسجد عند خطيب مفوه، ففي هذه الجمعة حضر السلطان وطه حسين والشيخ محمد شاكر - رحمه الله - وكان وكيلًا للأزهر الشيخ محمد شاكر هذا والد العلامة الكبير فخر مصر كلها أبي الأشبال أحمد محمد شاكر المحدث المعروف - رحمه الله - كان والده وكيلًا للأزهر، فالخطيب علي المنبر أراد أن يعبر بجملة يمدح بها السلطان أنه أرسل هذا الأعمى ليتعلم في بلاد الفرنجة، ورجع حاملًا للدكتوراه فهذا بلا شك فضل من السلطان أو من وزير المعارف أو من الذي دعي علي طه حسين فهو يريد أن يعظم السلطان لأنه أرسل طه حسين أتي بالدكتوراه، فماذا قال ؟!
قال: لما جاءه الأعمى ما عبس ولا تولي، أي أن طه حسين الأعمى لما جاء للسلطان وطلب أن يدرس في فرنسا ما رده قال له: اركب علي نفقتنا فيريد أن يعبر فقال: لما جاءه الأعمى ما عبس ولا تولي، فلما قضيت الصلاة قام الشيخ محمد شاكر وقال: صلاتكم باطلة والخطيب كافر أعيدوا الصلاة.
لماذا كفر الخطيب ؟! لأن القرآن يقول: ﴿ عَبَسَ وَتَوَلَّى * أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى ﴾ (عبس:1،2) والسلطان لا عبس ولا تولي فهذا أفضل من النبي الذي عبس والذي تولي، قال: صلاتكم باطلة أعيدوا الصلاة فقد كفر الخطيب. أنظروا هذا تلويح هذه إشارة يسيرة جدًا يمكن ألا يفهمها جمهور العوام أنه قصد تعريضًا، ونحن نجزم أن الخطيب لم يقصد الحط من شأن النبي ولكن خانه لفظه وقد يكفر الرجل من لفظه هو ولا يذكر حقيقة.
نبيكم يسب في اليوم كثيرًا جدًا ربكم، دينكم كل يوم يستهزئون به: فعلًا وقولا، ما معني أن يفتح هذا التلفاز المدمر للأخلاق الذي يسأل كل رجل عنه، ما معني أن يفتتح إرساله بالقرآن، وبعد أن يعرض لك فيلم جنسي رفيع يقول: وخير ما نختتم به، هل قدمتم خيرًا طيلة اليوم ؟! يقرأ الخطيب يذهب أدراج الرياح هذا استهزاء ضمني بهذا الكتاب أن يوضع في غير محله كما وضع ذلك الرجل الخطيب آية في غير محلها فأفتي الشيخ محمد شاكر بكفره.
المقصود أن العبارة التي تخرج من فمك أنا لا أتجاوزها، ولا أحكم عليك، إنما أحكم عليها: فأقول: هذا الرجل تكلم بكلام الكفر وإن لم يكن كافرًا، فهذا يؤيد أنه لا يجب عليك أن تتجاوز مجرد اللفظ إلي قلب الرجل ومن هنا قد يكون هناك مدخل علي إفتاء الشيخ محمد شاكر، ولعله من غضبه تكلم بها، إنما يقال: كلام الرجل كفر إنما هو لا إلا إن أبدي ذلك راضيًا وروجع فلم يرجع.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله تعالي -: لو أتي الحاكم وقال للرجل تارك الصلاة: صلي تب وإلا قتلتك، فقال: لا أصلي واقتلني، قال: هذا يُجزم أنه كافر ظاهرًا وباطنًا لأنه لا يمكن لرجل أن يفضل القتل علي مجرد أداة الصلاة إلا إن كان كافرًا معربدًا. فهذا الرجل مع أنه قيل له: صلي قال: لا، لفظه حكمنا عليه بالكفر ظاهرًا وباطنًا بالقرينة الدامغة أنه فضل القتل علي مجرد أداء ركعات هذا لا يكون مسلمًا.
والنبي جاءه رجلان يختصمان في حق: كما في صحيح البخاري ومسلم فجعل كل رجل يدلي بدلوه وبحجته في إثبات حقه فقال-: " إنما أنا بشر أقضي بينكم علي نحو ما أسمع فمن قضيت له من حق أخيه بشيء فإنما أقطع له به قطعة من النار " وقد يكون الرجل ألحن بحجته من الآخر قد يكون صاحب الباطل لثن يتكلم ويفتح ويثبت بالوقائع المقنعة المنطقية أنه صاحب الحق، وصاحب الحق سفيهًا أو ضعيفًا، أو لا يستطيع أن يفصح عما في صدره فيضيع حقه، لأنه لا يستطيع للعجز الذي في لسانه فقال - عليه الصلاة والسلام -: " أنا إنما بشر " وهو المكلم من السماء ولو شاء الله لأعلمه من هو صاحب الحق في المسألة بدلًا من أن يقول: " أنا بشر وأحكم علي نحو ما أسمع، لماذا ؟ هذه قاعدة مهمة جدًا في أنه لا يجوز لك أن تتجاوز الظاهر إلي الباطن، لأن الباطن هو ملك لله حتى لا يفترى,العباد علي بعض يقول له: أنت تبغضني، أنت تنوى في قلبك أن تأكل حقي، أنت تنوى أن تفعل الفاحشة بأهل بيتي، أنت تنوي، فيقتله أو يحد أو يسجن أو يقام عليه أي شيء لمجرد أنني أظن وأقول: أنت تنوى. فالله يقول: القلب لي أنا الذي أحكم عليه، إنما أنت وغيرك من البشر حتى النبي إنما يحكم بما يظهر له، ولا يجوز أن تتجاوز الباطن إلي غيره. أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم.
في هذا الحديث قاعدة نحكم بالظاهر والله يتولي السرائر: قد يدرك الرجل الحق بتفهيم الله له ويحجب هدايته أو معرفة الحق عن رجل آخر، هذا ليس من الباطن كون الرجل يحتال لنفسه حتى يعلم ما في نفسك بقرائن ظاهرة فيثبت عليك الحكم، ثم تمضي الأيام فإذا فعلًا كان هذا الرجل يخفي في باطنه ما أثبت أن هذا الرجل محق، هذا ليس من حكم الباطن هذا من تفهيم الله للرجل كما قال تعالي: ﴿ فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ وَكُلًّا آَتَيْنَا حُكْمًا وَعِلْمًا ﴾ (الأنبياء:79) سليمان وأبوه داوود - عليهما السلام - يحكمان في قضية فالله يفهمها لسليمان ويحجبها عن داوود ثم يقول: ﴿ وَكُلًّا آَتَيْنَا حُكْمًا وَعِلْمًا ﴾.
ذات مرة كما في صحيح مسلم دخل رجل علي النبي وآذاه بالقول وكان الرجل منافقًا: " فقال له خالد: يا رسول الله، أضرب عنقه ؟! قال: لعله يصلي فقال له خالد: كم من مصلي لا يصلي ؟! فقال: يا خالد إني لم أؤمر أن أشق بطون الناس ولا أن أكشف عن قلوبهم " وهذا نبي مكلم من السماء أولي الناس بأن يعلم ما يجهله الخلق جميعًا، كل أحكامه تجري علي الظاهر وانظر إلي العبارة " إني لم أؤمر " هناك أمرٌ أعلي من الله للنبي شخصيًا بذاته أنه ما أُمر أن يشق عن قلوب الناس ولا أن يفتح بطونهم مع أن عبارة خالد نحن نجزم أنها صحيحة علي بعض الناس هناك بعض الناس يصلون ولا يصلون.
بل قرأت حكاية عجيبة لأحد الوزراء الذين ينشرون مذكراتهم: فمن جملة ما ذكر أنا لا أدري هؤلاء الناس، كيف يكتبون ؟!، ولا أدري، كيف يفضحون أنفسهم ؟! قال: ذهبنا مرة في زيارة لأحد المعارف، وحانت صلاة الظهر فقام الرئيس يريد أن يصلي الظهر أسوة بعمر مع أن عمر لم يفعلها، بل لما فتح بيت المقدس أبي أن يصلي في الكنيسة حتى لا يصطتفها المسلمون فيقولون: هنا صلي عمر فيجعلونها مسجدًا، ولا أدري من عمر فهذا الوزير يقول: ولم أكن متوضئًا فاستحييت فدخلت وصليت, استحي لأنه إن وقف سيقف إلي جانب من ؟! المسلمون سيصلون، سيقف إلي جانب من إذًا ؟! فرأي أنه يصلي بغير وضوء حتى لا يريق ماء وجهه هذا مصلي ولا يصلي، بل قد يكفر بهذا الفعل إن وقف واستحله أو رأي أنه لا بأس أن أصلي بغير وضوء، أنا متوضئ الآن حاجتي، ما الذي جد علي حتى أتوضأ مرة أخري ؟! يسأل بعض الناس هذا السؤال، ما الذي جد ؟!
انتهي الدرس الرابع
ففي الجمعة السابقة أظهرنا بالعلامات الدامغات، والآيات البينات أن الخضر - عليه السلام - قد مات، وأنه ليس بحي حتى يومنا هذا , وكنا وعدنا أن نبدأ في إلقاء الضوء علي مسمي العلم الظاهر والباطن، ذلك أن بعضًا من الناس ممن ينتسبون زورًا وبغيًا وعدوا لهذا الدين يسلكون سبيل علم الباطن الذي يعود في النهاية بالتدمير لعلوم الأنبياء جميعًا يزعمونه علمًا، وسردت لكم مثلًا في الجمعة الماضية مخزيًا أسف أني ذكرته، لكن الحقيقة أن كثيرًا من المنتسبين للإسلام يسيئون إلي هذا الدين إساءة بالغة، وديننا ليس له حمى كلأ مباح لا يوجد رادع لمن يطعن في النبي ولا يوجد رادع لمن يطعن في ذات الله ، وهناك روادع كثيرة للذين يطعنون في بعض الناس سب الدين قانون علي ورق عقوبته ستة أشهر،واضع هذا القانون أنا لا أستبعد أنه يسب الدين، ليس في قوانينهم ما يحمي ديننا أو نبينا، ولأن الدين لا حمي له فهناك مطابع تدفع من أرحامها كل يوم ألوف الكتب باسم الإسلام بغيًا وعدوا، وهم يقصدون تدميره كمرقة الصوفية الغلاة الزنادقة الذين يستجيزون فعل الفضائح وينسبونها لله بدعوي أنه وصل هناك أمثلة مخزية أنا أستحي أن أذكرها علي المنبر، أو أن أذكرها بيني وبين نفسي هي مسطرة في كتب وتباع، كل هذا يقولون: علم باطن، وحقائق وإشارات فنضع الأسس لما يسمي بعلم الباطن والظاهر لأن علم الظاهر هو علوم الأنبياء جميعًا، معني ظاهر ؟! أي إن كانت في صيغة الكلام فلا تتجاوز الألفاظ التي وضعت لمعني ما مثلًا ﴿ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً ﴾ (البقرة:67)، هذا كلام عربي أم بلغة أخري ؟! كلام عربي، ما معني بقرة في لسان العرب ؟ معناه الدابة المعروفة، هل يجوز لغة في اصطلاح العرب أن نقول: ﴿ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً ﴾ ومعني بقرة أي هذا العمود ؟! هل هذا في اصطلاح أي عاقل ؟! لو قلت لك هيا بنا نذبح هذه البقرة تقول: هذا عمود، هذه ليست بقرة هذا عمود هذا حجر، لأن اللفظ يوم وضع وضع لمعني عام لا يختلف فيه أحد.
تفسير كلمة بقرة في كتب الباطنية: ﴿ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً ﴾ ؟! قالوا: البقرة هي النفس أي اذبح نفسك حتى تصل، ﴿ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً ﴾ بعضهم قال: البقرة عائشة، وهم المرقة من الشيعة يقولون: البقرة عائشة، لما ؟! لأنها خرجت في صفوف معاوية ضد علي تكون هذه هي البقرة المعنية، ﴿ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى ﴾ (طه:12) كلمة نعل لو أطلقها أي رجل ينطق لغة عربية معناها ما تنتعل به الحذاء، وقال: " لازال الرجل راكبًا مادام منتعلا "، وفي الحديث البخاري ومسلم أن النبي كان يصلي بأصحابه فبينما هو يصلي وكان يصلي بنعليه، والصلاة في النعال جائزة لا شيء فيها لأن مسجده كان بالحصباء رمل فخلع نعليه ووضعهما جانبه، ففعل كل الناس ذلك خلعوا نعالهم ووضعوها إلي جانبهم فلما قضيت الصلاة قال: " ما حملكم علي أن فعلتم هذا ؟! قالوا: رأيناك خلعت نعلك فخلعناه، قال: إن جبريل أتاني فأخبرني أن بهما قذرا فخلعتهما فكلمة نعل إذا أطلقت حذاء.
بما يفسر الباطنية كلمة نعل؟! ﴿ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ ﴾ الدنيا والآخرة، إن خلعت الآخرة أيضًا، أين تذهب ؟! إن جاز أن تقول عن الدنيا أنها نعل تصغيرًا لها واحتقارًا لشأنها، فهل تقرن الآخرة بالدنيا في هذا الوصف القبيح ؟! أشياء عجيبة.
تفسير هذه الآية عند الباطنية:﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ (آل عمران:200) يقول لك: ﴿ اصْبِرُوا ﴾: أي أبو بكر ﴿ وَصَابِرُوا ﴾: أي عمر، ﴿ وَرَابِطُوا ﴾: أي عثمان، ﴿ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾: أي علي، ما هذا ؟! لعب وكذب علي الله ، فإن الله إنما أنزل الكلام وعلم الإنسان البيان ليفقه عنه فإذا قال له: افعل أولا تفعل كان قد علمه البيان، فإذا جاء رجل حرف هذا البيان للناس فهو من أضل الخلق ﴿ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا ﴾ (الأنعام:21) دلوني عليه دلوني علي أظلم ممن يفتري علي الله الكذب فغلاة الباطنية من الصوفية والقرامطة وغيرهم.
العلم الظاهر: هو علوم الأنبياء، لو كان هناك علم باطن فأولي الناس به النبي وأي نبي لأنه يكلم من فوق يخبر بما لا تعرفه أنت. ذات مرة " كان النبي يصلي بأصحابه فمد يده في القبلة فلما قضيت الصلاة قالوا: يا رسول الله مددت يدك في القبلة، قال: نعم، عُرضت لي الجنة فأخذت منها " في رواية " قُطفًا من عنب لو ذقتموه ما وجدتم لثمرة طعمًا " هذا نبي يري ما لا يراه الناس، وكانت السيدة عائشة تقول: " يا رسول الله تري مالا نري، وتعلم مالا نعلم لما قال لها: إن جبريل يقرئك السلام، قالت: عليك وعليه السلام تري مالا نري " جبريل - عليه السلام - كان ينزل في صورة رجل نزل مرة يعلم المسلمين الإيمان، والإسلام، والإحسان قال له النبي : " يا أخي وددت لو رأيتك بصورتك التي خلقك الله عليها " إنك تأتيني بصورة عادية أريد أن أراك كما خلقك الله هو حديث صحيح " قال: لا تقدر، فقال: بل أرني " فأذن الله أن يري النبي جبريل قال : " فرأيته وهو نازل سد الأفق كله له ستمائة جناح " - عليه السلام - فهو يري مالا نري ويعلم من الله ما لا نعلم أي نبي، فإن كان هناك مجال للعلم الباطن فأولي الناس به الأنبياء، لا أولئك المرقة الذين لا يصلون، ولا يزكون، ولا يصومون، ويلوطون بالناس لا أقول يزنون، ويلوطون بالناس ولا تستطيع أن تنكر عليه لأنه يقول: ما تراه إياك أن تفسره علي حسب ما يجري بينكم من اعترض انقرض إياك أن تظن سوءًا بالشيخ هذه علومهم.
أما علومنا التي يستهزئون بها يستهزئون بقرآننا بتفسيره وبسنة نبينا : يقولون لنا يعيروننا كأننا علي دين آخر: أخذتم علمكم ميت عن ميت، ونحن أخذنا علمنا عن الحي الذي لا يموت ميت بشر سلسلة الرواة عن ميت: أي عن الرسول يقللون من شأنه هذا تعريض يكفر به صاحبه تعريض لا أقول تصريح التصريح يكفر به لا يجوز أن يخاطب النبي لا تعريضًا، ولا تصريحًا، ولا تلويحًا بعبارة ذم أو بأي عبارة يمكن أن يفهم من ظاهرها أنه ينال من شخصه.
الشيخ محمد شكر والخطيب المفوه:من خمسين عامًا كان الملك في مصر أرسل طه حسين يدرس في باريس فخرج الرجل مسلمًا ورجع الله يعلم به كان السلطان يصلي في مسجد عند خطيب مفوه، ففي هذه الجمعة حضر السلطان وطه حسين والشيخ محمد شاكر - رحمه الله - وكان وكيلًا للأزهر الشيخ محمد شاكر هذا والد العلامة الكبير فخر مصر كلها أبي الأشبال أحمد محمد شاكر المحدث المعروف - رحمه الله - كان والده وكيلًا للأزهر، فالخطيب علي المنبر أراد أن يعبر بجملة يمدح بها السلطان أنه أرسل هذا الأعمى ليتعلم في بلاد الفرنجة، ورجع حاملًا للدكتوراه فهذا بلا شك فضل من السلطان أو من وزير المعارف أو من الذي دعي علي طه حسين فهو يريد أن يعظم السلطان لأنه أرسل طه حسين أتي بالدكتوراه، فماذا قال ؟!
قال: لما جاءه الأعمى ما عبس ولا تولي، أي أن طه حسين الأعمى لما جاء للسلطان وطلب أن يدرس في فرنسا ما رده قال له: اركب علي نفقتنا فيريد أن يعبر فقال: لما جاءه الأعمى ما عبس ولا تولي، فلما قضيت الصلاة قام الشيخ محمد شاكر وقال: صلاتكم باطلة والخطيب كافر أعيدوا الصلاة.
لماذا كفر الخطيب ؟! لأن القرآن يقول: ﴿ عَبَسَ وَتَوَلَّى * أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى ﴾ (عبس:1،2) والسلطان لا عبس ولا تولي فهذا أفضل من النبي الذي عبس والذي تولي، قال: صلاتكم باطلة أعيدوا الصلاة فقد كفر الخطيب. أنظروا هذا تلويح هذه إشارة يسيرة جدًا يمكن ألا يفهمها جمهور العوام أنه قصد تعريضًا، ونحن نجزم أن الخطيب لم يقصد الحط من شأن النبي ولكن خانه لفظه وقد يكفر الرجل من لفظه هو ولا يذكر حقيقة.
نبيكم يسب في اليوم كثيرًا جدًا ربكم، دينكم كل يوم يستهزئون به: فعلًا وقولا، ما معني أن يفتح هذا التلفاز المدمر للأخلاق الذي يسأل كل رجل عنه، ما معني أن يفتتح إرساله بالقرآن، وبعد أن يعرض لك فيلم جنسي رفيع يقول: وخير ما نختتم به، هل قدمتم خيرًا طيلة اليوم ؟! يقرأ الخطيب يذهب أدراج الرياح هذا استهزاء ضمني بهذا الكتاب أن يوضع في غير محله كما وضع ذلك الرجل الخطيب آية في غير محلها فأفتي الشيخ محمد شاكر بكفره.
المقصود أن العبارة التي تخرج من فمك أنا لا أتجاوزها، ولا أحكم عليك، إنما أحكم عليها: فأقول: هذا الرجل تكلم بكلام الكفر وإن لم يكن كافرًا، فهذا يؤيد أنه لا يجب عليك أن تتجاوز مجرد اللفظ إلي قلب الرجل ومن هنا قد يكون هناك مدخل علي إفتاء الشيخ محمد شاكر، ولعله من غضبه تكلم بها، إنما يقال: كلام الرجل كفر إنما هو لا إلا إن أبدي ذلك راضيًا وروجع فلم يرجع.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله تعالي -: لو أتي الحاكم وقال للرجل تارك الصلاة: صلي تب وإلا قتلتك، فقال: لا أصلي واقتلني، قال: هذا يُجزم أنه كافر ظاهرًا وباطنًا لأنه لا يمكن لرجل أن يفضل القتل علي مجرد أداة الصلاة إلا إن كان كافرًا معربدًا. فهذا الرجل مع أنه قيل له: صلي قال: لا، لفظه حكمنا عليه بالكفر ظاهرًا وباطنًا بالقرينة الدامغة أنه فضل القتل علي مجرد أداء ركعات هذا لا يكون مسلمًا.
والنبي جاءه رجلان يختصمان في حق: كما في صحيح البخاري ومسلم فجعل كل رجل يدلي بدلوه وبحجته في إثبات حقه فقال-: " إنما أنا بشر أقضي بينكم علي نحو ما أسمع فمن قضيت له من حق أخيه بشيء فإنما أقطع له به قطعة من النار " وقد يكون الرجل ألحن بحجته من الآخر قد يكون صاحب الباطل لثن يتكلم ويفتح ويثبت بالوقائع المقنعة المنطقية أنه صاحب الحق، وصاحب الحق سفيهًا أو ضعيفًا، أو لا يستطيع أن يفصح عما في صدره فيضيع حقه، لأنه لا يستطيع للعجز الذي في لسانه فقال - عليه الصلاة والسلام -: " أنا إنما بشر " وهو المكلم من السماء ولو شاء الله لأعلمه من هو صاحب الحق في المسألة بدلًا من أن يقول: " أنا بشر وأحكم علي نحو ما أسمع، لماذا ؟ هذه قاعدة مهمة جدًا في أنه لا يجوز لك أن تتجاوز الظاهر إلي الباطن، لأن الباطن هو ملك لله حتى لا يفترى,العباد علي بعض يقول له: أنت تبغضني، أنت تنوى في قلبك أن تأكل حقي، أنت تنوى أن تفعل الفاحشة بأهل بيتي، أنت تنوي، فيقتله أو يحد أو يسجن أو يقام عليه أي شيء لمجرد أنني أظن وأقول: أنت تنوى. فالله يقول: القلب لي أنا الذي أحكم عليه، إنما أنت وغيرك من البشر حتى النبي إنما يحكم بما يظهر له، ولا يجوز أن تتجاوز الباطن إلي غيره. أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم.
في هذا الحديث قاعدة نحكم بالظاهر والله يتولي السرائر: قد يدرك الرجل الحق بتفهيم الله له ويحجب هدايته أو معرفة الحق عن رجل آخر، هذا ليس من الباطن كون الرجل يحتال لنفسه حتى يعلم ما في نفسك بقرائن ظاهرة فيثبت عليك الحكم، ثم تمضي الأيام فإذا فعلًا كان هذا الرجل يخفي في باطنه ما أثبت أن هذا الرجل محق، هذا ليس من حكم الباطن هذا من تفهيم الله للرجل كما قال تعالي: ﴿ فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ وَكُلًّا آَتَيْنَا حُكْمًا وَعِلْمًا ﴾ (الأنبياء:79) سليمان وأبوه داوود - عليهما السلام - يحكمان في قضية فالله يفهمها لسليمان ويحجبها عن داوود ثم يقول: ﴿ وَكُلًّا آَتَيْنَا حُكْمًا وَعِلْمًا ﴾.
ذات مرة كما في صحيح مسلم دخل رجل علي النبي وآذاه بالقول وكان الرجل منافقًا: " فقال له خالد: يا رسول الله، أضرب عنقه ؟! قال: لعله يصلي فقال له خالد: كم من مصلي لا يصلي ؟! فقال: يا خالد إني لم أؤمر أن أشق بطون الناس ولا أن أكشف عن قلوبهم " وهذا نبي مكلم من السماء أولي الناس بأن يعلم ما يجهله الخلق جميعًا، كل أحكامه تجري علي الظاهر وانظر إلي العبارة " إني لم أؤمر " هناك أمرٌ أعلي من الله للنبي شخصيًا بذاته أنه ما أُمر أن يشق عن قلوب الناس ولا أن يفتح بطونهم مع أن عبارة خالد نحن نجزم أنها صحيحة علي بعض الناس هناك بعض الناس يصلون ولا يصلون.
بل قرأت حكاية عجيبة لأحد الوزراء الذين ينشرون مذكراتهم: فمن جملة ما ذكر أنا لا أدري هؤلاء الناس، كيف يكتبون ؟!، ولا أدري، كيف يفضحون أنفسهم ؟! قال: ذهبنا مرة في زيارة لأحد المعارف، وحانت صلاة الظهر فقام الرئيس يريد أن يصلي الظهر أسوة بعمر مع أن عمر لم يفعلها، بل لما فتح بيت المقدس أبي أن يصلي في الكنيسة حتى لا يصطتفها المسلمون فيقولون: هنا صلي عمر فيجعلونها مسجدًا، ولا أدري من عمر فهذا الوزير يقول: ولم أكن متوضئًا فاستحييت فدخلت وصليت, استحي لأنه إن وقف سيقف إلي جانب من ؟! المسلمون سيصلون، سيقف إلي جانب من إذًا ؟! فرأي أنه يصلي بغير وضوء حتى لا يريق ماء وجهه هذا مصلي ولا يصلي، بل قد يكفر بهذا الفعل إن وقف واستحله أو رأي أنه لا بأس أن أصلي بغير وضوء، أنا متوضئ الآن حاجتي، ما الذي جد علي حتى أتوضأ مرة أخري ؟! يسأل بعض الناس هذا السؤال، ما الذي جد ؟!
انتهي الدرس الرابع